سلال: صحة الرئيس بوتفليقة على أحسن ما يرام

قال الوزير الأول عبد المالك سلال، أنه حان الوقت بالنسبة لكل من تونس والجزائر لوضع تصور جيو استراتيجي للمنطقة على المستويين الأمني والاقتصادي، وأكد سلال أن الجزائر وتونس تنسقان «بقوة وبشكل تام» لمواجهة المخاطر الأمنية التي تحدق بهما، مشددا على أن الأمن والاستقرار سيسودان في البلدين «مهما كلف الأمر». و شدّد على تواصل التنسيق بين مصر وتونس وليبيا فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وأكد بان هناك تفاهم بأن الحل الوحيد لهذه الأزمة سياسي سيكون بين الليبيين.
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس الخميس، بتونس أن الجزائر وتونس تنسقان «بقوة وبشكل تام» لمواجهة المخاطر الأمنية التي تحدق بهما مشددا على أن الأمن والاستقرار سيسودان في البلدين «مهما كلف الأمر». وقال سلال، عقب اختتام أشغال الدورة ال 21 للجنة المشتركة الجزائرية-التونسية، أن العلاقات بين البلدين «ممتازة» على كل المستويات لاسيما الأمنية منها والتي تعززت بالتوقيع على اتفاق إضافي خلال هذه الدورة.
و أكد سلال، أن الأوضاع التي تشهدها المنطقة تفرض على الجزائر وتونس مزيدا من التعاون والتنسيق لتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للحدود. ونوه بالتعاون القائم والتنسيق الدائم بين الأجهزة الأمنية للبلدين والذي سيتدعم بالتوقيع على اتفاقية أمن ويدفع به إلى مستوى أرقى.
وشدّد الوزير الأول، أن الجزائر وتونس تواجهان تحديات أمنية كبيرة تفرض تضافر الجهود وحشد القدرات لمواجهتها. وأكد سلال استعداد الجزائر الدائم لدفع تلك العلاقة، خاصة في شقها الأمني، موضحا بأن الجزائر وضعت  تجربتها المتعلقة بالمصالحة الوطنية تحت أيدي الأخوة التونسيين» مذكرا أن هذه المصالحة نجحت «في لم شمل أبناء الجزائر بعدما عاشت إرهابا قويا ومدمرا خلف أكثر من 200 ألف ضحية». كما شدد سلال، على تحسين المعيشة لسكان الشريط الحدودي معلنا عن مشاريع مشتركة في هذا الخصوص أبرزها الانطلاق في تزويد ساقية سيدي يوسف التونسية بالغاز الجزائري. و قال في هذا الخصوص «اتفقنا على إطلاق مشروع لتوصيل الغاز الجزائري إلى ساقية سيدي يوسف سيكون بادرة خير على كل مناطق الشريط الحدودي».
وأوضح الوزير الأول عبد المالك سلال، أن زيارته سمحت كذلك بالتأكيد مجددا على وقوف الجزائر إلى جانب تونس، مؤكدا أنه حان الوقت للبلدين «لخلق نظرة جيو استراتيجية مشتركة في المنطقة تخص الجوانب الاقتصادية والأمنية». و أضاف في هذا الصدد أن «البداية يجب أن تكون من الساحل بغية استرجاع الأمن والطمأنينة على مستوى هذه المنطقة. لا بد أن نبدل جهودنا في هذا الاتجاه وكذلك تدريجيا بالنسبة لقضية ليبيا».
وحول المسألة الليبية أفاد سلال أن هناك «تواصلا وتفاهما وتفاؤلا في هذا الملف بفضل التنسيق بين مصر وتونس والجزائر الذي سيتوسع إلى كل من السودان والنيجر و التشاد». مشيرا إلى أن «هناك علاقة مع الجماعات الإرهابية التي تأتي من الساحل الشيء الذي اثر سلبا على إشكالية ليبيا». و جدد بهذا الخصوص بأن الحل الوحيد للجارة الشرقية للجزائر يكمن في الحل السياسي التوافقي الليبي- الليبي، مشددا على مسؤولية مجلس الأمن  في هذه  الأزمة ولاستبعاد كل التدخلات الأخرى التي أزمت أكثر القضية الليبية.
تونس تشيد بدور الجزائر في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة
من جانبه، نوه رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد، بمستوى التنسيق الأمني الدائم بين بلاده والجزائر، وقال بأن البلدين حققتا معا (بفضل هذا التعاون) العديد من النجاحات في اختراق الإرهاب واستباق عملياته. وأضاف أنه بالتوقيع على الاتفاق الأمني، أكد البلدان على ضرورة مزيد من التنسيق لمواجهة المخاطر المشتركة. واعتبر أن الاتفاقية ستمكن من مزيد من التبادل التقني والفني والخبرات والتجارب لإعطاء مزيد من النجاعة للمنظومة الأمنية في الجزائر وفي تونس.
كما أوضح السيد الشاهد أن اللقاء كان فرصة لتأكيد وتعزيز العلاقات التاريخية بين الجزائر وبلاده والتطرق إلى العديد من القضايا أبرزها الأمنية والاقتصادية وتنمية المناطق الحدودية وكذا السياحية، مؤكدا حرص بلاده على خلق كل الظروف الملائمة لاستقبال مزيد من السواح الجزائريين الذين أنقذوا بفضل تدفقهم الهام نحو تونس المواسم السياحية التونسية خلال السنوات الفائتة.
و أكد رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد، أن بلاده تشيد بالنجاحات التي حققتها الجزائر على كل المستويات ودورها في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أبرز أن تونس- التي تواصل بخطى ثابتة مسارها الديمقراطي والماضية بكل ثبات لاستعادة عافيتها الاقتصادية وترسيخ أمنها في ظل التحديات الأمنية- تجدد «خالص الشكر للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا على وقوفها إلى جانب تونس في هذه المرحلة التاريخية الهامة بما يعكس عمق وتميز العلاقات القوية بين البلدين (..)».
من جهة أخرى، قال السيد الشاهد أن تونس تتطلع إلى أن يستكمل الجانبان في أقرب الأوقات المباحثات المتعلقة بتفعيل الاتفاق التجاري التفاضلي ومراجعته باتجاه تحسين امتيازات التعريفات الجمركية المتبادلة وتقريبها وتوسيع قائمة المنتجات المنتفعة منها. واعتبر أن الهدف من هذه المراجعة يهدف إلى «ضمان  إرساء شراكة اقتصادية إستراتيجية فاعلة تمكن من دفع المبادلات التجارية بين البلدين وتوسيع  قاعدتها.

التوقيع على 8 اتفاقيات في مجالات أمنية واقتصادية
وتوجت اللجنة المشتركة بالتوقيع على 8 اتفاقيات في مجالات أمنية واقتصادية، ووقع الجانبان اتفاق تعاون في الجانب الأمني، ومذكرة تفاهم في ميدان مراقبة حماية المستهلك، وأخرى لإنشاء لجنة ثقافية مشتركة.كما وقعا برنامج تنفيذيا في مجال التشغيل للعامين الجاري والمقبل، وآخر في مجالات المرأة والأسرة والمسنين، والشباب والرياضة، وثالثا في مجال الشؤون الدينية، ومحضر تبادل وثائق التصديق على ضبط الحدود البحرية. وقد تم خلال هذه الدورة توقيع تسع اتفاقيات منها اتفاقية في المجال التجاري تتعلق بمذكرة تفاهم في ميدان حماية المستهلك ومراقبة نوعية السلع والخدمات.
أنيس نواري

قال بأن الحل في ليبيا يجب أن يكون سلميا و توافقيا
ســلال : صحـــة الـرئــيس بوتفلــيقـــة على "أحسن مـــا يرام"
أكد الوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، بتونس أن صحة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على «أحسن ما يرام». وقال سلال عقب اختتام أشغال الدورة الـ 21  للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية التونسية أن «صحة الرئيس على أحسن ما يرام وهو يبلغكم السلام». و قال من جانب آخر، أن الحل في ليبيا يجب أن يكون سلميا وتوافقيا بمشاركة كل الأطراف المعنية بالقضية.
طمأن الوزير الأول عبد المالك سلال، الجزائريين على صحة الرئيس بوتفليقة، مفندا الإشاعات التي تداولتها مواقع إعلامية مؤخرا بشأن صحة رئيس الجمهورية، وردا على سؤال حول هذا الموضوع خلال مؤتمر صحافي بتونس، قال سلال إن الرئيس «يسلم عليكم وهو على أحسن ما يرام». ويعتبر هذا التصريح هو الأول من مسؤول جزائري رفيع المستوى منذ أعلنت الرئاسة في 20 فيفري الماضي إرجاء زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الجزائر بسبب إصابة الرئيس بـ «التهاب حاد للشعب الهوائية». من جانب آخر، أكد عبد المالك سلال، أن الحل في ليبيا يجب أن يكون سلميا وتوافقيا بمشاركة كل الأطراف المعنية بالقضية. وقال الوزير الأول، عقب استقباله من طرف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، في هذا الخصوص «نحن على يقين أننا لسنا بعيدين عن الحل في هذا البلد». و قال الوزير الأول الذي سلم للرئيس التونسي رسالة أخوة ومودة من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن العلاقات الثنائية بين الجزائر وتونس ارتقت إلى مستوى عالي في كل الميادين. و جدّد بهذه المناسبة عزم الجزائر على تطوير العلاقات مع تونس أكثر فأكثر لاسيما في المجال الاقتصادي والأمني.
كما جدّد في هذا الإطار موقف وقناعة الجزائر بأن الحل الوحيد في ليبيا لن يكون إلا بتسوية سياسية مبرزا دور الجزائر وتونس ومصر في مرافقة الليبيين في تحقيق هذا الهدف الأسمى عبر حوار ليبي- ليبي في إطار المسعى الذي تراه الأمم المتحدة. وقال سلال أنه يستوجب على  المنظمة الدولية أن تتحمل مسؤولياتها في تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة حفاظا على وحدة وسيادة ليبيا وأمنها واستقرارها بعيدا عن كل التدخلات الأجنبية».
من جهة أخرى، أبدى سلال حرص الجزائر وعزمها على تعزيز روابط الأخوة والتضامن والتعاون القائم بين الجزائر وتونس والعمل على الارتقاء به إلى آفاق أوسع تحسبا لمتطلبات شعبي البلدين في التنمية والازدهار في كنف الأمن والاستقرار. واعتبر اللقاء فرصة لإضافة لبنة أمام المتعاملين الاقتصاديين لتكثيف الشراكة والاستثمار.
أنيس نواري

الوزيــر الأول يستمـع إلــى انشغـــالات أفراد الجـــاليـة الوطنية بتونس
التقى الوزير الأول، عبد المالك سلال، أول أمس، بالعاصمة التونسية بأفراد من الجالية الوطنية المقيمة في تونس وهذا بمناسبة زيارة العمل لهذا البلد.
وخلال هذا اللقاء الذي جرى في السفارة الجزائرية بتونس، نقل السيد سلال تحيات رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، للجالية الوطنية، مشيرا إلى العلاقات التاريخية والممتازة الموجودة بين الجزائر وتونس. كما استمع الوزير الأول لانشغالات أفراد الجالية الوطنية.
وجرى هذا اللقاء بحضور وزير العلاقات المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، ووزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، ووزير الطاقة، نور الدين بوطرفة ووزير السكن و العمران والمدينة والتجارة، عبد المجيد تبون ووزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عبد السلام شلغوم وكذا سفير الجزائر بتونس، عبد القادر حجار.
يذكر أن الوزير الأول عبد المالك سلال استقبل أول أمس من طرف الرئيس التونسي باجي قايد السبسي بمناسبة زيارة العمل التي قام بها إلى تونس في إطار انعقاد الدورة الـ21 للجنة المختلطة الجزائرية التونسية الكبرى.                                

ق و