
اعتبرت وزيرة العلاقات مع البرلمان، نجيبة جيلالي، النصين المتعلقين بإحداث أوسمة عسكرية جديدة، رسالة تقدير وعرفان من الأمة لرجال ونساء الجيش الوطني الشعبي، وتكريس فعلي لثقافة الاعتراف التي تعيد الاعتبار لمعاني الوفاء، وتؤكد أن الشكر في حد ذاته قيمة وطنية سامية لا تقل عن أي عمل بطولي في الميدان.
عرضت وزيرة العلاقات مع البرلمان، نجيبة جيلالي، أمس أمام أعضاء مجلس الأمة نص قانون يعدل ويتمم القانون رقم 86-04 المتضمن إحداث وسام الجيش الوطني الشعبي، ونص قانون يتضمن إحداث أوسمة عسكرية في الجيش الوطني الشعبي، وذلك في جلسة علنية رأسها عزوز ناصري، رئيس المجلس، وحضور ممثلين عن وزارة الدفاع الوطني.
وقالت الوزيرة أثناء العرض إن النصين يعتبران رسالة تقدير وعرفان من الأمة اتجاه رجال ونساء المؤسسة العسكرية نظير ما يبذلونه من تضحيات من أجل حماية أمن البلاد وسيادتها، ويرسمان في نفس الوقت نظام استحقاق يواكب ما هو معمول به في العديد من الجيوش في العالم في مجال إسداء الأوسمة، وهو يتأقلم مع تعقيدات المهام وتزايد المخاطر واتساعها في عالم اليوم.
ويقترح النص الأول استحداث خمسة أوسمة عسكرية هي وسام القيادة العملياتية، وسام مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وسام الابتكار، وسام التميز العلمي، و وسام الشراكة مع الجيش الوطني الشعبي، أما النص الثاني فيقترح إحداث وسامين جديدين بالصفة المدنية الشارة الأولى والشارة الثانية، لفائدة المستخدمين المدنيين الشبيهين التابعين لوزارة الدفاع الوطني الذين أدوا 20 و 30 سنة من الخدمة الفعلية.
وبعد المناقشة من قبل أعضاء المجلس وخلال ردها على انشغالاتهم وتساؤلاتهم أكدت وزيرة العلاقات مع البرلمان أن المتدخلين أجمعوا على أن النصين جاءا انطلاقا من الدور المحوري الذي تطّلع به المؤسسة العسكرية في حماية السيادة الوطنية وصون وحدة التراب والدفاع عن مصالح الأمة، ومن منطلق الاعتراف بالجهود والتضحيات الجسيمة التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي في تأدية مهامهم الدستورية.
وبخصوص انشغال الأعضاء المتعلق بالتخصصات العلمية أكدت الوزيرة أن نص القانون المتضمن إحداث الأوسمة العسكرية الجديدة قد تكفل بها من خلال وسامي الابتكار والتميز العلمي، وبالحديث عن وسام الشجاعة فهو وسام متكفل به هو الآخر بموجب القانون رقم 15-10 الصادر في 21 جوان 2015 والمتضمن إحداث وسام الشجاعة للجيش الوطني الشعبي والذي يمنح لكل عسكري متميز أظهر خصالا في انجاز عمل شجاع على غرار نكران الذات خدمة للصالح العام، والقيام بعمل بطولي لإنقاذ حياة شخص أو عدة أشخاص.
كما أثار النواب انشغالا آخر يتعلق بإرفاق هذه الأوسمة الجديدة بعلاوات ومنح، وردا عن ذلك أوضحت جيلالي أنه واستخلاصا من التجارب السابقة في هذا المجال تقرر بمناسبة إعداد هذين النصين التشريعيين عدم تكريس الطابع المادي والنقدي على الطابع الرمزي الذي يحمل الاعتراف الرسمي للدولة والأمة بما له من أثر معنوي كبير على حامليها، علما أن التنظيم الساري المفعول في وزارة الدفاع الوطني يخصص تعويضات ومنح مالية خاصة بالمستخدمين الذين يمارسون مهاما ضمن الأسلاك المعنية بهذه الأوسمة الجديدة.
وفي الختام أكدت الوزيرة أن النصين تكريس فعلي لثقافة الاعتراف ثقافة تعيد الاعتبار لمعاني الوفاء، وتؤكد أن الشكر في حد ذاته قيمة وطنية سامية لا تقل عن أي عمل بطولي في الميدان، فهي احترام من الأمة لمستخدمي المؤسسة العسكرية مدنيين وعسكريين على جهودهم وتقديرا لعطائهم وتخليدا للنبل في نفوسهم.
وسيصوّت أعضاء المجلس اليوم على مشروعي النصين سالفي الذكر.
إلياس -ب