الجــــفــــاف يطبــــق على حقـــــول القمــــح بقـــالـمـــــة   
تتعرض حقول القمح بقالمة إلى دمار كبير بسبب موجة جفاف طويلة صاحبتها رياح جنوبية ساخنة و حرارة قوية لم ينخفض معدلها تحت العشرين درجة على امتداد شهر مارس تقريبا.  
و قال كبار المنتجين بقالمة بأن حقول القمح قد توقفت عن النمو تماما و ظهرت عليها بوادر الجفاف و بدأت مساحات واسعة تحترق تحت تأثير الحرارة القوية و نقص الرطوبة في التربة.  
  محاولات متواصلة لإنقاذ بعض حقول القمح بقالمة وسط موجة جفاف غير مسبوقة
و يحاول بعض المزارعين إنقاذ الحقول القريبة من مصادر المياه عن طريق الرش المحوري غير أنهم يواجهون صعوبات كبيرة بسبب جفاف الأودية و سد بوحمدان الكبير الذي يواصل الانكماش في واحدة من أسوأ موجات الجفاف التي تضرب المنطقة منذ عقود، بينما استسلم مزارعون آخرون للأمر الواقع و هم يستعدون لمواجهة خسائر مالية كبيرة قد تضع الكثير منهم على حافة الإفلاس و لن يكونوا قادرين على مواصلة النشاط من جديد الموسم القادم إذا لم تتخذ السلطات المحلية و المركزية إجراءات شجاعة لمساعدة منتجي القمح و تمكينهم من تجاوز الكارثة و المحافظة على زراعة القمح الذي يعد أهم مورد اقتصادي بالمنطقة.  
و يعتقد كثير من المزارعين بقالمة بأن فرص إنقاذ الموسم أصبحت منعدمة تماما بعدة أقاليم حتى لو سقطت الأمطار في شهر أفريل حيث توقفت الحقول عن النمو و تعرضت سيقان و جذور نبتات القمح للاحتراق بسبب الحرارة و الجفاف و لن تفيدها الأمطار مهما كانت كمياتها المتساقطة بعد أن أتى الجفاف على كل أخضر عبر كل الأقاليم المعروفة بالإنتاج المكثف للقمح اللين و الصلب.    
و يطالب المزارعون بإجراءات استثنائية لمساعدتهم على مواجهة ما وصفوه بالكارثة و ذالك بتعويض عن الخسائر الناجمة عن الجفاف لكل الفلاحين المتضررين مهما كانت وضعيتهم تجاه صناديق التأمين عن الأخطار الزراعية و البنوك و هذا للمحافظة على النشاط الزراعي خلال المواسم القادمة و تمكين منتجي القمح من تفادي إفلاس أصبح على الأبواب.  
و تتجاوز تكلفة الهكتار الواحد من القمح الصلب 60 ألف دينار و انفق المنتجون مبالغ كبيرة أصبح من الصعب استرجاعها إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات استثنائية لتعويض المزارعين الذين لم يقوموا بتأمين حقولهم ضد الأخطار الناجمة عن الجفاف بسبب الإهمال و في غالب الأحيان بسبب العجز المالي حيث أدى ارتفاع تكاليف إنتاج القمح إلى استنزاف القدرات المالية لصغار المزارعين و جعلهم رهينة لدى البنوك و صناديق التأمين.    
و من جهة أخرى يطالب أصحاب الحاصدات المرهونة لدى البنوك بإعفائهم من حقوق التأمين عن كل الأخطار هذا الموسم و تأجيل دفع أقساط القروض البنكية و فوائدها المرهقة مؤكدين بان حاصدات كثيرة ستبقى في المستودعات هذا الصيف و لن تجد ما تحصده إذا بقي الوضع المناخي على حاله إلى غاية الأسبوع الأول من شهر أفريل.  
فريد.غ                     

الرجوع إلى الأعلى