دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس أمس لإنشاء لجنة وزارية مشتركة لضبط البطاقة الوطنية للمعوزين، وتطهير القوائم البلدية من الانتهازيين، مع الاستعانة بالأعيان والأئمة ولجان الأحياء في تحقيق هذا المسعى، كي تذهب الإعانات إلى مستحقيها، كاشفة في ذات السياق عن جمع مواد غذائية تكفي لتموين 25 ألف أسرة معوزة طيلة شهر رمضان.
وأكدت بن حبيليس في ندوة نشطتها  في فوروم يومية المجاهد، أن المشكل العويص الذي يقف حائلا أمام توزيع الإعانات على المحتاجين هو غياب بطاقية وطنية للمعوزين، وأن المبالغ الهامة التي ترصدها الدولة سنويا لدعم الفئات الهشة لا تصل بنسبة 100 بالمائة إلى مستحقيها الفعليين، بسبب عدم وجود بطاقية وطنية للمحتاجين، مع الاستعانة غالبا بقوائم البلديات، التي يتم إعدادها انطلاقا من تقدم الشخص المعني لدى مصالح الجماعات البلدية مرفوقا بشهود وببطاقة الإقامة ليثبت بأنه بطال ولا يستفيد من التغطية الاجتماعية، في حين أن الكثير منهم يعملون في القطاع الموازي، مما أدى حسبها إلى ارتفاع عدد الاستفادات غير القانونية من إعانات الدولة، ما يتنافى مع سياسة ترشيد النفقات لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية، ودعت المتحدثة لإنشاء لجنة تفكير تضم الداخلية والتضامن والهلال الأحمر والشؤون الدينية والكشافة الإسلامية لضبط قائمة المعوزين، منتقدة بشدة غياب التنسيق على مستوى قطاع التضامن. وأفادت ضيفة الفوروم أن هيئتها لجأت إلى الاستعانة بالأعيان والأئمة وشيوخ الزوايا وكذا الجمعيات المحلية لتحديد قائمة المحتاجين، مع إشراكهم في توزيع المساعدات لإضفاء الشفافية، وتحقيق أهداف الهلال الأحمر، مع الاستعانة في المدن الكبرى والأحياء السكنية بالمواطنين الذين يقطنون نفس المنطقة، بغرض وضع حد للانتهازيين والطفيليين، معلنة عن توزيع طرود تتضمن مواد غذائية متنوعة بقيمة 7000 دج على 25 ألف عائلة معوزة في رمضان، فضلا عن إحصاء 250 ألف أسرة فقيرة من قبل الهلال الأحمر، نسبة هامة منها تقطن بالمناطق المعزولة والحدودية، إلى جانب تصنيف 45 بلدية تعيش تحت عتبة الفقر. ونفت المصدر تلقي أي مساعدات مالية من الدولة، وأنها شخصيا عندما تولت رئاسة الهلال الأحمر سنة 2014 قررت الاعتماد فقط على هبات المحسنين، إلى جانب حرصها الدائم على توزيع كل ما يتم جمعه من مساعدات في حينها، مفضلة أن تأخذ الإعانات شكل مبالغ مالية، لحفظ كرامة المستفيدين وتمكينهم من اقتناء ما يرغبون فيه سواء من مواد غذائية أو ألبسة، وانتقدت بن حبيلس بشدة اعتماد بعض الناشطين في المجال الخيري على تقديم وجبات ساخنة للأسر الفقيرة خلال شهر الصيام، لما يحمل ذلك من دلالات الإهانة والتسول وفق تقديرها، مقترحة في المقابل مساعدتها على إعداد وجبة الفطور بنفسها، حتى تعيش نشوة وأجواء رمضان كباقي الأسر.
تعليمة لمنع مطاعم الرحمة على عابري السبيل
وأضافت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أنها لا تحبذ كثيرا مطاعم الرحمة، لأن من يقصدونها ليسوا جميعهم من المعوزين، وأنها من منطلق حرصها على عدم تبديد أموال الإعانات، وجهت تعليمة لمكاتبها الولائية لمنع هذه المطاعم على عابري السبيل على غرار العمال والموظفين والطلبة، الذين بإمكانهم توفير مصاريف وجبة الفطور، مع فتحها أمام الفقراء واللاجئين وعمال الورشات، منتقدة أيضا تفاخر بعض المسؤولين بارتفاع عدد الفقراء مقارنة بالعام الماضي، معتقدة بأن الأرقام المعلن عنها مضخمة ولا تعكس الواقع بسبب عدم تطهير القوائم على المستوى المحلي، وأن الحل يكمن في اعتماد العمل الجواري بإشراك الأئمة والأعيان، معلنة عن شروع هيئتها في إنشاء فضاء أصدقاء الهلال الأحمر الجزائري، وأنه مؤخرا تم التوقيع على اتفاقية مع 18 جمعية تنشط بالمهجر لإشراكها في العمل التضامني.وطمأنت بن حبيلس بضمان التكفل التام باللاجئين السوريين وكذا القادمين من بلدان الساحل الإفريقي في رمضان وكذا في الأيام العادية، نافية تسجيل إصابات بحالات السيدا وسط المهاجرين الأفارقة، الذين يتواجد أكبر عدد منهم بولاية تمنراست، ينتمون في مجملهم إلى أزيد من 14 جنسية، بفضل تمكينهم من الرعاية الصحية، بدليل أن نسبة 37 بالمائة من الخدمات الصحية التي يوفرها مستشفى الولاية استفاد منها اللاجئون الأفارقة، مع نقل الحالات المستعصية إلى مستشفيات العاصمة.    
لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى