وزارة التربية تعلن السحب الفوري لكتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط
النقابات تعتبر الخطأ مناورة لضرب الوزيرة والقطاع
أعلنت وزيرة التربية الوطنية، أول أمس عن سحب كتاب الجغرافيا للسنة الأولى متوسط، عقب اكتشاف خطإ ورد في إحدى الخرائط، تضمن استبدال دولة فلسطين "بإسرائيل" وحملت الوزارة في بيان لها، الناشر مسؤولية الخطأ، معلنة عن فتح تحقيق حول الموضوع.
وجاء في بيان الوزارة، أنه تبعا لاكتشاف خطإ في صفحة من الكتاب المدرسي لمادة الجغرافيا السنة الأولى متوسط، والمطبوع من قبل دار النشر « المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية» تقرر السحب الفوري للكتاب ومطالبة الناشر بتصحيح الخطأ، مع فتح تحقيق في هذا الشأن، وأضاف البيان، أن النسخة التي تم اعتمادها لم تتضمن الخطأ، الذي يقع تحت مسؤولية الناشر، وبحسب ما أكده مسؤول بالوزارة لوكالة الأنباء الجزائرية، فإن السحب الفوري لكتاب الجغرافيا السنة الأولى متوسط، سيكون بمطالبة التلاميذ بجلب الكتاب إلى الأقسام، وجمعه وإعادته للمطبعة، وتغيير الصفحة التي ورد فيها خطأ، بصفحة جديدة تتضمن معلومات صحيحة.
وأثار هذا الخطأ حالة من الاستياء لدى الرأي العام، بعد أن تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما أثار قلق نقابات التربية التي وصفته بالخطأ الجسيم، مطالبة بضرورة معاقبة المتسببين فيه وفي هذا السياق، قال رئيس نقابة السنابست مزيان مريان، بأن ما وقع لو كان باللغة الفرنسية لاعتبر خطأ بالفعل، لكن وقوعه في كتاب باللغة العربية يجعلنا نجزم بأن الأمر يتعلق بمناورة ضد القطاع وضد وزيرة التربية بحكم أن السياسة الخارجية للبلاد معروفة، وهي محترمة من الجميع سواء من قبل المعارضة أو غيرها « فكيف لوزيرة القطاع أن تضع على الخريطة إسرائيل بدل دولة فلسطين؟».
واعتبر مزيان مريان أن الخطأ الوارد في الصفحة 65 لكتاب الجغرافيا يندرج في نفس سياق تسريب مواضيع امتحانات البكالوريا لدورة 2016، ولتحقيق نفس الأهداف، وهي ضرب الوزيرة وزعزعة استقرار القطاع، معتبرا بأنه من المستحيل أن تتعمد المسؤولة الأولى على القطاع خطأ كهذا، كما أنه لا يمكنها أن تشرف على كافة العمليات التي يشهدها القطاع، في ظل وجود مفتشين مكلفين بمهمة المتابعة والمراقبة مطالبا بفتح تحقيق مستعجل بشأن القضية، وكشف الحقيقة الكاملة للرأي العام، مذكرا بأن نقابته اقترحت في عهد الوزير السابق «أبو بكر بن بوزيد» إنشاء لجنة لمراجعة الكتب المدرسية للوقوف على الأخطاء التي قد تتضمنها، بحسب المصدر فإن ما يثبت صحة فرضية المؤامرة هو أن أسماء كافة الدول الواردة في الخريطة، كتب بالبنط الصغير باستثناء «إسرائيل»، منتقدا قرار الوزارة بسحب الكتاب، إذ يكفي وفق رأيه، شطب الكلمة بالقلم وتكفل أساتذة مادة الجغرافيا بإلقاء درس على التلاميذ لتوضيح اللبس، والتذكير بمبادئ السياسة الخارجية الجزائرية.
واتفق بدوره رئيس نقابة «الساتاف» بوعلام عمورة على وصف الخطأ بالجسيم وغير المقبول، داعيا الوزيرة إلى فتح تحقيق، ومتابعة لجنة التأليف التي وردها أسماء أعضائها في مقدمة الكتاب، وتوقيفهم عن مهامهم، حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى، رافضا تحميل مسؤولية ما حدث للناشر، مصرا على متابعة لجنة التأليف، وتسليط عقوبات صارمة على أعضائها، وعدم تكريس سياسة اللا عقاب، لأنه من غير المنطقي حذف اسم دولة فلسطين من خريطة العالم، في ظل الاعتراف بها على مستوى المحافل والهيئات الدولية.
كما عبر مسعود عمراوي المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عن استيائه الكبير، مبررا عدم تفاعل نقابته مع موضوع الخطأ قبل أن تقرر الوزارة سحب الكتاب، بتداول معلومات مغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا على أساس أنها وردت في الكتب المدرسية الجزائرية، ليتبين بعد التحري أن الأمر يتعلق بكتب لبلدان عربية أخرى، مقترحا إقالة المسؤولين المتسببين في الخطأ، وكذا إعادة طباعة كامل الكتاب، وعدم الاكتفاء بتصحيح الخطأ، مع ضرورة إلزام المؤلفين مستقبلا بمراجعة الكتب المدرسية قبل بلوغها مرحلة الطباعة وتوزيعها على التلاميذ.
 لطيفة/ب