سركينــــة.. حي لا يعــــرف سكانــــه الأنترنـــت و "الطاكســــي" حلــــم مؤجــــل
توسّع تحصيص سركينة بقسنطينة بشكل كبير في السنوات الأخيرة، و أصبحت مساحته تضاهي تقريبا حي الزيادية المجاور، رغم ذلك لا يزال هذا التجمع السكني يعرف نقصا كبيرا في الخدمات و المرافق الشبانية، ما جعل السكان يطالبون بضرورة تدخل السلطات من أجل تحسين الإطار المعيشي للمواطن بهذا الحي.
و ما ساعد على توسع سركينة، وقوعه على وعاء عقاري كبير يمتد بين حي ساقية سيدي يوسف "لابوم"، إلى غاية أعالي منطقة الباردة بجبل الوحش، مرورا على حي الزيادية، حيث أنجزت به على مدى السنوات الماضية المئات من الشقق و السكنات الفردية، و زادت معها الكثافة السكانية، لكن الحي يشهد نقائص كثيرة لم تجد طريقها إلى الحل رغم أنه لا يبعد كثيرا عن وسط مدينة قسنطينة، و أهم هذه النقائص، مثلما يؤكده السكان، أزمة النقل.
و قال مواطنون من سركينة للنصر، إن حيهم يتوفر على حافلتين فقط للنقل الحضري، تعملان على خط باب القنطرة بوسط المدينة، لذلك فإن الظفر بمقعد بها، يتطلب منهم غالبا الانتظار لقرابة ساعتين، و هو وضع أكدوا أنه يزيد تأزما في فصل الشتاء، و يضطرهم إلى اللجوء لسائقي “الفرود» في ظل غياب محطة لسيارات أجرة، مقابل مبالغ غير مقننة، فيما وجد آخرون أنفسهم مجبرين على التنقل مشيا على الأقدام إلى غاية الأحياء المجاورة، مثل الأمير عبد القادر “الفوبور» أو الزيادية، للركوب من هناك.
و من أكثر ما يلفت الانتباه عند دخول سركينة، هو انتشار تسربات المياه الصالحة الشرب، ما أغرق عددا من الطرقات في البرك و زاد من تدهورها، يأتي ذلك في وقت لا تصل المياه حنفيات السكان إلا كل أسبوع و أحيانا كل 15 يوما ببعض العمارات، ليجدوا أنفسهم في مواجهة معاناة كبيرة في التزود بهذه المادة الضرورية، التي يحصلون عليها من باعة الصهاريج أو من الينابيع و الآبار القليلة.
زيادة على ذلك، يشتكي السكان من غياب الإنارة العمومية في بعض المحاور، ما صعّب من تنقلاتهم كلما حلّ الظلام، كما طرحوا مشكلة انتشار الكلاب الضالة التي يقولون إنها صارت تُمثّل تهديدا حقيقا على سلامة أبنائهم، إلى جانب تجوّل الأبقار الآتية من المزارع القريبة، ما أدى إلى إتلاف المساحات الخضراء و تبعثر القمامة التي تقتات منها عشرات الأبقار، حيث طالب محدثونا بضرورة منع أصحابها من تركها داخل الوسط الحضري، خصوصا أنها شوّهت المنظر العام للتحصيص.
و لا يتوفر حي سركينة على مركز بريد، بحيث يضطر العديد من سكانه إلى التنقل لعدة كيلومترات إلى غاية بريد حي الزيادية لسحب أموالهم أو إجراء المعاملات، فيما لا يزال السوق الجواري الوحيد غير مستغل، رغم اقتراب شهر رمضان و خضوعه لعملية إعادة تأهيل بعد تخريبه، و قد استغرب السكان عدم فتح المرفق سيما أن التجار المعنيين تسلموا الاستفادات الخاصة بمربعاتهم، مطالبين بالشروع في استغلاله على الأقل خلال الشهر الفضيل، بالنظر إلى غلاء الخضر و الفواكه بالمحلات المتوفرة في التحصيص، و اضطرارهم لشراء ما يحتاجونه من حيي الدقسي و الأمير عبد القادر. غياب فضاءات اللعب و مرافق التسلية و الرياضة، لا تزال أيضا من أهم انشغالات سكان سركينة، الذين يؤكدون أن الأطفال و الشباب لا يجدون مكانا مناسبا لتمضية أوقات الفراغ، خاصة أن دار الشباب الوحيدة، تُقدّم، حسبهم، نشاطات محتشمة لا تتلاءم مع الكثافة السكانية الكبيرة للحي، مطالبين بإنشاء مساحات مخصصة للترفيه، إلى جانب تعزيز الأمن داخل التحصيص، و إن تطلّب الأمر، إنجاز مقر للأمن الحضري، سيما أن مساحة سركينة توسعت و لم تعد مثلما كانت عليها في السنوات الماضية. كما طرح محدثونا استمرار انقطاع شبكة الهاتف الثابت و الانترنت عنهم منذ حوالي 3 سنوات، عندما تسببت أشغال حفر نفق الجسر العملاق بالزيادية، في إتلاف الكابلات الأرضية التي وعدت مصالح اتصالات الجزائر بتعويضها بشبكة الألياف البصرية، و هي عملية لم تُجسد بعد، فيما يقول السكان إن هذا الوضع أدخلهم في عزلة منعتهم من تصفح شبكة الأنترنت، باستثناء بعض “المحظوظين” الذين استطاعوا إدخال خط الهاتف الثابت إلى منازلهم.                      
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى