الصحفيون مدعوون إلى التحلي بالمهنية وقول الحقيقة دون سواها
قال وزير الاتصال، حميد قرين، أن حرية التعبير في الجزائر «مطلقة وشاملة» وهي مكرسة في الدستور، ولا يوجد مثيل لها في المنطقة المغاربية والافريقية والعربية، مضيفا أنه مطمئن جدا على مستقبل الصحافة الجزائرية وحرية التعبير، داعيا الصحفيين إلى التحلي بالمهنية وقول الحقيقة دون سواها.
وقال  وزير الاتصال أمس في تصريح له بساحة حرية الصحافة خلال وقفة ترحم على ضحايا المهنة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة المصادف للثالث ماي من كل سنة "حرية التعبير كرسها الدستور، ومنذ التعديل الدستوري لسنة 2016 أصبحت حرية التعبير مطلقة ولا مثيل لها في المنطقة".
وأضاف في ذات السياق، خلال نزوله صباحا ضيفا على الإذاعة الوطنية بأن حرية التعبير مكرسة في الجزائر بدليل عدم وجود أي صحفي في السجن منذ أكثر من ثلاث سنوات، باستثناء بعض المراسلين المتابعين في قضايا لا علاقة لها بإبداء الرأي، على اعتبار أن الصحفي هو في نهاية المطاف مواطن وليس فوق القانون.
و أضاف قرين، أنه استقبل عددا من الوزراء الأجانب بينهم فرنسيون وأمريكيون ، قال إنهم اندهشوا أمام حرية التعبير الموجودة في الجزائر، وكان يكفيهم الاطلاع على بعض الصحف الجزائرية ليقفوا على هذه الحقيقة، مشيرا في السياق إلى أن الكثير من الأجانب لديهم أحكام وأفكار مسبقة عن حرية التعبير والصحافة في بلادنا، لكن بمجرد أن تطأ أقدامهم الجزائر، واطلاعهم على نشاط الصحفيين ومساحات الرأي تتغير رؤيتهم.
وقد استعرض وزير الاتصال بالإذاعة الوطنية مسيرة تطور الصحافة الوطنية التي قال أنها بلغت مراحل متقدمة من احترام القانون واحترام الأفراد والابتعاد عن التهويل، مشيدا بالانفتاح الإعلامي الذي بدأ سنة 1989، لكن تكرس فعليا منذ مجيئ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي حرص على حرية التعبير – يضيف المتحدث.
نحو تنظيم «لاناب» وعرض قوانين الاشهار وسبر الآراء
ولدى تطرقه للعديد من المسائل المتعلقة بالصحافة تحدث وزير الاتصال عن عدة ورشات يعتزم القطاع فتحها مستقبلا، وهذا بعد سلسلة الندوات التكوينية المنظمة والتي كانت موجهة للصحفيين والمهنيين والمواطنين.
ومن بين هذه المشاريع التي تحدث عنها حميد قرين، إعادة الاعتبار للمؤسسة الوطنية للنشر و الإشهار، وبهذا الخصوص، أوضح أنه تم إعداد ورقة طريق تهدف إلى عصرنة هذه الأخيرة وتمكينها من استرجاع مكانتها، وذكر بالمناسبة، أنه من المستحيل أن تبقى المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار على الرغم من السمعة التي تتمتع بها ورأسمالها ومواردها البشرية الكبيرة «متخلفة عن الركب مقارنة بشركات صغيرة تنشط في مجال الإشهار، وعليه يتعين عليها  البحث عن معلنين جدد»، معربا في ذات الوقت عن أسفه لعدم تجاوب بعض المعلنين معها في هذا الصدد، كاشفا في السياق، عن استفادة المؤسسة من تعاون حصري مع شركة طيران الطاسيلي و ترامواي الجزائر.
أما عن مشاريع القوانين التي سيطرحها القطاع على البرلمان القادم فقد تطرق المتحدث لمشاريع تخص قوانين الاشهار، ووكالات الإشهار وسبر الآراء، وقال إنها ستكون لبنة جديدة لتنظيم هذه القطاعات.
كما أعلن عن تحضير نصوص جديدة لتنظيم المواقع الالكترونية، بحيث تلزم بالعمل والبث من داخل البلاد، واعتبرها اليوم مجرد مواقع تبث من الخارج، و في سياق المشاريع المستقبلية تحدث قرين أيضا عن أن عدد القنوات الخاصة الجديدة التي ستستفيد من الاعتماد هو عشر قنوات تلفزيونية، أما مسألة استفادتها من البث عبر المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي والتلفزي فذلك متوقف على مدى احترافيها، مضيفا بأن دخول القمر الصناعي الجزائري «ألكوم سات-1» حيز الخدمة، سيسمح من جهته بفتح باقة تضم مائة (100) قناة وطنية أو أجنبية.
تعيين مديري المجمعات الثلاثة في سبتمبر أو أكتوبر
في موضوع متصل طمأن حميد قرين بأن مشروع الهيكلة الجديدة للصحف العمومية الست وضمها في مجمع واحد، فضلا عن مجمع آخر للمطابع وثالث للنشر والإشهار لن يمس بالصحفيين بتاتا، إنما الأمر يتعلق بإعادة هيكلة للموارد لا أكثر ولا أقل، وجعل هذه المؤسسات أكثر نجاعة، كاشفا أن تعيين مديري المجمعات الثلاثة سيكون في شهر سبتمبر أو أكتوبر القادمين.
وفيما يتعلق بموضوع الحماية الاجتماعية للصحفيين، خاصة منهم العاملين في القطاع الخاص، أوضح وزير الاتصال بأنه طلب من وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي إرسال مفتشي عمل للوقوف على الوضع الحقيقي لهؤلاء، والكشف عن هذه التجاوزات التي اعتبرها «نوعا من الاستعباد».
 لكنه أكد بخصوص هذه المسألة أن بين 60 إلى 70 من المائة من الصحفيين صححت وضعيتهم الاجتماعية بالتنسيق مع وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي.
التغطية الإعلامية  للحملة الانتخابية كانت في المستوى
من جهة أخرى عبر وزير الاتصال عن ارتياحه للتغطية الإعلامية للحملة الانتخابية خاصة من قبل القنوات التلفزيونية الخاصة، وقال بهذا الخصوص أنها كانت إجمالا في مستوى التطلعات، رغم وجود بعض الانزلاقات، وهو أمر طبيعي في مثل هذه المناسبات، لكنه شدد في تصريح له بساحة حرية الصحافة خلال وقفة ترحم على أرواح الصحفيين ضحايا الإرهاب أن الصحفيين كانوا «جيدين»، واعتبر الوزير أن التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام العمومية للحملة الانتخابية كانت ممتازة.
 وبالنسبة لتغطية الانتخابات التشريعية كشف قرين عن اعتماد مئات الصحفيين الجزائريين وحوالي 20 صحفيا أجنبيا، وقال إن هذا الرقم قد يبدو للبعض غير كاف لكنه كاف لأن الصحافة تهتم بالانتخابات الرئاسية أكثر من الانتخابات التشريعية، ثم إن كل الصحف الكبيرة حاضرة.
 وأشاد الوزير بمضمون رسالة رئيس الجمهورية الموجهة لأسرة الصحافة بمناسبة الثالث ماي، واعتبرها خارطة طريق للقطاع في المستقبل، وقال خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الثالثة أمس، أن هذه الرسالة تعتبر خارطة طريق بالنسبة لقطاع الاتصال ونداء للصحفيين كي يضعوا الجزائر فوق كل اعتبار، وهي أيضا نداء لاحترام قواعد المهنة، مضيفا أن الرئيس وجه أيضا نداء للناشرين من أجل ضمان أحسن الظروف لعمل الصحفيين.
وبعد أن ترحم وزير الاتصال على أرواح الصحفيين ضحايا الهمجية الإرهابية رفقة السلطات المحلية للعاصمة وممثلين عن عائلات الصحفيين المغتالين وإطارات القطاع، زار قرين المركز الدولي للصحافة حيث اطلع على مختلف الفضاءات والتجهيزات التي وضعها المركز في متناول الصحفيين حتى يقوموا بتغطية حسنة للانتخابات التشريعية.
إلياس بوملطة

الرجوع إلى الأعلى