أكد أمس، مدير المكتبة الوطنية الجزائرية منير بهادي، مجانية ترميم المخطوطات من طرف ذات المؤسسة، سواء الوثائق ذات الملكية الخاصة أو التي تحوز عليها مؤسسات عمومية أخرى، داعيا العائلات الجزائرية المالكة لمخطوطات نادرة إلى الاطلاع على قانون حفظ التراث الثقافي للتعرف على حقوقهم وواجباتهم اتجاه هذا الموروث الوطني.
وخلال ندوة علمية حول حماية وحفظ ورقمنة المخطوطات، احتضنتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة، قال بهادي إن رقمنة المخطوط لا تعني إتاحته دون موافقة صاحبه، وإنما هي عملية تهدف بدرجة أولى إلى جمع المخطوطات المهمة والنادرة وتوفير الحماية لها وصيانتها، لأن المخطوط حسبه، يعد رمزا من رموز الهوية. كما أشار المدير، إلى المهام الأساسية للمكتبة الوطنية الجزائرية وهي حفظ هذا التراث وتكوين أرصدة توثق لتاريخ الجزائر، مضيفا أن رقمنة المخطوطات أصبحت وسيلة تقف في وجه النزاع حول الذاكرة، وهي أداة علمية مهمة ساعدت على تجاوز الطرق التقليدية في الحفظ والترميم.وفي مداخلتها حول «حماية المخطوطات وحلول الرقمنة والتثمين والحفظ» أفادت رئيس مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة»، فطومة بن يحيى، أن الجولات التي قامت بها المكتبة في ولايات جنوبية كشفت عن مخطوطات نادرة جدا خصوصا في عين صالح، لكنها غير خاضعة لشروط الحفظ الآمنة ما أدى إلى تدهور حالتها والتسبب في إنقاص عمرها، خصوصا وأن المنطقة معروفة برطوبتها العالية مع غياب التكييف، وكذا عدم تجليدها بل تركها في شكلها الأولي. وذكرت بن يحيى، أنهم قدموا معلومات للعائلات تساعدها على حماية المخطوطات التي تملكها وبالأخص مالكي المخطوطات النادرة وغير المعروفة. وجاء في الإحصائيات التي قدمتها المتدخلة، لنهاية سنة 2024 وبداية 2025، أن المكتبة الوطنية الجزائرية رقمنت 63699 ورقة في ولايات جنوبية، منها عين صالح بإجمالي 15746 ورقة في الجولة الأولى و 20134 في الجولة الثانية، و 11472 ورقة بجانت، 3110 ورقة ببشار بالإضافة إلى رقمنة 13219 ورقة بني عباس.وبالإضافة إلى مشروع الرقمنة، لفتت رئيس مصلحة المخطوطات والمؤلفات النادرة، أن المكتبة حاليا تعمل على البحث عن أدلة مادية تتحدث عن صناعة المخطوطات في الجزائر، وهو موضوع لا يتوفر على مصادر توضحه وفقا لها، وذلك رغم أن بعضها يؤكد على وجود سوق كاملة للمخطوطات. مضيفة، أنهم بصدد البحث عن مميزات صناعة المخطوط في الجزائر، والأدوات المستخدمة، ومصادر تجارة الورق، وطريقة التجليد المعتمدة، وطبيعة الزخرفة، حيث كشفت أنهم جمعوا معلومات مهمة من ولايات جنوبية.
إيناس كبير