كشف المدير العام للصندوق الوطني للتأمين على البطالة « كناك»، السيد طالب أحمد شوقي، أن الصندوق قام بتمويل أكثر من 130 ألف مؤسسة ، أنشأت أكثر من 280 ألف منصب شغل منذ عام 2004 . وأضاف في حوار للنصر، أن الصندوق يعطي الأولوية لقطاع الفلاحة في تمويل المشاريع، ولفت إلى ضرورة توفر بعض الشروط في الراغبين في الحصول على دعم الصندوق والمتعلقة بالتكوين والتمتع بالمؤهلات لنجاح المؤسسة. كما أشار إلى استمرار الصندوق في تمويل النشاطات وعدم تأثره بالأزمة الاقتصادية الراهنة،  منوّها بالتسهيلات التي يمنحها، ومرافقته لأصحاب المؤسسات بعد تمويلهم في الميدان وتقديم المساعدة فيما يخص عملية تصدير المنتوجات إلى الخارج، وأوضح أن عدد المؤسسات التي أفلست لا يتجاوز 4 بالمئة وخاصة مؤسسات النقل.   
حاوره : مراد - ح
النصر : كم يبلغ عدد المؤسسات التي موّلها الصندوق ومناصب الشغل التي تم خلقها لفائدة البطالين؟
طالب أحمد شوقي: قام الصندوق الوطني للتأمين على البطالة منذ 2004 وإلى غاية 30 سبتمبر الماضي بتمويل أكثر من 130 ألف مؤسسة والتي خلقت أكثر من 280 ألف منصب شغل وانطلاقا من سنة 2014 تم اتخاذ قرارات تتعلق بالنوعية فيما يخص تمويل المشاريع و الصندوق يمول البطالين ذوي المشاريع البالغين ما بين 30 و50 سنة وقد بلغت نسبة المشاريع التي استفادت منها  الفئة التي تتراوح ما بين 30 و40 سنة  أكثر من 45 بالمئة على المستوى الوطني، وهناك شيء إجباري فيما يخص منح التمويل، حيث  يشترط على الراغبين في الاستفادة منه التكوين والتمتع بمؤهلات بشأن المشروع وبإمكان الشاب الحصول على تكوين على عاتق الصندوق بذهابه إلى مركز تكوين، وبعد الانتهاء من عملية التكوين يقوم الصندوق بتمويله لينطلق مشروعه. كما يقوم الصندوق بتوفير تكوين داخلي، وقد بلغت نسبة تمويل المشاريع على مستوى شمال الوطن أكثر من 55 بالمئة وفي الهضاب العليا تتجاوز 32 بالمئة، وقد تزايدت نسبة التمويل في الجنوب حيث كانت لا تتجاوز 6 بالمئة وفي الهضاب العليا لم تكن تتجاوز نسبة تمويل المؤسسات 15 بالمئة قبل 2012. وهناك أمر آخر يجب الإشارة إليه والمتمثل في استفادة العنصر النسوي من التمويل فهناك اليوم انخراط عدد كبير من النساء حيث يتقربن من الصندوق لخلق النشاطات  الخاصة بهن وبلغت نسبة المشاريع  فيما يخص العنصر النسوي على مستوى الجنوب في شهر أوت الماضي أكثر من 29 بالمئة، أما في الهضاب العليا تجاوزت أكثر من 17 بالمئة وعلى مستوى الشمال تجاوزت أكثر من 17 بالمئة والملاحظ هو الانخراط الكبير للعنصر النسوي على مستوى جنوب الوطن، ومنذ 2004 إلى غاية يومنا هذا، فإن نسبة المشاريع لفائدة العنصر النسوي على مستوى الشمال تقارب 10 بالمئة وفي الهضاب العليا 9 بالمئة والجنوب 12 بالمئة.
80 بالمئة من المستفيدين هم أرباب عائلات و انخراط كبير للعنصر  النسوي
 من جهة أخرى، فإن معدل قيمة المشروع الذي يتم تمويله لا يتجاوز 500 مليون وهو يتراوح بين 400 و500 مليون سنتيم،  والملاحظ أن هناك تراجعا في عملية التمويل مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك بعد وضع شروط حيث  يستفيد من التمويل الحاصلون على التكوين فقط وهذا شيء مهم لأن ذلك يساعد هؤلاء على القيام بنشاطاتهم سيما بعد دخول تكنولوجيات جديدة في مختلف القطاعات. و في 2016 مولنا إلى غاية أوت الماضي ما يقارب 7 آلاف مؤسسة  تم خلق أكثر من 17 ألف منصب شغل و على مستوى قطاع  الفلاحة في سنة 2016 مولنا ما يقارب 2500 مؤسسة و في الصناعة التقليدية 1500 مؤسسة وفي الخدمات 1450 مؤسسة  وفي الصناعة 700 مؤسسة
النصر : ما هي القطاعات التي تشكل أولوية بالنسبة للصندوق ؟
في القطاع الفلاحي نسبة المشاريع الممولة تتجاوز 14 بالمئة منذ 2004 وفي الصناعة التقليدية  تقدر بـ11 بالمئة وفي قطاع الصناعة 11 بالمئة.  والسياسة التي نطبقها في الصندوق تكون فيها الأولوية للفلاحة لأن هذا القطاع يساهم في جلب اليد العاملة أكثر، كما أن القطاع يساهم في الأمن الغذائي للبلاد،  واليوم نطبق هذه السياسة ونشجع القطاع الفلاحي قبل كل شيء وما نلاحظه اليوم أنه في قطاع الفلاحة بلغت نسبة المشاريع الممولة في شهر أوت الماضي أكثر من 35 بالمئة وفي الصناعة التقليدية 23 بالمئة والصناعة تقدر 10 بالمئة، فيما لا يتجاوز قطاع النقل اليوم نسبة  1 بالمئة .
المؤسسات التي أفلست لا تتجاوز 4 بالمئة
 النصر : ما هي التسهيلات التي يقدمها «الكناك» لفائدة أصحاب المشاريع وشروط الحصول على التمويل ؟
تمويل المشاريع يجب أن يكون عقلانيا، ولكن الأبواب كلها مفتوحة بشرط توفر تكوين لدى الأشخاص الراغبين في خلق نشاطات، فهناك تكوين خارجي متوفر على مستوى مراكز التكوين المهني الموجودة عبر الوطن وأيضا التكوين داخل الصندوق وسياسة الصندوق الوطني للتأمين على البطالة لم تعد محصورة في التمويل فقط بل يستمر عمله إلى ما بعد تمويل المشاريع. وقد انطلقنا في العملية منذ 2014 وهي المتابعة  التحسيسية والمرافقة الشخصية ما بعد التمويل حيث نرافق كل مستفيد عندما يخلق نشاطا، باعتبار أنه في بعض الأحيان تصادفه بعض الصعوبات  وبيروقراطية، وبالتالي يجب أن نكون مرافقين له لأن الشيء المهم هو استمرار المؤسسة فعند تسجيل بعض العقبات والمشاكل التي تعيق أصحاب المشاريع، و نتدخل لمعالجة تلك المشاكل على مستوى البنوك أو الضرائب وغيرها، فنحن دائما مع الشاب والعملية تم الشروع فيها منذ أكثر من عامين من خلال تكوين أكثر من 300 إطار يشرفون على هذه العملية على مستوى الوطن، حيث يرافقون الشاب في مشروعه ليحقق النجاح، فنحن نقوم بالمتابعة اليومية للمشاريع، وننزل إلى الميدان وهناك تعليمات أوجهها لأكثر من 300 موظف يقومون بزيارة أصحاب النشاطات  ويستفسرون عن أمورهم ووضعيتهم  ومتابعة مشاريعهم اليومية.  هذه استراتيجية وضعناها من أجل مرافقة المستفيدين. وقد  قمنا بزيارة أكثر من 70 ألف مؤسسة على المستوى ولايات الوطن، حيث نتقرب من الشخص الذي مولناه،  ونقوم بإحداث لقاء بين هؤلاء المستفيدين لتبادل الخبرات فيما بينهم. وقد قمت بجولات ميدانية إلى هذه المؤسسات  لأعرف حقيقة الوضع، و ما هو موجود في الميدان حيث نعطيهم توجيهات ونصائح، وزيادة على هذا، لا ننسى شيئا مهما، فمع التقدم التكنولوجي، فإن الصندوق يسهل العمل على الأشخاص من خلال وضع نظام إلكتروني كي يسهُل على الشاب التقدم للصندوق والحصول على التمويل، فكل شيء يمر من خلال مسار إلكتروني منذ التسجيل إلى غاية الحصول على تمويل المشروع. ومن جانب آخر في ميدان الحصول على المشاريع، نقوم بإعلام المستفيدين بوجود مناقصات تطرحها بعض المؤسسات إذا أرادوا التقدم للحصول على هذه المشاريع .
  النصر : ماذا بخصوص المشاريع التي تعرف صعوبات وعدد المؤسسات والتي آلت إلى الإفلاس؟
 يجب التفريق بين الإفلاس وبين الصعوبات والمشاكل التي تعترض المؤسسات، إلى حد الآن منذ الانطلاق في 2004 إلى يوما هذا فإن الإفلاس الحقيقي لا يتجاوز 4 بالمئة وهي المؤسسات التي أفلست وخاصة إفلاس مؤسسات النقل. و عندما تكون صعوبات الصندوق يقوم بعملية المرافقة والمساعدة للتغلب عليها  وبالنسبة للبنوك نتدخل لدى هذه الاخيرة، أما أولئك الذين يتم إحالتهم على العدالة فهم المتحايلون والذين يبيعون الآلات بدون علم الكناك، والصندوق يتدخل لدى البنوك من أجل تأجيل دفع المستحقات وهذه هي المرافقة الحقيقية، واليوم نساعد حتى البعض الذين مولناهم في الفلاحة لكي ينطلقوا في عملية التصدير إلى الخارج، خاصة ببعض النواحي في الجنوب وعلى سبيل المثال بسكرة والمنتوجات هي الخضر والفواكه والتمور  .
النصر : ماذا بخصوص الوضعية المالية للصندوق في ظل الوضع الاقتصادي الراهن الذي تمر به البلاد ؟
مداخيل الصندوق تأتي من اشتراكات العمال في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي "كناص" على مستوى الوطن ، عندنا نسبة نتحصل عليها من الصندوق والتمويل الذي نحصل عليه لا يأتي من الخزينة العمومية ولكن نحصل على الإيرادات من «كناص»  وما نريده هو  تحصيل المستحقات  من أصحاب المؤسسات التي مولناها وذلك للمساهمة من جديد في تمويل أشخاص آخرين. والأزمة الاقتصادية لم تمس الصندوق حيث نمول كل شخص يستجيب للشروط الموضوعة. من جهة أخرى، فإن نسبة  الجامعيين الحاصلين على تمويل لا تتجاوز 5 بالمئة كون الفئة العمرية  بين 30 و50 سنة والتي يمولها الصندوق حاصلة على مستوى دراسة متوسط  و 80 بالمئة منهم هم أرباب عائلات ولذلك واجب علينا مساعدتهم وبالنسبة لتحصيل الأموال لا توجد مشاكل في هذا المجال فقد قمنا بتحصيل حوالي 50 بالمئة من  أموال الصندوق، فليس هناك عجز أو مشاكل كبيرة فالشباب يرجعون الأموال ونحن نقدر أوضاعهم لاسيما أرباب العائلات.
للإشارة فإن الصندوق عندما تم إنشاؤه كان  ذلك في ظل وضع اقتصادي خاص تمر به البلاد في مرحلة  تطبيق مخطط التعديل الهيكلي في 1994 آنذاك، فإن أكثر من 200 ألف بطال تم التكفل بهم من طرف الصندوق على مدى 3 سنوات وبعدها تم تحويلهم على التقاعد على عاتق الصندوق واليوم العدد لا يتجاوز 100 شخص. وإن الشخص الذي يتصرف في مؤسسة يجب ان يكون يتصرف مثل  رب عائلة فكل دينار يجب وضعه في مكانه المناسب  وعلى المسير أن تكون لديه نظرة بعدية وزيادة على هذا يجب أن يعرف كيف يواجه المشاكل والأزمات  وجيلنا كان قد عاش  أزمة 86 وقد كنت  حينها مسيرا لمؤسسة وطنية.
الصندوق يقدم تسهيلات والأولوية  لقطاع الفلاحة
النصر : ماذا تقولون للشباب وللراغبين في الحصول على التمويل من الصندوق؟
يجب أن يعرف الشباب الجزائري  أنه لا توجد دولة في العالم تقوم بما توفره الجزائر لأبنائها،  وعلى الشباب متابعة تعليمهم والتكوين في الجامعات وعلى مستوى مراكز التكوين في كل القطاعات الفلاحة والميكانيك والأشغال العمومية وغيرها، فالتعليم مجاني والتمويل توفره الدولة لمشاريعهم، والبعض في الخارج يحسدنا على الإنجازات المحققة ويطرحون التساؤلات وبفضل حكمة رئيسنا السيد عبد العزيز بوتفليقة تحققت النتائج والإنجازات المختلفة في الجزائر في مختلف القطاعات وعلينا مقارنة الوضع من قبل وكيف أصبحنا في الوقت الحالي، فقد كان الأمن غائبا واليوم استعدنا الأمن، إضافة إلى الانجازات المحققة.  و يجب أن  نقدر ما تم تحقيقه ونحافظ على بلادنا وما تحقق من إنجازات،  والشباب الجزائري قادر على حمل المشعل  ورفع التحديات ولدي الثقة في الشباب، وأقول أن المدرسة لديها دور كبير في تكوين الأجيال ومن الضروري أن تكون هناك دروس للتلاميذ في حبّ الوطن وحول تاريخ بلادنا، وتدريس هذا التاريخ للأجيال الصاعدة ، خصوصا وأن أعداء الوطن موجودون بكثرة داخليا وخارجيا وهم لا يريدون الخير لبلادنا.