فازت الكاتبة والروائية العراقية إنعام كجه جي، بالجائزة الكبرى «لاغاردير» الفرنسية، والتي تُمنح للرواية العربية، وهذا عن روايتها «طِشّاري» المترجمة إلى اللغة الفرنسية والصادرة عن دار «غاليمار» في مطلع العام الحالي. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها رواية عراقية بهذه الجائزة. وقد جاء في تقرير لجنة التحكيم التي ترأسها الكاتب الفرنسي المعروف بيير لوروا وضمت في عضويتها تسع شخصيات ثقافية عربية وفرنسية، بأنّ الاختيار كان بالإجماع على منح الجائزة الكبرى للرواية العربية التي تمنحها مؤسسة لاغاردير الأدبية سنويا، بالتعاون مع معهد العالم العربي في باريس، إلى الروائية العراقية كجه جي تقديرا لروايتها «طِشّاري» التي تتناول حال العراقيين ومعاناتهم من الشتات و التفرقة و الانقسامات. وقد تنافست على الجائزة إلى جانب رواية «طِشّاري» خمس روايات أخرى هي: «فيلا النساء» للبناني شريف مجدلاني، «قلب مفتوح» للشاعر والروائي عبده وازن، «حجارة في جيبي» للجزائرية كوثر عظيمي، «طبل الدموع» للموريتاني بيروك، و«جسد أمي» للتونسية فوزية زواري. وباستثناء «طِشّاري» التي ترجمها فرانسوا زبال، و«قلب مفتوح» التي ترجمتها مادونا أيوب، فإنّ الروايات الباقية مكتوبة بالفرنسية مباشرة. رواية «طِشّاري» تعالج موضوع التفرقة و التشرذم، عند العراقيين وما يتعرضون له من شتات و هجرة داخل العراق أو خارجه، عبر ثلاثة أجيال.

و قد صدرت باللغة العربية عام 2013 عن دار الجديد بلبنان، و رُشحت لأكثر من جائزة عربية، كما دخلت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» عام 2014. وقد ترجمها إلى اللغة الفرنسية الكاتب والمترجم الفرنسي فرانسوا زبال. وهي الرواية الثالثة للكاتبة بعد «سواقي القلوب» 2005، و«الحفيدة الأميركية» 2008 التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2009 وصدرت بالإنجليزية والفرنسية والصينية. من إصدارات الكاتبة أيضا: «لورنا» وهو كتاب سيرة عن المراسلة البريطانية لورنا هيلز التي كانت متزوجة من النحّات والرسام العراقي الرائد جواد سليم. كما أصدرت كتابا باللغة الفرنسية عن الأدب الذي كتبته العراقيات في سنوات المحنة والحروب. وفي عام 2004 أعدت وأخرجت فيلماً وثائقياً عن الدكتورة نزيهة الدليمي، أوّل امرأة أصبحت وزيرة في بلد عربي، عام 1959.يذكر أنّ «الجائزة» التي أُنشئت عام 2013 تتولى منحها مؤسسة «لاغاردير» الفرنسية، وهي مؤسسة تملك العديد من دور النشر والصحف والإذاعات، وهي أيضا من تتولى تمويل الجائزة التي تُمنح لروايات و دواوين شعر و مجموعات قصصية لمؤلفين عرب، مكتوبة بالفرنسية أو مترجمة إليها. في حين يشرف معهد العالم العربي على بعض التفاصيل المتعلقة بمنح الجائزة.و سبق أن فاز بالجائزة منذ تأسيسها العام 2013 كلٌّ من اللبناني جبور الدويهي عن روايته «شريد المنازل» 2014، المصري محمد الفخراني عن روايته «فاصل للدهشة» 2014، و السعودي محمد حسن علوان عن روايته «القندس» 2015.وسيُقام حفل تسليم الجائزة التي تبلغ قيمتها المالية عشرة آلاف أورو، في مبنى معهد العالم العربي في باريس، يوم 12 أكتوبر المقبل.      
نوّارة/ ل