الشاب رمزي بوهالي يصارع الموت  في صمت
يصارع الشاب بوهالي رمزي، ابن مدينة عين فكرون بأم البواقي، الموت في صمت، في ظل الأزمة الصحية التي يمر بها والتي تستدعي إخضاعه لعملية جراحية لزرع قلب جديد، بعد المرض الذي أصابه و جعل خفقان  قلبه يضعف ، ووجد محسنون متبرعون بمالهم وجهدهم صعوبة في تنظيم حملات لجمع التبرعات، في ظل عدم حصولهم على رخصة  ولائية للعملية.
مقربون من الشاب الذي يصارع الموت والبالغ من العمر 28 سنة، كشفوا بأن الظروف المعيشية المزرية التي يمر بها رمزي، القاطن بمعية عائلته المعوزة بقرية مسعي رابح، جعلتهم يتجندون سعيا لإنقاذ حياته من خلال جمع المبلغ المالي اللازم للعملية الجراحية، فرمزي الذي طاف به أصدقاؤه ومقربون منه عديد المستشفيات والمصحات المختصة في علاج أمراض القلب عبر كل من تيزي وزو وعنابة و واد الحد بقسنطينة وأم البواقي، تأكد بأن شفاءه لا يكون إلا عن طريق زرع قلب كامل بسبب الضعف الحاد الذي لحق بقلبه ، فـ18 بالمائة من نشاط قلبه يعمل بشكل ضعيف، أما 82 بالمائة المتبقية من نشاط القلب، فلا تستجيب للدواء ولا للعلاج.
أصدقاء رمزي كشفوا بأن اقتراب آجال إخضاعه لفحوصات طبية بمصلحة جراحة القلب بمستشفى باريس، جعلهم يقفون وقفة رجل واحد، ويهبون تضامنا مع المريض الذي أقعدته أزمة قلبه الفراش،  حيث نجحوا عن طريق صناديق خصصوها لجمع التبرعات، في جمع نحو 500 مليون سنتيم، منها مبلغ 140 مليون سنتيم وضعت في حساب مستشفى باريس، تحسبا للخضوع لعملية الفحص التي ستكون يوم 17 جويلية الجاري، أين سيمكث رمزي بالمستشفى لفترة 4 أيام لإخضاعه للتحاليل والأشعة، على أن تجرى له عملية زراعة القلب إذا تم توفير المبلغ المالي المحدد لعمليات زرع القلب والمقدر بنحو 4 ملايير سنتيم، مع تأكيد الطاقم الطبي على أن احتمال إنقاذ رمزي عن طريق زرع آلة مساعدة ضعيف جدا ، وعودته تدريجيا لوضعه تتطلب زرع قلب كامل.
رمزي بوهالي، الابن الوحيد لعائلته التي تعاني الأمرين، فوالدته معاقة وشقيقه الوحيد سامي توفي عن عمر 22 سنة بعد مرض عضال في غياب تكفل صحي، و والده بطال وأمام كل هاته الظروف، اضطر للإعلان عن بيع سكنه، لتسديد مستحقات العلاج  والتنقل للأطباء وسعيا لإنقاذ فلذة كبده الوحيد، و في مقابل ذلك تجند جيران رمزي والمقربون منه، في غياب دعم الجمعيات الخيرية، غير أن هذا التجند قوبل بصعوبات على أرض الميدان، فبعض المتطوعين وجدوا أنفسهم متابعين قضائيا، لدى تنقلهم إلى مدينة الخروب بولاية قسنطينة، أين انطلقوا في جميع التبرعات، ليتم توقيفهم من طرف عناصر الشرطة وعددهم 7 شبان، من بينهم 4 أطفال قصر،   بجنحة جمع أموال دون رخصة، لأنهم لم يكونوا على علم   بعدم قانونية العملية.
أمام وجوب توفر  رخصة قانونية لجمع التبرعات، تقدم المتطوعون من السلطات الولائية بعد أن تبنت جمعية “شباب لغد أفضل” القضية لطلب ترخيص المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية أم البواقي، الذي وافق، حسب ما تسرب من معلومات مبدئيا في 7 جوان، غير أن القائمين على مديرية التنظيم والشؤون العامة، لم يقدموا لهم الترخيص بعد.
و يلتمس جيران ومقربون من رمزي من ذوي القلوب الرحيمة والمحسنين، المساهمة في إنقاذ الابن الوحيد لوالديه بعد وفاة شقيقه، وإعادة البسمة له ولأمه التي تموت في صمت بوفاة ابنها التدريجي أمام أنظار الجميع.                 
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى