نجح الفلاح عبد المالك نايلي، من بلدية القنار نشفي بجيجل، في زراعة فاكهة التنين، والمرور إلى توسيع المساحة المزروعة في البيوت البلاستيكية لضمان منتوج أكبر، بعدما تمكن من جني أولى الثمار خلال أقل من سنة واستطاع إنتاج شتلات محلية في مستثمرته الخاصة. واعتبر المزارع، التجربة مشجعة جدا، وقال للنصر التي زارته مؤخرا، بأنها ستحدث قفزة و تسمح باقتحام فلاحين آخرين لهذه الشعبة و في ظرف وجيز.
كـ. طويل
و تعتبر زراعة فاكهة التنين في الجزائر، من بين الشعب الجديدة التي يقود فلاحون تجارب جادة لإنجاحها، على غرار بعض التجارب التي تعرفها ولاية سكيكدة في إطار شراكة جزائرية صينية، فضلا عن تجربة الفلاح عبد المالك نايلي ابن مدينة جيجل، الذي يحاول أن يوفر منتجا جديدا في السوق رغم أن الفاكهة ليست معروفة لدى المستهلكين، إذ رفع التحدي وغامر بالاستثمار في زراعتها مبكرا كما يعد بالمساهمة في تعميم التجربة، خصوصا بعد نجاحها في مزرعته و التقدم الذي حققه المنتجون في ولاية سكيكدة، فضلا عن وجود تجارب متفرقة لفلاحين بولايته الأم، عملوا حسبه على غرس هذه الفاكهة منذ فترة و استطاعوا حصد الثمار.
علاقة طويلة مع الأرض ومحاصيلها
قررنا زيارة الفلاح عبد المالك بمزرعته بالقنار نشفي، لنقف على النجاح الذي حققه في زراعة فاكهة التنين، خصوصا وأنه يعتزم توسيع نشاطه كما علما من مرافقنا في الجولة توفيق باقة، رئيس الغرفة الفلاحية بالولاية، الذي أخبرنا بأن لزراعة فاكهة التنين مستقبل كبير في ولاية جيجل، في حالة نجاح التجارب ووجود مساع لإنشاء الشعبة من قبل الفلاحين، و لما لا توحيد المجهودات لتوفير الثمار في السوق كونها ذات مردودية عالية وتكاليف ثابتة.
وأشار كذلك إلى التحدي و الإصرار اللذين تحلى بهما عمي عبد العالي كما يلقب، لإنجاح هذه التجربة عبر الاعتماد على تقنية البيوت البلاستيكية لمضاعفة المحصول، وذلك عقب تأكده من قدرته على إنتاج فاكهة بمواصفات جديدة، موضحا بأنه بحث كثيرا و درس طريقة زراعتها والشروط الواجب توفرها للحصول على نتائج مقبولة، قبل أن يخوض التجربة ويقرر تخصيص ثلاثة بيوت بلاستيكية لزراعة هذه الفاكهة.
استنساخ للتجربة الجزائرية الصينية
استقبلنا عبد المالك بحفاوة عند وصولنا إلى مزرعته، وحدثنا قليلا عن التحديات التي تواجه الفلاحين في مختلف الشعب، كونه واحد ممن اشتغلوا لسنوات عديدة في زراعة مختلف الخضر و الفواكه، وقد كانت تواجهه في كل مرة، مشاكل تتعلق بغلاء المداخلات الفلاحية، و صعوبة تصريف المنتوج الفلاحي إلى جانب المشاكل الروتينية المتعلقة بالأرض و الري والمحصول وغير ذلك.
توجهنا بعد ذلك، نحو أحد البيوت البلاستيكية الحاضنة لفاكهة التنين، وهو فضاء زراعي حقق مردودية خلال السنة الجارية، وقد وجدنا فعليا بعض ثمار الفاكهة بارزة في عدد من الشجيرات الصغيرة التي تشبه إلى حد كبير نبات الصبار، وعلمنا من الفلاح، أنه قام بقطف المنتوج على مراحل منذ أيام، وذلك بالتزامن مع غرس الشتلات في بيوت أخرى مجاورة.
وأوضح محدثنا تفاصيل العملية قائلا:» اقتحمت مجال الفلاحة في الخضر منذ سنة 1987، ثم نشطت بعدها في مجال زراعة الفراولة، و خلال نهاية السنة الماضية قررت اقتحام مجال زراعة فاكهة التنين في بيت بلاستيكي، وقد جاءتني الفكرة بعدما شاهدت فيديو حول نجاح زراعة الفاكهة بولاية سكيكدة بدأ هو أيضا التجربة داخل ببيت بلاستيكي صغير، وتمكن بعد ذلك من تعميمها على أكثر من 35 بيتا».
يواصل مسترسلا:» الحقيقة أن الفيديو والتجربة غمراني بالحماس، خصوصا وأني كنت أرغب في تقديم الجديد فلاحيا، وهكذا قمت باستنساخ تجربة البيت البلاستيكي، وقد سعدت كثيرا لأن النتائج الأولية جاءت إيجابية».
وأشار الفلاح في مجمل حديثه، إلى أنه لا توجد صعوبات كبيرة تعيق التجربة، سوى الحاجة لبعض الإمكانيات المادية التي تستوجبها البدايات عادة، لأن سعر الشتلة (العقلة) يقدر بـ 1000دج، أما خلاف ذلك فقد اعتمد على الإنترنت للبحث حول الفاكهة وكل ما يتعلق بها وبزراعتها، حيث شاهد عددا من الفيديوهات التوضيحية التي تفصل في كل مراحل الزراعة وكيفية ضمان نجاح التجربة في دول مختلفة. كما سأل و استعان ببعض الهواة في زراعة فاكهة التنين بالولاية، و بعد الإطلاع على مختلف المعلومات المتاحة والضرورية تيقن أنه يمكنه تحقيق النجاح باتباع طريقة البيت البلاستيكي.
قال لنا، إنه تحصل على الشتلات من عند فلاحين هواة معلقا:» زراعة فاكهة التنين تتطلب وجود بيت بلاستيكي، وتعلم بعض تقنيات التعامل مع الشتلات، وكيفية تحضير البيت البلاستيكي، أما زراعة الشتلات فتتم مرة واحدة على عكس بعض المزروعات الأخرى، بمعنى أن الفلاح يتعب لمرة واحدة ثم يرتاح بعدما يمتد إنتاج البيت الأول لسنوات ويشمل بيوتا أخرى من دون الحاجة إلى أي إضافة جديدة على عكس الفراولة مثلا.
وأضاف بأنه بتتبع الزراعة المكثفة في البيت البلاستكي يمكن الحصول على ما يقارب 500 شتلة أو عقلة، وذكر بأن الشجيرات أثمرت منذ أيام على مراحل قائلا: « قمت بزراعتها شهر سبتمبر الفارط، وأتابعها بشكل يومي مع الحرص على تنقيتها كي لا أستعمل الأدوية، ففاكهة التنين لا تتطلب معالجة بالسماد، و قد ظهرت الثمار بعد ما يقارب 10 أشهر فقط، وبدأت في قطفها مباشرة، علما أن الغرس يمكن أن يتم في أي وقت، و بمردودية تقدر بأربع مرات في السنة، بداية من شهر جوان وصولا إلى ديسمبر».
محصول بتكاليف مستقرة و مردودية عالية
وقال عبد المالك، بأنه لم يقم بتسويق الكمية الأولى التي أنتجها في حقله، بل خصصها للاستهلاك الشخصي وللتأكد من الجودة استعدادا لدخول السوق، خصوصا وأن الطلب موجود حسبه، ووصل إلى حدود 2000 دج للكلغ.
معقبا: « أطمح إلى زراعة الهكتارات لأن فاكهة التنين تعتبر من الفواكه الناجحة «، كما يأمل في توسيع النشاط ليشمل غيره من الفلاحين، لأن لهذه الزراعة فوائد عديدة بداية ببساطة واستقرار تكاليف إنتاجها ومرورا بالمردودية العالية التي تحققها على مدار السنة، مؤكدا أن هذه الشعبة سوف تحقق نقلة نوعية في غضون خمس سنوات قادمة.
كل المؤهلات و الظروف مهيأة لنجاح الشعبة في جيجل
وحسب توفيق باقة، رئيس الغرفة الفلاحية بجيجل، فإن العم عبد المالك، يعتبر صاحب أول تجربة رائدة ولائيا في زراعة هذا الصنف الجديد، حيث امتلك الشجاعة و الثقة لإنجاح المشروع الذي أثمر في أقل من سنة كما عمل على توسيع نشاطه عبر تخصيص ثلاثة بيوت بلاستيكية لهذه الزراعة و سعى كذلك إلى توفير شتلات محلية أنتجها في مستثمرته.
وعرج المتحدث، إلى أن تجربة زراعة فاكهة التنين، تعتبر من بين الشعب التي يمكن أن تحقق نجاحا، خصوصا بعد نجاح نموذج ولاية سكيكدة بالشراكة مع الصينيين، كما يوجد في جيجل فلاحون قرروا خوض التجربة نظرا لتوفر الظروف الملائمة من المناخ و الهياكل الفلاحية، و لذلك فإن لزراعة فاكهة التنين مستقبل زاهر في الولاية كما علق. يشار إلى أن فاكهة «التنين»، تنتمي إلى عائلة فواكه ونبتات الصبار موطنها الأصلي دول شرق آسيا، وأطلق عليها هذا الاسم نظرا لشكلها الذي يوحي إلى التنين، وهي ذات فوائد مذهلة وتعد من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة التي تقلل الالتهابات والأمراض، وتمنع تلف الخلايا وبالتالي تُبطئ الشيخوخة، وتحارب أمراض القلب والسرطان والسكري والتهاب المفاصل.
وتمتاز هذه الفاكهة بقشرة وردية و لب أحمر مليء بالحبيبات الصغيرة ومذاقها مزيج بين الكيوي و البطيخ، تعطي ثمارا على مدى 6 أشهر في السنة، حيث يبدأ الإنتاج في شهر جوان و يستمر إلى غاية شهر ديسمبر.
وتشهد طاولات بيع فاكهة «التنين» المستوردة من دولة الصين إقبالا من مواطنين يحبون تجربة كل جديد، باعتبارها فاكهة غير رائجة في السوق الجزائرية بسبب غلائها، إذ تباع بسعر يفوق 3000 دج للكلغ، مع ذلك فإن الاهتمام بها في تزايد ووفرتها ستسمح بضبط السعر
أكثر. كـ. ط
مختصة تدعو لعدم شرائها لردع الظاهرة
دعوة لحماية الأسماك التي تضع بيضها في الخريف
تتعرض الحياة البحرية في كثير من الأحيان، إلى اعتداءات على أيدي هواة وحتى محترفين في الصيد، لجهلهم بقوانين البحر وتكاثر والأسماك، وأحيانا لرغبتهم في بيع أنواع مختلفة من الأسماك منها القشريات لتحصيل عائدات مالية، متسببين في إجهاض فرص وضع الآلاف من البيوض، التي كانت ستساهم في مضاعفة الإنتاج بأرقام كبيرة، حيث يتسبب بعض الصيادين في إيقاف سلسلة التكاثر، نتيجة اصطياد أسماك في مرحلة وضع بيضها.
وفي هذا الشأن، أوضحت المختصة في الأسماك السيدة كريمة بلغيتي للنصر، بأن هذه الفترة من فصل الخريف، تعرف وضع عدد من الكائنات البحرية بيوضها، رغم انتهاء فترة الراحة البيولوجية الممتدة من شهر جوان إلى غاية أكتوبر، منها جراد البحر « لا لونغوست» تبرز البيوض في الأسفل بين أرجلها باللون البرتقالي، حيث ينتج الكائن الواحد آلاف البيضات، وتشير أنها في المسمكة لا تقوم بشراء هذا النوع الذي يحمل البيوض، كما يعرض البعض بيعها بالبيض، حتى وإن تحجج أصحابها بأنها ميتة و لا يمكن إرجاعها للبحر، وأنها علقت بالشباك صدفة، وتضيف المتحدثة بأن أنواعا أخرى تتكاثر في هذه الفترة أهمها سمك القاجوج و القاروص البريين والمعروفين بـ « الدوراد و اللو» وهما نوعان أكثر طلبا في السوق واستهلاكا لدى المواطنين، كونهما يدخلان في مشاريع تربية المائيات داخل أحواض البحر، ما سمح بتوفير كميات هامة منهما، غير أن النوع الموجود في البحر يبقى الأجود، ما يستدعي حماية الأسماك، وتحلي الصيادين بروح المسؤولية والمساهمة في منح الفرصة لتكاثر عديد الأنواع.
ومن بين القشريات التي تظهر بيوضها الجمبري الوردي « لاقوبست» تحمل بيضات باللون الأزرق الفاتح، تظهر أسفل بطنها بشكل بارز، تبدأ في التكاثر مع نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف.
وأشارت بلغيتي إلى أن الساحل الشرقي يحتوي على أنواع من الأسماك ذات الجودة العالية منها « الروجي ، المرلون» فهي تتكاثر في فترة الراحة البيولوجية ما يسمح بتكاثرها، وتحقيق مرود مقبول عند فتح عملية الصيد، غير أن أعدادها تراجعت بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، وأضافت بأن بعض الأنواع أيضا مهددة بالانقراض ككلب البحر وسمك أبو سيف اللذين تراجع حجم اصطيادهما، بسبب صيد هذا النوع وهو صغير الحجم، لافتة إلى أن قوانين البحر تحدد عملية الصيد بطول كل الأنواع بما فيها السردين، في حين يبدأ طول الأسماك الكبيرة المسموح بصيدها من 1.2 متر . وتعمل مصالح مديرية الصيد البحري وتربية المائيات بالتنسيق مع حرس السواحل ومختلف المصالح على ضبط نشاط الصيادين بالمياه الإقليمية، ومراقبة بواخر الصيد، وما تقوم باصطياده، حيث يتم حجز وإرجاع للبحر الأسماك التي تكون دون حجمها القانوني. ولحماية بعض الأنواع، قام مهنيو قطاع الصيد البحري بعنابة، خلال العام الجاري، باستزراع 200 ألف يرقة للجمبري الرمادي المعروفة محليا « بمتساقون» بعرض مياه شاطئ الجنوح سيبوس، حيث تعد هذه العملية الخامسة من نوعها منذ سنة 2012، والتي أعطت نتائج جيدة وتحسنا في المردود خاصة وأن الساحل العنابي يعد الموطن المفضل لتكاثر الجمبري.
وحسب مدير الصيد البحري وتربية المائية لولاية عنابة نورالدين رميتة، فإن عملية الاستزراع كانت بمبادرة من جمعية مجهزي و مهنيي الصيد البحري بعنابة، وكذا جمعية الوفاء للصيد الحرفي –سيبوس- بمتابعة المحطة التجريبية لتربية الجمبري بالمرسي في ولاية سكيكدة، وبالتنسيق مع مديرية الصيد البحري، و تهدف عملية زرع الجمبري، إلى تعزيز الطاقة الإنتاجية للمنطقة من الثروة السمكية والمنتجات البحرية، حيث أعطت عملية الاستزراع السابقة مردودا وفيرا، وتعمل المصالح المعنية على تطوير شعبة تربية المائيات من أجل رفع الإنتاج والنهوض بقطاع الصيد البحري. ويشير المتحدث إلى أن عمليات الاستزراع المختلفة سمحت بزيادة الإنتاج خلال سنة 2023، بنسبة 50 بالمائة.
واستنادا لصيادين وأصحاب بواخر مختصة في صيد الجمبري بعنابة، تحدثت إليهم النصر، يعد خليج عنابة و المياه الإقليمية، أحد المواطن المفضلة لتكاثر الجمبري، كان بحارة البحر الأبيض المتوسط على غرار اسبانيا وإيطاليا، يقصدون سواحل عنابة و يساهمون في صيد أطنان من الجمبري بأنواعه، و يتم تصديره لمختلف الدول الأوروبية، حيث يشتهر الساحل بتكاثر 3 أصناف من الجمبري (الأحمر الملكي، الرمادي، والأبيض بنوعين). ويضيف الصيادون، بأن الجمبري يفضل المياه معتدلة المُلوحة و يعيش بعيدا عن الضوء القوي، وبالقرب من القاع والمناطق الصخرية، ذات القاع الرملي، وهي المميزات المتوفرة بالساحل العنابي. و يؤكد الصيادون بأن تراجع إنتاج الجمبري في السنوات الأخيرة لعدة عوامل، أبرزها عدم احترام فترة الراحة البيولوجية وصيده بالبيوض، خاصة الجمبري الأبيض الذي يسوق في الربيع وبداخله بيوض زرقاء، أيضا الصيد عن طريق الجر وتخريب الشعاب البحرية، والأخطر من ذلك الصيد الجائر للمرجان. وبهدف الحفاظ على السلالات والأنواع المحلية، تم إطلاق برنامج وطني للاستزراع والتكثيف، وإطلاق كميات ضخمة بمختلف المناطق للرفع من الكميات المصطادة. حسين دريدح
ساهمت فيها مشاتل وقادها مواطنون
الوعي البيئي حسن عمليات التشجير في المسيلة
عرفت أحياء على مستوى ولاية المسيلة، توسعا في محيط المساحات الخضراء، وذلك بفضل الانخراط المتزايد لمواطنين في عمليات التشجير، وتزايد الوعي بأهمية النباتات في محيط الأحياء الأمر الذي ساعد على تحسين وجه المدينة وحقق استحسانا كبيرا. وقد لعبت المشاتل دورا مهما في العملية، من خلال توفير بعض الأصناف النباتية المناسبة، حيث يؤكد علي قاضي أحد المنخرطين في المسعى، أن هناك ثورة خضراء تنتشر بين عديد المواطنين، وأن الغالبية من أبناء المدينة باتت تدرك حتمية الأخذ بزمام الأمور لمواجهة التحديات البيئية التي تحتد بمرور السنوات وطالت تأثيراتها حياة الأفراد. وحسب صاحب مشتلة « قاضي»، فإن مستوى الوعي بين المواطنين أخد منحنى تصاعديا في الفترة الأخيرة، وبات الاهتمام بالبيئة ميزة مشتركة بين العديد من الأشخاص، بدليل حملات وعمليات التشجير المتكررة التي يقوم بها هؤلاء بشكل متواصل سواء في إطار حملات جماعية، أو عبر التطوع، حيث يشمل النشاط مختلف الشوارع الرئيسية إلى جانب أحياء المدينة، أين يقوم المعنيون بشراء مختلف أصناف النباتات وغرسها، موضحا أنه رغم أهمية هذه المبادرات، إلا أنه من الضروري أن تتم وفق دراسة منظمة لتحديد نوعية الأشجار أو النباتات التي تتلاءم مع طبيعة مناخ المنطقة.
وقال محدثنا، إن المبادرات تتم بالتنسيق بين عديد المتدخلين بما في ذلك السلطات المحلية وذلك بهدف تحقيق نتائج إيجابية و تحسن وجه مدينة المسيلة، لتصبح خضراء ونموذجية، وهي مهمة تستوجب كما أضاف، توحيد الرؤى والابتعاد عن الفوضى في غرس أشجار، حتى لا تضيع الجهود كما حدث في السابق حينما تم اقتلاع بعض الأشجار بسبب عدم ملاءمتها لطبيعة المنطقة، كون مناخ منطقة الحضنة يمتاز بارتفاع الحرارة صيفا ونسبة عالية من الجليد شتاء.
وأشار، إلى أن بعض عمليات التشجير لا تكون مناسبة لهذا السبب الراجع بالأساس لجهل مواطنين بتقنيات اختيار النباتات المناسبة لكل منطقة وكل نوع من أنواع المناخ، إذ يحدث أحيانا أن يتم غرس أشجار ونباتات غير صالحة في مدينة المسيلة بسبب العديد من العوامل الطبيعية، مؤكدا أن هناك حلولا علمية وعملية يمكن اتباعها في هذا الشق، و تقوم بالأساس على تنظيم عمليات الغرس بدءا من معرفة أهم أصناف الأشجار وأماكن وضعها، وهذا يشمل عمليات غرس الأشجار بمداخل المدينة الأربعة، وعبر الشوارع الرئيسية وداخل أحياء المدينة.
وقدم المتحدث بعض المقترحات كبرمجة عمليات التشجير ضمن دراسة موحدة يتم إنجازها مسبقا تحت إشراف هيئة عمومية، أو عن طريق مؤسسة خاصة، تلتزم بالجوانب التقنية المهمة لضمان نجاح العملية، بداية بوجوب معرفة صنف الأشجار التي تتلاءم مع مناخ وطبيعة منطقة المسيلة، فضلا عن التركيز على إحاطة المدينة عبر مداخلها الأربعة بأشجار الكاليتوس، لأن هذا النوع من الأشجار يوقف زحف الرمال ومقاوم للرياح، ويساهم كثيرا في تحسين المناخ.
كما يمكن في مرحلة ثانية حسبه، القيام بدراسة لمخطط غرس الأشجار في الشوارع الرئيسية الكبرى، بعد أخذ نظرة عن المواقع من ناحية اتساع المجالات والأرصفة أو ضيقها، وانطلاقا من هذه الظروف يتم الانتقال إلى مرحلة اختيار الأشجار، حسب لون أزهار الشجرة أو حسب ارتفاعها، علما أن هناك عددا من الأصناف التي تمتاز بديمومتها وتبلغ مستوى مقبولا من النجاح، على غرار شجرة «تيبوانا» وشجرة «جاكراندا» وأيضا «أستركونيا» وشجرتي «اليارابل والدردار»، لأن هذه الأنواع و أخرى تصلح لتعبئة الأماكن الشاسعة ومن شأنها توفير مناخ ملائم للمدينة، كما تساهم كثيرا في التغير المناخي.
وقال أيضا، إن هناك أنواعا أخرى ذات إضافة جمالية يمكن غرسها في الأماكن الضيقة، ويعتقد البعض أن هذه الأنواع غير صالحة لمنطقة الحضنة، وذلك بداعي الجفاف الذي يميزها وارتفاع درجات الحرارة صيفا والجليد شتاء، إلا أن نجاحها ممكن جدا ويتوقف ذلك على معرفة الطرق المناسبة لعمليات التشجير وكيفية متابعتها و العناية بهذه النباتات وهي الخطوة الأهم.
مضيفا، أن المعرفة بمراحل متابعة الغرس والسقي وتقليم الأشجار وتسميدها شتاء أمر مهم جدا، لأن ثقافة التسميد في هذا الفصل من فصول السنة منعدمة تماما. وتحدث كذلك، عن عدم وضع العشب الطبيعي في أماكن تواجد الأتربة، والاعتماد خلاف ذلك على طرق متطورة خاصة من ناحية السقي بالرش وبالتقطير، وهي تقنية تعتبر مناسبة جدا للأشجار، مؤكدا أن عدم متابعة التسميد شتاء يؤدي إلى اصفرار العشب الطبيعي.وعرج علي قاضي الناشط في المجال البيئي، على أمر أكثر أهمية وهو ضرورة الاعتماد على المخابر الخاصة بالكشف عن الأمراض البيولوجية قصد تفادي انتقال العدوى إلى باقي الأصناف الأخرى، وهذا بإخضاعها من حين لأخر إلى التحاليل للوقوف على صحة الأشجار من عدمها.
كما طالب محدثنا، بتدعيم أصحاب المشاتل النشطة بالولاية من أجل إنشاء مشاتل منتجة لكافة أنواع الأشجار، سواء تلك الخاصة بالزينة أو المثمرة، فضلا عن تنظيم كل مشتلة وجعلها تختص بنوع معين من الأشجار، وهذا بغية توفير احتياجات ولاية المسيلة من الأشجار ولما لا تلبية احتياجات الولايات المجاورة.
وتحدث أيضا، عن إنجاز آبار وأحواض لتجميع المياه الخاصة بسقي الأشجار، وتوفير شاحنات صهاريج بشكل كاف، مع وضع خزانات للسقي عن طريق التقطير على مستوى الطرق المنعزلة وتعبئتها من خلال الصهاريج المخصصة للعملية.
فارس قريشي