
دعا أمس، وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل السعيد سعيود، السلطات المحلية إلى تكثيف الجهود للتكفل بانشغالات سكان المناطق الجبلية والريفية ضمن المقاربة الوطنية الرامية إلى تعميم التنمية الجوارية دون استثناء لأي منطقة، وذلك في كلمة ألقاها خلال إشرافه على تنصيب الوالي الجديد بميلة، فيصل عمروش، خلفا لمصطفي قريش الذي أنهيت مهامه في إطار الحركة الجزئية التي أجراها، مؤخرا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في سلك الولاة والولاة المنتدبين.
وخلال مراسم التنصيب التي جرت بقاعة المحاضرات الكبرى بمقر ديوان الولاية فجر أمس، أكد الوزير السعيد سعيود أن السلطات العليا في البلاد خصصت مبالغ ضخمة خلال السنوات الأخيرة للتكفل بانشغالات ساكنة المناطق المعزولة وتحسين الإطار المعيشي للمواطن، لكن لا تزال بعض النقائص المسجلة التي توجب مواصلة العمل بكل جهد كل من منصبه سواء مسؤولين، منتخبين ومجتمع مدني للتكفل بانشغالات الساكنة بكل موضوعية وشجاعة وطي هذه الصفحة، داعيا بالمناسبة إلى تكثيف الجهود للتكفل بانشغالات سكان المناطق الجبلية والريفية ضمن المقاربة الوطنية الرامية إلى تعميم التنمية الجوارية دون استثناء لأي منطقة ومواصلة التشاور مع قاطنيها.
كما أكد الوزير على ضرورة التكفل بإشكالية تأهيل وتهيئة الطرق البلدية، التي خصص لها هذه السنة غلاف مالي قدر بـ 30 مليار دينار جزائري، مشددا على تحديد أولوية الأولويات لتحديد المشاريع وانجازها والحفاظ على المال العام، داعيا إلى ضرورة تكريس العمل التشاركي والتنسيق الدائم بين الإدارة والمنتخبين في مختلف المستويات لضمان وحدة الرؤية وتكامل الجهود لتحقيق نتائج ملموسة يرصدها المواطن في حياته اليومية، بما يعزز ثقته في مؤسسات الدولة.
و بالمناسبة أفاد الوزير أن ولاية ميلة التي وصفها بالجوهرة الخضراء تعتبر من بين الولايات التجارية والتي تشهد حركة اقتصادية على مستوى الشرق الوطني لما تكتسبه بعض البلديات من سمعة وطنية على غرار بلديتي تاجنانت وشلغوم العيد، قائلا إن ميلة تتوفر أيضا على إمكانيات كبيرة وجب علينا استغلالها أحسن استغلال على غرار سد بني هارون، داعيا إلى مواصلة رفع جهود الجاذبية الاقتصادية لهذه الولاية الواعدة من خلال تثمين أكبر لما تحوزه من قدرات وتدعيم الحركية الاستثمارية لاسيما في المجالات التنافسية للإقليم.
وفي السياق ذاته أشار الوزير إلى أن ميلة استفادت من العديد من المشاريع في عدة مجالات التي من شأنها تحسين وجه الولاية حسب تعبيره، لكن لا تزال بعض المشاريع يضيف المتحدث الهامة التي يجب العمل على تجسيدها وإنجازها في القريب العاجل من بينها مشروع تزويد 16 بلدية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من السدود، داعيا الوالي الجديد إلى تكثيف المجهودات والتنسيق مع كل القطاعات لإيجاد الحلول لهذه الإشكالية وتدارك النقائص المسجلة والاستماع لانشغالات المواطنين .
من جهة أخرى، أبرز وزير الداخلية، لدى إشرافه على مراسم تنصيب السيد عمراني عطال واليا منتدبا على المقاطعة الإدارية بوسعادة بولاية المسيلة، ما تزخر به بوسعادة من زخم حضاري و تاريخي و مؤهلات طبيعية وبشرية وثقافية، وموقع استراتيجي يربط شمال الوطن بجنوبه، مما يجعلها مؤهلة لتكون قطبا اقتصاديا وسياحيا واعدا.
مؤكدا على ضرورة التركيز على توفير الماء الشروب، تعزيز الهياكل الصحية والتربوية، وتلبية الطلب السكني، فضلًا عن العناية الخاصة بحي سيدي سليمان الذي تقطنه حوالي 90 ألف نسمة بما يضمن له تنمية متكاملة.
وأشار في هذا الصدد بالقول أنه بمرور سنتين على ترقية بوسعادة إلى مقاطعة إدارية بقرار من السيد رئيس الجمهورية بتاريخ 13 أكتوبر 2023، حيث شهدت هذه الفترة انطلاقة مشاريع إستراتيجية شملت مستشفى الأم والطفل الذي سيتم استلامه قريبا وكذا القطب الجامعي بواقع 2000 مقعد، ومطار عين الديس الذي ينتظر منه أن يؤدي دورا حيويا في الربط بين مناطق الوطن شماله وجنوبه ما من شأنه أن يساهم في تجسيد قطبية المنطقة من حيث الخدمات الاقتصادية والفلاحية.
مذكرا بما تجسد من مشاريع الطرق والنفق الأرضي بوسط مدينة بوسعادة قبل أشهر التي حسّنت السلامة المرورية وانسيابية الحركة، كما شدد وزير الداخلية من جهة أخرى على أهمية تسريع وتيرة المشاريع ودعم القدرات الإدارية والتقنية والمالية، ضمانًا للخدمات النوعية وتحسين الإطار المعيشي، انسجامًا مع توجهات السيد رئيس الجمهورية الهادفة لترسيخ اللامركزية الفعالة والحكامة الرشيدة.
وهذا ما ينسجم مع إرادة الدولة الثابتة في تحسين الإطار المعيشي، وتحقيق العدالة بين الأقاليم، وكذا ترسيخ المكاسب الاجتماعية ولاسيما لصالح الفئات الهشة. داعيا إلى توثيق التعاون بين المنتخبين والإدارة، على نهج توجيهات السيد رئيس الجمهورية، دعماً للسيد الوالي المنتدب، وتمكينًا لبوسعادة من أجل استكمال مسارها نحو صفة ولاية كاملة الصلاحيات.
مكي.ب/ فارس.ق