
يستعد الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، لإجراء تغييرات محسوبة على تشكيلته الأساسية، عند مواجهة منتخب أوغندا هذا الثلاثاء بملعب حسين آيت أحمد بتيزي وزو، في ختام تصفيات كأس العالم 2026، حيث يسعى لتجريب بعض الأسماء الجديدة دون الإخلال بتوازن المجموعة أو المساس بهدف الفوز، الذي يعتبره التقني البوسني أولوية قصوى، رغم ضمان التأهل الرسمي للمونديال.
ورغم أن الخضر حسموا بطاقة التأهل مبكرا للمحفل الكروي العالمي، بعد فوزهم المستحق على الصومال بثلاثية نظيفة في الجولة الماضية، ما مكنهم من الانفراد بالصدارة برصيد 22 نقطة، وبفارق أربع نقاط عن ملاحقهم أوغندا، إلا أن بيتكوفيتش يرفض التعامل مع اللقاء المقبل كموعد شكلي، إدراكا منه بأهمية نقاط المواجهة في تحسين ترتيب الخضر في تصنيف «الفيفا» المقبل لشهر نوفمبر، والذي سيُعتمد رسميا في تحديد مستويات المنتخبات، خلال قرعة نهائيات كأس العالم، المقررة في الخامس من ديسمبر بالعاصمة الأمريكية واشنطن.
علما، وأن المنتخب الوطني ( يحتل المركز 38 عالميا) يتواجد في المستوى الثالث لحد الآن، وسيكون لزاما عليه الانتصار في المواعيد القادمة التي تسبق القرعة لتفادي أي مفاجأة غير سارة قد تلقي به إلى الوعاء الرابع.
بيتكوفيتش، المعروف بانضباطه التكتيكي، لا ينوي إحداث ثورة في التشكيلة التي خاضت تصفيات قوية بتحقيق سبعة انتصارات، مقابل تعادل واحد وخسارة وحيدة، بل سيكتفي ببعض التعديلات المدروسة التي تسمح بتقييم أداء بعض العناصر الجديدة، دون التأثير على الانسجام العام.
هذا، ومن المرتقب أن يمنح مدرب الخضر الفرصة لحارس غرناطة الإسباني لوكا زيدان، لخوض أول مباراة رسمية بقميص الخضر، بعد أن ظل على مقاعد البدلاء في لقاء الصومال، كما ينتظر أن يُجدد المدرب ثقته في ظهير هيلاس فيرونا رفيق بلغالي، الذي تألق في أول مشاركة له أمام الصومال، مؤكدا أحقيته بحمل ألوان المنتخب، فيما سيعرف الخط الأمامي تغييرات طفيفة بإشراك إبراهيم مازة في دور صانع الألعاب، مقابل إراحة القائد رياض محرز، ومنح الفرصة لحاج موسى لشغل مركز الجناح الأيمن، وفي نفس السياق، يخطط بيتكوفيتش لإقحام إيلان كبال وسمير شرقي خلال مجريات المباراة، قصد الوقوف على مدى جاهزيتهما البدنية والذهنية قبل الاستحقاقات القادمة.
ورغم مطالبة الجماهير بإحداث ثورة على مستوى التشكيلة، بعد ضمان التأهل، إلا أن بيتكوفيتش يتعامل بحذر مع هذا المطلب، مفضلا الموازنة بين اختبار الوجوه الجديدة، والحفاظ على النسق الفني والذهني للمجموعة، فالفوز على منتخب أوغندا لن يكون مجرد انتصار رمزي، بل خطوة ضرورية لتعزيز موقع الخضر في التصنيف الدولي وتحسين صورتهم القارية.
وعلى الجانب الآخر، يدخل المنتخب الأوغندي اللقاء بنية الفوز، إذ يحتل المركز الثاني ب18 نقطة، ويطمح للظفر بإحدى بطاقات الملحق المؤهلة للمونديال، وهو ما سيجعل المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، فمنتخب «الرافعات» مطالب بتحقيق النقاط الثلاث، لرفع رصيده إلى 21 نقطة، ومزاحمة المنتخبات صاحبة المراكز الثانية، على غرار الغابون التي ضمنت إحدى تأشيرات الملحق الإفريقي، بعد بلوغها النقطة 22.
وستجعل هذه المعطيات من لقاء الثلاثاء اختبارا جديا للخضر، سواء من الناحية التكتيكية أو الذهنية، إذ سيسمح للمدرب بالوقوف على جاهزية البدلاء، واختبار قدراتهم في مواجهة منافس محفز وطامح حتى اللحظة الأخيرة.
بيتكوفيتش الذي أكد في تصريحاته الأخيرة على ضرورة احترام المنافس حتى في المباريات الشكلية، يولي أهمية كبيرة لاختتام التصفيات بانتصار جديد يرفع رصيد الخضر إلى 25 نقطة، ويؤكد الهيمنة الجزائرية على المجموعة السابعة، كما يسعى المنتخب لتعزيز سجله التهديفي في التصفيات، بعد أن بلغ 22 هدفا في تسع مباريات، متقاسما صدارة أقوى خطوط الهجوم في القارة السمراء مع غانا وكوت ديفوار.
وعادت العناصر الوطنية أمس الأول، إلى مركز سيدي موسى، حيث باشر رفقاء محرز تدريباتهم في أجواء مفعمة بالحيوية والتركيز، استعدادا لموعد تيزي وزو الذي ينتظر أن يكون احتفاليا من حيث الأجواء، ولكنه جدي من حيث الرهان الفني والمعنوي، ويبقى هدف بيتكوفيتش واضحا، وهو إنهاء التصفيات بأسلوب المنتصرين، والحفاظ على روح المجموعة التي أعادت الخضر إلى الواجهة العالمية.
سمير. ك