شن أمس جيش الاحتلال الصهيوني سلسلة غارات عنيفة على مناطق مختلفة بقطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد 15 فلسطينيا، إلى جانب عشرات المصابين، ويوجد من بين الشهداء صحفي استشهد أثناء قصف خيمة للصحفيين بمنطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، كما استهدف جيش الاحتلال تجمعا للمواطنين بمخيم النصيرات، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح، بالإضافة إلى استهداف مدرسة تؤوي نازحين في مخيم النصيرات، كما قرر الكيان الصهيوني أمس غلق جميع المعابر، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، في ظل تصعيد خطير منذ إعلان وقف إطلاق النار
وعادت أمس أجواء العدوان من جديد إلى القطاع بعد توقف لأيام فقط، وتحدثت مصادر إعلامية عن قصف عنيف تعرضت له عدد من المناطق بقطاع غزة، في انتهاك واضح من طرف الاحتلال لوقف إطلاق النار، وحاول الاحتلال تبرير هجومه على قطاع غزة بتعرض جنوده لكمين في محافظة رفح، مما أدى إلى مقتل جنديين وعدد من المصابين، في حين كتائب القسام أصدرت بيانا أمس نفت أي صلة لها بهذا الكمين، وأكدت التزامها بوقف إطلاق النار.
وحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة فإن عدد الشهداء منذ إعلان وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي بلغ 46 شهيدا و146 مصابا، في حين تم انتشال 414 جثة من تحت الأنقاض، وأكدت أن نصف الشهداء والمصابين من الأطفال والنساء وكبار السن، كما أن من بين الشهداء عائلة متكونة من 11 شخصا أبيدت بالكامل، وأشار في السياق ذاته المكتب الإعلامي الحكومي إلى تسجيل أكثر من 50 اختراقا لوقف إطلاق النار من طرف جيش الاحتلال، وتنوعت هذه الخروقات بين جرائم إطلاق النار المباشر على المواطنين، وجرائم القصف والاستهداف المتعمد، واعتقال عدد من المواطنين، مضيفا أن هذه الممارسات تعكس استمرار النهج العدواني للاحتلال رغم إعلان وقف الحرب.
وفي السياق ذاته اتهمت حركة حماس الاحتلال الصهيوني بخرق وقف إطلاق النار وعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني، وذلك من اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار، وارتكبت العديد من الجرائم والانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين، وأفادت بأن هذه الخروقات تم توثيقها وتقديمها للوسطاء مرفقة بالصور والكشوفات والأدلة الدامغة.
بالمقابل أكدت حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق بشكل كامل، وأضافت في بيان صحفي أمس أن الوسطاء لم يقدموا أي دليل أو برهان على قيام الحركة بخرق أو عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار، وأكدت عملها بكل جهد وإخلاص على تطبيق الاتفاق من أجل تحقيق الاستقرار ورفع معاناة الشعب الفلسطيني، كما أشار نفس ا بيان إلى وصول وفد من قيادة الحركة إلى مصر أمس لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الوسطاء والقوى الفلسطينية.
من جانب آخر أكد أمس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وجود أدلة واضحة على تعذيب وحشي تعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ودعا إلى فتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم، كما أكد نفس المرصد أن خطر المجاعة وسوء التغذية ما يزال يهدد غزة رغم سريان وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الكميات المحدودة من المساعدات والسلع التي سمح الاحتلال بدخولها تغطي جزءا ضئيلا فقط من احتياجات السكان، ولا تكفي على الإطلاق لمعالجة أزمة الغذاء والإمدادات التي فرضها الاحتلال عمدا كجزء من إبادة جماعية استمرت عامين.
نورالدين ع
