* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظا
أكد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أن الجزائر ترفض وتدين بشدة أي محاولة يائسة لتصفية القضية الفلسطينية، مجددا دعم الجزائر الثابت والراسخ للشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع لتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، كما أهاب بالمجتمع الدولي القيام بانتفاضة حاسمة لإحقاق الحق والعدل في فلسطين.
جدد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، مواقف الجزائر الثابتة والدائمة من القضية الفلسطينية وذلك في رسالة له أمس بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني قرأها نيابة عنه وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، خلال احتفالية أقيمت بالمناسبة أمس بالجزائر العاصمة.
وأشار الرئيس بداية إلى أن إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يأتي في ظرف خاص يمر به الشعب الفلسطيني هذا العام جراء العدوان الصهيوني الغاشم وحرب الإبادة التي يقترفها ضده خاصة في قطاع غزة منذ أكثر من عام في ظل «تقاعس دولي صارخ ومشين» لوضع حد لمخلفاته الفظيعة والتي داس بها ومعه المحتل على كافة المواثيق والأعراف.
لكن وعلى الرغم من كل هذه الآلام والمحن فإن الشعب الفلسطيني الشقيق، على درب الشعوب الثائرة والتواقة لحريتها –يضيف الرئيس تبون – يصنع «معجزته الخاصة ويأبى التسليم للأمر الواقع» ويهتف بحقوقه من المعتقلات والجبال والأنقاض ومن تحت الأرض، ويستمر في مقارعة الحصار والتجويع والقصف والتنكيل بصبر و إباء وسلاحه في ذلك إيمانه القوي بعدالة قضيته وشرعية ومشروعية مطالبه.
وتابع رئيس الجمهورية يؤكد أنه وأمام جسامة مثل هذه التضحيات فإننا لا نملك سوى الوقوف وقفة احترام وإكبار لهذا الشعب المكافح، داعيا في نفس الوقت المجتمع الدولي برمته إلى «انتفاضة حاسمة» تصرف عنه مخططات الإبادة الجماعية التي يعمل المحتل بكل ما أوتي من طغيان على تطبيقها اليوم في غزة، وأضاف في نفس السياق يقول «وإنه لحقيق بنا نحن محبي السلام العادل أن نوحد الجهود وأن ندفع العزائم وأن نشحد الهمم من أجل تمكين الفلسطينيين من الواقع المأمول الذي تحفظه لهم القوانين والشرعية الدولية حفظا تاما غير قابل للتصرف ولا للتقادم».
وقدم الرئيس في هذا الإطار مثال ما قضت به محكمة العدل الدولية في فتواها الصادرة بتاريخ 19 جويلية الماضي وما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 24/1010.
وحذر الرئيس تبون في سياق متصل بأن «ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية الماثلة أمام الجميع اليوم باهظ وسيكون أبهظ غدا»، وأن عدم تمكن المجموعة الدولية من فرض قرارات الشرعية الدولية على المحتل الإسرائيلي «لا يهدد» فقط قواعد منظومة دولية أنشأها آباء حكماء وعملت أجيال متعاقبة على ترسيخها، ولكنه يدفع كذلك نحو تأسيس «منظومة منفلتة» تحتكم في المطلق لمنطق القوة وتتصحر معها كل موازين العدالة والقانون.
وفي هذا الظرف القاتم والخطير أكد رئيس الجمهورية أن الجزائر تجدد دعمها الثابت والراسخ للشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع على طريق انتزاع حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة والسيدة على حدود الرابع جوان 1967 وعاصمتها القدس الشريف مثلما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية.
كما تشدد الجزائر –يضيف- على ضرورة «محاسبة» المحتل على جرائم الإبادة والحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ما فتئ يقترفها في حق الشعب الفلسطيني، وتؤكد الجزائر في هذا المقام «رفضها وإدانتها لأي محاولة يائسة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير القسري وتغيير الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس الشريف بكامل مقدساتها الإسلامية والمسيحية».
وستواصل الجزائر يؤكد رئيس الجمهورية- عبر عضويتها الجارية في مجلس الأمن الدولي الدفاع بصوت عال عن موقفها هذا المتسق تماما مع مبادئها الثابتة ومع التزاماتها تجاه ميثاق الأمم المتحدة، مشددا على أنه لا بديل- والعالم يجمع على ضرورة إرساء حل الدولتين- عن تمكين فلسطين من العضوية الكاملة بمنظمة الأمم المتحدة وقطع الطريق نهائيا على المتطرفين والواهمين الذين ينكرون الحقوق الوجودية والوطنية للفلسطينيين.
و في الختام أشاد الرئيس تبون بالاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية، داعيا بقية الدول المتخلفة عن هذا الركب إلى اللحاق به والانضمام إلى مسار إحقاق السلام العادل، وأكد أن أمن واستقرار الشرق الأوسط مرتبطان بشكل وثيق بحل القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال وأصل الشرور والعنف وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الثابتة، وحث على جعل يوم التضامن لهذه السنة محطة لتجديد الالتزام بتجسيد الحل الشرعي والعادل للقضية الفلسطينية.
إلياس -ب