lسأضخ دماء جديدة ولن أعتمد على عناصر تحضر للاعتزال !
أقرّ المدرب الجديد لاتحاد عنابة سمير زاوي، بأنه لم يتردد لحظة في قبول العرض التي تلقاه، وأكد بأن الفريق له من الإمكانيات ما يدفع أي مدرب لإعطاء موافقته، انطلاقا من القاعدة الجماهيرية الكبيرة، مرورا بالمرافق والإمكانيات المادية والبشرية، وصولا إلى الوضعية الحالية ورهان الصعود.
زاوي، وفي حوار خصنا به أمس، أوضح بأن مكانة الاتحاد العنابي تحتم تنصيب حلم العودة إلى الرابطة المحترفة في صدارة الأولويات، وأبدى تحمسه الكبير للمساهمة في تجسيد هذا الهدف، لكنه أكد على أن الانضباط يبقى المعيار الوحيد بالنسبة له، وأشار إلى أنه لا يملك العصا السحرية التي تسمح بتحقيق الصعود، موضحا بالمقابل أن لمسته يجب أن تتضح بسرعة، لأن إستراتيجيته في العمل "استثنائية"، ومبنية على منح الفرصة لعناصر متعطشة للمنافسة.
*نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن الكيفية التي جرت بها المفاوضات، ودوافع إعطائكم الموافقة النهائية؟
لا أخفي عليكم بأنني لم أتردد لحظة واحدة في إعطاء موافقتي المبدئية لتولي تدريب اتحاد عنابة، وهذا بمجرد أن اتصل بي الرئيس مصدق مطلع الأسبوع الجاري، لأن هذا الفريق لا يمكن رفضه، بالنظر لمكانته في الساحة الوطنية، وقد اعتدت على مواجهته كلاعب في الوطني الأول، وأنصاره علامة مميزة، مما زاد في تحفيزي على الموافقة، ولو أن المفاوضات كانت على مراحل، لوضع بعض الروتوشات، خاصة ما تعلق منها بتركيبة الطاقم، لكننا توصلنا إلى حل أقنع الطرفين، فكان الإعلان الرسمي بعد محادثات سهرة الثلاثاء، وقد التحقت بعنابة، على أن أكون حاضرا في لقاء السبت القادم رفقة اللاعبين، من أجل المعاينة فقط.
*وهل لديكم فكرة عن تعداد الفريق، ومدى قدرته على تحقيق الصعود؟
عندما تلقيت العرض من الرئيس مصدق، باشرت جمع معلومات حول الفريق، فاتصلت بالمدرب السابق، ثم بعض الأصدقاء من عنابة، فأصبحت لدي نظرة، ولو سطحية، عن التعداد ومحيط الفريق، لكن الحقيقة التي يجب أن يعلمها الأنصار أنني أفضل التمسك بإستراتيجيتي في العمل، والتي أفضل من خلالها منح الفرصة للاعبين متعطشين لكتابة أسمائهم في سجل النادي، والعمل على البروز أكثر في الساحة الوطنية، وليس الاعتماد على عناصر جاءت لتنهي مسيرتها الكروية في عنابة، لأن روح المجموعة تبقى بالنسبة لي أبرز سلاح في المنعرجات الحاسمة.
*نفهم من هذا الكلام أنكم تعتزمون القيام بثورة كبيرة على التشكيلة الأساسية؟
التشريح الأولي للوضعية الراهنة، يُظهر بأن الفريق بحاجة ماسة إلى لمسة من الناحية البسيكولوجية، بعد الأزمة التي طفت على السطح بعد التعادل الأخير، رغم أن الحصيلة المسجلة تبقى بالنسبة لي مقبولة إلى حد بعيد، لأن الاتحاد يتأخر ب 5 نقاط فقط عن الريادة، وهو فارق بالإمكان تداركه، لكن تقييمي للتعداد سيكون بعد أسبوع من العمل، وبصمة الطاقم الجديد لا بد أن تظهر جليا، وسياستنا في تسيير المجموعة مختلفة عن سابقتها، لأننا سنضخ دما جديدا في الفريق، بالاعتماد على عناصر كانت خارج الخدمة، مع استعادة المصابين، فضلا عن تحسين الآداء الجماعي، من خلال الرفع من ريتم اللعب، وذلك لن يكون بالصدفة.
*وكيف ترى حظوظ الفريق في القدرة على تجسيد حلم الصعود؟
كما سبق وأن قلت فإن فارق 5 نقاط عن الرائد لا يرهن حظوظ الصعود، فضلا عن أن رزنامة الجولات المتبقية من مرحلة الذهاب في غاية الأهمية، بمواجهات مباشرة مع فرق كوكبة الصدارة، وعليه فإننا سنعمل على تجسيد الخطوط العريضة لخارطة الطريق التي رسمناها على المدى القصير، ليكون بعدها الحديث عن الصعود، وهو أمر لا نقاش فيه، مادامت كل مقومات النجاح متوفرة، وتبقى لمسة المدرب ضرورية لتجاوز الإحباط النفسي، وهي خطوة في غاية الأهمية، لكن تجسيدها الميداني يتطلب تأدية الأنصار للدور المنوط بهم، لأن الوقوف إلى جانب اللاعبين يعد المخرج الوحيد من هذه الوضعية، وقد وعدت بتحسين آداء الفريق بشكل ملحوظ، لأنني على يقين بأن الإمكانيات المتوفرة، تسمح بتجسيد المشروع الرياضي الذي سطرناه، وعنابة مدينة رياضية، قاعدتها الجماهيرية تستحق فريقا في الرابطة المحترفة.
حاوره: ص / فرطاس