أزمة ثلج تشــل تجـــارة الـسمــك بــالجملـــة في مـينــاء القـالــة
يشتكي صيادو السمك بميناء القالة بولاية الطارف، من صعوبة تسويق منتوجهم البحري بسبب عدم  توفر مادة الثلج التي تعد ضرورية في نشاطهم، حيث يعتمد عليها في تكسية صناديق الأسماك  للإبقاء على درجة برودة معينة تحمي المنتوج السمكي المسوق من التلف، أمام حساسية هذه المادة  سريعة التعفن خاصة في هذا الفصل حيث الحرارة الشديدة.
و ذكر بعض الصيادين في لقاء مع «النصر»، بالصعوبات الكبيرة التي يواجهونها في تسويق منتوجهم، بعد مقاطعة تجار الجملة من الولايات الداخلية للميناء، بسبب عدم توفر مادة الثلج الأساسية في عملية التسويق، من خلال تغطية الصناديق المملوءة بالسمك بنوعيها الأبيض و الأزرق، لتجنب تلفها، قبل أن تأخذ وجهتها إلى الولايات الأخرى، و هو ما وضعهم في مأزق بخصوص كيفية التعامل مع المشكلة  التي ألحقت بهم خسائر، على حد قولهم، لكون 90 بالمائة من المنتوج البحري يسوق إلى الولايات الداخلية، و هو ما دفع بعض الصيادين لتعليق نشاطهم إلى حين انفراج أزمة الثلج التي باتت تلقي بظلالها على نشاط  البحارة، في ظل عدم تدخل الجهات المعنية حسب الصيادين، لإيجاد الحلول العاجلة بالرغم من الشكاوي، بما أثار حالة من الاستياء و التذمر في أوساط المهنيين.
و أشار بحارة إلى تلف كميات معتبرة من المنتوج السمكي غير المسوق، و التي تركت برصيف الميناء لعزوف التجار، و خاصة منها كميات السردين التي اضطروا حسبهم إلى رميها في حوض الميناء، و بيعها لأصحاب المطاعم و أصحاب محلات بيع الأسماك بالمدينة، للتخلص منها بعد أن تعذر عليهم تسويقها، أمام وفرة الإنتاج هذه الأيام و استقرار الظروف المناخية، و تزايد عدد الخرجات للبحر، لتطفوا على السطح مشكلة ندرة الثلج التي أعاقت التسويق.
 و أمام هذا المأزق لجأ بعض الصيادين و تجار الجملة للتنقل إلى مدينة عنابة لجلب الثلج، بغية  تسويق الأسماك التي يمنع خروجها من الميناء من قبل المصالح المختصة قبل استيفائها الشروط الصحية، حفاظا على الصحة العمومية و منها ضرورة تكسية الصناديق بالثلج.
فيما ألزم بعض تجار الجملة بالولايات المجاورة، الصيادين بإحضار المنتوج السمكي إلى محلاتهم شرط أن يكون مستوفيا لشروط الحفظ، و هذا أمام تفادي التجار المغامرة بشراء الأسماك دون ثلج، خوفا من المراقبة الأمنية على الطرقات، في حين قالت غرفة الصيد البحري، بأن مشكلة عدم توفر الثلج مرده إلى عطب أصاب الوحدة التي تزود البحارة بالمادة و التابعة لأحد الخواص، و هي المشكلة التي تتكرر في كل مرة حسب المصدر، في غياب استثمارات في هذا المجال، و العراقيل التي يصادفها المهنيين الراغبين في إنشاء وحدات لصناعة الثلج، بالرغم من خصوصيات المنطقة التي تبقي صيدية بامتياز لطول الساحل الذي يزخر به من ثروة سمكية هائلة.
و قالت مصادر من مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية، بأن عملية إصلاح وحدة صناعة الثلج تجري على قدم وساق، من أجل استئناف نشاطها في أقرب وقت، و ضمان تزويد حاجيات البحارة و التجار بهذه المادة الضرورية، في انتظار دخول المشاريع الاستثمارية المبرمجة على اليابسة بالميناء الجديد للصيد الذي أستلم مؤخرا، حيز الخدمة، و منها إنجاز وحدات لصناعة الثلج، و غرف تبريد و مسمكة، للقضاء على فوضى التسويق، و هو ما سيقضي نهائيا على المشاكل المطروحة و لاسيما تلبية إحتياجات الصيادين بالكميات المطلوبة و بصفة منتظمة من الثلج، لضمان تسويق منتوجهم البحري في ظروف حسنة دون أي متاعب.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى