أكد الرئيس الجديد لاتحاد عنابة جمال مصدق، بأن موافقته على تحمل مسؤولية تسيير النادي كانت تلبية لنداء آلاف الأنصار، وأوضح بأن رهان الصعود إلى الرابطة المحترفة، يبقى في صدارة الأهداف المسطرة.
مصدق، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن المهمة ليست سهلة، وأن تجسيد حلم الأنصار يتطلب تظافر جهود كل الأطراف، ولو أنه ألح على ضرورة انتهاج إستراتيجية عمل من شأنها امتصاص الضغط الذي ظل مفروضا على اللاعبين ومختلف الطواقم، كما أكد بأنه لا يملك العصا السحرية الكفيلة بتحقيق الصعود، لكنه أكد بالمقابل بأن عنابة تتوفر على كل مقومات النجاح، التي يجب الاستثمار فيها بعقلانية، من أجل بلوغ الهدف المنشود.
*ما هي أول رسالة يمكن توجيهها للأنصار مباشرة بعد انتخابكم على رأس النادي؟
أبسط ما نقوله في هذا الشأن أن موافقتي على تولي رئاسة اتحاد عنابة، كانت تلبية لرغبة عدد كبير من المناصرين، لأن فكرة قيادتي للفريق كانت قد طرحت في سنوات سابقة، إلا أنني رفضت لظروف خاصة، لكن الإلحاح على ضرورة ترشحي لرئاسة النادي تزايد بشكل ملفت للانتباه في منتصف الموسم المنقضي، لأن الأنصار كانوا يحلمون بعودة الاتحاد إلى الرابطة المحترفة، غير أن الفشل في تحقيق هذا الحلم دفع بهم إلى المطالبة بتغيير جذري على مستوى الإدارة، وقد تلقيت آلاف الاتصالات الهاتفية، والجميع طالبني بضرورة الموافقة، فوجدت نفسي مجبرا على إعطاء الموافقة، مادام الأمر أصبح بمثابة مطلب جماهيري، وهذا ليس بالأمر الهيّن.
*نفهم ما هذا الكلام بأنكم تراهنون على الصعود بالفريق إلى الرابطة المحترفة؟
لا يمكنني أن أبيع الأوهام للمناصرين الأوفياء، بل يجب التعامل مع محيط النادي بكل موضوعية وفي شفافية تامة، والحديث عن الصعود لا بد أن يكون وفق معطيات ميدانية، وعليه فإننا سنعمل على وضع القطار على السكة الصحيحة، بنية النجاح في تحقيق الهدف المسطر، رغم إدراكنا المسبق بأن المهمة لن تكون سهلة، لأن الصعود لن يلعب في مباراة واحدة، أو في مرحلة من البطولة، بل يتطلب المحافظة على التركيز والتوازن على مدار موسم كامل.
*وهل لنا أن نعرف الخطوط العريضة لسياسة العمل التي تعتزمون انتهاجها؟
إعادة النظر في طريقة تسيير شؤون النادي، تبقى بالنسبة لنا الخطوة الأولى التي يجب قطعها على جناح السرعة، وذلك بالسعي لوضع لبنة نبني عليها مشروعنا الرياضي، لأن اتحاد عنابة فقد هيبته على جميع الأصعدة، والعودة إلى سياسة التكوين والعمل القاعدي تبقى من الخيارات الحتمية، لأن الأصناف الشبانية للاتحاد تعاني كثيرا، في غياب العمل الميداني، بدليل أن كل الفئات لم تتمكن من بلوغ أدوار متقدمة في منافسة كأس الجزائر، كما أن نتائجها في البطولة لم تتماشى ومستوى النشاط، رغم أن شبان اتحاد عنابة يلعبون في القسم الجهوي، ومع فرق من بطولة ما بين الجهات وحتى الجهوي، لكنهم مع ذلك لم يتمكنوا من إحراز اللقب، وبالتالي فإن العمل مع الشبان يستوجب رسم خارطة طريق جديدة للتكفل الجيد بهذه الفئات، فضلا عن تنصيب صعود الأكابر إلى الرابطة المحترفة كهدف رئيسي.
*المؤكد أن الجميع ينتظر قطعكم أولى الخطوات العملية، بتعيين طاقم فني واستقدامات، فهل بدأتم التفكير في هذه الجوانب؟
نقطة مهمة جدا لا بد من توضيحها، وتتمثل في ضرورة التزام السرية التامة في العمل، وعليه فإن الأنصار يجب أن يتفهموا الوضع جيدا، وذلك بتفادي فرض ضغط سلبي على اللجنة المسيرة واللاعبين، لأن تجارب المواسم الماضية أثبتت بأن ضغط المحيط الخارجي يؤثر دوما على نتائج الفريق، في وجود أطراف تعمل على تحطيم الاتحاد، بتحريك دواليب ضغط الأنصار، مما يؤدي إلى حدوث انقسامات، وبالتالي فإننا سنعمل على لم الشمل، واحتواء الصراعات الهامشية التي كانت سببا في عرقلة سير شؤون النادي، كما أن التشاركية في اتخاذ القرارات تبقى إجبارية، لأن مسؤولية تسيير الفريق لا تقع على عاتق الرئيس وحده، لكن هناك حدود يجب التقيّد بها، وبصفتي رئيس النادي فإنني أتحمل مسؤولية كل القرارات، لأننا سنشرع في العمل في غضون الأيام القليلة القادمة، وترتيب البيت سيكون في سرية، وفق هيكلة نراها تتماشى والطموحات، لأن عنابة تتوفر على كل المقومات التي تجعل اللعب في الرابطة المحترفة ضرورية، منها الامكانيات المادية التي منحها الوالي في آخر موسمين، وكذا تكفل الفاف بإشكالية الديون التي كانت عالقة للاعبين، إضافة إلى المرافق والهياكل الرياضية الضخمة، دون تجاهل القاعدة الجماهيرية المميزة، وهي عوامل تجبرنا على الاستثمار فيها بكل عقلانية.
حــاوره: ص / فرطاس