رئيس اتحاد بوخضرة منصف هريو للنصر: الإرادة سر ضمان البقاء والمستقبل غامض

اعتبر رئيس اتحاد بوخضرة، منصف هريو، الموسم الذي أداه فريقه في قسم ما بين الجهات ناجحا على جميع الأصعدة، وصنّف النجاح في البقاء في خانة الإنجاز الذي يبقى بحاجة إلى تثمين، بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي كانت قد وضعت مستقبل الاتحاد على كف عفريت.
هريو، وفي حوار خص به النصر أوضح بأن النجاة من شبح السقوط كانت من ثمار المجهودات الجبارة التي بذلتها المجموعة، وأقرّ بروح المسؤولية التي تسلح بها اللاعبون في المنعرجات الحاسمة، لأن تنصيب مصلحة الفريق فوق كل اعتبار كان الدافع الوحيد الذي مكن اتحاد بوخضرة من المحافظة على مكانته في قسم ما بين الجهات للموسم الثالث تواليا.
ما تقييمكم لمشوار الفريق، خاصة بعد النجاح في ضمان البقاء؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن مشوار اتحاد بوخضرة خلال هذا الموسم كان مميزا، خاصة في مرحلة العودة، لأن نتائج النصف الأول من البطولة جعلتنا من أكبر المهددين بالسقوط، حيث لازمنا المراكز الأخيرة رفقة كل من وداد زيغود يوسف وشباب عين فكرون، ورزنامتنا في الإياب كانت في غاية التعقيد، وذلك بالتنقل لمواجهة الفرق التي تصارع من أجل البقاء، مقابل استضافة كل الأندية التي كانت تتنافس على ورقة الصعود، الأمر الذي دفع بالكثير من المتتبعين إلى رهن نسبة كبيرة من حظوظ اتحاد بوخضرة في النجاة، لكن الأمور على أرضية الميدان سارت في اتجاه معاكس، ونجحنا في الخروج من دائرة الحسابات بسلام، وذلك بضمان البقاء قبل 4 جولات من نهاية المشوار.
وهل لنا أن نعرف سر هذه الانتفاضة، والتي كانت كافية لتحقيق الهدف المسطر؟
ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن سلاح الإرادة سمح لنا بتجاوز كل العقبات التي واجهتنا، لأننا لم نكن نتوفر على الامكانيات المادية التي تكفي لتغطية تكاليف اللعب في هذا المستوى، إلا أن التعامل بكل شفافية مع اللاعبين ساهم بشكل كبير في تلاحم المجموعة، وذلك بالإصرار على رفع التحدي، وإنقاذ الفريق من السقوط، وقد تجلى ذلك في النتائج الإيجابية التي سجلناها في المباريات الحاسمة، انطلاقا من التعادل الذي عدنا به من زيغود يوسف، لما كان «الوازي» يتمسك بحظوظه في النجاة، مرورا بالفوز المحقق في عين فكرون، ثم الانتصار الذي عدنا به من عين كرشة، وهي نقاط ثمينة جدا، عبّدت لنا طريق البقاء، رغم أن نتائجنا داخل الديار لم تكن ترقى إلى مستوى التطلعات، لأننا سجلنا الكثير من التعادلات، خاصة منها في مرحلة العودة، مع كل من بني والبان، الفوبور وعين مليلة، فضلا عن الهزيمة أمام ترجي قالمة، وعليه فإن النقاط التي أحرزناها خارج القواعد ساهمت في تحقيق المبتغى.
وكيف ترون مستقبل الفريق، في ظل حديثكم عن أزمة خانقة؟
مما لاشك فيه أن اتحاد بوخضرة يعد الفريق الأضعف من حيث الإمكانيات المادية في مجموعة الشرق لقسم ما بين الجهات، لأن الأزمة التي عشناها طيلة الموسم المنصرم كانت متعددة الجوانب، انطلاقا من إشكالية الملعب، مرورا بشح مصادر التمويل، وصولا إلى محدودية التعداد، وهذا بسبب انعدام الأموال، لأن الإعانة المتحصل عليها كانت في حدود 400 مليون سنتيم، والتي لا تكفي لتغطية مصاريف فريق ينشط في الجهوي الثاني، ومع ذلك فقد كانت الثقة التي وضعها اللاعبون في الإدارة أبرز سلاح لرفع التحدي، ولو أن هذه الأزمة انعكست علينا بالسلب، بدليل أننا لم نكن نتوفر سوى على بذلة واحدة لإجراء المباريات الرسمية، وهذا ما لا يليق بمقام فريق يلعب في الدرجة الثالثة، وعليه فإننا نفضل تأجيل الحديث عن المستقبل إلى غاية اتضاح الرؤية بخصوص الشق المالي، بصرف النظر عن قضية الملعب، حيث وجدنا أنفسنا مجبرين على التكفل برفع التحفظات المسجلة، من أجل الحصول على ترخيص للعودة إلى ملعب بوزراد، وهي مشاكل لا يمكن أن يتم حلها بين عشية وضحاها.
حاوره: ص / فرطاس