تحدث مدرب مستقبل الرويسات، عبد القادر زموري، عن كون تأشيرة الصعود ذهبت للأكثر استحقاقا، بناء على المشوار المقدم على مدار الموسم، إلى جانب الإحصائيات التي تنصف ممثل الجنوب الشرقي، موجها في حواره مع النصر الشكر لرئيس الجمهورية على التهنئة والكلمات المؤثرة. و وصف زموري الأجواء الاحتفالية التي عاشها في مدينة ورقلة بالفريدة من نوعها، متمنيا مواصلة التألق لمستقبل الرويسات في البطولة المحترفة.
في البداية، كلمة عن هذا الإنجاز التاريخي؟
نحن سعداء بهذا الإنجاز التاريخي، والنجاح في تحقيق الهدف المسطر بالنسبة للفريق وكل المنطقة، وكل الأمور سارت معنا بالشكل المطلوب سواء من ناحية النتائج أو من ناحية تسيير المجموعة، فالجميع لعب دوره على أكمل وجه، وفي الأخير عندما تعمل بجد وإخلاص فإنك ستبلغ الهدف لا محال، شريطة عدم الاستسلام ووضع خطة عمل وفق أسس صحيحة، دون أن ننسى التفاهم الموجود بين مختلف الأطقم والمسيرين واللاعبين والجمهور، لأن الجميع وضع الارتقاء إلى البطولة المحترفة نصب أعينه.
نشكر رئيس الجمهورية على التهنئة والكلمات المؤثرة
وما هو شعورك وأن تعيش الأجواء الاحتفالية في مدينة ورقلة؟
ما عشته في ورقلة فريد من نوعه، ولم يسبق لي وأن شاهدته في منطقة أخرى، وأتذكر جيدا أن الاحتفالات انطلقت منذ الفوز في لقاء اتحاد الحراش، ويومها قلت للاعبين لقد نجحنا في إسعاد أنصارنا من مختلف الأصناف، شيوخ وكبار وصغار في السن، وأخرجناهم للاحتفال في مختلف الشوارع والأحياء ويجب علينا أن نبقيهم في هذه الأجواء ولا مجال للخطأ، والحمد لله اليوم تمكنا من حفر أسمائنا في سجل صناع الإنجاز، ونشعر بالفخر بالانتماء إلى هذا النادي، وهنيئا لكل من ساهم في هذا الصعود التاريخي، والحمد لله اليوم التهاني تأتي من كل حدب وصوب.
من خلال الحديث عن التهاني، كيف استقبلتم تهنئة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لكل أسرة مستقبل الرويسات بهذا الصعود؟
نشكر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على التهنئة المؤثرة والكلمات الجميلة والطيبة التي قالها في حق مستقبل الرويسات بعد ترسيم الصعود إلى القسم المحترف، وهو ما يؤكد الاهتمام الكبير الذي يوليه للرياضة وكرة القدم بصفة خاصة.
ما سر تألق مستقبل الرويسات هذا الموسم، خاصة في الجولات الأخيرة وعدم التأثر بفقدان الصدارة في الجولة 27؟
في كرة القدم يجب أن تؤمن بقدراتك وتثق في المجموعة التي تمتلكها وعدم الاستسلام إلى آخر رمق، وأما بالنسبة لسر التألق وعدم فقدان الأمل في كسب تأشيرة الصعود، يرجع بالدرجة الأولى إلى بقاء مباراة فاصلة أمام اتحاد الحراش، ورغم فارق النقطتين، إلا أن الفوز بهذه المواجهة المباشرة سيعيدنا إلى الصدارة، وحسب وجهة نظري من يريد الصعود يجب عليه الانتصار أمام المنافس الأول على التأشيرة، وبالفعل هذا اللقاء هو من سمح لنا بضمان التواجد في القسم المحترف بنسبة 80 بالمئة.
هذا ما قلته للاعبين بعد استعادة الريادة
المنافسة كانت قوية بينكم وبين اتحاد الحراش، قبل أن تحسموا الصعود في آخر جولة، ما يؤكد تقارب المستوى، أليس كذلك؟
اتحاد الحراش يمتلك تشكيلة قوية وبصموا على مشوار مميز هم أيضا، وللأسف هناك تأشيرة وحيدة في المزاد، وكل فريق عمل بشكل جيد وآمن بقدراته، وبصفتي مدرب مستقبل الرويسات فأنا سعيد للغاية بهذا الإنجاز، والصراحة تقال لقد كان هناك تنافس كبير بيننا في إطار اللعبة، وفي الأخير التأشيرة ذهبت إلى من يستحقها بناء على المشوار المقدم على مدار الموسم.
هل يمكن القول إن إشرافك على فريق شباب باتنة في مرحلة الذهاب، قبل توليك زمام العارضة الفنية لمستقبل الرويسات سهل من مأموريتك؟
رغم تواجدي في إيطاليا كنت أتابع البطولة الجزائرية بمختلف أقسامها، وخاصة على مستوى المحترف والهواة، وأحوز على معلومات كافية، كما أن الطاقم المساعد العامل معي حتى عند عدم إشرافنا على تدريب فريق ما يتابع اللاعبين ويزودني بالمعلومات، كما أن قيادتي لشباب باتنة ساعدني كثيرا، مع العلم أن المأمورية لم تكن سهلة لتحقيق الصعود مع مستقبل الرويسات، صحيح عندما توليت زمام العارضة الفنية للنادي كان الفارق خمس نقاط، وحتى تستطيع وضع لمستك في الفريق يتطلب بعض الوقت، ناهيك عن أنك لم تكن مشرفا على ضبط التعداد والقيام بالتحضيرات في بداية الموسم، والحمد لله الأمور سارت بشكل جيد والفصل يعود للاعبين الذين ساروا معي في نفس الطريق وتمكنا من تزويدهم ببعض النصائح وطبقوا التعليمات وفي الأخير النتيجة كانت عند مستوى تطلعات الجميع.
كيف وجدت تعداد المستقبل بصفة عامة، وهل هم قادرون على التألق في البطولة المحترفة؟
تشكيلة المستقبل جيدة على العموم، وهذا لا يمنعنا من الحديث عن وجود بعض النقائص، وحسب وجهة نظري جل الأندية في مختلف المستويات تستحق بعض التعديلات على مستوى التعداد، غير أن الصراحة تقال المستقبل يحوز على أفضل العناصر في بطولة الثاني هواة (مجموعة وسط شرق)، وأما بالنسبة للبطولة المحترفة فالأمور مختلفة نوعا ما، وتتطلب تواجد 27 لاعبا في مستويات متقاربة على العموم وخاصة توفر البدائل المناسبة، مع ضرورة هيكلة الفريق للتماشي مع هذه البطولة.
تأشيرة الصعود ذهبت للأكثر استحقاقا
من خلال إلقاء نظرة على إحصائيات الفريق هذا الموسم، فإنكم تمتلكون أفضل دفاع وثاني أفضل هجوم، هل يمكن القول إن قوة الفريق تتمثل في المنظومة الدفاعية أم لا؟
كرة القدم في تطور ملحوظ، وهي لعبة جماعية وتتطلب التكامل بين الخطوط، لكن من بين أسس نجاح أي فريق الحيازة على منظومة دفاعية قوية، لأن تفادي تلقي الأهداف وتحصين الخط الخلفي مع ضرورة تقارب الخطوط يسمح لك بالوصول إلى مرمى المنافسين، دون إهمال بناء قاعدة لعب، والعكس صحيح عندما تكون الخطوط بعيدة عن بعضها البعض مع ترك الفراغات والمساحات أمام المنافس تستقبل الأهداف وهو ما يجعل المعطيات مغايرة وتشرع في البحث عن تعديل النتيجة أولا، وعليه تعتبر الجوانب التكتيكية مهمة للغاية وترجع بالدرجة الأولى عامل التكوين الذي يجب التركيز عليه، خاصة في الفئات الشبانية.
عدة عناصر خطفت الأضواء على مستوى تشكيلة المستقبل، في صورة شلابي وبلخيرة وجحدو والقائد ميدون وخاصة الحارس رحال؟
صحيح هناك فرديات بارزة في تعداد مستقبل الرويسات، لكن دائما ما أقولها يجب أن يكون هناك تكامل بين اللاعبين، ولا يمكن تحقيق النتائج الإيجابية في وجود أسماء لامعة فقط، بل يجب أن يكون هناك عمل مبني على قواعد صحيحة وتطوير وتحسين الأداء الجماعي، لأنه لا يمكن بناء فريق على لاعب أو لاعبين أو ثلاثة، ولهذا مثلما صرحت من قبل نمتلك أفضل تشكيلة في القسم الثاني بدليل تحقيقنا للصعود، ويجب أن نمنح كل شخص حقه، والصعود ثمرة عمل جماعي، بداية بإدارة النادي واللاعبين ومختلف الأطقم وصولا إلى الجمهور.
بناء على الخبرة التي تمتلكها في مجال التدريب والعمل من قبل في قسم الهواة، هل يمكن القول إن إدارة مستقبل الرويسات وفرت الإمكانيات اللازمة لتحقيق الصعود؟
مقارنة ببقية الفرق الناشطة في نفس القسم، فإن الإمكانيات وظروف العمل متوفرة في مستقبل الرويسات، وعلى سبيل المثال يوجد الملعب تحت تصرفنا، عندما تحتاج لبرمجة حصة تدريبية في الصباح أو المساء فلا يوجد أي إشكال من هذا الجانب، دون أن ننسى وسائل الاسترجاع إلى جانب التحفيزات المادية، وكل ما يحتاجه اللاعبون متوفر إلى حد بعيد، صراحة الإدارة وعلى رأسها لعروسي تحاول وضعك في أجواء مريحة وتسمح لك بالعمل في هدوء للتركيز فقط على العمل الميداني ومحاولة تحسين الأداء وتصحيح الأخطاء التي نقف عليها من مباراة إلى أخرى.
وقفة الأنصار بعد فقدان الصدارة منحتنا دفعة إضافية
لاحظنا حضورا مكثفا للجماهير في أغلب المباريات، ما يؤكد الدور الكبير الذي قاموا به من أجل الصعود، أليس كذلك؟
كل ما أقوله في حق أنصار مستقبل الرويسات لن أكفيهم حقهم، لأنهم كانوا ببساطة في المستوى ولعبوا دورا مهما في تحقيق هذا الإنجاز، لأنهم وقفوا إلى جانبنا في أحلك الظروف، خاصة بعد فقدان صدارة الترتيب، وردة فعلهم الإيجابية، حيث لم يفرضوا علينا أي ضغط، بل على العكس تماما رفعوا من معنوياتنا وأكدوا دعمهم وثقتهم في المجموعة للبلوغ إلى الهدف المنشود، ووقفتهم كانت نقطة تحول ومنحتنا دفعة معنوية إضافية، من أجل مضاعفة العمل والتأكيد على إنهاء الموسم في الصدارة.
وماذا بخصوص مستقبلك مع مستقبل الرويسات، هل كان هناك حديث مع مسؤولي النادي في هذا السياق؟
في الوقت الراهن، يمكن القول إنني دخلت في عطلة، وعلينا الاستمتاع بهذا الإنجاز، بعد عمل جاد وتفكير طويل في كيفية قيادة الفريق إلى البطولة المحترفة، وبعدها ننتظر ماذا سيحدث، ومثلما يقال «كل شيء بالمكتوب».
الإدارة قامت بدورها على أكمل وجه وظروف العمل متوفرة
هل من كلمة أخيرة؟
أشكر كل من ساهم في هذا الإنجاز سواء من قريب أو من بعيد، والحمد لله أنا فخور بالنجاح في هذه المأمورية رفقة التشكيلة ومختلف الأطقم وإدارة النادي بقيادة لعروسي، وصولا إلى الجماهير الوفية، وموعدنا يوم الثلاثاء (يقصد اليوم) بمناسبة الحفلة الكبرى وتسلم ذرع البطولة، وأتمنى من أعماق قلبي كل الخير لهذا النادي، والبقاء لفترة طويلة في القسم المحترف، خاصة وأن المدينة تمتلك كل مقومات النجاح.
حاوره: حمزة.س
