الميدان الحربي أكسبنا شعورا أقوى بحب الوطن
التقت النصر بأحد أفراد الخدمة الوطنية في أول دفعة بعد الاستقلال و ذلك في  سنة 1969  و يتعلق الأمر بالمدعو محمد فردي الذي تم تكريمه مؤخرا من طرف المدير العام للخدمة الوطنية بوزارة الدفاع الوطني اللواء محمد الصالح بيشة، على هامش أبواب مفتوحة نظمت حول الخدمة الوطنية بالبليدة، و دعا فردي الشباب إلى أداء الخدمة الوطنية لحماية أنفسهم و حماية هذا الوطن، وأضاف بأن الخدمة الوطنية جعلتهم يشعرون في فترة ما بعد الاستقلال، بقيمة هذا الوطن الغالي و أكسبهم ميدان الحرب شعورا أقوى بحب هذا الوطن الذي لا يتذوقه، حسبه، من عاش في الحياة المدنية فقط، ولم يؤد الخدمة الوطنية أو اندمج في صفوف الجيش الوطني الشعبي.
و ذكر فردي المقيم ببلدية وادي العلايق بولاية البليدة، للنصر بأن أداءه للخدمة الوطنية كان في الفترة ما بين 23 أفريل 1969 و 25مارس 1971، حيث استجاب للنداء مباشرة بعد أن وصله استدعاء أداء هذا الواجب، و  أدى التدريبات على مستوى مركز بوغار بولاية المدية لمدة 07 أشهر، وأشار إلى أن التدريب خلال تلك الفترة كان على مختلف الأسلحة الحربية، كما تم تلقينه هو و أفراد دفعته حب الوطن والدفاع عنه، وبعد انقضاء فترة التدريبات تم تحويله إلى منطقة بني ونيف ببشار لحراسة الحدود، فقضى هناك مدة  17 شهرا.
اقتراب عمي محمد من العقد السابع، لم يؤثر على حنينه و ارتباطه القوي بالجيش الوطني الشعبي رغم أن الفترة التي قضاها في الخدمة الوطنية  لم تتعد عامين ، و بعد مرور 49 سنة عن أدائه لهذا الواجب، لا يزال يتذكر كل المواقف والمشاهد التي وقعت في تلك الفترة و كذا التدريبات المختلفة.
وأشار في هذا الإطار، إلى أن قيمة الوطن لا يعرفها الفرد، إلا إذا اندمج في صفوف الجيش الوطني الشعبي، لهذا جدد الدعوة أكثر من مرة للشباب الذين بلغوا السن القانونية من أجل الالتحاق بصفوف الجيش لأداء هذا الواجب الوطني الذي يكسبهم خبرة حربية كبيرة، خاصة مع هذا التطور الكبير الموجود اليوم في مختلف الأسلحة، كما يغرس فيهم حب الوطن و الدفاع عنه الذي لن يجدوه، حسبه، بنفس الدرجة في الحياة المدنية، مضيفا بأن وطنا بلا جيش قوي لا يعني شيئا، مؤكدا بأنه لا يزال يفتخر بانتمائه لهذا الجيش الذي خرج من رحم أرض الشهداء.
و يعتقد فردي بأن قضاء سنة في الخدمة الوطنية، تبقى غير كافية للتدرب على مختلف الأسلحة والعتاد المتوفر و الذي لم يكن موجودا في السابق، و يضيف بأن فترة سنتين كانت في نظره كافية لتكوين شباب جزائريين مؤهلين عسكريا، ومزودين بحب الوطن.
من جانب آخر تحدث فردي عن الانجازات الكبيرة التي قدمها أفراد الجيش في الخدمة الوطنية في سبيل خدمة مختلف المشاريع التنموية كالسد الأخضر، و القرى الاشتراكية، خط السكة الحديدية، الطرقات، المشاريع التنموية المختلفة، المساعدات الإنسانية في الكوارث وغيرها، كما يرى بأن دعم أفراد الخدمة الوطنية لهذه المشاريع، مهم لتحريك التنمية الاقتصادية و تحقيق التقدم.
أما عن حياته بعد أدائه الخدمة الوطنية، يقول عمي محمد بأنه التحق للعمل بوزارة السياحة كإطار و تقلد عدة مناصب، ثم أحيل على التقاعد.

  نورالدين-ع