أوقعت قرعة النسخة 62 من دوري أبطال إفريقيا، و30 بصيغتها الحالية ممثلي الكرة الجزائرية في مجموعتين صعبتين، سواء بالنسبة لشبيبة القبائل أو مولودية الجزائر، بينما كانت القرعة «رحيمة» بالثنائي المعني بتمثيل الجزائر في كأس «الكاف»، حيث أن حظوظ شباب بلوزداد واتحاد العاصمة في تجاوز دور المجموعات، وبلوغ ربع النهائي تبدو وفيرة.
عملية القرعة التي سحبت أمس بجوهناسبورغ في جنوب إفريقيا، كانت بمشاركة النجمين السابقين للكرة الإفريقية، الكاميروني ألكسندر سونغ، والزامبي كريستوفر كاتونغو، وقد أوقعت مولودية الجزائر في الفوج الثالث، إلى جانب ماميلودي صانداونز الجنوب إفريقي، الهلال السوداني وسانت لوبوبو الكونغولي، والمهمة تبدو في غاية التعقيد بالنسبة لبطل الجزائر، في عاشر ظهور له في هذه المنافسة القارية، لأن «ماميلودي» الجنوب إفريقي يعد من أقوى المرشحين للتنافس على التاج الإفريقي، وستكون مواجهته خاصة بالنسبة لمدرب المولودية موكوينا، الذي يعرف جيدا البيت، لأنه سبق له وأن مر عبر هذا النادي، في حين سيكون الهلال السوداني طرفا بارزا في المعادلة على مستوى هذا الفوج، بمراعاة العودة التدريجية لقطبي الكرة السودانية الهلال والمريخ إلى الواجهة الإفريقية بعد تراجع في السنوات الأخيرة، بينما تضع الحسابات الأولية نادي سانت لوبوبو الكونغولي في خانة الحلقة الأضعف في تركيبة المجموعة الثالثة، لأنه يعتبر الأقل خبرة على الصعيد القاري، بالمقارنة مع الثلاثي الذي سيواجهه.
إلى ذلك فإن تواجد شبيبة القبائل في المستوى الرابع عند إجراء عملية القرعة لم يخدم مصلحة الممثل الثاني للكرة الجزائرية في دوري الأبطال، حيث سيتنافس مع أندية لها باع طويل في هذه المنافسة، في صورة الأهلي المصري وكذا يانغ أفريكانز التانزاني، وعليه فإن «الكناري» مضطر لتدشين مشاركته رقم 14 في دوري الأبطال من الأراضي المصرية، بمواجهة الأهلي المصري، وختام دوري المجموعات سيكون من تانزانيا، عند النزول في ضيافة يانغ أفريكانز.
أما بخصوص التمثيل الجزائري في كأس الاتحاد الإفريقي فإن تواجد كل من شباب بلوزداد واتحاد العاصمة في المستوى الأول عند التصنيف مكنهما من تفادي بعض «الكبار»، خاصة بالنسبة لأبناء «العقيبة»، الذين تبدو مهمتهم أسهل، لأن عملية القرعة وضعتهم في طريق مفتوح نحو ربع النهائي، مادام أنهم سينشطون في الفوج الثالث، رفقة أندية «مغمورة» قاريا، على غرار ستيل نبوش الجنوب إفريقي، أوتوهو الكونغولي وسانجيدا بلاك ستارز التانزاني، الأمر الذي يمنح شباب بلوزداد أفضلية على الورق لتصدر المجموعة، بالنظر إلى الخبرة التي اكتسبها في أدغال القارة السمراء، بعد حضوره في 4 نسخ متتالية لدوري الأبطال.
وعلى نفس الموجة يتواجد اتحاد العاصمة، الذي يعتبر المرشح الأكبر لتصدر الفوج الأول، رغم أن مهمته أصعب نسبيا بالمقارنة مع شباب بلوزداد، في وجود نادي جوليبا باماكو المالي، الذي له مكانة في الخارطة الكروية الإفريقية، وكذلك الحال بالنسبة لسانت بيدرو الإيفواري، الذي أصبح معتادا على الحضور في أدوار متقدمة من كأس الكاف، لكن المغامرات الطويلة والناجحة لأبناء «سوسطارة» في إفريقيا، على مدار 12 مشاركة سابقة في المنافستين قد تكفي لكسب الرهان، وضمان المرور إلى ربع النهائي.
ص/ فرطــاس