موقع أثري يتحوّل إلى مزبلة بحي "الروتيار" بقسنطينة
تحوّل الموقع الأثري الذي اكتٌشف قبل حوالي سنتين و الواقع بحي طاطاش بلقاسم وسط المدينة القديمة بقسنطينة، إلى مكان لرمي النفايات المنزلية و الردوم، و ذلك بعد سقوط السياج القصديري الذي تم إحاطة المكان باستعماله.
الموقع الأثري اكتُشف أثناء حفر أسس مشروع متحف و حظيرة كان قد بُرمج إنجازه في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، و ذلك غير بعيد عن محطة «التيليفيريك» و قبالة الزاوية الرحمانية، غير أن مشكلة إبرام العقود و المستحقات المالية الخاصة بمكتب الدراسات، تسببت في توقف الأشغال قبل التوصل إلى حل بخصوص هذه الآثار التي قيل وقتها إنها تعود إلى الحقبة الرومانية، ليصبح المكان مخصصا لرمي مختلف النفايات المنزلية و الصلبة و كذا بقايا البناء، بما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة و تشويه المكان، الذي استُغلّ جزء كبير منه كموقف للسيارات، فيما انهارت صفائح القصدير التي كان أحيط بها المعلم، في انتظار البت في مصيره من قبل الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية.
وغير بعيد عن هذه الآثار التي سبق للنصر أن لاحظت أنها عبارة عن جدران حجرات صغيرة مدفونة تحت الأرض، يشتكي القائمون على الزاوية الرحمانية من استمرار تأخر عملية ترميمها رغم الوعود الكثيرة، حيث عبّروا عن تخوفهم من تزعزع أركان البناية التي تمت تعرية جدرانها و تحولت إلى أطلال، بما حال ذلك دون أداء الصلاة فيها و تعليم القرآن و كذا القيام بنشاطات كثيرة.
مصدر من ديوان تسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية بقسنطينة، أوضح لنا أنه لم يصله أي قرار مركزي بشأن التعامل مع الموقع الأثري الواقع بشارع طاطاش بلقاسم «الروتيار»، مضيفا أنه ينتظر بدوره آراء المشرفين و الباحثين في هذا الشأن، علما أن مدير الثقافة السابق، جمال الدين فوغالي، سبق و كشف للنصر عن مشروع لتدعيم أرضية الساحة من أجل حمايتها من الانزلاق، و هي خطوة لم تتجسّد بعد و قال حينها بأنها سوف تُتبع بعمليات تنقيب عن الآثار بالمكان، من طرف لجنة مختصة من المركز الوطني للبحث في الآثار.
النصر اتصلت بالباحث حسين طاطاو مدير ملحقة عين مليلة التابعة للمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ و علم الإنسان الأنثروبولوجيا و التاريخ، فأوضح لنا أن الموقع المذكور يضم طبقات كل واحدة منها تشير إلى حقبة تاريخية، بحيث انهارت تلك التي تعود إلى حقبة الاستعمار و تأتي بعدها الطبقة الخاصة بالعهد العثماني ثم آثار العهد الحفصي وقبلها البيزنطية فالرومانية، و أكد المختص أن ما ظهر يعود إلى آخر عهدين مرّا على قسنطينة و هما الاستعمار الفرنسي و التواجد التركي، حيث و كلما تم التعمق في الحفر كلما توصّل الباحثون إلى آثار بقية العصور.
 ص/ رضوان

الرجوع إلى الأعلى