مجاهدون و أكادنميون يدعون لتبليغ الجيل الجديد قيم الثورة
دعا أمس أكاديميون ومجاهدون وكذا ممثلو المجتمع المدني بوهران للإسراع في تبليغ تاريخ الثورة الجزائرية و نضالات شعبها وتضحيات شهدائها للجيل الجديد لتعبئته من أجل حماية الوطن من التهديدات المحدقة به ومن أجل إدماجه في المسار الاقتصادي لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية وتجاوز مرحلة الريع البترولي إلى مرحلة تنويع المداخيل، ومن جهة ثانية ترقية المجتمع وتحصينه من المخاطر التي تستهدفه من الخارج ومن خطابات نشر اليأس من الداخل.
طغى النقاش على الوضع الحالي للبلاد على لقاء تاريخي حول أول وال لوهران الراحل سويح الهواري والذي جرت فعالياته بمنتدى جريدة الجمهورية أمس، وما جعل الجميع يربط الماضي بالحاضر هو شخصية المجاهد والسياسي والمناضل المرحوم سويح الهواري الذي صبت كل الشهادات التي أدلى بها الذين عرفوه، على أنه كان رجلا جامعا لكل الفئات المجتمعية سواء أثناء نضاله الثوري أو بعد الاستقلال لغاية وفاته، و انطلاقا من هذا المبدأ طالب المتدخلون بتكثيف الجهود لإيصال رسائل الشهداء والعمل على حث الشباب لاستلهام العبر من نضالات ومواقف المجاهدين من طينة المرحوم سويح الهواري، الذي هو بدوره استلهم العبر من أجداده وأفراد عائلته الذين كانوا شيوخا ومشرفين على زوايا فاغترف من علمهم ما جعلهم  الأوائل المؤسسين لمدرسة التهذيب بوهران ومن الناشطين في مدرسة الفلاح التي كانت تابعة لجمعية العلماء المسلمين وهذا ما دفعه أيضا وفق الشهادات للنضال السياسي في صفوف الإصلاحيين التابعين لجمعية العلماء، ثم انتقل لصفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية ومنها لحزب الشعب، ومثل كل المجاهدين تم القاء القبض على سويح الهواري والزج به في السجن،  وحسب أحد من كانوا معه في زنزانات المستعمر، فإن المرحوم كان جامعا أيضا لمختلف توجهات السجناء الذين كان  يعلمهم ويدرسهم ويلقنهم معاني حب الوطن والتضحية ،  مما كان يزيل عنهم ضغوطات وهموم السجن الاستعماري.وبعد الاستقلال مباشرة في جويلية 1962 تولى سويح الهواري زمام أمور تسيير شؤون ولاية وهران التي كان فيها “جون بيار شوفانمون” والذي بدوره كان يعرف سويح ومواقفه المشرفة مما جعله يتواصل معه باحترام ويسلمه فيما بعد مقاليد ولاية وهران، وهنا اعترف أحد المتدخلين في ندوة أمس ليقر أنه حتى الفرنسيين الذين لم يكونوا قد غادروا البلاد بعد، تنفسوا الصعداء بعد تولي سويح مهام والي وهران لما كانوا يعرفوه عنه بأنه رجل جامع ذو أخلاق ومستوى إنساني راقي، وفي هذا السياق قال متدخل آخر أن المرحوم سبق له وأن كان منسق الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بوهران خلال نهاية الثمانينات.
تعددت الشهادات حول خصال الرحل وحنكته في التسيير وتعدد نشاطاته خاصة بعد الاستقلال خاصة الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها في سرية، ولكن الجميع لخص شخصية المجاهد المرحوم في أنه كان متواضعا قريبا من المواطنين مهما كانت المناصب العالية التي تقلدها ، والأهم هو أنه كان قبل و بعد الاستقلال ولغاية وفاته يوصي الشباب وجميع فعاليات المجتمع بكل أطيافها للوحدة ونبذ التفرقة،  لأنها أسس حماية الوطن من الأخطار و تحصينه من كل التهديدات الاستعمارية،  ويبدو أنه في هذا السياق فإن سويح الهواري كان استشرافيا حيث حملت شهادة أحد الأساتذة الجامعيين خلال شريط تم عرضه في الندوة أن سويح كان يحب مقولة “نوفمبر أعاد التملك النقدي للوطن، وأكتوبر أعاد المجتمع للرقي والتحضر” مشيرا أن سويح كان يدعو  لغاية الأيام الأخيرة لوفاته للبحث في كيفية استغلال هذين القيمتين التاريخيتين في دراسات أكاديمية علمية وتلقينها للشباب من أجل الحفاظ على الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية. للتذكير، ولد الراحل سويح الهواري سنة 1915 ووافته المنية سنة 1990 بوهران.                      
هوارية ب

الرجوع إلى الأعلى