غيابات بنسب كبيرة في أوساط الأحرار وحالات غش محدودة
أبدى التلاميذ الممتحنون في البكالوريا أمس، ارتياحهم ورضاهم لطبيعة أسئلة اليوم الأول التي جاءت ‹› سهلة ‹› وفي ‹› متناول الجميع››، معربين عن تفاؤلهم بالنجاح سيما وأن ‹› كل المواضيع لم تخرج عن المقرر الدراسي››، وقد كانت علامات الرضا بادية على وجوه أغلب المترشحين الذين قابلناهم وحتى لدى بعض الأولياء الذين حضروا لانتظار خروج أبنائهم من قاعات الامتحان في العديد من مراكز الإجراء التي زرناها.
ففي العاصمة أعرب المترشحون الذين التقينا بهم خلال خروجهم في بعض المراكز في كل من بوشاوي والشراقة والمرادية، من الفروع العلمية والأدبية عن ارتياحهم لنوعية الأسئلة التي طرحت عليهم خلال الفترة الصباحية والتي أجمعوا على أنها لم تخرج عن البرنامج الدراسي مؤكدين بأن معنوياتهم قد ارتفعت وأن الضغط زال عنهم وكلهم تفاؤل بالنجاح.
وفي المقابل تحدث بعض الأحرار عن وجود صعوبة في حل تمارين الرياضيات شانهم في ذلك شأن عدد قليل من مترشحي الأقسام الأدبية.
وفي قسنطينة شهد اليوم الأول من دورة البكالوريا 2017 إجراءات أمنية مشددة بكافة مراكز الإجراء، تفاديا لحدوث أي تجاوزات أو تسريبات، حيث تم منع المترشحين من إدخال الهواتف النقالة أو أي أجهزة اتصال، عن طريق مراقبتهم عند مداخل المؤسسات باستخدام أجهزة كشف المعادن و حتى من خلال عملية التفتيش، و لم يسجل حدوث تجاوزات على مستوى معظم المؤسسات.
وأكد مدير التربية للولاية محمد بوهالي، للنصر، بأن الفترتين الصباحية و المسائية للامتحان ‹›مرّتا في هدوء تام››، موضحا بأن الإجراءات الأمنية المتخذة و كذا الحراسة المشددة، سمحت بإجراء اختبارات اليوم الأول في ظروف جد عادية، كاشفا عن تسجيل حالة غش واحدة، لمترشح من الأحرار، كان يخفي هاتفا نقالا في جواربه، حيث ضبط داخل حجرة الاختبار و هو بصدد استعماله، و قد تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده، كما سجلت العديد من حالات التأخر، وبالتالي الغياب سيما في أوساط المترشحين الأحرار ( 2703 حالة غياب بنسبة 37 بالمائة مقابل 0,89 بالمائة في صفوف النظاميين)
من جهة أخرى، ذكر غالبية المترشحين في مختلف الشعب، و الذين التقت بهم النصر في أماكن متفرقة من مدينة قسنطينة، أن اليوم الأول مر عليهم بسلام، موضحين بأن ‹›الأسئلة كانت سهلة نسبيا›› وأن أي تلميذ حضّر بشكل جيد، يمكنه الإجابة عليها، فيما اشتكى معظمهم من الظروف التي يجتازون فيها البكالوريا هذه السنة، مؤكدين بأنهم متخوفون من عوامل الصيام و الحرارة و قلة النوم، خاصة عند اجتياز المواد الأساسية، التي سيشرعون فيها ابتداء من اليوم.
كما أعرب الممتحنون في مختلف الشعب بعنابة عن ارتياحهم لطبيعة الأسئلة في اليوم الأول، حيث كانت مادة الرياضيات لشعبة اللغات في المتناول حسب تصريح عدد من التلميذ لدى الانتهاء من إجراء الاختبار، وكان نفس الانطباع لدى باقي الشعب مع مادة اللغة العربية، فيما جرى الامتحان حسب مراقبين في ظروف عادية.من جهتهم، أكد المترشحون في مختلف مراكز ولاية تبسة سيما في عاصمة الولاية والشريعة أن أسئلة مادة اللغة العربية للشعب العلمية المشتركة، لم تطرح أي إشكال، بحيث أجمع أغلب من تحدثنا إليهم من تلاميذ وأساتذة ومفتشين أنها كانت في متناول التلميذ المتوسط،  إذ تضمن موضوع امتحان مادة اللغة العربية وآدابها محوري الالتزام والثورة الجزائرية وكذا محور المسرحية الجزائرية في الموضوع الثاني.
وفيما تمت الإشارة إلى أن الاختبارات مرت في هدوء تام وانضباط ، ذكر محدّثونا أن أسئلة اللغة العربية شملت مختلف الدروس المقدمة وغطت بنسبة كبيرة البرنامج المقرر، فضلا عن خلوها من الإشكاليات المعقدة التي قد تؤثر على إجابات التلاميذ، على اعتبار أنها جاءت مباشرة ومحددة للهدف.
ونفس الارتياح ساد في أوساط عدد من الممتحنين الذين التقينا بهم أمام مراكز إجراء بولاية سكيكدة نظرا لكون ‹› الأسئلة جاءت مباشرة وفي متناول الجميع›› وبالمقابل لم تسجل أي حالة غش. وجرت امتحانات اليوم الأول أيضا في ظروف عادية وفي ظل الانضباط عبر مراكز ولاية تيزي وزو ودون تسجيل أي حالة غش على غرار ما ساد في برج بوعريريج أين كشف المدير الولائي للتربية للنصر عن تغيب 1257 مترشحا حرا من أصل 4569 مترشحا، فيما بلغ عدد التلاميذ النظاميين المتغيبين في اليوم الأول 147 مترشحا.
وتحدث مترشحو الولايتين سالفتي الذكر عن رضاهم عن ظروف الاستقبال والإجراء وطبيعة أسئلة اليوم الأول وهو ما أكده التلاميذ الممتحنون أيضا لمندوبي النصر في ولايتي ميلة وجيجل، مع تسجيل ملاحظة أن بعض المترشحين على قلتهم في جيجل قالوا أنهم وجدوا صعوبة في الإجابة على تمارين الرياضيات.أما في ولاية باتنة فتم تسجيل أزيد من مائة غائب في صفوف الأحرار دون تسجيل حالات غش عبر مراكز الإجراء بالولاية.وفي وهران وقسنطينة قال بعض المترشحين بأن الإجراءات التفتيشية التي استعلت فيها أجهزة كشف المعادن في مداخل مراكز الإجراء من أجل ضبط أجهزة الغش مثل الكاميرات الصغيرة جدا والهواتف النقالة ‹›قد أربكتهم››، وما عدا ذلك لم يتم في وهران تسجيل حالات غش، غير أن عددا غير قليل من المترشحين اشتكوا من حرارة الطقس سيما في منطقتي الهضاب العليا وجنوب البلاد.
لكن الوضع في أم البواقي اختلف بعض الشيء حيث تم تسجيل إقصاء 7 مترشحين بسبب الغش، فيما أقصي 1686 مترشحا بينهم 1491 مترشحا حرا بفعل الغياب، وفي ولاية الطارف تم إقصاء 7 مترشحين وصلوا متأخرين ، فضلا عن إقصاء 600 مترشح آخر أغلبهم أحرار بسبب الغياب.وسجلت مصالح مديرية التربية، في ولاية سطيف إقصاء 3183 مترشحا بسبب الغياب من بينهم 160 متمدرسا نظاميا بسبب تأخرهم عن الحضور في الوقت المحدد بالتاسعة صباحا.
احتجاجات على النقل في سكيكدة وعمل تضامني مع مترشحي المناطق النائية
قام عدد من الأحرار في سكيكدة في ساعة متأخرة من مساء السبت بغلق الطريق قرب الإقامة الجامعية للمطالبة بالسماح لهم بالمبيت لكونهم يقيمون في مناطق بعيدة بالجهة الغربية للولاية، كما اشتكى مؤطرون من مشاكل النقل على الخطوط بين أولاد أحبابة و سيدي مزغيش، عين قشرة وكركرة، وعزابة والمرسى، التي خلقت لهم متاعب كبيرة لا سيما بالنسبة للعنصر النسوي.
وفي المسيلة، تم تسجيل عمل تضامني كبير مع المترشحين الاحرار القادمين من مناطق بعيدة نحو عاصمة الولاية أين فتح صاحب فندق الأبواب بالمجان لمبيت 60 مترشحة وتكفل بإفطارهن وسحورهن إلى جانب تكفله بإفطار المترشحين الذكور، فيما تكفلت جمعية الإرشاد والإصلاح بالأحرار القادمين من بعيد بضمان المبيت والإطعام.
ع.أسابع/ ع. مشاطي/ المراسلون


أشرفت على إعطاء إشارة انطلاقها من قالمة

بن غبريط :لم يتم تسجيل أي تسريب لمواضيع البكالوريا
قالت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس الأحد، بأن الإجراءات الأمنية الاستثنائية التي تميز بكالوريا هذه السنة جاءت لفرض الانضباط و تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ و المحافظة على مصداقية هذا الامتحان المصيري الذي يفصل بين مسارات التعليم القاعدي و الجامعة و الحياة المهنية.  
و أضافت نورية بن غبريط لدى إشرافها على انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا بولاية قالمة، بأن الإجراءات المتخذة حالت دون تسريبات حتى الآن باستثناء بعض عمليات توزيع و نشر المواضيع بعد ربع ساعة من بداية الامتحان، مؤكدة بأن التكنولوجيا تتطور و لا يمكن التحكم في عمليات التوزيع بعد انطلاق الامتحان لكن هذا لا يمنع فتح تحقيق لتحديد الجهة التي وزعت و نشرت هذه المواضيع و إخطار العدالة لتأخذ مجراها، و أوضحت وزيرة التربية في تصريح للصحافة بأنه يجب التفريق بين تسريب المواضيع و توزيع المواضيع بعد انطلاق الامتحانات.  
و دعت المتحدثة التلاميذ إلى احترام الوقت و تفادي التأخر و الإقصاء، مؤكدة بأن كل من يتأخر عليه أن يستعد للامتحان السنة القادمة لأن المدرسة ليست مكانا لتلقي العلم فقط بل هي مكان لتعلم الانضباط أيضا.  
و أشادت وزيرة التربية الوطنية بتعاون عدة قطاعات لضمان السير الحسن لامتحانات البكالوريا، و قالت بأن هذه الشهادة ليست مجرد ورقة بل هي شهادة تحمل ملامح و بصمات الخروج من مرحلة تعليمية بالمدرسة الجزائرية و دخول مرحلة أخرى من التعليم العالي أو الحياة المهنية، مؤكدة بأن تضافر جهود عدة قطاعات وزارية قد أعطى نتيجة مهمة و هي ارتياح المجتمع و اطمئنانه على سير الامتحان المصيري و تكافؤ الفرص بين التلاميذ.  
و وعدت نورية بن غبريط بتسجيل كل اختلال أو ملاحظة حول سير الامتحان و تطبيق الإجراءات الأمنية و إصلاح هذه الاختلالات في المرحلة القادمة حتى تكون هذه الامتحانات الوطنية، معبرة عن المستوى الحقيقي للتلميذ، مضيفة بأن امتحانات البكالوريا تجري هذه السنة وسط ظروف جديدة ميزها موسم دراسي مستقر و أجواء من الثقة و التفاهم و الحوار البناء مع الشريك الاجتماعي.  
و تحدثت الوزيرة عن إصلاح منظومة التعليم في الجزائر، مؤكدة بأن عدة خيارات و فرضيات طرحت على طاولة النقاش، و تمّ تبليغها للحكومة، موضحة بأن إصلاح التعليم الثانوي غير مطروح في القوت الحالي و أن كل الجهود منصبة على تحسين التعليم في الابتدائي و المتوسط لأن المعارف والكفاءات الأساسية يكتسبها التلميذ في الابتدائي و المتوسط وبدون تعليم قاعدي جيد لا يمكن الحديث عن النوعية في التعليم الثانوي و حتى الجامعي لأن التلميذ يجر معه الضعف و التراكمات من الابتدائي إلى الثانوي و الجامعي و لهذا فإن ميدان المعركة في المستقبل سيكون مع التكوين القاعدي و تصميم الكتب و تطبيق توصيات الإصلاح، متوقعة ظهور نتائج هذا الإصلاح في الموسم الدراسي 2019/2020.   
و لإصلاح ما وصفته بالاختلالات المسجلة بالتعليم الابتدائي و المتوسط أوضحت نورية بن غبريط بأنه تم الاعتماد على عدة معايير كتحليل نتائج بعض المواد في الامتحانات الوطنية و اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجتها بمساعدة مخابر و مختصين من الجامعة و إطارات قطاع التربية، حيث قامت المفتشة العامة بالوزارة بإعداد مخطط وطني للمعلومات و الكتاب المدرسي و دليل الأستاذ و مخطط وطني آخر للتقييم البيداغوجي و هذا كله من أجل التحكم في الكفاءات و تطوير قدرات و مهارات التلاميذ، موضحة بأن المجتمع يمر بتغيرات متسارعة و تلميذ اليوم ليس تلميذ الأمس و التكنولوجيا لم تعد تكنولوجيا الماضي و لهذا فإن المدرسة مطالبة اليوم بالتكيف مع كل هذه التحولات.  
و وعدت وزيرة التربية بمواصلة جهود إصلاح التعليم في الجزائر و عدم الاستسلام لما وصفته بالضغوط التي تمارس على المدرسة و تهدف لضرب مصداقية الامتحانات المصيرية، مؤكدة بأن مساعي تأمين الامتحانات الوطنية ستتواصل و أن المصداقية يجب أن تعود لهذه الامتحانات و أن المجتمع مطالب اليوم بدعم هذه الإجراءات لأن الغش لا يبني المستقبل و لا يكرس قيمة العمل و لا يعزز روح المواطنة و مبدأ تكافؤ الفرص.        
فريد.غ    

الرجوع إلى الأعلى