مســار دكتــوراه حــول رقمنــة العربيــة بجامعــة قسنطينة 1
صرح، أمس، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، بأن الهيئة التي يرأسها اقترحت على جامعة الإخوة منتوري عقد شراكة من أجل إنشاء مسار دكتوراه حول رقمنة اللغة العربية، التي اعتبر بأنها تعاني اليوم من أزمة في عالم التكنولوجيات الحديثة مقارنة بلغات أخرى. و قال صالح بلعيد في كلمة افتتاحية ألقاها في الملتقى الوطني حول التكنولوجيات الجديدة و دورها في صناعة اللغة العربية بجامعة منتوري بقسنطينة، إن المجلس يرغب في عقد شراكة علمية مع جامعة الإخوة منتوري، من أجل صياغة الرؤى العلمية الحالية و المستقبلية، في إطار العمل على تطوير البرمجيات الخاصة باللغة العربية، و تحديث بعض أنماطها و الإفادة من التقنيات الحديثة التي تتيحها المعلوماتية و تطبيقاتها المختلفة، على غرار المعالجة الآنية للنصوص و الوصول الفوري لمعاني الألفاظ و المصطلحات و التدقيق اللغوي و الصرفي و النحوي و الإملائي و كذلك الترجمة الفورية و البحث البيوغرافي و تصنيف الدواوين و المؤلفات و إنجاز البحوث و غيرها من التقنيات التي لها علاقة بمختلف العلوم، مضيفا بأن الإجراء يمكن أن يمس أيضا ما يطلق عليه اسم «الأدب الرقمي» و إطلاق البحوث في كل متعلقات المتن اللغوي.
و ذكر نفس المصدر بأن المجلس الأعلى للغة العربية، يرغب في إنشاء مسار دكتوراه جديد في ميدان المحتوى الرقمي للغة العربية، حيث يسعى من خلاله إلى جعل الجامعة مرقمنة إداريا و علميا، فضلا عن العمل على سرعة الوصول إلى المنظومة الخاصة بالجامعة لمن يرغب في الوصول إليها، مشددا على وجوب سد ما وصفه بـ «الفجوة الرقمية» التي قال إن اللغة العربية تعاني منها، فضلا عن ضرورة بناء المحتوى الرقمي وفق معايير العالم المتقدم، ما يمكن الوصول إليه، بحسبه، عن طريق التعاون بين منتجي الأفكار و أصحاب القرار. و قد نبه المتحدث بأن نوايا المجلس الأعلى للغة العربية صريحة في السير باللغة العربية إلى الأمام وفق ما تتيحه الرقمنة، بالإضافة إلى استعداد جامعة الإخوة منتوري أيضا.  و أضاف بلعيد بأن المؤسستين تعملان على التخزين الرقمي للمحتوى المدون باللغة العربية، من أجل التخلص مما وصفه بـ «الفيضان الورقي» في الرفوف التي لا حدود لها في المؤسسات، موضحا بأن بلدانا أخرى قد سبقت الجزائر في هذا المجال و تركت بصمات متميزة فيه. و قد أكد على أنه لا يجب الخوف على اللغة العربية من الفجوة الرقمية التي تعاني منها اليوم، و يمكنها اليوم أن تعود إلى احتلال مكانة علمية مرموقة مثلما احتلتها في الماضي، فهي تأتي في مرتبة جيدة في التصنيف العالمي رغم ما تعيشه من مشاكل. و قدم أساتذة من جامعات وطنية مختلفة مداخلات متنوعة حول علاقة اللغة العربية بالتكنولوجيات و الفضاء الرقمي، و ذلك خلال فعاليات الملتقى الذي يستمر إلى غاية اليوم.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى