الأحد 13 أكتوبر 2024 الموافق لـ 9 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

الفنان حكيم دكار للنصر: لم تسرقني السياسة من الفن والعودة الكبيرة هاجسي

28092429
يكشف الفنان حكيم دكار، عن خبايا تجربته السياسية و كيف تراجع خطوة فنيا ليتقدم خطوات في طريق خدمة الثقافة انطلاقا من كرسي البلدية، كما يتحدث الفنان عن حلم العودة الكبرى و كيف تخيفه جدا هيبة خباط كراعو ويحزنه موت جحا، و يفتح قلبه للنصر، ليخوض في جدل التكوين و مواقع التواصل ونجومها، و يقدم لنا أيضا تعريفه لمفهومي النجاح و السعادة.

حاورته : هدى طابي
التحقت بالبلدية لأخدم الثقافة ولكن...
النصر: أين حكيم دكار من الفن،هل سرقتك السياسة من الشاشة والركح؟
ـ حكيم دكار: لا أعتقد ذلك، أنا ممثل و فنان قبل كل شيء كنت وسأظل فنانا، أنا لم أختر السياسة بل هي اختارتني، وقد قبلت التحدي لأني أردت أن أخدم مدينتي في الميدان الذي أعرفه ويعرفني، لكن الواقع كثيرا ما يخالف توقعاتنا ويفرض علينا أمورا كثيرة قد تعيد ترتيب جداولنا، وقد كلفت كمنتخب بمهام توجب علي الالتزام تجاه عملي والمواطن الذي منحني صوته.
غيابي عن المسرح والتلفزيون غير مرتبط بالضرورة بالتجربة السياسية، بدليل أني مستعد حاليا للعمل، وقد اشتغلت مؤخرا في بعض الأعمال، التمثيل هو الأكسجين الذي أتنفسه و هي مهنتي الحقيقية، لذلك قد أربط الغياب ربما بتقصيري، أو بنقص العروض، أو لأني أختار أدواري بدقة كذلك، لأن الإنسان الذي يملك رصيدا من الخبرة سيكون مطالبا من جمهوره بانتقاء الأدوار التي تناسب مستواه، ولهذا يمكن القول إن تراجع ظهوري مرتبط بهذه العوامل مجتمعة، فقد بت أفضل المشاركة في عمل مهم أو اثنين على الأكثر، على أن أطل عبر أعمال قد لا تليق بي.
الأهم بالنسبة لي هو أن تكون إطلالتي على جمهوري لائقة وأن أعطي للدور الذي سأختاره الوقت الكافي والجهد اللازم، أنا الآن فنان لي رصيدي وجمهوري و قد تجاوزت مرحلة الشباب التي ترتبط بحب الانتشار، و بين العروض التي تصلني من حين لآخر ما لا يتماشى مع مسيرتي و شخصيتي لذلك أفضل الاعتذار بكل احترام، هناك أيضا فترات تعرف شحا في العروض وليس للأمر علاقة لا بالسياسة و لا بالبلدية.
هذا شرطي لتكرار التجربة السياسية
كيف تقيم تجربتك السياسية إلى حد الآن، وهل تفكر في تكرار الترشح لكرسي أرفع مثلا؟
ـ لم أخض التجربة لأجل الكراسي، بل لأني أردت أن أقدم إضافة للمدينة من خلال خبرتي في المجال الثقافي، ثم فرضت علي طبيعة المجلس مهاما أخرى، فوجدتني مكلفا بالعمل في الثقافة والرياضة و التربية السياحة، وهي التزامات لم تسمح لي باستغلال وقتي في الثقافة كما كنت أرغب، الشؤون التربوية و تحديدا المدارس مسؤولية كبيرة، فأن تكون مسؤولا عن الإطعام و النقل في 137 مدرسة، مهمة تستهلك ثلاثة أرباع الوقت وأكثر أحيانا، كما أن العمل داخل الإدارة و القطاعات عموما يتطلب جهدا وانتباها و وقتا كبيرا، ولا يدرك الأمر إلا من كان معنيا به فعليا.
لم أندم أبدا على هذه الخطوة، بل هي مهمة جدا في رأيي، وقد كان اختيارا شجاعا قمت به في حياتي، لكني مع ذلك متردد أمام فكرة تكرار التجربة، أنا فنان أولا وأخيرا لذلك إن كانت المهمة في المرة القادمة مثلا مقترنة بالثقافة فقط، بحيث أخصص كل وقتي وجهدي لخدمتها فقد أكرر الاختبار، خصوصا إذا توفرت الظروف المناسبة وكنت قادرا ومستعدا لخدمة الثقافة والفن وتمثيل الفنانين والمثقفين كما ينبغي، لكن إن رأيت أن الأمور لا تتماشى مع تطلعاتي فقد أفكر مليا قبل أية خطوة مماثلة.
العودة الكبرى لحكيم دكار هل ستكون من شاشة التلفزيون أم على ركح المسرح؟
ـ أظن أني لا أفاضل بينهما وإن كنت ابن المسرح، الركح هو منزلي ومنبر حريتي أين أعبر دون قيود، مسرحيا أحب أن تكون عودتي كبيرة بل أحلم بعودات وليس بعودة واحدة لكي أسترجع الوقت الذي سرق مني ولأمد الوصل مجددا مع جمهور لا يزال يطلبني.
ربما التجارب التلفزيونية الأخيرة لم تكن كبيرة كبر طموحي ومسيرتي ولم ترق إلى مستوى العودة القوية، لأن هذه العودة تتطلب اشتغالا وتحضيرا و إمكانيات وجهدا و حضورا، ومنصبي الحالي لا يتناسب مع هذه الشروط بسبب ضيق الوقت، مع ذلك أحتفظ دائما بأمل وحلم العودة بعمل كبير تلفزيونيا ومسرحيا.

28092425

خباط كراعو لا يزال يسكنني
النجاح الذي حققه خباط كراعو و ارتباط اسمك بالشخصية في مخيال الجمهور، هل يشكل لديك هاجسا من العودة، وهل لا تزال هذه الشخصية تسكنك ويمكن أن تلبسها من جديد؟
ـ هناك أقسام من السؤال صحيحة فعلا، ولا أنكر أن بعض ما ذكر حقيقي، لأن الإنسان عندما يبلغ مستوى معينا أو عندما يصل القمة فإن هاجسه الأهم يصبح مرتبطا بإمكانية البقاء فيها، بالنسبة لي عندما يلتف جمهور ويحب ويرتبط بشخصية يقدمها الفنان، فتلك مسؤولية كبيرة خصوصا وأن لجمهور تلك الحقبة خصوصيته.
ذلك لا ينفي أن العمل كان بمثابة طفرة و قد ضاعف حيويتي حينها وزاد من شعبيتي، لذلك فإن العودة إلى نفس النجاح صعبة كما أعتقد، لأن الجمهور اختلف وكذلك الزمن.
ما قدمته في ذلك الوقت لم يكن سهلا، لأن الوان مان شو، عمل يتطلب خلفية مسرحية و تكوينا، و النجاح في تشريح الوضعية السياسية بطريقة فكاهية و تمرير رسائل مشفرة بنعومة وكوميديا يتطلب موهبة واجتهادا. أنا فخور جدا بتلك المرحلة وبخباط كراعو، وقد كنت أطمح لأن أواصل العمل على نفس النهج، لكن الظروف فرضت نفسها كما أني التحقت بالتلفزيون الذي شكل منعرجا آخر، لكني لم أفقد الرغبة في العودة إلى الركح و الوان مان شو يوما، يراودني الرجوع دائما والأكيد أني سأعود وسأظل أناضل لأجل ذلك إلى آخر رمق، حتى وإن كانت الظروف مختلفة أو تأجل الحلم بسبب الحظ أو الزمن.
المونولوج فن لا يمنح مفاتيحه للجميع
لماذا تباطأت خطى الوان مان شو في الجزائر، مقابل سرعة قصوى وشهرة واسعة اكتسبها هذا النمط المسرحي في العالم؟
ـ في الماضي و تحديدا في سنوات التسعينيات كان ممارسو هذا اللون المسرحي قلة، و كان لهذه القلة رصيد مسرحي و تكوين عال على غرار توفيق مزعاش و العمري كعوان وكمال بوعكاز وكمال فراض والراحلة صونيا وغيرهم، وهم في الأصل رجال ونساء لديهم هاجس بالمسرح وبالتالي يعرفون أين يضعون الخطى، وأعتقد أننا قصرنا في تأطير الجيل الجديد في هذا النوع من الأداء، وهو ما خلف نوعا من الاستسهال للوان مان شو، فصار يعتقد بأن الوقوف على الخشبة لإلقاء نكتة هو أداء مسرحي.
لن أنكر رغم ذلك، أن هناك مواهب تملك قدرة على التعبير الجسماني لكن التكوين يبقى ضروريا، فخباط كراعو مثلا وليد خلفية فنية ومسرحية كبيرة وهو أيضا نتاج سنوات من التكوين.
ماذا عن نجوم الكوميديا على مواقع التواصل الاجتماعي، هل توجد موهبة واحدة على الأقل تقدم محتوى يمكن أن تحتضنه الخشبة؟
ـ أعتقد أن فكرة الاستسهال مرتبطة أساسا بمواقع التواصل الاجتماعي التي عكست اتجاه العلاقة بين المسرح وجمهوره، فالجمهور هو من يتنقل إلى الركح ليتشبع بروح الفن، أما المنصات التفاعلية فتقدم الترفيه بشكل أكبر، وتفرغ في رأيي الشخصي فكرة الفن من عمقها.
المونولوج مثلا، لون صعب ولا يمكن أن يقدمه أي شخص إن لم يخضع للتكوين، لأن « الشو» لديه أهله كونه فنا مثقلا بالرسائل و يتطلب خلفية ثقافية وسياسية وشغفا وفكرا و معرفة بطبيعة المجتمع، الهدف منه هو طرح القضايا ومعالجتها، وحتى الارتجال في هذه الحالة يتطلب ثقافة ولا يمكن أن نعتمد عليه أو على جلد الذات لنضحك و نخفي عيوب العرض المسرحي.
الخلاصة هي أن المشكلة لا تتعلق بالكم بل الكيف، مع ذلك فأنا لا أنفي أبدا أن هناك بين جيل الكوميديين على مواقع التواصل، من يملك الطاقة والموهبة الاستثنائية و الحضور ويمكنه أن ينجح.
لا أرفض مواقع التواصل لكني أفضل جمهورا واقعيا
ألا يتوجب على الفنان أن يفتح نافذة على جمهور الملتيميديا؟
ـ شبكة التواصل لها جوانب إيجابية وأخرى سلبية، وأعتقد أن من يتحكم في أزرار اللوح قادر على تحسين وخدمة صورته بشكل كبير، صحيح أن السلبية تطغى على المحتوى الكوميدي الشائع حاليا على فيسبوك وتيك توك وغير ذلك من التطبيقات، لكن يبقى على الفنان الحقيقي أن يجد مرجعيته الصحيحة ويجيد توظيف التكنولوجيا إيجابا.
ربما سبقنا جيل التقنية من حيث سرعة التأثير والانتشار، لكن كفنان لا أزال أفضل الاحتكاك بجمهور واقعي، في رأيي يتعين على الفنانين عموما أن يعملوا على تقديم أعمال قوية لها القدرة على جذب الجمهور، ودفعه المشاهد إلى ترك الهاتف للانتباه إلى ما يجري على الركح.
تحدثت كثيرا عن التكوين فهل فكرت في الانتقال إلى هذا المجال؟
ـ أرفض فكرة التكوين بالمفهوم الحالي، على شاكلة دورة ممثل في ثلاثة أيام، أو تعلم التمثيل والإخراج في أسبوع، شخصيا لا أزال بحاجة إلى التكوين لأني أومن بأن الإنسان لابد أن يستمر في التعلم.
الدورات الشائعة الآن، يمكن أن تساعد على تنمية القدرات أو تقديم فكرة عن الأساسيات، لكنها غير كافية في نظري، قد أفضل الاتجاه لأسلوب الـ « ماستر كلاس»، لأن رواية التجربة بمثابة إلهام للآخر، وهو أيضا توجيه دقيق يختزل الصح والخطأ ويمكن أن يساعد الفنان الشاب على إيجاد طريقه، بمعنى أنني أروي لك تجربتي وعليك أنت أن تستخلص منها العبرة.
هناك ربما من يربط بين الدورات التدريبية و « الأكتور ستيديو»، وهو نمط عرف في العشرينيات، وذلك من باب التقارب في المبدأ، لكن الفعالية مختلفة، لأن النمط الثاني يقدم الأدوات لمن يملك الموهبة في الأصل، ويخص السينما على وجه الخصوص وليس المسرح.
لهاذا غاب جحا
ـ وصفت علاقتك بخباط كراعو و فكرة بلوغ القمة والبقاء فيها، ماذا عن جحا لماذا انسحبت فجأة بعد نجاح العمل عربيا؟
ـ فعلا جحا كان نجاحا بلغ مستوى عربيا بالنظر إلى بريق النجوم التي شاركت فيه، وقد تمنينا الكثير حين ذلك ولكن للظروف أحكامها، المسلسل كان عائليا تراثيا يتناسب مع الطقوس الرمضانية و يقدم قيمة مضافة للسياحة، وقد وددنا فعلا لو استمرت التجربة رغم تفاوت الإمكانيات، لكن البقاء في القمة صعب كما سبق وقلت، خصوصا أن الأمر مرتبط بإرادة أطراف أخرى كالتلفزيون مثلا الجهة المنتجة التي تقترح أجزاء جديدة.
سلسلة جحا كانت مهمة جدا وقد روجت كثيرا للصحراء الجزائرية، وقد سبق لي مقابلة عرب بينهم أشقاء ليبيون حدثوني عن جمالها، أعتقد أنه كان بإمكاني لو أن التجربة لم تتوقف، أن أسلط الضوء على ربوع أخرى من الوطن كجرجرة و مدن الهضاب وغيرها، إما عن طريق جحا أو شخصيات أخرى مختلفة، فأنا في النهاية لا أريد أن أموت في هذه الشخصية.
ـ هل الكوميدي فعلا إنسان سعيد؟
ـ البيئة التي يولد فيها الإنسان هي التي تجعله سعيدا أو كوميديا، وأنا ابن بيئة شعبية ولذلك كان من السهل علي أن أبدو سعيدا دائما وأن أوصل رسائلي عن طريق الفكاهة التي تشبعت بها منذ شقاوة الطفولة.
في الأحياء الشعبية كنا نعيش الكوميديا بعفويتنا وشقاوتنا حتى في المواقف اليومية التي قد تختلف وقد لا تكون دائما سهلة، لذلك كنا أقدر على التعبير عن الفرح رغم الدراما في داخل كل واحد منها.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com