
دعا أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل السعيد سعيود، المجالس البلدية المنتخبة للاضطلاع بدورها في التكفل بانشغالات المواطنين، وذلك في كلمة ألقاها خلال إشرافه على تنصيب الوالي الجديد بباتنة، بن أحمد رياض خلفا لمحمد بن مالك المحوّل إلى ولاية الأغواط.
وأكد الوزير سعيود بأن 60 بالمائة من حاجيات وانشغالات المواطنين، تقع على عاتق المجالس البلدية المنتخبة، كاشفا بذات المناسبة عن إسناد مهمة توزيع الأوعية العقارية الصناعية الخاصة بالشباب حاملي المشاريع لرؤساء البلديات، تطبيقا لمخرجات مجلس الوزراء، في حين أوضح بأن تركيبة اللجان المعنية بتوزيع العقار الصناعي سيعلن عنها لاحقا في الأيام القليلة المقبلة.
وكشف وزير الداخلية، خلال تطرقه لمجهودات الدولة في الاهتمام بالشباب، عن احتضان الجزائر شهر نوفمبر الجاري للقاء شباني إفريقي يسمح للشباب الجزائري من بين حاملي المشاريع للاحتكاك بنظرائهم من مختلف الدول الإفريقية لاكتساب وتبادل الخبرات والتجارب، كما نوه بدور المجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني في ترقية الشباب، واعتبر تخصيص مناطق للنشاط الصناعي خصيصا لحاملي المشاريع من الشباب يعد استثناء بالجزائر لا يوجد في باقي الدول.
وكما أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، بأن الحركة الجزئية الأخيرة في سلك الولاة والولاة المنتدبين، تأتي لمواصلة رفع الرهان لتحويل المؤهلات الطبيعية والبشرية والاقتصادية والثقافية إلى طاقات فعلية تسهم في خلق الثروة، واستحداث مناصب شغل وتحسين الإطار المعيشي للمواطن، في إطار رؤية وطنية متكاملة قوامها العدالة والتنمية المتوازنة بين مختلف مناطق الوطن، ودعا بالمناسبة الولاة إلى مضاعفة الجهود لمواصلة إنجاز المشاريع في مختلف القطاعات، والعمل على تعزيز مكانة المرأة الريفية وجعلها شريك اقتصادي، ومرافقة المستثمرين واستكمال تهيئة المناطق الصناعية ومناطق النشاط الصناعي لتهيئة بيئة شفافة وجذابة مشجعة للمبادرة الاقتصادية.
وأكد الوزير سعيد سعيود، بأنه على الجماعات المحلية إعطاء الأهمية والأولوية لتحسين الإطار المعيشي للمواطن، خاصة في ما تعلق بتفعيل مخططات النظافة وترقية النقل الحضري، منوها بدور المجالس الشعبية المنتخبة على مختلف الأصعدة، وأكد بأن المجالس الشعبية البلدية تبقى النواة الأساسية والركيزة في التنمية المحلية، وقال بأن السلم التصاعدي للتكفل بانشغالات المواطنين يبدأ من المجالس البلدية، مضيفا بأن 60 بالمائة من حاجيات المواطنين تقع على عاتقها، وألح وزير الداخلية على ضرورة إصغاء المجالس البلدية للمواطن، بعيدا عن الوعود الكاذبة ومختلف أشكال المماطلة خاصة في التكفل بنظافة المحيط دون التحجج أو التهرب من المسؤولية.
وأبرز الوزير نماذج صلاحيات رؤساء البلديات في التدخل لمراقبة مختلف المشاريع عبر اختصاص إقليمهم، كاشفا عن التحضير لبعث منتجات مصبرات نقاوس انطلاقا من توفير المادة الأولية وتسخير مسيرين أكفاء.
ولدى إشرافه على تنصيب الوالي الجديد للأغواط محمد بن مالك، خلفا لفضيل ضويفي الذي حوّل إلى ولاية أدرار، أوضح سعيود أن الحكومة تعمل على تنويع قاعدتها الاقتصادية من خلال تشجيع الاستثمار في قطاعات الفلاحة، والصناعات الصغيرة، والطاقات المتجددة، بما يسهم في خلق الثروة ومناصب الشغل.
كما تطرق الوزير إلى المؤهلات السياحية التي تزخر بها الولاية، من القصور القديمة والواحات والكثبان الرملية، معتبراً إياها وجهة واعدة للسياحة الداخلية، الدينية، والصحراوية، ما يستدعي استغلالها بالشكل الأمثل لدعم الاقتصاد المحلي.
وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل أن التنمية الحقيقية لا تتحقق فقط عبر المشاريع المادية، بل من خلال ترسيخ العدالة الاجتماعية وتحسين نوعية الحياة، داعياً إلى اعتماد مقاربة تشاركية في التسيير المحلي تتيح مشاركة المجتمع المدني والمنتخبين والمواطنين في اتخاذ القرار التنموي.
وفي ختام كلمته، شدد الوزير على أهمية الدور التنموي للمجالس الشعبية البلدية، داعياً إلى تعزيز ثقافة الإصغاء للمواطن وتحسين ظروف استقباله وقضاء حاجاته، خصوصاً ما يتعلق بالخدمات الإدارية والمرافق الجوارية، بما يرسخ الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
كما أكد سعيود أن الثقة التي وضعها رئيس الجمهورية في الوالي الجديد تمثل مسؤولية جسيمة تتطلب التفاني والإخلاص في خدمة المواطن وتحقيق التنمية المحلية.
من جهة أخرى نوه وزير الداخلية لدى تنصيب ناصر زوقاري واليا منتدبا للمقاطعة الإدارية القنطرة في ولاية بسكرة، باستحداث هذه المقاطعة الذي يمثل كما قال ترسيخا لرؤية الدولة في تجديد الهندسة الإدارية، وتعزيز اللامركزية، وتكريس عدالة تنموية أوسع، بما يكفل إدارة أكثر قربا وفعالية وجودة في خدمة المواطن. وكشف الوزير سعيود عن تخصيص أربع مناطق للنشاطات بمساحة 132 هكتارا عبر كل من مدن القنطرة ، الوطاية والبرانيس، ما يعكس إرادة صادقة لاستقطاب الاستثمار ومرافقة أكثر من 600 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، وتحفيز خلق فرص شغل مستدامة وصناعة مستقبل اقتصادي متوازن للمنطقة مشيرا أن القنطرة مرشحة لاعتلاء موقع ريادي ضمن أقطاب النمو الوطني بفضل ما تمتلكه من إمكانات طبيعية وبشرية واستراتيجية، وهو مشروع جماعي يستدعي تضافر الجهود المحلية بروح مسؤولية وتكامل وتفانٍ في خدمة الصالح العام.
وقال إن مهام الوالي المنتدب لا تُتصور إلا بحضور ميداني دائم، وإصغاء عميق لانشغالات المواطنين وتنسيق وثيق مع المنتخبين والفاعلين المحليين والمجتمع المدني لضمان انسجام القرار وتفعيل الرؤية على أرض الواقع.
ودعا والي بسكرة و كافة الإطارات المحلية إلى مواكبة هذا المسار الجديد، ودعم الوالي المنتدب بما يترجم توجيهات السيد رئيس الجمهورية إلى إنجازات ملموسة تُشيد نموذجا في الحكامة الرشيدة والتنمية العادلة
ياسين عبوبو / ع- بوسنة