السبت 14 ديسمبر 2024 الموافق لـ 12 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

تشاد تلغي التعاون الأمني والسنغال ترفض وجودها العسكري: "انتفاضة" إفريقية ضد الوجود العسكري الفرنسي

• الوجود الفرنسي ينحـسر في إفــريقيا
 يتواصل انحسار الوجود الفرنسي في افريقيا مع تلقي قواته ضربة جديدة في كل من السنغال وتشاد، حيث أعلن الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي أن فرنسا ستضطر إلى إغلاق قواعدها العسكرية في السنغال قائلا إن وجودها يتعارض مع سيادة بلاده، بالتزامن مع إعلان الحكومة التشادية إنهاء اتفاقها للتعاون الدفاعي مع فرنسا، في خطوة ستتطلب من القوات الفرنسية مغادرة البلاد.
تتوالى الضربات الموجهة ضد التواجد العسكري الفرنسي في افريقيا، حيث تستعد فرنسا لتلقي ضربة جديدة لنفوذها في أفريقيا، ولكن هذه المرة ستكون من السنغال، التي قررت المضي قدما في إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية على أراضيها، فبعد طرد القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر يبدو أن داكار تفكر في الخطوة نفسها.
وأكدت السلطات السنغالية أنها ستمضي في طريقها إلى إلغاء أي اتفاق مع فرنسا، يترتب عنه وجود قواعد عسكرية فرنسية على أراضي البلاد وقال الرئيس السنغالي، باسيرو ديومايي فاي، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، الخميس، أن فرنسا ستضطر إلى إغلاق قواعدها العسكرية في السنغال، وأضاف فاي في المقابلة التي أجريت في القصر الرئاسي «السنغال دولة مستقلة، إنها دولة ذات سيادة، والسيادة لا تتفق مع وجود قواعد عسكرية (أجنبية) في دولة ذات سيادة».
وأكد الرئيس السنغالي الذي تولّى منصبه في أفريل بعدما فاز في الانتخابات رافعا لواء السيادة وإنهاء الاعتماد على الخارج، أنّ رفض وجود عسكري فرنسي في بلاده لا يعني «قطيعة» بين دكار وباريس. وقال بأنّه تلقّى من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة تعترف فيها باريس بمسؤوليتها عن «مجزرة» ارتكبتها قواتها الاستعمارية في ثياروي قرب دكار في ديسمبر 1944.
و تابع إنّ «وجودا عسكريا أو عدم وجود عسكري لا ينبغي أن يعني قطيعة»، وأوضح أنّ بلاده تربطها علاقات وطيدة مع دول عدة مثل الصين وتركيا والولايات المتحدة والسعودية و»كلّ هذه الدول ليست لديها أيّ قاعدة عسكرية في السنغال». وأضاف «الصين اليوم هي شريكنا التجاري الأول من حيث حجم الاستثمارات والتجارة. هل للصين وجود عسكري في السنغال؟ كلا. هل نتحدث عن قطيعة؟». وتحدث فاي عن تحديث مرتقب لعقيدة التعاون العسكري. وأوضح أن هذا التحديث «يعني بوضوح أنه لن تكون هناك قواعد عسكرية في السنغال لأي بلد كان».
تشاد تعلن إنهاء اتفاق دفاعي مع فرنسا
وبالتزامن مع الموقف السنغالي الرافض للتواجد العسكري الفرنسي، أعلن وزير الخارجية التشادي، عبد الرحمن كلام الله، أمس، أن بلاده ألغت اتفاقيات التعاون الأمني والدفاعي مع فرنسا، بعد ساعات قليلة على زيارة نظيره الفرنسي، جان نويل بارو، لنجامينا، وفقا لبيان نشرته وزارته على صفحتها بموقع «فايسبوك».
وجاء في البيان: «تبلّغ حكومة التشاد الرأي العام الوطني والدولي بقرارها إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة مع الجمهورية الفرنسية، والمعدلة في 5 سبتمبر 2019، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في شؤون الدفاع بين البلدين». وأوضح البيان أن «هذا القرار، الذي اتخذ بعد دراسة متعمقة، يمثل نقطة تحول تاريخية، وفي الواقع، بعد مرور 66 عاما على إعلان جمهورية التشاد، حان الوقت لكي تؤكد التشاد سيادتها الكاملة، وتعيد تحديد شراكاتها الاستراتيجية وفقا للأولويات الوطنية».
وأشار البيان إلى أن «التشاد تتعهد، وفقا لأحكام الاتفاقية، باحترام الشروط المنصوص عليها لإنهائها، بما في ذلك فترة الإخطار، والتعاون مع السلطات الفرنسية من أجل ضمان انتقال متناغم». كما أكدت الحكومة التشادية أن «هذا القرار لا يشكك بأي حال من الأحوال في العلاقات التاريخية وروابط الصداقة بين البلدين، وتظل عازمة على الحفاظ على علاقات بناءة مع فرنسا في المجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك، بما يعود بالنفع على كلا الشعبين».
ودعا رئيس التشاد، محمد إدريس ديبي إتنو، أمس الخميس، خلال استقباله وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، باريس إلى مراجعة علاقاتها مع التشاد، واحترام سيادة الدولة والتعامل بندية، مشددا على ضرورة كسر القيود الاستعمارية.
وأضاف الرئيس التشادي في هذا السياق: «نشدد على ضرورة كسر القيود الاستعمارية، والتشاد تتولى مسؤولياتها، وهي دولة ذات سيادة في تعاملاتها الخارجية والدبلوماسية». وفي 21 سبتمبر الماضي، أكد وزير الداخلية التشادي السابق، إبراهيم الأصيل، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن الرأي العام الشعبي في الوقت الراهن، يرفض الوجود العسكري الفرنسي في البلاد.
  التخلص من الهيمنة الفرنسية
ومنذ وصول الرئيس السنغالي إلى السلطة يرى محللون أن حكومته لديها مشروعا طموحا للتخلص من الهيمنة الفرنسية والتعامل مع فرنسا كندّ، دون شوائب التجربة الاستعمارية، بعد التحولات الجيو استراتيجية التي عرفتها المنطقة، عبر سلسلة من الانقلابات والاحداث السياسية التي ضربت خريطة النفوذ الفرنسي في غرب القارة الأفريقية، وسط مزاج شعبي رافض للتواجد الفرنسي العسكري، الذين اتهم بالفشل في مواجهة التهديدات الإرهابية.
ومع الاحتجاجات السياسية والتوترات الأمنية التي شهدتها داكار سنة 2023 ورفعت فيها شعارات منددة بهيمنة فرنسا وتدخلاتها في الاقتصاد والسياسة، توقع محللون تراجع النفوذ العسكري الفرنسي في السنغال التي يطلق عليها البعض اسم «فرنسا الصغيرة»، حيث كانت مركزا لتمديد نفوذ فرنسا وتوسيع خارطة مستعمراتها نحو العديد من مناطق غرب إفريقيا.  
وتأتي هذه النزعة نحو «التحرر» من النفوذ الفرنسي بعد أن أقدمت دول (مالي والنيجر وبوركينافاسو) في وقت سابق على اتخاذ إجراءات ضد الوجود الفرنسي على أراضيها. وتتفاقم مشاعر الكراهية والرفض القطعي للوجود الفرنسي في الدول الثلاث التي شهدت انقلابات على امتداد السنوات الماضية.
ع سمير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com