الجمعة 6 ديسمبر 2024 الموافق لـ 4 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن "كمال داود هو من سيفوز، ليس لأسباب أدبية، بل سياسيّة"!

وعند إعلان اسم الفائز، أكد المتوّج ذاته ما قاله النّاشر وهو يُحيّي فرنسا، "حاميّة الكتّاب" التي منحته الحرية للكتابة، وأبعد من ذلك منحته "الوطن" الذي يحتاج إليه الكاتب إلى جانب الكرسيّ والطاولة، ولم يفوّت الفرصة ليرد على منتقديه في الجزائر بالقول:" يهاجمونني لأنّني لست شيّوعيا ولا مُناهضًا للاستعمار ولا مُعاديًا لفرنسا"!
نال داود الغونكور لأسبابٍ سياسيّة، وقد اشتغل على ذلك بشكلٍ مضنٍ طيلة سنواتٍ، بالتقرّب من اللّوبي اليميني الفرنسي واللّوبي الصّهيوني، بتمجيد الاستعمار وهجاء المقاومة الفلسطينيّة.. و لم يقلّل منتقدو الكاتب من موهبته الأدبيّة، بل استغربوا تصريحاته السياسيّة بالأساس، خصوصًا السرديّة التي تبناها خلال الترويج لروايته الثانية "حوريات"، حيث ظلّ يردّد في وسائل الإعلام الفرنسيّة، بأنّ الجزائر تسعى من خلال مطالبة فرنسا بالاعتراف والاعتذار عن ماضيها الاستعماري للتغطيّة على الحرب الأهليّة التي عرفتها في التسعينيات، والتي تمنع الحديث عنها بنص القانون، مُتوقعًا أن يمنع ذات القانون روايته، وكأنّها الرواية الوحيدة التي تطرّقت إلى سنوات الإرهاب، وكأنّ عشرات الروايات التي صدرت قبل "حورياته" وتناولت المسألة من كلّ الجوانب لم تكن روايات!
لا ينتقد المنتقدون داود لجرأته كما يتوهّم ويدعي، بل لوقوفه في صفّ جلّاد الأمس وهو يردّد كالببغاء عبارة ماكرون "ريع الذاكرة" للسخريّة من مطالب الجزائريين باعتراف لا يرمّم الماضي بل هو مجرّد إعلان نيّة يُشير، فقط، إلى أنّ فرنسا ارتوت من الدم الجزائري ولا تطلب المزيد.
لا ينتقد المنتقدون داود لحريّته التي لا تتّسع لها الجزائر، فهناك أجيال من الكتّاب انتقدت النّظام السيّاسي قبله، وناضلت من أجل الحريّة والديمقراطيّة، من دون أن تبيع القلم والموقف، أو تطلب كرسيًّا وطاولةً ووطنًا بديلا، بل إنّ كمال داود نفسه كان ينتقد السلطات السياسيّة ويسخر من المجتمع لسنوات عديدة على صفحات إحدى أكبر الصحف الوطنيّة، وهو "مقيّد" في الجزائر، فهل يستطيع اليوم أن يقول كلمة واحدة ضدّ أبشع مذبحة في التاريخ وهو "حرّ" في فرنسا؟
قبض كمال داود الغونكور في وطنه الجديد الذي ولد فيه بعد الخمسين، مقابل خدماته للصهيونيّة والنظام النيوكولونيالي، لكنّه فقد ما يصعب تعويضه، فقد شرف الإنسان والكاتب.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
قطارُ الباطل

سلّطت الاحتجاجاتُ الطلابيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة الضوء على هيمنة اللّوبي الصهيوني على...

  • 29 أفريل 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com