أبدى رئيس اتحاد عنابة جمال مصدق ارتياحه، للمستوى الذي قدمته التشكيلة في مباراة مولودية باتنة، واعتبر النتيجة المسجلة بمثابة نقطة الانطلاق الفعلية لرحلة الفريق في البحث عن تأشيرة الصعود، مع تأكيده على ضرورة وقوف الأنصار إلى جانب اللاعبين والطاقمين الفني والإداري في اللحظات الحرجة.
وأكد مصدق في حوار خص به النصر، على أن قضية الطاقم الفني كانت مجرد زوبعة في فنجان، من خلال تمسك الإدارة بموقفها القاضي بتزكية ترعي وطاقمه، كما صنف نجاح قريوة وغضبان في افتتاح العداد التهديفي، في خانة المكاسب المحققة في لقاء «البوبية»، الأمر الذي جعله يتفاءل بآداء أفضل في قادم المباريات.
*في البداية، ما تعليقكم على الفوز العريض الذي حققه الفريق داخل الديار؟
الانتصار على مولودية باتنة كان بالنجاح في المزاوجة بين النتيجة والآداء، وهذا ما يمكن اعتباره رد فعل جد إيجابي من اللاعبين بعد الأزمة التي كانت قد طفت على السطح، عقب الهزيمة الوحيدة التي تلقيناها في بني والبان، إلى درجة أن التخوف كان كبيرا من تسجيل تعثر بملعبنا تكون عواقبه جد وخيمة، الأمر الذي رفع من درجة الضغط النفسي على اللاعبين والطاقمين الفني والإداري، فكان الظفر بالنقاط االخيار الحتمي لتجاوز أزمة عاشها الفريق طيلة أسبوع كامل، رغم التعادل المسجل يوم الثلاثاء الماضي بأم البواقي.
*نفهم من هذا الكلام بأن النتيجة المسجلة ساهمت في إعادة الهدوء إلى اتحاد عنابة؟
هذا الأمر لا نقاش فيه، لأن الفوز كان ضروري للتصالح مع الأنصار، وهنا لا بد من الوقوف عند نقطة مهمة، تتمثل في «السيناريو» الذي سارت على وقعه المباراة، والذي اختلف كلية عن سابقيه، بدليل أننا كنا قد فزنا على كل من نجم مقرة وجمعية الخروب بشق الأنفس، بعد العودة من بعيد في اللحظات الأخيرة، لكن الأمور في لقاء مولودية باتنة كانت مغايرة، بالوصول إلى شباك المنافس مبكرا، فكان الأداء مميزا، مع الظهور بوجه يتماشى والهدف المسطر، لأن الجمع بين الآداء والنتيجة كشف عن جدية العمل المنجز منذ الشروع في التحضيرات، وهنا بودّي أن أوضح شيئا في غاية الأهمية.
*ما هو؟
إضافة إلى نجاح الفريق في تأدية أفضل مقابلة، فإننا خرجنا من هذا المنعرج بمكاسب عديدة، من أبرزها فك المهاجمين للعقدة، والجميع كان مسرورا لهدفي غضبان وقريوة، دون التقليل من قيمة باقي العناصر، لكننا في حاجة ماسة إلى اللاعبين الذين ضبطنا عليهم حساباتنا في عملية الاستقدامات، كما أن الأنصار اطمأنوا للمستوى الذي ظهر به الفريق، وحضورهم بقوة في المدرجات جسد مدى تجاوبهم مع مساعي الإدارة لتخطي الأزمة، لأن الحقيقة أن اتحاد عنابة كان مستهدفا من لدن بعض الأطراف، وذلك بمجرد شروعنا في العمل، والحديث عن استقدامنا لاعبين برواتب عالية كان الخطوة الأولى من المخطط الرامي إلى ضرب الاستقرار، لذا فإننا أصبحنا مجبرين على أخذ احتياطاتنا من كل المناورات.
*وماذا عن مستقبل الطاقم الفني، سيما بعد تداول بعض الأسماء؟
كل ما أثير حول قضية العارضة الفنية يبقى عبارة عن زوبعة في فنجان، عملت أطراف مجهولة على إثارتها، باستغلال الهزيمة التي تلقيناها في بني والبان لزعزعة اتحاد عنابة، لأن الحقيقة أن اللجنة المسيرة لم تفكر إطلاقا في تنحية ترعي وطاقمه، وبصفتي المسؤول الأول في النادي فقد تحدثت مع أعضاء الطاقم بشأن هذه القضية مباشرة بعد لقاء بني والبان، سيما وأن الكثير من الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي روجت لقرار الإقالة، مع تداول أسماء بعض المدربين لتولي قيادة الفريق، وهو أمر استغربت له كثيرا، سيما وأن هناك من خولت له نفسه ليتحدث عن تفاوضي مع مدرب وطاقمه، لكن الثقة بيني وبين الطاقم الفني أبطلت مفعول تلك الإشاعات، ومكنت من المحافظة على استقرار الفريق في مرحلة جد حساسة، خاصة وأن الرزنامة لم ترحمنا، لأن التنقل إلى أم البواقي كان مواليا للهزيمة في بني والبان، والتخوف مع تسجيل نتيجة سلبية أخرى رفع درجة الضغط، وعليه فإنني تمسكت بخدمات ترعي، بمراعاة العمل المنجز منذ بداية التحضيرات، وكذا النتائج المسجلة، ومن غير المعقول إقالة مدرب عند تلقي أول هزيمة.
في ظل هذه الظروف، كيف تنظرون إلى باقي المشوار، ومدى القدرة على تحقيق الصعود؟
حديثنا عن الصعود كان عند الترشح لرئاسة النادي، لأن اتحاد عنابة له من المقومات ما يسمح له بانتزاع مكانة في الرابطة المحترفة، في وجود قاعدة جماهيرية كبيرة، تصنع الحدث في وطني الهواة، إضافة إلى المرافق التي تتوفر عليها الولاية، لذا فإننا سندافع عن حظوظنا في الصعود، والأجواء التي خلفتها مباراة أول أمس أمام مولودية باتنة جسدت رغبة كل الأطراف في تجسيد حلم العودة إلى قسم «الكبار»، والكل اقتنع بأن الانطلاقة الفعلية كانت بالسرعة الرابعة، ومنعرج التأكيد سيكون في الجولتين القادمتين.
حاوره: ص/ فرطاس