أمـراض خطيــرة تنتشـر في أوســاط لاجئيــن أفارقــة بباتنـة
يعيش أزيد من خمسمائة نازح لاجئ، من دول مالي والنيجر، ظروف حياة أقل ما يقال عنها أنها لاإنسانية، وسط محجرة غير مستغلة، اتخذوا منها ملجأ لهم  بالمدخل الجنوبي لمدينة باتنة، وهي الوضعية التي دفعت متطوعين في المجال الخيري لجمعية شباب أصدقاء بلدية باتنة، لتنظيم قافلة تضامنية لتقديم مساعدات طبية ومؤونة،   كشفت  عن إصابة العديد منهم  بأمراض خطيرة جعلت المنطقة تتحول  إلى بؤرة للأوبئة نظرا  لتسجيل إصابات بالإلتهاب الكبدي الفيروسي والرمد والجرب وغيرها.
كشف رئيس جمعية شباب أصدقاء بلدية باتنة، الذي نظم القافلة التطوعية التضامنية، لفائدة المهاجرين من دول الجوار للجنوب الجزائري، عن اضطرار هؤلاء النازحين إلى الهجرة بسبب تفاقم وضعية الجفاف الذي ضرب أراضيهم، خاصة وأن جلهم حسبه يمتهنون الرعي وممارسة الأنشطة الفلاحية التي تعد مصدر قوتهم، كما أشار محدثنا إلى انتشار الفقر في أوطانهم وهما العاملان البارزان اللذان أديا –يضيف رئيس الجمعية- إلى هجرة هؤلاء النازحين وبأعداد مضاعفة عما كانت عليه في وقت سابق.
وقال رئيس جمعية شباب أصدقاء بلدية باتنة، سمير بوراس لـ”النصر”، بأن جمعيته دأبت على المبادرات الخيرية والتضامنية، وقد استهدفت  هذه المرة رعايا  ينحدرون من دول مجاورة، بعد أن لاحظت تضاعف عدد هؤلاء المهاجرين وانتشارهم بالمدينة، وأكد في حديثه لـ”النصر” بأن  أعضاء من الجمعية وقفوا على  ظروف الحياة التي يعيشها اللاجئون  في المحجرة غير المستغلة، الواقعة بالمدخل الجنوبي لمدينة باتنة،  ما جعلهم  يسارعون إلى تنظيم قافلة مكونة من متضامنين مع النازحين الأفارقة، وأطباء وممرضين تقنيين في الصحة بالإضافة لبهلوانيين للترفيه عن الأطفال.
رئيس جمعية أصدقاء بلدية باتنة، أوضح بأن اللاجئين النازحين من مالي والنيجر فرحوا كثيرا للزيارة التضامنية التي قامت بها جمعيته، مشيرا لتقديم مساعدات لهم من مؤونة  و مواد غذائية، وإجراء فحوصات طبية بالإضافة لعروض لمهرجين وبهلوانيين أدخلوا البهجة ورسموا البسمة على وجه الأطفال، وكشف سمير بوراس عن تنظيم جمعيته لقافلة أخرى قريبا، لمساعدة هؤلاء النازحين خاصة في الجانب الصحي مؤكدا أن الحملة الأولى وجدت صدى في نفوس أشخاص آخرين أبدوا استعدادهم للتطوع لتقديم المساعدة، بينهم أصحاب عيادات خاصة، أكد موافقتهم لإجراء فحوصات طبية وتحاليل للاجئين.
محجرة مهجورة  تتحول  إلى قرية لقبيلة “زاندار”
وجد اللاجئون من الدول الإفريقية الجنوبية مالي والنيجر، منذ بداية حركة الهجرة واللجوء باتجاه ولاية باتنة، في المحجرة غير المستغلة والمحاذية للمفرغة العمومية للنفايات الهامدة، عند مخرج المدينة ملجأ لهم، وهو المكان الذي تحول مع مرور الوقت إلى مقصد لكل مهاجر حتى تحول حاليا إلى شبه قرية تضم أزيد من خمسمائة شخص نازح، أقاموا خيما من البلاستيك وبقايا مواد جمعوها من لوازم وخردوات متنوعة.
 وقد أصبح قاطنو هذا التجمع من المهاجرين الأفارقة يمارسون أنشطة تجارية متنوعة فيما بينهم من بيع للمأكولات والأدوية ومختلف الأغراض، وذكر رئيس الجمعية بأن هؤلاء اللاجئين  ليس لهم مصدر قوت سوى ما يتصدق عليهم به المواطنون في الشوارع طيلة النهار، مشيرا لاشتغال بعض الشباب في ورشات بناء وفي رفع الحمولات لدى مقاولين في ورشات للبناء، وقال محدثنا بأن من المهاجرين من هو مستعد للشغل إذا ما أتيحت له الفرصة.
وأكد رئيس جمعية شباب أصدقاء بلدية باتنة، في وصفه للمكان بأنه وبتكاثر النازحين تحول إلى بؤرة للأوبئة، خاصة بعد اكتشاف أعراض عديد الأمراض من طرف الأطباء الذين فحصوا اللاجئين، حيث أشار لاكتشاف أمراض وسط الأطفال وكبار السن والنساء من جرب، والتهاب الكبد الفيروسي، ورمد العيون وغيرها، وأوضح في ذات السياق، بأن الأطباء أكدوا بأن حالات مرضية أخرى تتطلب إجراء تحاليل طبية لتحديد طبيعة الأمراض التي أصيب  بها بعض النازحين.  
عيادات خاصة مستعدة للتدخل طبيا
وفي وصفه للتجمع الذي يعيش وسطه النازحون من الدول الإفريقية، أشار، المتحدث إلى أن أغلبيتهم من النيجر وتحديدا من قبيلة تعرف ب “زاندار”،  معتبرا بأنه من الطبيعي بروز أوبئة وأمراض في وسط  متعفن وتغيب  فيه أبسط ظروف العيش الكريم،وقد دق المتحدث إلى جانب أعضاء من جمعيته والأطباء المتطوعين لفحص المهاجرين،  ناقوس الخطر من تفاقم الوضع وانتشار أمراض وأوبئة، وقال بأن جمعيته تنشط في المجال الخيري التطوعي من جهة وتسعى من خلال عملها أيضا إلى إيصال رسائل للمجتمع وللسلطات للنظر في الحالة المزرية التي يعيشها هؤلاء النازحون.
يـاسين عبوبو

الرجوع إلى الأعلى