قالت خبيرة الطاقات المتجددة، وعضو المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الدكتورة كريمة قادة تواتي، إن الجزائر تخسر مبالغ مالية كبيرة جراء هدر الكهرباء خاصة خلال السنوات الأخيرة التي تشهد زيادة كبيرة في استهلاكه بفعل ارتفاع درجات الحرارة، ودعت للتعجيل في استبدال الكهرباء المنتجة من الغاز، والاستفادة منه في حالته الخام كمصدر هام للعملة الصعبة، والعمل على استعمال الطاقات المتجددة التي تدعم الاقتصاد والطبيعة معا.
حاورتها / إيمان زياري
كما تتطرق الخبيرة ورئيسة جمعية نساء في الاقتصاد الأخضر، في هذا الحوار إلى تاريخ الطاقات المتجددة في الجزائر والتوقعات بشأنها، دون أن تهمل نشاطها الداعم للبيئة والاقتصاد الأخضر والمشاريع الناشئة في هذا المجال.
ـ النصر: تتوفر الجزائر على أكبر حقل شمسي في العالم، وهناك حديث عن عدة مشاريع في الطاقات المتجددة، فما هو واقع التحول الطاقوي في الجزائر؟
قادة تواتي كريمة: تملك الجزائر مستقبلا كبيرا في مجال التحول الطاقوي، خاصة وأنها تتمتع بموقع إستراتيجي هام، وذلك بقربها من القارة الأوروبية وموقعها المهم في القارة السمراء، ما يمكن من تصدير الطاقة وبيع الكهرباء للدول الإفريقية، وهذا ما يجعلها من الدول الأكثر حظا والأوفر فيما يتعلق بتصدير الطاقة، أضف إلى ذلك الحقل الشمسي الكبير الذي تمتلكه الجزائر والذي يمكنها من إنتاج 300 واط في الساعة من الطاقة، لذلك علينا استغلال كل ذلك من أجل إنتاج طاقة كهربائية نظيفة من الشمس.
ـ عشنا صيفا حارا جدا صنف الأسخن في التاريخ، ما رفع من معدل استهلاك الكهرباء بحسب ما أكدته مؤسسة سونلغاز في بيانات متتالية، هل سيؤثر ذلك على إنتاج الكهرباء من الغاز وعلى المخزون؟
ـ في كل سنة نعيش فصل صيف أحر من الصيف الذي سبقه، وبالتالي استهلاكا أكبر للطاقة، خاصة وأن كل بيت يتوفر اليوم على مكيف أو أكثر، ما يعني استهلاكا أكبر للكهرباء المنتجة من الغاز، هذا الأخير الذي يفترض أن يتم بيعه كمادة خام دون تحويله، واستغلال المقومات التي تمتلكها بلادنا لإنتاج الطاقة الكهربائية من الشمس، فالجزائر لديها مستقبل كبير في هذا المجال، وبإمكاننا أن نصبح من الدول الرائدة فيه عالميا، خاصة مع وقف هدر الكهرباء التي يضيع نصفها هباء، في ظل غياب التحسيس بكيفية الاستهلاك العقلاني للطاقة، ما يعني أن نسبة كبيرة من الغاز الجزائري تضيع دون استغلاله فعلا، في حين يمكننا بيع الغاز الخام و توفير العملة الصعبة، وهو ما يوجب الإسراع في تطوير تكنولوجيا الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية، من أجل تقليص استغلال الكهرباء الآتية من الغاز.
ـ كانت الجزائر من الدول السباقة إلى التحول الطاقوي ، فما واقع الملف اليوم؟
ـ شخصيا كنت من الباحثين والخبراء الجزائريين الذين ساهموا في وضع البرنامج الأول للطاقات المتجددة سنة 2011، لكن تاريخ الطاقات المتجددة في الجزائر يمتد حقيقة لسنوات السبعينيات والثمانينيات، و قد عرف مركز تطوير الطاقات المتجددة إنجاز برامج إلا أنها كانت صغيرة و تتعلق في معظمها بربط المناطق المعزولة بالكهرباء عبر الطاقة الشمسية.
مقابل ذلك فإننا عندما نتحدث عن التطوير الإستراتيجي الذي يعني إنتاج كميات كبيرة من الطاقات المتجددة، نجد أن الجزائر وضعت برنامجها منذ 13 سنة، لكنه لم يتقدم قبل أن تتغير الاستراتيجية سنة 2015، إذ صدر بناء على تقييمات جديدة برنامج جديد في نفس السنة، لكنه لم يفعل حقا، ليتم توقيع الاتفاقيات الخاصة بالتمويل سنة 2023، ومع هذا فإن معظم المشاريع لم تكتمل ما عدا مشروع سوناطراك لـ 10 ميغاواط، الذي يعمل على تمويل محطاته الخاصة، ولذلك سنرى ما سينتج بعد التوقيع على الاتفاقيات خاصة وأن عديد الشركات باشرت عملها، وهذا ما ستظهر نتائجه خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
ـ هل نحن ملزمون بالتعجيل في التحول الطاقوي؟
ـ إنتاج الكهرباء من الشمس أقل تكلفة من إنتاجها من الغاز الذي هو عبارة عن مادة خام قابلة للنفاد مع الوقت، فكل 1 كيلو واط منتج من الغاز، يمكن ربحه في حال أنتج من الطاقات المتجددة، ما يعني أنه دخل إضافي بالعملة الصعبة للدولة، كما أن دخل اليوم يصبح بـ10 أضعافه غدا، ثم يتضاعف مجددا 100 مرة، ما يعني أننا نخسر هذا الدخل وهو ما يضعنا أمام حتمية تسريع برامج التحول الطاقوي، إتمام المشاريع في أقرب الآجال خاصة وأن الجزائر تخسر مبالغ مالية طائلة هباء.
ـ أين تتجه الأوضاع في ظل استمرار ارتفاع الحرارة، وزيادة الطلب على الكهرباء والاستهلاك غير العقلاني للطاقة ؟
ـ هناك نقطتان يجب العمل عليهما بداية بالتحسيس، وهنا يأتي دور الجمعيات بشكل خاص لتحسيس المواطن بأهمية الاستهلاك العقلاني للطاقة، فالكثير من المواطنين مثلا في العمل أو في البيت يغادرون أمكنتهم تاركين الأنوار مضاءة والمكيفات تعمل، وهذا ما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك، وهنا يجب أن تبرمج عمليات تحسيس ضخمة قبل فصل الصيف، كما أن هناك وكالات خاصة يجب أن تعمل على الأمر و تضمن المرافقة، وهو التزام غائب كليا خاصة في السنوات الأخيرة، علما أن القنوات التلفزيونية كانت تمرر ومضات إشهارية بين البرامج للتوعية بالاستهلاك العقلاني للكهرباء، إلا أنها لم تعد موجودة رغم كثرة القنوات وهذه عملية بسيطة تساهم وبشكل كبير في تقليص الاستهلاك.
يتعلق الجانب الثاني، بالتطوير الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتحسيس بأهمية اقتصاد الطاقة بداية من كل بيت، واستغلال ما تم اقتصاده في عملية تطوير البرامج.
قادرون على تغطية السوق الإفريقية والأوروبية
هل إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية يغطي الاستهلاك المحلي ويكفي للتصدير؟
ـ نحن قادرون على تحقيق الاكتفاء الذاتي وتغطية السوق الإفريقية والأوروبية أيضا، لكن علينا أن نبدأ محليا من خلال مشاريع كبيرة، لدينا من المقومات ما يؤكد نجاح العملية، حيث نملك مساحات شاسعة في الصحراء قادرة على استيعاب الألواح الشمسية، وهذا ما يعد مشكلة بالنسبة للكثير من البلدان التي قطعت شوطا في التحول في ظل افتقارها للمساحات التي توضع عليها الألواح، كما يمكننا أيضا النجاح وتوسيع الشبكة.
ـ ماذا عن التكلفة؟
ـ تكاليف إنتاج الطاقات المتجددة في تطور مستمر، كما تعرف انخفاضا في التكاليف كل سنة، وهذا ما يدعم العملية، خاصة في ظل التحول نحو الإنتاج المحلي للألواح الشمسية بالجزائر، ما ساهم في تراجع أسعارها مقارنة بالسنوات الماضية مع صغر حجمها وزيادة قدراتها، وهذا عامل إضافي يزيد من فرص نجاح التحول في الجزائر بنسب خيالية ويؤكده كذلك.
الاقتصاد الأخضر.. مستقبل واعد
ـ بحكم عضويتك في المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي والبيئي، ما الذي تقدمونه كخبراء في مجال الطاقات المتجددة؟
ـ نحن أعضاء نقدم اقتراحات عبر دراسات خاصة وتقارير حول الطاقات المتجددة، كالطاقة الشمسية وغيرها، وهي تصورات مهمة للواقع الحالي، وتقدم حلولا لمختلف الملفات المتعلقة بالتحول الطاقوي، وكان آخرها تقرير حول الطاقة الشمسية قدم في 2023، وبدأ العمل به من خلال جملة الإجراءات التي تم اتخاذها خاصة فيما يتعلق بدفاتر الشروط واختيار شركات المقاولة، وهذا ما يبعث الأمل.
ـ تترأسين أيضا جمعية نساء في الاقتصاد الأخضر، حدثينا قليلا عنها وعن أهدافها ونشاطاتها؟
ـ جمعيتنا محلية تنشط في الجزائر العاصمة، تأسست سنة 2013، وتعمل على التحسيس بأهمية تأسيس مؤسسات مصغرة في هذا الميدان، الذي تدخل ضمنه كل المشاريع التي تحمي البيئة وتقلص من استهلاك المواد الطبيعية، قمنا بالكثير من الأعمال فيما يتعلق بالتحسيس ومرافقة حاملي المشاريع الجديدة وكذا النساء والشباب من خريجي الجامعات والمعاهد في مجال الاقتصاد الأخضر وكل المشاريع التي تساهم في حماية البيئة.
ـ ما هي أهم المجالات التي تركزون عليها من خلال مؤسستكم؟
ـ نركز على 3 مجالات مهمة في الاقتصاد الأخضر، هي رسكلة النفايات و الطاقات المتجددة والزراعة البيولوجية، خاصة وأن الجزائر تتميز بإمكانيات كبيرة لتطوير زراعتها والتحول للزراعة البيولوجية البعيدة عن استعمال المواد الكيميائية، التي ترفع معدل الأمراض الخطيرة في الجزائر، ولذلك علينا دعم هذه النقطة بشكل خاص.
أشير أيضا، إلى أن الفريق الأول الذي ساهم في إنشاء الجمعية كان مكونا من النساء، وهن صاحبات الفكرة في الأصل، لكن خدماتنا موجهة للجميع خصوصا وأن مجال نشاطنا جديد نسبيا في الجزائر، مع ذلك فنحن ندعم المرأة بشكل خاص.
كيف ترين مستقبل المؤسسات الناشئة في مجال الاقتصاد الأخضر في الجزائر؟
ـ سيكون كبيرا كما أتوقع بناء على المعطيات الميدانية الحالية، وذلك راجع بالدرجة الأولى لتوفر المادة الأولية محليا، مع ذلك فنحن بحاجة إلى استراتيجية واضحة لخلق بيئة أعمال مناسبة.
ـ لديكم عديد المبادرات مع هيئات دولية كالإتحاد من أجل المتوسط، حدثينا قليلا عن هذا التعاون؟
ـ هي جمعية أورو متوسطية انضممنا إليها لإبراز ما تقوم به الجمعيات في الجزائر، و للاستفادة من الخبرات والمشاركة في مختلف المواضيع التي يتم التطرق إليها خاصة وأنها مواضيع تتعلق بالحدث، ما يساعد على تطوير مستوى الجمعية وهذا ما نعمل عليه حقا، سعيا للمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني عبر ضمان اقتصاد أخضر وحماية البيئة. إ ز
علماء يكشفون: صيف 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق
كان صيف عام 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق على كوكب الأرض، ما يزيد من احتمالية أن ينتهي هذا العام باعتباره الأكثر دفئا منذ بدء القياس، حسبما أوردت خدمة المناخ الأوروبية «كوبرنيكوس».
وبلغ متوسط درجات الحرارة في الشطر الشمالي من الأرض خلال الصيف أشهر جوان، جويلية وأوت، 16.8 درجة مئوية، وهذا أعلى بمقدار 0.03 درجة مئوية من الرقم القياسي المسجل عام 2023، وفقا لكوبرنيكوس.
وتعود سجلات كوبرنيكوس إلى عام 1940، لكن السجلات الأميركية والبريطانية واليابانية، التي بدأت في منتصف القرن التاسع عشر، تظهر أن العقد الماضي كان الأكثر حرارة منذ إجراء القياسات المنتظمة وربما منذ حوالي 120 ألف عام، وفقا لبعض العلماء. في جويلية 2024، وللمرة الأولى منذ أكثر من عام، لم يسجل العالم رقما قياسيا من حيث ارتفاع درجات الحرارة، إذ تراجعت حرارته قليلا عن نظيره في عام 2023، ولكن لأن جوان 2024 كان أكثر دفئا بكثير من نظيره في 2023، كان هذا الصيف ككل هو الأكثر حرارة، كما قال مدير كوبرنيكوس، كارلو بونتيمبو. وقال ستيفان رامستورف، عالم المناخ في معهد بوتسدام لأبحاث المناخ، «إن ما تشير إليه هذه الإحصاءات الرصينة هو كيف تحكم أزمة المناخ قبضتها علينا»، وفقا للأسوشيتد برس.
تنتشر بكثـرة في المناطق الجنوبية: الأنشطة البشرية والتغير المناخي يهددان موائل العقارب
تلدغ و تقتل العقارب في صحراء الجزائر سنوياً، عشرات الأشخاص وبحسب المختص في البيئة وحفظ الصحة نجيب بلباسي، فإن الخطر الذي تشكله على الصحة يدفع الناس إلى قتلها ومحاولة القضاء على وجودها وهو ما يخل بالتوازن الإيكولوجي في بعض المناطق.
لينة دلول
أخطر الأنواع توجد في مدينة أدرار
تنتشر العقارب بالجزائر في 38 ولاية موزعة على ثلاث مناطق، المنطقة الأولى وتوصف بـ «الحمراء»›، وتشمل الولايات التالية» بسكرة، الجلفة، الوادي، المسيلة وأدرار»، أما المنطقة الثانية فتشمل» تمنراست، تيارت، المدية، البيض، النعامة وغرداية» في حين تشمل المنطقة الثالثة والتي تعتبر الأقل في نسبة تواجد تلك العقارب هي» بجاية، بشار، البويرة، تبسة، تلمسان، سطيف، معسكر، اليزي، برج بوعريريج، تسيمسيلت، خنشلة، تيبازة وعين الدفلى فضلا عن ولايات أخرى.
وتعتبر ولاية أدرار من أكثر المناطق التي تنتشر فيها العقارب نظرا لطبيعة المنطقة وتركيبتها الجيولوجية، بالإضافة إلى كون المساكن والبنايات تقع وسط بساتين النخيل، وهو وسط ملائم لتكاثر مثل هذه الحشرات، وهذه الظروف المناسبة والجو الأنسب تجعل العقارب تخرج في أسراب لتتجول عبر الشوارع وتلدغ عددا لا بأس به من المارة الأبرياء، بحيث يتم إحصاء عشرات الحالات على مستوى مصالح الاستعجالات بالمراكز الصحية والتي يتم إسعافها أوليا، ناهيك عن الحالات الأخرى التي لم يلتحق أصحابها بالمصالح المعنية، خصوصا البدو الرحل الذين يقطنون بقرى بعيدة عن المستشفيات المحلية، وهو الأمر الذي حرك الجهات المختصة لإطلاق حملات لجمع تلك العقارب بهدف التقليل منها، ولاستغلال السم في إنتاج المصل المضاد.وبحسب بلباسي نجيب المختص في البيئة وحفظ الصحة، فإن أخطر أصناف العقارب بولاية الوادي هي»بيتيس أوكيتانيس» متوسط حجم ، حيث يبلغ طوله 4.5 سم، له بطن داكن وشرائط ملونة ذيلها رفيع، أما النوع الثاني والأكثر خطورة فهو، «androtonus australus» ، يمتاز بحجمه الكبير الذي يصل إلى 10 سم، وهو أكثر خطورة لونه بني وأصفر فاقع مع الملاقط والحلقات الأخيرة من جسمه بلون داكن كما له ذيل سميك.وأضاف المتحدث، أن الأنشطة البشرية لها تأثير كبير على حياة العقارب، كما أن التوسع العمراني والزراعي وخصوصا الصناعي له تأثير مباشر وغير مباشر على سلامة موائل العقرب، مشيرا إلى أنها حيوانات حساسة جدا ولها استشعار رباني قوي.
وأكد الخبير، بأن موائلها تتعرض للتخريب والدمار بواسطة الآلات الصناعية والزراعية والإسمنت المسلح مما يؤثر على تكاثرها، متابعا بالقول، بأن هناك عاملا أخر يؤثر على حياة العقارب، يتمثل في الإضاءة والإنارة ليلا للمصانع والبناءات مما يحد من نشاطها وبحثها عن الغذاء وبذلك يهدد سلامتها.
وأوضح المختص، بأن التغيرات المناخية تؤثر على توزيع العقارب في الصحراء الجزائرية وذلك لأن المناخ الصحراوي يختلف من منطقة إلى أخرى، وهذا راجع بحسبه إلى خصوصية كل منطقة واختلاف نوعية التربة الصحراوية الرملية، الطينية، الكلسية والملحية الخ.
كما يؤثر على أنواع معينة من العقارب زيادة على عامل الرطوبة والجفاف الذي له دور فعال في تكاثر العقارب على حسب المنطقة، كما يؤثر اختلاف نسبة درجة الحرارة من منطقة الى أخرى.
وأكد بلباسي، بأن التلوث البيئي بمختلف أشكاله وأنواعه، له تأثير مباشر وغير مباشر على التوازن الايكولوجي والطبيعي لكل الكائنات الحية كالحشرات والطيور والحيوانات، لأنه بحسبه إذا اختلت حلقة من سلسلة الحياة الطبيعية لأي كائن فإنها تعرض كل الكائنات للفناء والانقراض. وأضاف بلباسي، بأن الخصائص البيئية التي تلاءم انتشار وتكاثر العقارب هي المناخ الصحراوي الحار والجاف، وكذا المناطق الزراعية والفلاحية من غابات النخيل ومشتقاته التي تكون مخبأ لها، ناهيك عن مزارع وإسطبلات تربية الحيوانات. زيادة على نوعية التربة الصحراوية الرملية والكلسية والطينية، مؤكدا بأن العقارب تفضل المناطق الحارة ولا تنشط في فصل البرد والشتاء.
هكذا نحمي أنفسنا من لسعات العقارب
وقال، بأن الإجراءات الوقائية اللازم إتباعها من أجل تفادي، اللسع العقربي، تنظيف المحيط والقضاء على المزابل الفوضوية والنقاط السوداء، القضاء على الإسطبلات والابتعاد عن تربية الحيوانات في النسيج العمراني، عدم المشي حافيا خاصة في الليل، وأضاف بأنه يجب عدم ترك الأطفال ينامون على الأرض مباشرة.
وطالب المتحدث، بأنه على أصحاب المزارع استعمال الأحذية الواقية والقفازات، تفقد الأحذية والفراش قبل النوم، غلق الشقوق في الجدران، إحاطة الجدران الخارجية للمنزل بمادة ملساء تحول دون تسلق العقرب ودخولها إلى البيوت، استعمال الإنارة العمومية داخل وخارج المنزل، عدم الإفراط في بخ التربة لأن الرطوبة تجلب العقرب، وكذا استعمال ملتهمات العقارب مثل القطط والدجاج والقنفذ.
وأضاف المختص، بأن للعقرب قدرة عالية على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة لأنها تتحمل العطش والجفاف بشكل عادي جدا نظرا لتركيبتها الخلقية، مضيفا بأن العقرب ذو نشاط ليلي يتغذى على الحشرات كالنمل والصراصير والعناكب.
وأكد الخبير، بأن الدور البيئي للعقارب هو المحافظة على التوازن الايكولوجي، حيث تحد من التكاثر المفرط للحشرات الذي ينذر باختلال التوازن البيئي، وبالمقابل توجد ملتهمات العقارب مثل القطط والدجاج والقنفذ للحد أيضا من التكاثر المفرط.
وقال، بأن ما يجب فعله في حالة تسمم الشخص بلدغة العقرب، الاتصال بمصالح الحالة المدنية رقم 14، طمأنة المريض والتوجه إلى أقرب مركز صحي، الحرص على اخذ العقرب حية لصنع المصل، عدم الجري، عدم استعمال الحزام الضاغط والغاز والحجرة السوداء والجافيل.
ويجب بحسب الخبير، استعمال المبيد الحشري بحذر وفي أماكن مغلقة محددة وليست أماكن مفتوحة مما يؤدي إلى هروب العقارب إلى السكان مع التزام أعوان فرق الرش بالتجهيزات الوقائية من نظارات وأحذية واقية وقفازات وعدم الأكل والشرب أثناء عملية رش المبيد، ونصح المتحدث، بتجنب استعمال المبيد في أوقات الريح كما يجب إبعاده عن متناول الأطفال.. الخ...
وشدد على أهمية حملات التوعية والتحسيس ودور وسائل الإعلام والسلطات المحلية والمجتمع المدني والهيئات الحكومية والمدنية والمؤسسات التربوية والجامعية وأئمة المساجد والجمعيات الفاعلة، في ترسيخ الثقافة البيئية لدى الأجيال وعلى أهمية الوقاية من التسمم العقربي الذي يكلف الدولة والمواطن أثمانا باهظة ماديا ومعنويا وخاصة عند تسجيل وفيات.
بلدية الركنية بقالمة : نحو إنجاز موقع للترفيه بالوسط الغابي
قال فرع وكالة التنمية الاجتماعية «أ.دي.أس» بعنابة، بأنه يعتزم إنجاز فضاء للترفيه و اللعب بالوسط الغابي ببلدية الركنية الواقعة شمالي قالمة، في إطار البرنامج الوطني للتنمية و تحسين إطار الحياة العامة لسكان المناطق المحرومة.
و قد تم اختيار منطقة وادي موجار، على الطريق الولائي 122 لإقامة هذا الفضاء بوسط غابي واسع يتوفر على كل مقومات التسلية و الراحة و الاستجمام.
و قد دعت الوكالة الشركات المهتمة بالأشغال العمومية، للمشاركة و تقديم عروضها لإنجاز هذا الفضاء، الذي يعول عليه كثيرا لتشجيع السياحة الجبلية و الرياضة بالوسط المفتوح، ببلدية الركنية التي تفتقر إلى مرافق الخدمات السياحية، رغم توفرها على إمكانات هائلة من غابات و معالم تاريخية و أثرية، بينها المقبرة الميغاليتية بمنطقة السطحة، قبلة الباحثين و السياح الأجانب منذ سنوات طويلة.
و توجد ببلدية الركنية العديد من الفرق النشطة في مجال السياحة و الرياضة الجبلية، و الاستكشاف بينها جمعية للطيران الشراعي، و فريق للفروسية، و مرشدون سياحيون مصورون مهتمون بجغرافيا المنطقة المتميزة بغابات و مناظر طبيعية جديرة بالاهتمام و الاستكشاف.
و تعرف مشاريع المنتجعات الغابية تطورا كبيرا بولاية قالمة في السنوات الأخيرة، بدعم من عدة قطاعات بينها البلديات و محافظة الغابات التي أنجزت عدة فضاءات للتخييم و الترفيه و ممارسة الرياضة بغابات وادي الزناتي، ماونة و بني صالح و بلخير، و مع مرور الزمن تحولت هذه الفضاءات إلى منطقة جذب للسكان الباحثين عن الراحة و الهدوء بعيدا عن متاعب الحياة بالمدن القرى المزدحمة. و مازال سكان بلدية الركنية، ينتظرون المزيد من المشاريع التنموية لتحسين الحياة الاجتماعية و الاقتصادية، و يعد مشروع تطوير الطريق الولائي 122، و تهيئة الموقع الأثري حيث المقبرة الميغاليتية، و جلب مياه السقي من سد زيت العنبة، و بناء المزيد من الفضاءات الرياضية و المنتجعات الغابية، من أبرز الانشغالات المطروحة بهذه البلدية المعروفة بإنتاج أجود انواع القمح، و الزيتون و الخضر و الفواكه بولاية قالمة، التي تنام على كنوز طبيعية جديرة باستقطاب المزيد من مشاريع الترفيه و السياحة و الرياضة الجبلية.
فريد.غ