أكد مدرب نجم بن عكنون محمد مانع، أن فريقه استحق الصعود، بالنظر إلى المشوار المقدم واحتلال صدارة ترتيب مجموعة «وسط - غرب» من بداية إلى نهاية الموسم، مشيرا في حواره مع النصر إلى ضرورة المساهمة جميعا في تطوير الكرة المحلية، والبحث عن غرس ثقافة الروح الرياضية. كما أشار مانع إلى أن الحديث عن مستقبله مع نجم بن عكنون مؤجل إلى ما بعد الفراغ من الاحتفالات بالصعود.
في البداية، ماذا يمكنك قوله عن الصعود المحقق، بعد موسم واحد فقط من السقوط إلى القسم الثاني؟
أعتقد أن الدور الكبير يعود للإدارة، التي لم تستسلم ولم ترفع الراية البيضاء، بعد السقوط إلى القسم الثاني هواة، بدليل استئناف العمل بعد عشرة أيام راحة فقط، والتخطيط للموسم الجديد، أين تم الاتصال بنا كطاقم فني، وقمنا باستقدام اللاعبين غالبيتهم شبان، من أجل تشكيل فريق تنافسي، وقادر على قول كلمته في البطولة.
المنافسة كانت قوية بينكم وبين رائد القبة، غير أنكم نجحتم في حسم الأمور قبل جولتين من نهاية الموسم، ما السر في ذلك؟
صحيح المنافسة كانت قوية إلى غاية آخر جولتين، أين حسمنا الصعود إلى البطولة المحترفة وبفارق عشر نقاط كاملة، وحسب وجهة نظري فإن انطلاقتنا الجيدة في البطولة وحسن تسيير مختلف المراحل، دون أن ننسى روح المجموعة، والتشكيلة المشكلة من مزيج من الخبرة والشبان عوامل ساعدتنا، كما أننا تمكنا من قول كلمتنا في اللقاءات الحاسمة وأثبتنا بذلك أحقيتنا بهذا الإنجاز، وحتى الأرقام وضعتنا في أفضل رواق، لأن احتلال الصدارة من انطلاق الموسم إلى نهايته، لم يكن بالأمر الهين، في وجود عدة فرق تمتلك تقاليد، لكن بفضل الجدية بالعمل والإيمان في قدراتنا، إلى جانب الاستقرار على المستوى الإداري، تمكنا من إعادة الفريق إلى القسم المحترف، بعد موسم واحد من السقوط.
هذا ثالث صعود لي
مع بن عكنون والحديث
عن مستقبلي مؤجل
هل سطرتم هدف الصعود منذ البداية، خاصة وأنكم احتكرتم الريادة منذ الجولة الأولى؟
لم نسطر الصعود كأبرز الأهداف مع البداية، عندما اتصل بي رئيس الفريق تحدثنا عن تشكيل فريق تنافسي، ونحاول إبراز المواهب الشابة الموجودة في التعداد، في صورة بوعمامة وكالوف وتلمون وشرايطية وبورطل، وجميعهم شبان تكونوا في الفريق، وهم مرتبطون بعقود مع النادي، وبفضل الله وإرادة اللاعبين وخبرة بعض العناصر تمكنا من قول كلمتنا، خاصة وأننا مع مرور الجولات اكتسبنا ثقة أكبر في النفس، وشعرنا بقدرتنا على التنافس على تأشيرة الصعود.
متى آمنتم أكثـر بقدرتكم على تحقيق الصعود؟
عندما أنهينا مرحلة الذهاب في الصدارة برصيد 35 نقطة على بعد 5 نقاط عن الملاحق المباشر رائد القبة، اجتمعنا مجددا مع مسؤولي النادي وغيرنا الهدف للتنافس على التأشيرة الوحيدة المؤدية إلى البطولة المحترفة، وحتى أكون صريحا معكم، نحن كطاقم فني ولاعبين تحدثنا فيما بيننا في أول تربص عن القيام بحوصلة بعد نهايته، والوقوف على مستوانا الحقيقي، أين تأكدنا على قدرتنا على تقديم مشوار مشرف، ومع مرور الجولات اكتسب اللاعبون ثقة أكبر.
ألا ترى بأن تواجد عناصر الخبرة في التشكيلة في صورة القائد حشود صنع الفارق؟
بطبيعة الحال لاعبي الخبرة لهم دور مهم في الفريق، في صورة حشود وبن شريفة ودغماني وأوكالي والحارس شاوي، حيث قدموا الكثير للنجم، سواء من خلال الأداء في المباريات أو حتى خارج المستطيل الأخضر، بدليل حرصهم الدائم على تأطير زملائهم «الشبان»، ولا يبخلون عليهم بالنصائح، دون أن ننسى الثلاثي المستقدم في فترة الانتقالات الشتوية بن عبدي ولاكروم وقاسمي، الذين قدموا الإضافة المنتظرة منهم، صراحة لدينا تشكيلة متكاملة ومزيج بين أصحاب الخبرة والشبان، كما أن المهاجمين تركوا بصمتهم في هذا الإنجاز، في صورة حاجي وزاوش وبن بورنان وعاطيف، من خلال توقيع أو المساهمة في الأهداف الحاسمة، ولهذا قلت إن الصعود ثمرة العمل الجماعي والتوازن الموجود على مستوى التشكيلة، إلى جانب الدعم المنقطع النظير من طرف المسيرين والمحبين.
هناك عدة إطارات جزائرية شابة قادمة
ينقصها الدعم فقط
رغم عدم امتلاككم لقاعدة جماهيرية، إلا أنكم تقدمون مستويات فنية جيدة، ولا تتأثرون بالضغط، هل يمكن القول إن التحضير النفسي كان له الأثر الإيجابي؟
صحيح لا نمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، لكن لدينا نقطة مهمة، تتمثل في الاستقرار الإداري، والتخطيط الجيد والعمل على تسيير النادي بكل احترافية، وتوفير الإمكانيات التي يحتاجها الفريق، وأما بالنسبة لمحبي النجم فلم يسبق لهم وأن فرضوا علينا أي ضغط سلبي، بل على العكس تماما دائما ما يكون دورهم إيجابيا، ومثلما تحدثت في السؤال، فإن التحضير النفسي مهم للغاية، ونحن نتحدث كثيرا مع اللاعبين ولدينا طاقم فني متكامل، وبالمناسبة أحيي جميع الأعضاء على كل ما قدموه على مدار الموسم، ومن بينهم أخي محلل الفيديو مانع بلال، الذي لعب دوره على أكمل وجه، على اعتبار أننا نولي أهمية كبيرة لهذا الجانب، لضمان أحسن تحضير للمباريات الرسمية، من خلال الوقوف على نقاط ضعف وقوة المنافسين، إلى جانب تصحيح أخطاء لاعبينا، لأن الكرة الحديثة تعتمد كثيرا على مثل هكذا تقنيات، ويمكنكم الوقوف على ذلك في أكبر الأندية، في وجود طاقم فني موسع ويعمل بالتشاور.
تعتبر من بين أبرز صناع الإنجاز، وساهمت بقسط وفير فيه، ماذا يعني لك هذا الانجاز؟
أخالفك !، وأرفض رفضا قاطعا نسب الإنجاز لي أو إلى شخص معين، فالصعود هو ثمرة عمل جماعي، وتفاهم بين إدارة النادي ومختلف الأطقم واللاعبين وحتى المحبين، وأنا أفضل عند الحديث عن المدرب قول الطاقم الفني، وهنا أتحدث عن المساعد حراث ياسين ومدرب الحراس براهيم صلاح الدين والمحضر البدني عمارة سمير وكما قلت من قبل شقيقي محلل الفيديو بلال مانع، واعتبر نفسي جزءا من المنظومة التي ساهمت في العودة السريعة للفريق إلى القسم المحترف، وكل فرد يكمل الآخر، دون أن أنسى «النية» الخالصة الموجودة والجميع يعمل من أجل هدف ومصلحة واحدة، وهو رؤية نجم بن عكنون في القسم المحترف.
لا نمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة ولكن لدينا
«محبين» يمنحونا طاقة إيجابية
هل يمكن القول إن هناك جيلا جديدا من المدربين قادم بقوة، ولو تمنح له الفرصة سيقدم الإضافة؟
بطبيعة الحال هناك جيل جديد من المدربين، ليس في كرة القدم فقط بل في مختلف الرياضات، والجزائر تمتلك معاهد مختصة في تكوين المدربين وبمستوى عال، وأنا شخصيا أعرف العديد من المدربين الشباب أو المدربين المساعدين، لو تمنح لهم الفرصة سيقدمون الإضافة، فقط يجب أن نثق في هذه الكفاءات الجزائرية، ومثلما يقال مشوار «الميل» يبدأ بخطوة، والعالم في تطور مستمر في جميع المجالات، وهناك تقنيات حديثة في مجال التدريب، خاصة على مستوى تحليل الأداء والفيديو، أين توجد تطبيقات حديثة، تساعد كثيرا في عمل المدربين، وعليه كل تقني يبحث عن مواصلة التكوين، وتطوير نفسه من جميع النواحي.
هل مانع باق مع نجم بن عكنون أم لا، وهل باشرت التفكير في الموسم الجديد؟
اليوم يجب علينا الاحتفال بهذا الإنجاز أولا، وبعدها نعد حوصلة ونقيم الموسم بأكمله من البداية إلى النهاية، وحتى أضعكم في الصورة فإنني مناصر لهذا الفريق، وعملت فيه لمدة سبع سنوات كاملة، وهذا هو ثالث صعود لي مع النادي، لذا فإنني أعتبر نفسي مع عائلتي، وأنا جزء من هذا الكيان، الأمر الذي يجعلني غير قلق من هذا الجانب، وسيكون لي حديث مع المسيرين بخصوص الموسم الجديد، بعد نهاية الاحتفالات، لهذا لا أريد استباق الأحداث ولكل مقام مقال.
وكيف تقيّم المستوى العام لبطولة الهواة مجموعة «وسط - غرب» مقارنة بمجموعة «وسط - شرق»؟
أعتقد أن المستوى كان جيدا على العموم بالنسبة لمجموعتنا، وهذا راجع لكون جل الفرق قامت بانتدابات واستعملت جميع الإجازات، ولم تشارك بالرديف مثلما حدث في المواسم الماضية، قبل القيام بتدعيمات في فترة الانتقالات الشتوية، وأما بخصوص الأندية التي سقطت إلى قسم ما بين الجهات عن مجموعتنا، في صورة شباب المشرية وواد سلي وصفاء الخميس، كلها تمتلك تشكيلة جيدة، لكن المنافسة كانت جد صعبة، وأما على صعيد المجموعة الشرقية، فإن المنافسة أيضا كانت قوية بين مستقبل الرويسات واتحاد الحراش إلى آخر جولة للتعرف على هوية الصاعد، وهو ما يؤكد المستوى الجيد مقارنة بالمواسم الماضية، وبالمناسبة نتمنى حظا موفقا لكل الأندية التي لم يحالفها الحظ للصعود، والفرق التي لم تضمن البقاء، نتمنى إعادة ترتيب الأمور والعودة سريعا.
علينا المساهمة جميعا
في تطوير الكرة وغرس
ثقافة الروح الرياضية
هل من كلمة أخيرة؟
أؤكد على نقطة مهمة، تتمثل في ضرورة التحلي بالروح الرياضية لأن كرة القدم مجرد لعبة، تجمع بين أبناء البلد الواحد وليس العكس، وعلينا جميعا المساهمة في ارتقاء الرياضة الأكثر شعبية في العالم، كما أوجه تحية لكل من ساهم في هذا الصعود، سواء من قريب أو من بعيد وحتى أفراد عائلتنا لهم دور في هذا الإنجاز، كما انتهز الفرصة لتوجيه نداءات للفاعلين في كرة القدم الجزائرية، من أجل مراجعة قرار حذف فئة الرديف، والتفكير في الجيل الصاعد، والبحث عن كيفية مساعدة أبنائنا، لأن عددا كبيرا سيجدون أنفسهم دون فريق بعد هذا القرار. حاوره: حمزة.س