الخميس 10 جويلية 2025 الموافق لـ 14 محرم 1447
Accueil Top Pub

الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر حول شخصه وأدبه حيًّا وميتًا.

ورغم الدراسات الكثيرة التي تناولت أعماله والكتابات التي خُصّصت لسيرته، إلا أنّه لازال يبدو كمنْجَمٍ يُغري الدّارسين و يستهوي مثيري الجدل.
و الأسئلة الجديرة بالطّرح اليوم، هي، هل قرأنا كاتب ياسين في الجزائر أم أنّنا لا زلنا نتغذّى على تصريحاته وتصريحات منسوبة إليه، يتمّ انتقاؤها، في الغالب، لدواعي الإثارة؟ وماذا نريد من الكاتب؟ هل نريد منه أن يكتب ويسكت كما نصح بومدين ياسين بالذّات؟ و هل من حقّه علينا أن نصغي إليه حين يتدخّل في الحياة العامة؟
قد لا تعني هذه الأسئلة ياسين وحده، خصوصًا و أنّ الكاتب لا زال يُواجه نظرات الرّيبة ذاتها التي كان يُنظر بها إلى الآباء المؤسّسين في مجتمع تقليدي وجد صعوبة في استهلاك المكتوب، لا سيّما فنّ الرواية الذي كان ولا يزال يشكّل مشكلة للذّائقة.
لم يقل كاتب ياسين ما قاله مالك حدّاد عن "منفى اللّغة"، لكنّه تعامل مع الوضع التاريخي بعقلانيّة وقال ما يعادل ذلك من دون أن يردّده المردّدون، فقد قال: "لو كتبتُ بالعربيّة لكنت أقرب إلى الشّعب"، وكان يرى بأنّ المستقبل سيكون للأدب المكتوب بالعربيّة، عكس ما أشيع عنه عن معاداة العربيّة، وحتى و إن كتب بالفرنسيّة فإنّه لم يفرّط في جزائريته وكان يقول بوضوح إنّ النّشر في فرنسا مكّنه من مخاطبة الفرنسيّين كجزائري، بفضل شجاعة ناشرين، لكن النّاشر الفرنسي سيبقى فرنسيًّا في نظرته إليّ وأظلّ كاتبًا جزائريًّا. بل إنّه كان يشبّه الكتابة بلغة أخرى بالانتقال إلى قرية أخرى أو مدينة أخرى أو بلد آخر، أي بهجرة، تُتيح العودة إلى الذّات بنظرة أرحب. لذلك دعا بعد الاستقلال إلى عودة الكتّاب الجزائريين من منافيهم وتمكينهم من ظروف الإبداع وفي مقدمة ذلك حريّة التعبير، لسدّ الفراغ في دولة فتيّة تحتاج إلى الآداب والفنون لبناء مخيالها الخاص، هذه الحاجة لا تزال قائمة اليوم في ظلّ الحروب الجديدة، وتقتضي فيما تقتضيه استعادة الكتّاب الجزائريين المؤسّسين وإتاحة نصوصهم للأجيال الجديدة من القراء، بعيدًا عن أساليب الشيطنة والتقديس التي ظلّت تُمارس على نطاق واسع بعيدًا عن القراءة والنّقد.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com