الدولــة مـستـعدة لـتقـديــم الـمزيـد مـن الـدعـــم لـلشبــاب لإنشـاء مؤسسـات مصغـرة
الجزائر تسير إلى الأمام وفي الطريق الصحيح
أكّد الوزير الأول، عبد المالك سلال، أن الحكومة على استعداد تام لتقديم المزيد من الدعم للشباب الراغب في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة ضمن رؤية بناءة، من خلال تدابير خاصة وجديدة لدعم سيولة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ورفع كفاءات التسيير بها، وكذا إعادة جدولة بعض القروض، وقال إن المبادرة بالمشاريع والنجاح يجب أن تعتبر من الآن فصاعدا أدوات كفيلة بتمكين الشباب الجزائريين من بناء مستقبلهم، وحذّر من الإصغاء إلى ما يقوله المتشائمون والمتلاعبون بالأرقام، الذين يطلبون من الشباب أن يبقوا جامدين في انتظار الكارثة، مشددا على أن الجزائر تسير إلى الأمام وهي في الطريق الصحيح.
 أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة عدد من أعضاء الطاقم الحكومي أمس بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام بعين البنيان شرق العاصمة، على افتتاح الجلسات الوطنية للمؤسسات المصغرة المنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية من طرف الفدرالية الوطنية للمقاولين الشباب، وقال  سلال في بداية كلمته الافتتاحية للمشاركين « رئيس الجمهورية يكن لكم تقديرا كبيرا ويحثكم على العمل لفائدة البلاد».
و أضاف أن المقاولاتية تعتبر محورا أساسيا بالنسبة للدولة في السعي لتنويع الاقتصاد الوطني و ترقيته، ورؤيتها ترتكز على عدم جعل وضع الأجير غايتنا الأسمى لأن الإدارة ليست هي من يخلق الثروة، وأنه يجب النظر إلى المستقبل عبر أدوات المبادرة والابتكار والنجاح، وتحدث عن وجود منظومة وطنية للتكوين  فعالة ودائمة التطور، كما عبر عن استعداد الدولة لدعم مشاريع الشباب من خلال إجراءات مالية و جبائية وإدارية.
 مليونا منصب شغل وقروض إجمالية بـ 681 مليار دينار
وقدم عبد المالك سلال أمام أكثر من ألف مشارك من المقاولين الشباب من 48 ولاية بعض الأرقام عن الجهود التي بذلتها الدولة  في إطار دعم مشاريع الشباب ومساعدتهم على إنشاء مؤسساتهم المصغرة والمتوسطة، عبر جهازي الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب وصندوق التأمين على البطالة، وكشف بهذا الخصوص أنه في هذا الإطار تم استحداث عدد كبير من المؤسسات المصغرة سمحت بخلق مليوني منصب شغل.
وذكر في ذات السياق، أن أكثر من 190 ألف مؤسسة مصغرة أنشئت من طرف حاملي شهادات التعليم العالي والتكوين المهني، وكشف أيضا أن إجمالي القروض الممنوحة عبر مختلف آليات دعم الشباب وصلت إلى 681 مليار دينار، وهنا توقف الوزير الأول ليرد على الذين يدّعون أن الحكومة تقدم هذه الأموال للشباب من أجل إسكات الذين يقولون أن هؤلاء لا يسددون قروضهم، فقال أن ذلك «مجرد شائعات وغير صحيح بل نعتبرها إهانة للآلاف من الجزائريين الذين يتعبون لكسب رزقهم بالحلال، وأن هذه القروض يتم تسديد أقساطها بانتظام ولا تمثل تأخيرات الدفع سوى نسبة 19 من المائة يتم التعامل معها حسب الاجراءات العادية للبنوك».
عبد المالك سلال وبعد أن أشار إلى التحول الاقتصادي الواسع الذي تعرفه البلاد والمرتكز على المؤسسة، تحدث أيضا عن تخفيف الضغوط البنكية وتقليص المساهمة الشخصية، ورفع مبالغ القروض بدون فوائد، وتخصيص حصة من الطلب العمومي للمؤسسات المصغرة، وقال أنها بعض الأمثلة فقط  عن التدابير التي تم إقرارها من أجل توسيع نطاق فرص الإدماج المهني للشباب من خلال إتاحة إمكانية إنشاء مؤسساتهم بأنفسهم، ليعبر بعدها عن استعداد الحكومة «المضي أبعد من ذلك في إطار رؤية بناءة، لاسيما من خلال إدراج تدابير  خاصة بدعم سيولة المؤسسات المصغرة ورفع كفاءات التسيير بها» وتحدث عن قرارات جديدة لتسهيل السيولة وإعادة جدولة بعض القروض.
 كما طمأن الشباب المقاول بأن الحكومة ستقدم لهم الدعم والمعاونة، وستواصل دعم حاملي المشاريع وتعزيز قدرة المؤسسات الموجودة خاصة تلك التي تنشط في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية على غرار تكنولوجيات الإعلام والاتصال، والزراعة والصناعة الميكانيكية، ولكن  أيضا في مجال الخدمات التي نستوردها بتكلفة باهظة كالدراسات والنقل البحري، كاشفا أن ما نستورده سنويا من الخدمات يبلغ 10 ملايير دولار.
لكنه تحدث عن تسجيل توجه وتطور نوعي نحو القطاعات سالفة الذكر، حيث تستوعب الفلاحة ما نسبته 35 من المائة من استثمارات الشباب، والخدمات 20 من المائة، والصناعة 14 من المائة بعد توقيف تمويل النشاطات غير المنتجة والمتكررة، وألح في هذا الصدد على أن «كل مؤسسة مصغرة لابد أن تتوجه لتغطية كل حاجيات السوق الوطنية، كل ما نستورده لابد أن ننتجه هنا، هذا دوركم مستقبلا وهذا هو الاتجاه الصحيح»، مطمئنا بأن الحكومة ستتخذ تدابير لمساعدة المستثمرين في هذه القطاعات.
الفتيات معنيات أيضا باقتحام مجال المقاولة
ولم يفوت الوزير الأول فرصة لقائه بالمقاولين الشباب لحث الفتيات على ولوج هذا المجال » الفتيات معنيات أيضا بروح المقاولة» لأن ذلك ضرورة ملحة للبلاد وهو مستقبلها، « ينبغي أن يكون لحفيدات فاطمة نسومر وحسيبة بن بوعلي طموح أكبر في المستقبل، على شبابنا وشباتنا أن يعلموا أنه لا توجد مهنة مخجلة أو عمل مهين، بل أن العمل يقينا ثلاث آفات، الملل، الرذيلة والحاجة، العمل هو أكبر محرك للإنسان في المجتمع»، داعيا إلى ضرورة أن نبني أنفسنا بالجهد والجدارة، والالتزام الوطني، و أن يكون مصيرنا في مستوى تاريخنا وقدراتنا الهائلة، البشرية والطبيعية، والشباب هم بناة جزائر الغد - يضيف الوزير الأول-
و وعد سلال المشاركين في اللقاء الذي سيدوم يومين بأن رئيس الجمهورية والحكومة ستولي كل اهتمامها لنتائج هذه الجلسات وستكون في مستوى ثقتهم.
ونشير إلى أن الجلسات الوطنية للمؤسسات المصغرة شهدت أيضا مشاركة أرباب العمل، والأمين العام للمركزية النقابية، وشباب مقاولين من 48 ولاية، وقد أقيم على الهامش معرض نموذجي عن مؤسسات شبانية ناجحة، وقد وجه الشباب المقاول عبر الفدرالية الوطنية للمقاولين الشباب رسالة دعم وامتنان خاصة لرئيس الجمهورية لقاء كل ما قام به على مدى سنوات خدمة لفئة الشباب والبلاد، كما قدموا له هدية خاصة تسلمها نيابة عنه الوزير الأول.
إلياس بوملطة