نائبة بطلة إفريقيا في الشطرنج لينا ناصر للنصر: تأهلي لكأس العالم مسؤولية كبرى وأطمح لرفع راية الجزائر عالميا

سطرت الشابة الجزائرية، لينا ناصر، اسمها ضمن أبرز نجمات الشطرنج الإفريقي، بعد أن تُوّجت نائبة لبطلة إفريقيا في بطولة القاهرة، وضمنت تأهلها إلى كأس العالم للسيدات في جورجيا، وبطولة Grand Swiss العالمية، والتي تجمع نخبة اللاعبات في هذا المجال.
وفي هذا الحوار الخاص مع النصر، تتحدث البطلة المتألقة لينا ناصر، عن تفاصيل إنجازها الأخير، وطموحاتها المستقبلية، وتقييمها للمشاركة الجزائرية في المحافل القارية، وأسرار رحلتها مع لعبة العقول.

نبارك لك التتويج الأخير بلقب نائبة بطلة إفريقيا في الشطرنج، حدثينا عن هذه المحطة المهمة؟
أشكركم على التهنئة، فقد كانت مشاركتي في بطولة إفريقيا للأكابر التي أقيمت بالقاهرة من 12 إلى 20 ماي تجربة استثنائية، والمنافسة كانت قوية جدا بمشاركة أسماء لامعة على الساحة الإفريقية، حيث ظفرت بالميدالية الفضية، وهو إنجاز مهم، خاصة أنه سمح لي بالتأهل إلى كأس العالم للسيدات التي ستُقام في جورجيا شهر جويلية المقبل، ولكن قبل ذلك، كنت قد شاركت أيضا في بطولة مهمة جدا، خلال شهر أفريل بلاغوس بنيجيريا، وهي بطولة «Super Zonal، تُنظم على مستوى القارة الإفريقية، ويُدعى إليها أبطال المناطق (zonaux) وصاحبات التصنيفات الأعلى، وهناك تمكنت من التتويج بالمرتبة الأولى لدى الإناث، وكان ذلك تتويجا مميزا، لأنه سمح لي بالتأهل إلى بطولة Grand Swiss العالمية، التي تُعد واحدة من أقوى البطولات وأعلاها تصنيفا في العالم.
أسعى لرفع تصنيفي
الدولي ودخول النخبة العالمية
هل أنت راضية عن المرتبة الثانية في بطولة إفريقيا، أم كنت تطمحين للذهب؟
أنا دائما أطمح للأفضل، وبصراحة تنقلت إلى القاهرة بعزيمة كبيرة للفوز بالميدالية الذهبية، ولكن في النهاية، تبقى الرياضة تنافسا، وهناك تفاصيل صغيرة قد تصنع الفارق... الحمد لله، أنا سعيدة جدا لما حققته، فالفضية في بطولة بحجم بطولة إفريقيا ليس بالأمر الهيّن، وأعد نفسي والجمهور بالمزيد.
تأهلت إلى كأس العالم في جورجيا، وإلى بطولة Grand Swiss، كيف تنظرين للمشاركة في تظاهرتين بهذه الضخامة؟
إنه شرف كبير ومسؤولية عظيمة، فالمشاركة في بطولات عالمية بهذا الحجم تتطلب تحضيرات قوية وتربصات مغلقة ذهنيا وبدنيا، وأعتبر هذا التأهل محطة مفصلية في مسيرتي، وأدرك تماما أن كل جولة في هذه البطولات ستكون فرصة لإثبات الذات ورفع راية الجزائر عاليا، وأتمنى أن أوفق في تشريف بلدي.
كيف تُقيمين نتائج المنتخب الوطني في بطولة إفريقيا؟
النتائج كانت مشرفة جدا، والجزائر شاركت بثلاثة لاعبين فقط، ومع ذلك كانت الحصيلة ميداليتين مهمتين، ذهبية بلال بلحسن عند الرجال، وفضيتي في فئة السيدات، كما شارك اللاعب علاء الدين بولرناس وحقق نتيجة محترمة، تعكس مستوى الشطرنج الجزائري، وتطوره على الساحة القارية، ونأمل أن نستمر في هذا النسق، ونتقدم أكثر في المحافل العالمية.
حصدت ألقابا قارية منذ الطفولة
والتحدي مازال مستمرا
عُدت للواجهة مؤخرا بتألق جديد من بطولة إفريقيا، ولكن الجمهور يتساءل عن مسيرتك كاملة، وما أبرز ألقابك الدولية حتى اليوم؟
الحمد لله، أعتز بكل لقب حققته، لأنه يمثل ثمرة جهد وتضحية، وأبرز ألقابي الخارجية كانت على مدار السنوات الأخيرة، ففي سنة 2025 تُوّجت نائبة لبطلة إفريقيا للأكابر في بطولة القاهرة، وبطلة بطولة( Super Zonal ) إناث التي جرت في لاغوس بنيجيريا، والتي ضمنت لي التأهل إلى بطولة Grand Swiss، وفي وسنة 2024 نلت لقب نائبة بطلة إفريقيا للأكابر للمرة الثانية، وحققت 4 ميداليات في الألعاب الإفريقية موزعة على الشكل التالي، ذهبية في منافسة الفردي الخاطف، وبرونزية في الفردي السريع، وفضية في السريع المختلط، وفضية في الخاطف المختلط، أما في سنة 2023 فقد فزت بلقب بطلة إفريقيا للأكابر، وحصدت أيضا ميداليتين في الألعاب العربية (فضية وبرونزية)، مع تتويجي بلقب بطلة العرب للأكابر 2022 (أقيمت البطولة في 2023)، بينما على مستوى الفئات السنية فزت ببطولة إفريقيا للأواسط ثلاث مرات: 2017، 2021، و2022 ، وكنت نائبة بطلة إفريقيا للأكابر سنة 2021، وكان عمري 18 سنة فقط، وبطلة إفريقيا للناشئين ست مرات: من 2014 إلى 2019، وبطلة العرب للناشئين ثلاث مرات.
وبالمناسبة، أنا أحمل أيضا لقب أستاذة دولية في الشطرنج «Maître Internationale»، وهو من الألقاب المعترف بها دوليا، ويعكس مستوى عال من الأداء والنتائج في البطولات الرسمية.

إلى جانب كل هذه النجاحات، أنت طالبة طب، كيف تستطيعين التوفيق بين دراستك ومشوارك الرياضي؟
صراحة، الأمر ليس سهلا على الإطلاق، وأنا الآن أدرس في السنة الخامسة طب، وهي مرحلة حساسة تتطلب الكثير من الالتزام والدراسة، ومع ذلك، أحاول دائما التوازن بين شغفي بالشطرنج وحلمي في الطب، من خلال تنظيم وقتي جيدا، وتقسيم جهدي بين التربصات الطبية والتحضيرات الرياضية، ورغم ضيق الوقت وكثرة التحديات، فإن الحب العميق لكل من المجالين هو الدافع الأكبر، فالطب بالنسبة لي رسالة، والشطرنج هوية وشغف، وكلاهما يكمل الآخر.
ما طموحاتك في المرحلة القادمة؟
طموحاتي تتجه نحو عدة محاور برفع تصنيفي الدولي والعمل على الوصول إلى مصاف اللاعبات المصنفات عالميا، وتحقيق نتائج مشرفة في كأس العالم للسيدات في جورجيا، وفي بطولة Grand Swiss، التي تعتبر من أقوى البطولات العالمية، ومواصلة دراستي في الطب بتفوق، وربما التخصص مستقبلا في مجال أستطيع من خلاله أن أخدم وطني، وأهم شيء هو أن أكون قدوة حسنة للفتيات الجزائريات، بأن النجاح ممكن في أكثر من مجال، متى توفرت العزيمة والتنظيم.
الطب حلمي والشطرنج شغفي
وأعيش بينهما بتحد يومي
كلمة ختامية؟
أشكر كل من ساندني في مسيرتي، وعلى رأسهم والديّ العزيزين، اللذين كانا دائما دعامة قوية لي، وكذلك أشكر الاتحادية الجزائرية للشطرنج على دعمها المعنوي وتحفيزها المستمر، وأتمنى أن أكون دائما عند حسن ظن الجميع، وأعد كل من يثق بي أنني لن أدخر جهدا في تشريف الجزائر في المحافل الدولية، سواء كلاعبة أو كطبيبة مستقبلا إن شاء الله.
حاورها: سمير. ك