اعترف مسؤول  مغربي  أن الأزمة الحالية بين بلاده والقاهرة لها صلة بالتقارب الذي تشهده العلاقة الجزائرية المصرية في الآونة الأخيرة،  ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مسؤول في الخارجية المغربية  قوله  «لا أستطيع أن أؤكد أو أنفي إن كان للجزائر دخل في ذلك التوتر ، وهو الأمر الذي سيتضح مع الأيام... لكننا نعرف في الوقت نفسه أن هناك مساعي جزائرية لإقامة علاقة قوية مع مصر على حساب الرباط».
وأضاف المسؤول المغربي الذي رفض الكشف عن هويته « بالنسبة للجزائر فبالطبع هي تريد للمغرب أن تنعزل دبلوماسيا، وتوتر العلاقات المغربية المصرية قد يريحها حتى وإن لم تسع إليه».
وكشف المسؤول المغربي  أن هجوم التلفزيون العمومي المغربي على مصر سببه وجود تنسيق جزائري مصري لدعم البوليساريو  إلى جانب الهجوم الإعلامي المصري المستمر على المملكة
وأوضح المسؤول أن الرباط غضبت من زيارة وفد مصري خلال الأسبوع الماضي إلى الجزائر من أجل حضور مؤتمر دولي داعم لجبهة البوليساريو.
للإشارة فإن بوادر توتر ظهرت في اليومين الماضيين في وسائل الإعلام وانتقلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي مذكرة بالأزمة المماثلة التي وقعت مع الجزائر سنة2010 .
وبدأت الأزمة ببث التلفزيون العمومي المغربي عبر قناتيه الأولى والثانية  يوم الخميس لتقرير ناري حول مصر وصف فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالانقلابي  ومحمد مرسي بالرئيس الشرعي المنتخب، وهو موقف حير الطبقة السياسية في المغرب و أثار دهشة في القاهرة من الانقلاب في الموقف المغربي خصوصا وأن الملك محمد السادس سبق له وان هنأ السيسي عند فوزه بالرئيس ودعم خارطة الطريق التي أعلنها  لتسوية الأزمة المصرية.
وربطت تحليلات إعلامية تغير الموقف المغربي بالزيارة الخاصة  التي قام بها محمد السادس لتركيا لقضاء عطلته حيث استقبل من طرف الرئيس التركي.
واللافت أن القاهرة تعاملت بحذر مع هذه الأزمة مستفيدة من الأزمة السابقة مع الجزائر، حيث ظهر “نجوم التلفزيون” الذين أداروا الحرب الإعلامية على الجزائر في ثوب المعقلين، وتحدثوا عن مؤامرة قام بها الإخوان لإفساد العلاقة مع المملكة، وهو ما يعني أنهم تلقوا أوامر بعدم الرد على الهجوم المغربي في وقت تردد فيه أن وزير الخارجية المصري سيزور الرباط لاحتواء الأزمة.
ويبدو أن الديبلوماسية المغربية التي أعلنت سنة2015 سنة للحرب الديبلوماسية على الجزائر، قد بلغت من الضيق إلى الحد الذي لم تعد تتقبل فيه تطور علاقات الجار الشرقي مع الدول العربية والافريقية.
ق-و

الرجوع إلى الأعلى