اعتبر الروائي الجزائري رشيد بوجدرة أن الكتابة عن فلسطين ليست مجرد انحياز أدبي أو تعاطف إنساني، بل قضية وجودية ومسؤولية أخلاقية تجاه شعب يواجه الإبادة والتجويع وسلب الحق في الحياة.
جاء ذلك خلال المنصّة التي خُصّصت له، يوم الأحد، ضمن البرنامج الثقافي للطبعة الثامنة والعشرين من صالون الجزائر الدولي للكتاب، حيث قدّم مداخلة مؤثرة حول تجربته الأدبية في تناول القضية الفلسطينية وارتباطها الوجداني بضميره الإبداعي.
وكشف بوجدرة مداخلة مؤثرة حول تجربته الأدبية في تناول القضية الفلسطينية، وارتباطها الوجداني بضميره الإبداعي أن دافعه لتأليف كتابه الجديد «فلسطين حتى النخاع»، الذي سيصدر قريبا بالجزائر، يعود إلى رغبته في التعبير عن تضامن لا مشروط مع الشعب الفلسطيني، انطلاقًا من إيمانه بأن فلسطين ليست قضية سياسية فحسب، بل هي امتداد لوجود الإنسان الحر في وجه الاضطهاد.، موضحا أن العمل الجديد يُوثق، بأسلوب سردي وشهادة شخصية، تفاصيل العدوان الصهيوني على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وأن ما رآه وتابعه خلال تلك الأشهر ترك فيه أثرًا نفسيا عميقًا «تحول إلى كوابيس ونداء للكتابة».
وأضاف الكاتب خلال منصة خصصت له أول أمس في الطبعة الـ 28 من صالون الكتاب، بالجزائر العاصمة، أن الكتاب يعكس نظرته كمتلقٍ يتابع المأساة «بعيون مثقف يؤمن بأن الكتابة موقف، وأن الحياد أمام المذبحة خيانة للضمير الإنساني»، مشيرًا إلى أنّ ‹›الصور المروعة التي تناقلتها وسائل الإعلام، عن أطفال ونساء وكبار يُقتلون دون تمييز، كانت الشرارة التي حرضته على الكتابة من جديد عن فلسطين، ولكن من موقع الشاهد لا المؤرخ.
واستعاد بوجدرة خلال اللقاء تجربته السابقة في تأليف «يوميات فلسطينية» (1972)، التي وثق فيها مشاهداته خلال زياراته لعدد من الدول العربية التي احتضنت الفلسطينيين آنذاك، متحدثًا عن صداقاته مع مثقفين وسياسيين فلسطينيين، وعن أثر تلك التجربة في تشكيل وعيه الأدبي والسياسي، مشيرا إلى أن هذا العمل نال إعجاب القراء عند صدوره، وتُرجم إلى عدة لغات، لما حمله من حس إنساني عميق ودفاع صادق عن القضية الفلسطينية.
وأكد بوجدرة في ختام مداخلته، أن الكتابة عن فلسطين هي فعل مقاومة بالمعنى الثقافي، لأنها ترفض طمس الذاكرة وتعيد للإنسان العربي إيمانه بعدالة قضيته، لافتا إلى أن الأدب حين يكتب عن فلسطين، فإنه ‹›يكتب عن جوهر الإنسان، عن حقه في البقاء والكرامة، وعن اللغة بوصفها سلاحًا ضد النسيان». ع.أسابع
