الأربعاء 19 نوفمبر 2025 الموافق لـ 28 جمادى الأولى 1447
Accueil Top Pub

احتفاء ببوجدرة وبن هدوقة و موريتانيا ضيف شرف: 1250 عارضا من 49 دولة في صالون الجزائر الدولي للكتاب

أعلن محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، محمد إقرب، أن الطبعة 28 من الصالون ستقام من 29 أكتوبر إلى 8 نوفمبر المقبلين، تحت شعار «الكتاب ملتقى الثقافات»، في قصر المعرض ‹› صافيكس››، بالجزائر العاصمة وستشهد مشاركة قياسية من حيث عدد العارضين والبلدان، وبرنامجا ثقافيا غنيا ومتنوّعا يعكس صورة الجزائر كجسر للحوار والتلاقي الثقافي.

و في ندوة صحفية نشطها يوم أمس بالمكتبة الوطنية، بالحامة، في الجزائر العاصمة، أوضح السيد إقرب أن هذه الطبعة الجديدة التي ستنظم تحت رعاية رئيس الجمهورية ، وإشراف وزيرة الثقافة والفنون، تسجل هذا العام مشاركة 1255 عارضا من 49 دولة من مختلف القارات، معتبرا ذلك أكبر حضور في تاريخ الصالون.
وأشار إلى أن العارضين يتوزعون على 291 دار نشر جزائرية، و410 عربية، و554 أجنبية، مبرزا أن ‹› سيلا 2025››، ستشهد عرض حوالي 240 ألف عنوان في مختلف المجالات الأدبية والفكرية والعلمية، وقال إن محافظة الصالون تتوقع استقطاب أكثر من خمسة ملايين زائر خلال عشرة أيام من الفعاليات المفتوحة يوميا للجمهور من العاشرة صباحا إلى الثامنة مساء.
وفي سياق ذي صلة، شدد محافظ الصالون الدولي للكتاب على أن الهدف من الطبعة 28 من الصالون، هو ‹›تجسيد رؤية الجزائر في بناء فضاء ثقافي مفتوح على العالم، يُبرز مكانة الكتاب كرمز للحرية والمعرفة››.
وأضاف: ‹›نريد أن يكون صالون الجزائر الدولي للكتاب ليس فقط معرضا للكتب، بل منصة للتبادل الفكري والتعارف الإنساني، وصوتا للثقافة الجزائرية في العالم››.
كما أكد أن تنظيم الصالون في فترة العطلة المدرسية، الشتوية، يهدف إلى تشجيع العائلات والتلاميذ على زيارة المعرض واستكشاف عالم الكتاب عن قرب، مضيفا أن ‹›الرهان الحقيقي هو جعل القراءة عادة يومية في المجتمع، وتأكيد أن الجزائر بلد قارئ ومنتج للفكر››.
وبخصوص اختيار موريتانيا ضيف شرف قال السيد إقرب ‹› اختارت محافظة الصالون، الجمهورية الإسلامية الموريتانية لتكون ضيف شرف لهذه الطبعة، تقديرا لما تمثله من عمق حضاري وثقافي وروحي مشترك مع الجزائر››.
وأضاف: ‹› إن اختيار موريتانيا، ‹›بلد المليون شاعر››، يعكس رغبة الصالون في الاحتفاء بالقواسم التاريخية والثقافية واللغوية بين البلدين، وفي إبراز الأدب الموريتاني المعاصر في مختلف تجلياته››، مضيفا أن موريتانيا ستشارك بوفد يضم نخبة من أدبائها ومفكريها ومبدعيها، إلى جانب جناح خاص يقدّم عناوين وإصدارات تمثل الأدب الحساني والتراث العربي الإفريقي المشترك، كما يتضمن البرنامج الموريتاني ندوات فكرية وشعرية حول المرجعيات الدينية المشتركة، والموروث الموسيقي، وروابط التواصل الثقافي بين الشعبين الشقيقين.
وأوضح محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب أن اختيار شعار «الكتاب ملتقى الثقافات» جاء ترجمة لرسالة الجزائر في الانفتاح والتعايش والتبادل الثقافي، معتبرا أن الكتاب يشكل ‹›جسرا للحوار ومقاومة لكل أشكال العنصرية والكراهية››.
وأكد بذات المناسبة أن هذا الحدث الثقافي بما يجمعه من كتاب ومفكرين وناشرين من العالم، يمثل ‹›مختبرا حيّا للدبلوماسية الثقافية» التي تراها الجزائر أداة لتعزيز قيم التفاهم والسلام بين الشعوب، مبرزا بأن صالون الجزائر الدولي للكتاب بات يشكل أحد أبرز المواعيد الثقافية في القارة الإفريقية والعالم العربي، بفضل ما يحققه من استمرارية في التنظيم، وإقبال جماهيري واسع يجعله «عرسا سنويا للقراءة والمعرفة››.
أكثر من 55 فعالية بين محاضرات وندوات
وتسعى محافظة الصالون، بحسب المحافظ، إلى جعل هذه الطبعة من أبرز المحطات الثقافية في أجندة الجزائر، من خلال برنامج أدبي وثقافي يضم أكثر من 55 فعالية بين محاضرات وندوات ومنتديات وأمسيات شعرية، يشارك فيها أكثر من 250 كاتبا ومفكرا ومثقفا من الجزائر وخارجها.
ويتناول البرنامج قضايا الهوية الوطنية، والتحرر، والذاكرة التاريخية، إلى جانب موضوعات تتعلق بالإبداع الأدبي المعاصر والذكاء الاصطناعي ودور الثقافة في حماية القيم الإنسانية.
ومن بين الفعاليات البارزة ملتقى دولي بعنوان «الجزائر في الحضارة الإنسانية»، سيُنظم يوم 4 نوفمبر بفندق الأوراسي، بمشاركة مؤرخين ومفكرين من تونس ونيجيريا والولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا، لبحث ما قدمته الجزائر للإنسانية من فكر وإبداع، من ابن خلدون وسانت أوغستين إلى الأمير عبد القادر ومالك بن نبي ومحمد أركون.
وفي الجانب الأدبي، أعلنت محافظة الصالون عن برمجة ندوة مميزة بعنوان «تسريد الصحراء في الأدب الجزائري»، بمشاركة أكثر من ثلاثين كاتبا قادمين من مختلف ولايات الجنوب، بينهم مبدعون من جانت، أدرار، تمنراست، ورقلة، تندوف، النعامة، وتقرت.
وتهدف هذه الفعالية إلى إبراز التنوع الثقافي واللغوي والبيئي الذي يميز الجزائر، والتعريف بالكتّاب الشباب الذين جعلوا من الصحراء فضاءً للإلهام الأدبي والفني.
كما سيتم في ذات الإطار تنظيم ندوة حول ‹› الرواية وسؤال الفكر ‹› وندوة أخرى حول ‹› سؤال الذات والذاكرة في أدب المهجر›› وذلك حرصا على إبقاء الجسور مع نخبتنا الفاعلة في ديار الغربة، وللإجابة على أهم الأسئلة التي تلخص تجربة الكاتب في المهجر، والمتعلقة بالذات، والذاكرة، وتطرح أسئلة حول تجربته، وما هي التحديات التي يقاوم من خلالها الكاتب هاجس الانفصال والازدواج وصعوبة الاندماج؟ وحول آثار ذلك على الهوية والشعور بالانتماء في عالم مختلف ؟ كيف يكتب هذا الصراع وكيف يسهم التخييل بعوالمه الثقافية المتنوعة في تعميق الشعور بالأمان؟ وهل استطاعت كتابة الذاكرة أن تؤسس لوطنه رمزيا رغم الاغتراب ؟
كما يتضمن البرنامج الأدبي ندوات أخرى حول ‹›الأدباء الشباب: توجهات جديدة في الإبداع›› يقدم الأدباء الشباب فيها رؤاهم وتصوراتهم في التجريب والمساهمة في خلق ديناميكية إبداعية ذات أبعاد متنوعة. وتنظم هذه الندوة من خلال جلستين بالنظر لأهمية الموضوع، وندوة حول "سؤال المحلية في الرواية".
وفي ذات السياق، يتضمن البرنامج ندوة حول "الرموز الوطنية في أدب الطفل"، باعتبار أن الكتابة للأطفال مسؤولية تتطلب استراتيجية تتماشى وقدرات الطفل الذهنية والنفسية.
وفي هذه الندوة يناقش المشاركون طبيعة هذه الاستراتيجيات والأهداف من أجل كتابة الرموز الوطنية، يرى فيها الأطفال الشجاعة والمعاني الجميلة.
كما سيُخصّص الصالون – حسب لجنة التنظيم - أيضا فقرات لتكريم الأدباء والكتاب الجزائريين الذين بصموا الساحة الثقافية بعطائهم، مع استذكار الراحلين منهم، والاحتفاء بأسماء بارزة في المشهد الأدبي مثل عبد الحميد بن هدوقة في مئوية ميلاده، وفرانز فانون بمناسبة مرور مئة عام على رحيله، ورشيد بوجدرة بمناسبة ستين سنة من الإبداع.

وفي هذا الصدد ستخلد الطبعة 28 من ‹› سيلا 2025›› احتفال الروائي والكاتب الكبير رشيد بوجدرة هذا العام بالذكرى الستين (60) لصدور أولى أعماله الإبداعية وهو ديوانه الشعري ‹›من أجل إغلاق نوافذ الحلم››، الصادر سنة 1965 قبل أن ينتقل للكتابة الروائية حين نشر رواية «التطليق» سنة 1969، فأصبح أحد أهم الكتاب الجزائريين لفترة ما بعد الاستقلال.
وتنظم هذه الندوة الأدبية اعترافا بمسار بوجدرة الإبداعي الثري، بحضوره وتكريمه بدرع شخصية المعرض.
وفي الذكرى المئوية لميلاد رائد الرواية الجزائرية المكتوبة بالعربية عبد الحميد بن هدوقة (1925 - 2025) قررت محافظة صالون الكتاب الاحتفال بأصالة الرواية الجزائرية التي كانت نقطة تحول في المشهد الأدبي الجزائري، واضطلاع هذا الأديب الوطني بجعل رواياته صوتا لقضايا الإنسان الجزائري، سيما وأن بن هدوقة لم يكن مجرد كاتب له موقف من قضايا التغيير والعدالة وحرية المرأة، بل كان محرضا على التفكير الثوري خلال الحقبة الاستعمارية من أجل بناء مجتمع مستنير ومتمسك بقيمه.
وتنظم هذه الندوة اعترافا بدور بن هدوقة في تجذير الرواية في الواقع الجزائري الاجتماعي والسياسي، ورصده التحولات التي مرت بها جزائر ما بعد الاستقلال، حيث عبرت روايات ‹›ريح الجنوب›› و››الجازية والدراويش›› و››نهاية الأمس›› و‹›غدا يوم جديد›› عن قدرة الرواية على تشكيل الوعي الوطني والتزام صاحبها بقضايا مجتمعه، وهي فرصة لإعادة قراءة إنتاجه الأدبي وتذكير الجيل الجديد بأن النجاح مرتبط بمد الجسور بين الماضي والحاضر.
الهوية والذاكرة الوطنية في قلب الصالون
ولم تغب القضايا الوطنية والرموز التاريخية عن أجندة الطبعة الجديدة، حيث خصص البرنامج الثقافي ندوات حول الذكرى السبعين لهجومات الشمال القسنطيني (20 أوت 1955)، والذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945، والعودة إلى دولة الأمير عبد القادر كميراث وطني متجدد، إلى جانب ندوة محورية حول الهوية الجزائرية الجامعة من نوميديا إلى اليوم.
كما ستُقام ندوة خاصة حول النقوش الصخرية في الجنوب الجزائري كمتحف مفتوح للطبيعة والتاريخ، وأخرى عن الرموز الوطنية في أدب الطفل، في إطار جهود المحافظة لربط الأجيال الناشئة بجذورها الثقافية والحضارية.
ومن تقاليد صالون الجزائر الدولي للكتاب، أعلنت محافظة الصالون عن تخصيص فضاء للنقاش حول قضايا التحرر وحق الشعوب في تقرير مصيرها، إذ تتضمن هذه الطبعة ندوات ومنصات فكرية حول فلسطين في مواجهة الصمت الدولي، والصحراء الغربية ومقاومتها للاستعمار، مؤكدًا أن “الكتاب هو أيضا فعل مقاومة ثقافية.
ولم يغفل البرنامج القضايا الراهنة المرتبطة بالتحولات التكنولوجية، حيث خُصصت جلسات لمناقشة موضوع «الذكاء الاصطناعي والإبداع الثقافي»، وصناعة الكتاب في العصر الرقمي، بمشاركة خبراء وباحثين في الإعلام الجديد والاقتصاد الثقافي، وذلك في إطار سعي الصالون إلى مواكبة التطورات العالمية وتوسيع مجالات التفكير حول الأمن الثقافي في زمن الثورة الرقمية.
ويشارك في هذه الطبعة عدد من الأسماء الأدبية والفكرية البارزة من الوطن العربي وإفريقيا والعالم، من بينهم: من موريتانيا جاكيتي الشيخ ساك، عبد الودود ولد الشيخ، ومحمد سالم ولد الصوفي، ومن العالم العربي طارق إمام ومنصور عز الدين (مصر)، أحمد علي الزين وسامي كليب (لبنان)، فتحي التريكي ومحمد محجوب (تونس)، بدرية البدري (سلطنة عمان)، ومن إفريقيا مختار سيلا (السنغال) والخضر عبد الباقي (نيجيريا)، وإلى جانب هؤلاء نجد أوليفييه غلواغ وتيرنس بيترسون (الولايات المتحدة)، وجيمس ماكدوغال (بريطانيا)، وأليخاندرو موريون (إسبانيا).
كما خصص الصالون فضاء تربويا وثقافيا للطفل يحتضن ورشات في القراءة والرسم والكتابة والحكي الشعبي، إلى جانب عروض تفاعلية بعنوان ‹حاجيتك ما شاهو››، ولقاءات تربط الأطفال بعالم الأدب من خلال الترفيه والمعرفة، في إطار رؤية ترسخ ثقافة القراءة منذ الصغر.
جوائز لدعم المواهب الشابة
كما تم بالمناسبة الإعلان عن إطلاق جوائز مرافقة، أبرزها ‹›جائزة كتابي الأول›› الموجهة للشباب دون 35 سنة، باللغتين الوطنيتين واللغات الأجنبية، لتشجيع المواهب الجديدة على دخول عالم النشر، إضافة إلى ‹›جائزة أحسن جناح›› تكريما للإبداع في التصميم والتنظيم وجذب الجمهور.
عبد الحكيم أسابع

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com