تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب نموذج عالمي
قال السفير البريطاني في الجزائر أندرو نوبل، أمس الأربعاء، أنه لا يمكن مقارنة الوضع الذي عاشته الجزائر خلال تصدّيها للإرهاب في العشرية السوداء، بأي وضع آخر في العالم، وأن الجزائر عاشت أوضاعا صعبة وكارثية و مقاومتها للإرهاب تعد تجربة رائدة ونموذجية، مؤكدا في هذا السياق «أنا شخصيا لا أستطيع أن أتصور بشاعة الأعمال الإرهابية التي عاشها الجزائريون وكيف تمكنوا من تجاوزها».
و في ندوة صحفية، على هامش زيارته لغرفة التجارة والصناعة بوهران، اعتبر السفير البريطاني بالجزائر، أن حادثة شارلي إيبدو بفرنسا  ليست العمل الإرهابي الأول في أوروبا، مذكرا أن بلده تعرض لتفجير إرهابي في جويلية 2005، وأن الأعمال الإرهابية لم تستثنِ أي بلد مما جعل الظاهرة منذ مدة تأخذ الصبغة العالمية، وهي عابرة للحدود.
وأكد أندرو نوبل، أن تواجد الأصوليين والمتطرفين في أي بلد هو أمر لا يمكن تفاديه، وأن حكومته تصدت لهؤلاء الأصوليين بشدة من أجل التخفيف من تأثيرهم على المجتمع، وهذا استمر لسنوات، حسبما أشار، لتتمكن بريطانيا بحسب تعبيره من توقيف المحرضين على الإرهاب أبو حمزة وأبو قتادة. وأضاف أنه يصعب على بريطانيا تسيير هذه الأوضاع في مجتمع ديمقراطي وحرّ و يتمتع بقيم حرية التعبير، مركزا على أن  هذه الصعوبات ستعرفها كل الأنظمة الديمقراطية، ولا يمكن تجاوزها إلا بالثقة في النفس. و تابع قائلا “الأحداث المؤلمة التي تقع في بلداننا  لن تمنعنا من العيش في المجتمع الذي نريده”.
 ونفى المتحدث علمه بحادثة تعرض شاب جزائري مهاجر في بريطانيا للضرب المبرح من طرف شابين بريطانيين أفقداه عينه.
وبخصوص  إمكانية إبرام عقود شراكة مع الجزائر في ظل التراجع المستمر لأسعار النفط،  أكد السفير البريطاني أن انخفاض أسعار النفط لن يؤثر على ديناميكية العلاقات الإقتصادية بين البلدين، مردفا بأن الـ 450 مستثمرا بريطانيا الذين حضروا اللقاء مع وفد رجال الأعمال الجزائريين الذين زاروا بريطانيا في ديسمبر الماضي، عبروا عن رغبتهم في التعاون والشراكة، وكلهم وعي  بالوضع المتعلق بإنخفاض أسعار البترول، شارحا أن بريطانيا تسعى لتنويع وجهات صادراتها التي تذهب حاليا 60 بالمائة منها لدول الإتحاد الأوروبي، ولهذا وبالنظر للثروات التي تحوز عليها الجزائر سواء البشرية أو الباطنية، فهي سوق واعدة للمنتوجات والصناعة البريطانية، إضافة للشراكة الموجودة في قطاع المحروقات.
 وعبر السفير عن ارتياحه للتزايد المستمر للشركات البريطانية في الجزائر، مضيفا أن بلده يريد شراكة حقيقية وقوية، وقال أن مجالات اقتصادية عديدة تهم البريطانيين منها قطاع الصحة والنقل والبناء والفلاحة وغيرها، مذكرا بأن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سبق وأن عبر لرئيس الوزراء البريطاني عن اهتمام الجزائر بالمعرفة البريطانية واللغة الإنجليزية.
وتعتبر زيارة السفير البريطاني لوهران، الأولى خارج العاصمة منذ تنصيبه خلال الأشهر الماضية،  معتبرا  أن زيارته لوهران سمحت له بالتعرف على فرص الشراكة والتبادل بين البلدين حيث أن 450 رجل أعمال بريطاني مثلما أوضح، ينتظرون المعلومات الكافية لخوض شراكة مثمرة مع نظرائهم الجزائريين. كما كانت زيارته لوهران فرصة للوقوف على نموذج للإستثمار البريطاني في وهران والمتمثل في شركة “إينيلوفار” المختصة في إنتاج مواد التنظيف المختلفة والواقعة بالمنطقة الصناعية حاسي عامر.  

    هوارية ب