الجمعة 13 جوان 2025 الموافق لـ 16 ذو الحجة 1446
Accueil Top Pub

رئيس نجم بني والبان عزوز طبو في حوار صريح للنصر: الاحتفـالات الخرافيـة بالصعـود التاريخـي أغلى هديـة نقدمـها للأنصـار

اعتبر رئيس نجم بني والبان، عزوز طبو، الصعود إلى الرابطة الثانية أغلى هدية يمكن تقديمها للأسرة الرياضية بولاية سكيكدة، وذلك بالنجاح في ضمان تواجد ممثل للولاية في القسم الثاني، ولو أنه لم يتردد في رفع عارضة الطموحات عاليا، ونصّب الصعود إلى الرابطة المحترفة في خانة الأهداف المسطرة على المدى القصير.

حاوره: صالح فرطاس

وأشار طبو في حوار خص به النصر على هامش احتفالية الصعود، إلى أن أكبر المتفائلين لم يكن يراهن على نجاح نجم بني والبان في حجز مقعد في وطني الهواة، لكن الإصرار على رفع التحدي كان كافيا لتحقيق ما اسماه بالمعجزة، وأكد بأن الانجاز التاريخي ولد من رحم الأزمة، لتكون الفرحة الخرافية التي تعيشها المنطقة على مدار أسبوع أهم مكسب بالنسبة له، ولو أنه رفض تصنيفه في رتبة «البطل» وأكد أنه «مهندس الصعود»، فتحقق الحلم بتضافر جهود كل الأطراف، سيما منها الهيئة التي كانت قد طوت صفحة الأزمة، وساهمت في تجاوز المعوقات، الأمر الذي عبّد الطريق نحو الرابطة الثانية، وكتابة صفحة جديدة في تاريخ الكرة السكيكدية.
مما لا شك فيه أن فرحة الصعود التي تعيشها بني والبان منذ أسبوع تبقى الحدث الأبرز بالنسبة لكم،، أليس كذلك؟
لن أكون مبالغا إذا قلت بأن الأجواء التي يصنعها الأنصار منذ نهاية مباراة الجولة ما قبل الأخيرة بعين فكرون جعلتني أحس بسعادة كبيرة، كيف لا وفريقنا نجح في كسر «الروتين» الذي كانت تعيشه المنطقة، وأخرج سكان كل البلديات والدوائر إلى الشوارع للاحتفال بالصعود التاريخي إلى الرابطة الثانية، ويكفيني فخرا أنني أترأس فريق بني والبان، الذي أصبح حامل راية ولاية سكيكدة في القسم الثاني، دون التقليل من قيمة الانجازات التي كانت قد حققتها أندية من ولايتنا في سنوات سابقة في مستويات أعلى، لكن الفرحة بالانجاز الذي بصم عليه النجم هذا الموسم تبقى تاريخية، لأن الأمر يتعلق بفريق كان إلى وقت ليس ببعيد ينشط في الجهوي الثاني، إلا أنه بفضل استراتيجية العمل المنتهجة تمكن من كسر كل «الطابوهات»، وحجز مكانة في وطني الهواة، وقد كانت الأفراح بهذا التتويج عارمة، بدليل أن أنصار كل البلديات المجاورة عمدوا إلى تنظيم برنامج احتفالي على امتداد أيام الأسبوع، وهذا باستضافة ممثلي عن أسرة النجم، وكذا الأنصار.
لبّيت نداء
الواجب فوجدت نفسي
«مهندس الملحمة»

لكن المتتبعين يرجعون الفضل الكبير في هذا الانجاز إلى الرئيس طبو، فما تعليقكم ؟
كما سبق وأن قلت، فرحة الأنصار بصعود الفريق تكفي لجعل سعادة كبيرة تغمرني، لكنني في الحقيقة أرفض أن أنسب هذا الانجاز التاريخي لنفسي فقط، فأنا حقيقة «المهندس» الذي كان وراء صنع هذه الملحمة الكروية بصفتي رئيس النادي، إلا أن الصعود كان ثمرة تضحيات كبيرة قامت بها كل الأطراف، إذ أنه وإضافة إلى عمل اللاعبين والطاقم الفني في الميدان، فإن المكتب المسير بكامل تركيبته لم يدخر أي جهد في سبيل سطوع النجم عاليا، وظهوره لأول مرة في سماء الرابطة الثانية، دون تجاهل رجال الخفاء، وكذا الأنصار الذين كان لهم دور بارز في تحقيق الهدف، وبالتالي فإن الصعود يمكنه اعتباره بمثابة «ملحمة» كروية صنعها أبناء بني والبان، بلمسة واضحة مني، بصفتي المسؤول الأول عن النادي، وهنا لا بد من الوقوف على عامل مهم جدا كان بالنسبة لي مفتاح بوابة الصعود.
تفضل ... ما هو؟
الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن صعود نجم بني والبان لم يكن ليجد طريقه إلى التجسيد ميدانيا لولا الدعم الكبير الذي تلقيناه من والي سكيكدة السعيد أخروف، لأن الفريق كان يتخبط في أزمة مالية خانقة، بسبب تجميد الإعانات، وعدم الحصول على أي دعم مالي طيلة 4 مواسم، والتكفل بالانشغالات التي كنا قد طرحناها خلال جلسة العمل التي عقدناها مع المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية مباشرة بعد تنصيبه كان بمثابة نقطة التحول في مسار نجم بني والبان، لأن مؤشرات الانفراج لاحت في الأفق، الأمر الذي دفعنا إلى إعادة النظر في الأهداف المسطرة، ليكون تجسيد الوعود على أرض الواقع في النصف الثاني من البطولة، لأن الوالي أعطى الدعم اللازم للفريق، خاصة خلال المرحلة التي كنا فيها بحاجة ماسة إلى الإعانات، لما كنا منهمكين بخوض سباق ساخن على تأشيرة الصعود مع ترجي قالمة في آخر منعرجات الموسم، وعليه فإنني لم أتردد لحظة في التنويه بالدور الكبير الذي لعبه الوالي في صنع هذه «الملحمة»، لأنه عمل على توفير كل مقومات النجاح، بتقديم الدعم المادي والمعنوي لأسرة النجم، وإلحاحه على ضرورة الاستمرار إلى غاية تجسيد حلم الصعود، وهو الذي سبق له وأنه ترك بصمته في ولاية الوادي، لما صعد كل من الاتحاد السوفي وأولمبيك المقرن .
مؤشرات الصعود لاحت
بعد حل الوالي لمشكل الإعانات

نفهم من هذا الكلام أن الصعود لم يكن هدفا، إلاّ أنه تحقّق في نهاية المشوار؟
بالنظر إلى الظروف التي عاشها نجم بني والبان في نهاية الموسم الفارط، فإنني كنت قد قررت عدم الترشح لرئاسة النادي لعهدة جديدة، كرد فعل على عدم تلقي أي سنتيم كإعانة على مدار 4 سنوات متتالية، وقد كنت خلال الصائفة الماضية على وشك تولي رئاسة شبيبة سكيكدة، بعدما اتصل بي بعد الأصدقاء، لكن إشكالية تجميد الرصيد البنكي للنادي، وكذا الديون العالقة للاعبين السابقين جعلتني أتراجع عن هذه الفكرة، لأنني كنت أراهن على تحقيق الصعود، والغموض الذي كان يكتنف الجانب المالي دفعني إلى الانسحاب من الترشح، وهي الوضعية التي فسحت المجال أمام بعض أعيان بلدية بني والبان، وكذا مجموعة من الأنصار للاتصال بي، وألحوا على ضرورة عودتي لقيادة النجم، وبحكم أنني ابن المنطقة، فلم أتمكن من رفض طلبهم، فوجدت نفسي مرغما على رئاسة النادي مرة أخرى، وقد عملت على ترتيب البيت في ظرف قياسي، بتجميع التعداد قبل 4 أيام من موعد انطلاق البطولة، والفريق أجرى تحضيرات انحصرت في 3 حصص تدريبية فقط، ليخوض أول لقاء رسمي، والذي كان بتعادل في عقر الديار مع جمعية عين كرشة، وهدفنا المسطر كان منحصرا في ضمان البقاء بكل أريحية، لأن الأزمة المالية كانت تلقي بظلالها، وقد وضعت مستقبل الفريق على كف عفريت، إلى درجة أنه كان مهددا بالشطب النهائي.
وكيف انقلبت المعطيات رأسا على عقب، فتحولت المخاوف من الانسحاب النهائي إلى فرحة «خرافية» بصعود تاريخي؟
نجم بني والبان له تقاليد في بطولة ما بين الجهات، وهذا منذ صعوده في سنة 2020، حيث خسرنا الرهان أمام حمراء عنابة في آخر منعرج بفعل «الكواليس»، كما كنا قاب قوسين أو أدنى من الصعود في الموسم الموالي، لكن بعض العوامل كانت وراء تتويج جمعية الخروب في آخر جولة، وبعد ذلك ألقت الأزمة المالية بظلالها على ظروف النادي، فأصبحنا نحصر هدفنا في ضمان البقاء بكل أريحية، وهو الأمر الذي تكرر لموسمين متتاليين، والمخاوف في نهاية العهدة الأولمبية كانت من عدم القدرة على ضمان المشاركة في المنافسة، بسبب العزوف عن الترشح لرئاسة النادي، جراء مشكل تجميد الإعانات، رغم طرقنا جميع الأبواب، والانطلاقة هذا الموسم كانت في ظروف استثنائية، بعد تدارك الوضع عشية جولة رفع الستار، والحصول على نقطة واحدة في جولتين جسد التأثر بانعدام التحضيرات، غير أن الأمور أخذت في التحسن مع تقدم المنافسة، بدليل أننا اعتلينا صدارة الترتيب منذ الجولة السادسة، وكانت في بعض الجولات بشراكة مع اتحاد الفوبور وشبيبة سكيكدة، وقد تنازلنا عن الريادة في آخر جولة من مرحلة الذهاب، عقب الهزيمة في قالمة، والتي حرمتنا من إحراز اللقب الشتوي، وهي المرة الوحيدة التي لم نكن فيها روادا على مدار 24 جولة متتالية، فكان الصعود عن جدارة واستحقاق، بمصاريف لم تتجاوز 3,5 مليار سنتيم، مع بقاء ديون المواسم الفارطة عالقة، بنحو 3 ملايير، وهي في غالبيتها ديون شخصية لرئيس النادي.

ننظر إلى «الاحتراف»
بتفاؤل ومشكل الملعب
في طريقه للتسوية
في ظل هذه المنافسة الشديدة، ألم تتخوّفوا من تكرر «سيناريو» المواسم الفارطة؟
التمسك بحلم الصعود كان منذ تلقي ضمانات من والي سكيكدة بخصوص الدعم المالي، لأننا كنا نتوفر على مقومات النجاح، والخبرة التي اكتسبناها في تسيير شؤون الفريق في قسم ما بين الجهات ساهمت بشكل كبير في توضيح الرؤية أكثر بخصوص بعض العوامل التي كانت «مفصلية» في سباق الصعود، بدليل أننا لم نترك المجال أمام بقاء المنافسين لاعتلاء الصدارة، رغم المطاردة اللصيقة التي كانت مع فرق أخرى، خاصة منها ترجي قالمة، اتحاد الفوبور وجمعية عين مليلة، وهذا بعد تراجع شبيبة سكيكدة في مرحلة الإياب، ولو أن السباق أخذ ريتما سريعا في الثلث الأخير، وقد تزامنت الهزيمة الوحيدة التي تلقيناها في العودة مع سقوط ترجي قالمة في نفس الجولة بميلة، كما أن هامش المناورة الذي كان في حدود 6 نقاط ساهم كثيرا في تخليصنا من ضغط رهيب، ولو أن تقلصه في آخر الجولات إلى 4 خطوات عن الملاحق ترجي قالمة أجبرنا على التعامل بحيطة وحذر شديدين، فكان الفوز في كل اللقاءات الخيار الحتمي والوحيد، وقد نجحنا في تحقيق المطلوب، لأن الإصرار على الصعود كان يغذي المجموعة، وحلم الصعود كبر بسرعة البرق لدى الأنصار، الأمر الذي زاد «الملحمة» رونقا وجمالا، لأن النجم أصبحت له قاعدة جماهيرية واسعة في كل بلديات ولاية سكيكدة.
الاستحواذ على الريادة
بدّد المخاوف من تكرار
«سيناريو» الإخفاق
بعد هذا الإنجاز، هل لنا أن نعرف نظرتكم بخصوص مستقبل الفريق في الرابطة الثانية؟
المؤكد أن الوقت الحالي مخصص لمعايشة فرحة الصعود، لأن الأجواء التي تشهدها المنطقة تبقى تاريخية، وأسماء من ساهموا في صنعها ستظل مكتوبة بأحرف من ذهب في سجل بلدية بني والبان، على اعتبار أن لعب النجم في الوطني الثاني لم يكن يراود أكبر المتفائلين، لكنني لن أبالغ إذا قلت بأنني كنت قد قطعت على نفسي عهدا بتجسيد حلم أبناء البلدة التي ترعرعت فيها، وهذا منذ الصعود بالفريق من الجهوي، بدليل أننا كنا طرفا بارزا في المعادلة لمواسم عديدة، في غياب الامكانيات المادية، وقد حملت على عاتقي تكاليف تسيير النادي من المال الخاص، لأن الهدف كان حماية النجم من الاندثار والزوال، والفرحة الكبيرة التي نعيشها هذه الأيام تبقى من أبرز المكتسبات التي حققناها في مشوارنا الرياضي، قبل الحديث عن المستقبل، والذي بالتأكيد لن يخرج عن نطاق المألوف، لأنني شخصيا أفضل دوما التحديات، والرهان خلال الموسم القادم لن يتوقف عند عتبة السعي لضمان البقاء في الرابطة الثانية، بل أنني سأرفع العارضة عاليا، بالعمل على انتزاع تأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة، لأنني أريد مواصلة المشوار بنفس «الديناميكية»، بالاستثمار في المقومات المتوفرة، خاصة الدعم الذي يقدمه الوالي للرياضة، والتي كانت منها وعود بالحصول على إعانات إضافية، فضلا عن التكفل بمشكل الملعب، وهذا من شأنه أن يدفع بنا إلى إبداء الكثير من التفاؤل بشأن مستقبل الفريق، ودخول أول مغامرة في وطني الهواة دون مركب نقص، لأن باب الاستقدامات مفتوح على مصراعيه، وخارطة الطريق التي رسمتها مبنية على ضم لاعبين أصحاب خبرة، باستطاعتهم تحقيق المبتغى، كما فعل كل من الاتحاد السوفي، أولمبي أقبو ومستقبل الرويسات، حيث أن كل فريق صعد من قسم ما بين الجهات ثم نجح في الموسم الموالي في الصعود إلى الرابطة المحترفة، ونحن نطمح لنسير على نفس الدرب، ونصبح الفريق الرابع تواليا الذي يحقق هذا الانجاز.
ص/ ف

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com