تستعد سوق الأدوية لاستقبال كميات جديدة من أقلام الأنسولين المصنعة محليا ذات المفعول السريع والمتوسط التي توفرها الوحدة الإنتاجية المتواجدة بالمنطقة الصناعية وادي السمار بالعاصمة ابتداء من الأسبوع المقبل، بما يؤدي إلى تحقيق نسبة هامة من الاحتياجات الوطنية من الأنسولين.
أفاد نائب رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مراد شابونية في تصريح «للنصر» بأن كميات لا بأس بها من أقلام الأنسولين ذات المفعول المتوسط والسريع المصنعة محليا ستدخل سوق الأدوية بداية من الأسبوع القادم، وتندرج العملية ضمن الاستراتيجية التي وضعتها الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية سيما الموجهة للمرضى المزمنين.
ويتم تصنيع أقلام الأنسولين سريعة متوسطة المفعول عن طريق مخابر «بيوكير بيوتك» المتواجدة بالمنطقة الصناعية وادي السمار بالعاصمة، التي شرعت شهر جانفي المنصرم في إنتاج أولى الكميات من أقلام الأنسولين مصنعة محليا بكامل مراحلها لفائدة مرضى السكري.
وأفاد السيد شابونية بأن الصيادلة مستعدون لاستلام الكميات الجديدة من أقلام الأنسولين المصنعة محليا عبر شبكة التوزيع التي تعمل على تموين السوق الوطني بمختلف أصناف الأدوية، من أجل ضمان تلبية طلبات المرضى، وذلك بالموازاة مع الحرص على التحسيس بفاعلية الدواء المصنوع وطنية بخبرات وأياد جزائرية، اعتمادا على التكنولوجيا العالية، على غرار تلك المستعملة في تصنيع الأدوية المستوردة من الخارج التي تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة من العملة الصعبة.
وأضاف المصدر بأن الجزائر تعمل أيضا على إنتاج المادة الأولية التي تدخل في صناعة أقلام الأنسولين، التي تعرف ببلورات الأنسولين دون الحاجة إلى استيرادها من المخابر الأجنبية التي تحتكر السوق الدولية وتفرض أسعارها على البلدان المستوردة، بما يضمن إنتاج هذا الدواء محليا بنسبة كاملة، ويحقق الاستقلالية التامة لسوق الأدوية في توفير أقلام الأنسولين ذات الصنع المحلي، وكذا تلبية طلبات مرضى السكري المقدر عددهم بما يقارب 4 ملايين مصاب.
وتوقع ممثل نقابة الصيادلة الخواص استقرارا في أسعار أقلام الأنسولين بعد دخول كميات معتبرة من الإنتاج الوطني إلى السوق، مؤكدا بأن المخابر الأجنبية المعروفة بتصنيع هذا الدواء المعدل لنسبة السكر في الدم، ستضطر إلى تخفيض الأسعار المعتمدة حاليا جراء المنافسة التي ستفرضها الوحدات الإنتاجية المحلية، التي ستعمل بدورها على توسيع مجال نشاطها لتغطية نسبة هامة من السوق، مستفيدة من الدعم الذي تقدمه الدولة لتشجيع الاستثمار في قطاع الأدوية.
وأضاف المصدر بأن أزمة كورونا أظهرت الحاجة الملحة إلى تطوير صناعة الأدوية، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة معتبرة، موضحا بأن عديد البلدان المصنعة للأدوية فرضت إجراءات صارمة تمنع تصدير عديد الأصناف خلال الأزمة الصحية، من بينها اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وكذا الأصناف التي تم اعتمادها في إطار البروتوكول الصحي لعلاج المصابين.
وأكد السيد شابونية تأييد نقابة الصيادلة الخواص لسياسة الدولة في مجال بناء صناعة وطنية للأدوية ذات أسس قوية، من أجل تقليص التبعية للمخابر الأجنبية، سيما وأن الإنتاج المحلي أثبت فعاليته في علاج مختلف الأمراض، مشددا في ذات السياق على دور الأطباء الأخصائيين في الترويج للمنتوج المحلي الذي بدأ في فرض مكانته في السوق.
وتنتهج السلطات العمومية سياسة تحقيق الأمن الصحي بتشجيع الصناعة الصيدلانية، ومرافقة المشاريع المتعلقة بقطاع الأدوية، وهي تعتزم خوض مجال إنتاج الأدوية المضادة للسرطان من أجل ضمان التكفل الأمثل بالمرضى، والقضاء على التذبذبات التي تشهدها السوق من حين إلى آخر بسبب تعطل دخول الكميات المستوردة من الخارج، الموجهة لعلاج مختلف الأورام السرطانية.
وتعد الجزائر البلد الإفريقي الوحيد الذي ينتج الأنسولين محليا بسواعد وخبرات جزائرية، بعد أن تم التحكم في التكنولوجيا العالية المستخدمة في تصنيع هذا الصنف من الأدوية، وقد تم تصدير كميات لا بأس بها من أقلام الأنسولين إلى السعودية، مما يثبت القفزة النوعية التي تم تحقيقها في هذا المجال.
وكان وزير الصناعة علي عون أكد بأن تصنيع أقلام الأنسولين محليا سمح باقتصاد 100 مليون أورو في سنة 2023، تجسيدا لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي أمر بإنتاج لقاح الأطفال والأنسولين في الجزائر، وهو ما تم تجسيده بإطلاق عدة مشاريع جديدة، مع إعادة الاعتبار لمجمع صيدال الذي كان يغطي نسبة هامة من احتياجات السوق.
لطيفة بلحاج
