طغيـــان التجـــارة و الإثــــارة يهدد الصحافــة الجزائريـــة

النصر هي المؤسسة الإعلامية  الوحيدة  التي تعتمد سياسة واضحة في التسيير و التوظيف و التكوين

قال أمس، نصر الدين لعياضي، الأستاذ الجامعي و الباحث في علوم الإعلام و الإتصال، أن أغلب المؤسسات الاعلامية الجزائرية تعاني من انعدام الاستقرار و غياب سياسة واضحة للتكوين و التسيير، مستثنيا جريدة النصر بقوله أنها المؤسسة الإعلامية الوحيدة التي تعتمد على سياسة واضحة في التسيير و التكوين و التوظيف من خلال الإعلان عن المناصب المفتوحة لاختيار الأحسن و تنظيم دورات تكوينية لصحفييها.
و أبدى نصر الدين لعياضي في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة ببرج بوعريريج، تخوفه من طغيان الجانب المادي و التجاري على توجهات المؤسسات الإعلامية و إهمالها للرسالة الاعلامية التي تهدف إلى بناء الرأي العام و توعية الشعوب و تثقيفها. و تطرق إلى انتهاج العديد من وسائل الإعلام لصحافة الإثارة ما زاد من الميوعة في نقل الأخبار ناهيك عن نقل معلومات غير صحيحة و كتابتها بالبنط العريض دون إسنادها إلى مصدر معلوم أو التحقق منها قبل نشرها، و تساءل « كيف نوعي الشعب و نعزّز من حرية التعبير و الخدمة العمومية إذا كان الصحفي غير متحكم في ما يكتبه و ينقل أخبارا دون إسنادها إلى مصادر معلومة لتأكيدها « و أضاف بأن «الممارسة الصحفية في الجزائر تجنح نحو التجارة و الإشهار الذي أصبح يوضع على رأس الاهتمامات، في حين تدحرج هاجس إعلام المواطن إلى المرتبة الثانية «، مجددا تخوفه من أن تصبح الصحافة الجزائرية مثل « الصحافة الهندية « التي «يتنقل فيها المحاسب إلى جانب الصحفي لكتابة المقالات و الأخبار عن أي مؤسسة مقابل الحصول على الاشهار» مضيفا أن المشكل في الجزائر يعود إلى عدم ترسيخ أسس صحيحة و متينة لإنشاء المؤسسات الإعلامية و إدارتها، بالإضافة إلى عدم الاستقرار و انعدام استراتيجية واضحة لدى الصحف و المؤسسات الاعلامية في التوظيف و التكوين و كذا في مجال التسيير الإداري، مشيرا إلى أن التغييرات الكثيرة في الادارة ستؤثر لا محالة على نشاط المؤسسة الإعلامية التي تحتاج بحسبه إلى الاستفادة من تراكم الخبرات لمسيريها و صحفييها و تجاربهم التي تفيد المؤسسة الإعلامية و تجعلها أكثر قوة، مستشهدا بجريدة الأهرام المصرية التي لازالت تحافظ على وجودها و حضورها في المشهد الإعلامي المصري و العربي .
و أضاف  أنه لا يرى في الجزائر وجودا لمؤسسة إعلامية تعتمد تسييرا واضحا في التكوين و التوظيف ما عدا جريدة النصر، مشيرا إلى أن الصحافة الورقية  تعيش حالة صعبة في العالم بالنظر إلى التراجع المسجل في عدد قرائها، بالنظر إلى التوجّه نحو الأنترنت و تكنولوجيات الإعلام الحديثة لما توفره من خدمات متنوعة و في مختلف المجالات بما فيها مجال الإعلام و الاتصال و الصحافة، و توقّع  مواجهة الصحافة الورقية في الجزائر لمزيد من الصعوبات في المستقبل لظهور الصحف و الجرائد الالكتروينة، و كذا الانفتاح على مجال الإعلام السمعي البصري.
من جانبه أشار الأستاذ فؤاد بن حلة مدير سابق لإذاعة فرنسا الدولية، أن التقنيات الجديدة و التطور الحاصل في التكنولوجيات الحديثة غيرا كثيرا من عمل الصحفي، خاصة بعد ظهور شبكات التواصل الاجتماعي التي منحت بحسبه صفة الصحفي للمسؤولين الكبار و حتى للأشخاص العاديين من دون تكوين كونهم ينقلون المعلومات و الأخبار على صفحاتهم في التويتر و الفايسبوك .
و اعتبر بن حلة، الصحفي ذلك الشخص الذي ينقل المعلومة بغض النظر عن حامل الرسالة، مشيرا إلى اعتماد الرئيس الأمريكي باراك أوباما على شبكات التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار و كذا اعلان هيلاري كلينتون عن ترشحها للرئاسيات المقبلة عبر اليوتوب . و أشار بن حلّة إلى أن مستقبل الاعلام، في الجرائد و القنوات الالكترونية عبر شبكة الانترنت، مستشهدا بالتحول في المشهد الاعلامي و التقنيات المستعملة عبر العالم و بالولايات المتحدة الامريكية التي تستحوذ فيها القنوات و الصحف الإلكترونية على ما نسبته 50 بالمائة من الإعلانات و الإشهار الموجه لوسائل الإعلام و فقدان كبرى الصحف الورقية لقرائها على غرار نيويورك تايمز التي قال أنها فقدت حوالي 50 بالمائة من قرائها بفعل غزو الإعلام الالكتروني .
تجدر الإشارة في الأخير، إلى تنظيم سلطات ولاية برج بوعريريج، لحفل تكريمي على شرف ممثلي وسائل الإعلام بالولاية، و منح تكريم خاص للصحفية السابقة في جريدة النصر نورة بلعيد و كذا الصحفية زوينة بلجودي التي اشتغلت كمراسلة صحفية لعديد العناوين الصحفية من ولاية برج بوعريريج .

ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى