الأربعاء 19 نوفمبر 2025 الموافق لـ 28 جمادى الأولى 1447
Accueil Top Pub

فضيلة التدوين

ينتمي أحمد طالب الإبراهيمي إلى فئة قليلة في النّخبة السياسية الجزائرية، لم تهمل واجب "التّدوين"، وقدّمت سرديّتها للوقائع والأحداث بشكلٍ يضيء مراحل تاريخيّة ويُجيب على كثيرٍ من الأسئلة التي تطرحها الأجيالُ الجديدة، التي لم تُعايش المراحل الأولى من بناء الدولة الوطنيّة.

كما تُقدّم سيرته وشخصيّته نموذجًا لما يمكن أن يكون عليه المشتغلون في حقل السيّاسة، من حيث الثقافة والعلم وأخلاقيات المعاملة في التوافق وفي الاختلاف.
فالثقافة والعلم تضعان في يد السيّاسي أدوات القراءة السليمة للواقع وقواعد الاستشراف، وتمنحانه قوّة ناعمة وتُكسبانه الاحترام حتى بين خصومه.
وحتى وإن اعترف أحمد طالب بأنّ مشاريعه لم تكتمل، فإن رسالته وصلت على النّحو الذي أراد، عكس كثير من رفاقه الذين مضوا تاركين سيّرهم مفتوحة على كل ضروب الغموض والتّأويلات.
وفوق ذلك فإن الرّجل حمّل نفسه مسؤوليّة الإفادة التاريخيّة، فهو لا يسرد سيرته في مذكراته، بل ينصرف إلى العام على حساب الخّاص الذي ارتأى أنه غير ضروري، رغم أنّ القرّاء استغربوا بعد صدور الجزء الأول، على سبيل المثال، إسقاط حياته العاطفيّة من السّرد، كما يعترف في الجزء الموالي.
كما أنّ المذكرات، تصحّح الصورة النمطيّة التي حاول خصومه، لدواع إيديولوجية، إلصاقها به، صورة "الإسلاماوي" المناهض لمشاريع العصرنة، وهي صورة لا تنطبق على رجلٍ يُدافع عن أفكار محمد أركون وتربطه علاقة صداقة وثيقة بآسيا جبّار.
بل إنّها كشفت عن وجه المثقّف الكامن، الذي خدم السيّاسي الظاهر سواء في منهجيّة عمله أو في تعاطيه مع محيطه في مختلف المسؤوليات التي تولاها، في قطاعات التربيّة والتعليم والثقافة والاتصال والدبلوماسيّة.
فضلًا عن الصورة الإيجابيّة التي قدّمها عن المسؤول الجزائري في محاوراته مع مسؤولين مثقفين من نظرائه وقادة العالم، وفق ما يمكن تلمّسه في المذكرات، في وقتٍ كانت فيه الثقافة عنوان قيمة بين الفاعلين في إدارة شؤون العالم.
سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

الأرقام والقيمة

سليم بوفنداسةيُحيلُ الإقبال على الصالون الدولي للكتاب إلى مؤشرات إيجابيّة يمكنُ البناء عليها في...

  • 18 نوفمبر 2025
المُتوحّد

  سليم بوفنداسةإذا انشغل عنك بائعٌ أو صيدليٌّ أو موظّفٌ في هيئة خدمة عموميّة أو طبيبٌ في عيادته...

  • 11 نوفمبر 2025
مِيمْ

  سليم بوفنداسةاعتذرت دار"ميم" للقراء الذين تعوّدوا على حضورها في معرض الجزائر الدولي للكتاب، تمامًا كما اعتذرت...

  • 04 نوفمبر 2025
يا.. حمزة!

عُد الآن فقد نضجَ الصّمتُ، والعشاء الذي تركتَ على النار احترق. عُد فقد هدأت المذبحة وشرعَ...

  • 20 أكتوير 2025
عن « الأخلاقيّات »!

يشكّل الاحترام الطوعيّ للقوانين عمومًا والأخلاقيّات النّاظمة للمِهن علامة نضج تبلغه المجتمعات،...

  • 13 أكتوير 2025
فضيلة التدوين

ينتمي أحمد طالب الإبراهيمي إلى فئة قليلة في النّخبة السياسية الجزائرية، لم تهمل واجب "التّدوين"،...

  • 06 أكتوير 2025
عـقــــد

من حقّ المُبدع والفنّان أن يستفيد من عائدات إبداعه وفق القوانين والقواعد المُتعارف عليها عالميًا،...

  • 29 سبتمبر 2025
بوصلــــة

باتت وسائطُ التّواصل الاجتماعي توجّه خطابات نُخبٍ تتغذى على الشّائع والرّائج، في قلبٍ للأدوار، حيث أعفى...

  • 18 أوت 2025
لصوصُ الفرح

يعبّر التقدير الاجتماعي للمتفوّقين في الامتحانات عن مظهر صحيّ، قد يكون حافزًا للنّاجحين في مواصلة...

  • 28 جويلية 2025
مائدةٌ في الجنّة

حين يتمنى طفلٌ الموتَ، لأنّه لا يجد ما يأكل بعد نفاد أوراق الأشجار وأعلاف الحيوانات، فإنّ ذلك يعني أنّ...

  • 21 جويلية 2025
لا يصدأ !

تعبّر النّخب "الحقيقيّة" عن عبقريّة أممها وتتحوّل إلى رصيدٍ رمزي ووسيطٍ في الحوار مع الشعوب...

  • 14 جويلية 2025
سحت

يحاولُ حملةُ أقلامٍ يكتبون في الصّحافة الفرنسيّة الزج بالجزائر في محاور مُستهدفة، بل ويجتهدون في...

  • 30 جوان 2025
لُقــــاح

سليم بوفنداسةتحوّل تغليفُ الباطل برداء الحقّ إلى صِناعة مضمونة الرّواج، بسبب فوضى فكريّة ناجمة عن...

  • 24 جوان 2025
حربٌ تُخفي أخرى

  سليم بوفنداسةتُخفي الحربُ الدائرة حربًا مُضمرة، قد تُسمى باسمها خارج الدوائر الرسميّة والأدبيّات السياسيّة...

  • 17 جوان 2025
بروتوكول فانون

يُعيد الخطاب النيوكولونيالي الذي تُنتجه النّخب الغربيّة، هذه الأيام، فرانز فانون إلى واجهة...

  • 09 جوان 2025
لا تلعب معهم!

تدفعُ "نوايا حسنة" بعض الأكاديميين الجزائريين للمشاركة في برامج سجاليّة في قنوات عربيّة وأجنبيّة...

  • 12 ماي 2025
حقدٌ مُزمن

تُظهر فئة من الكتّاب الفرنسيين حقدًا أسودَ على الجزائر، لخّصه الكاتب جون بول انتوفان بالقول إنّه...

  • 28 أفريل 2025
حرجُُ المُنافح

حاولت فرنسا في حملتها المتواصلة على الجزائر تجنيد كتّاب جزائريين تحت عناوين حريّة الإبداع والدفاع...

  • 21 أفريل 2025
ظُلمات

تعرفُ العلاقات الدوليّة مقدّمات أزمة أشبه ما تكون بحربٍ كونيّة جديدة تعيدُ توزيع الأدوار بين سكّان غابتنا،...

  • 14 أفريل 2025
اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com