أثبت طلبة باحثون جزائريون قدرتهم على الإبداع والابتكار من خلال مشاريع تخرج مميزة تركز على الحلول البيئية والتوجه نحو التنمية المستدامة، شاركوا بها في الطبعة الرابعة عشرة للصالون الوطني للابتكار، المنظم تحت شعار "الابتكار من أجل ريادة الأعمال"، تزامنا مع اليوم الوطني للابتكار، وحسب ما أكده المشاركون لـ"النصر" فإنهم يحملون روح الريادة من خلال سعيهم لابتكار حلول حديثة تخدم المجتمع وتعزز الاقتصاد الوطني، بما يفتح آفاقا واسعة لتطوير القطاعات الحيوية، بالاعتماد على أفكار إبداعية ومستدامة تدعم التوجه نحو اقتصاد أخضر ومستقبل أفضل.
روبورتاج لينة دلول
تميز الصالون الذي احتضنته مؤخرا، كلية الفنون والثقافة بجامعة قسنطينة 3 "صالح بوبنيدر"، بتنظيم من المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية، بالتعاون مع المكتب الخارجي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وبتنسيق مع ولاية قسنطينة، بعرض مشاريع مبتكرة قدمها طلبة وباحثون من مختلف التخصصات، مع تركيز واضح على حلول صديقة للبيئة في مجالات الصحة، الزراعة، الصناعة، والبناء، ما يبرز اهتمامهم الكبير بتحقيق التنمية المستدامة ومعالجة التحديات البيئية.
مبتكرات لتطوير الزراعة ومساعدة الفلاحين
يُعتبر مشروع وسيلة عطار، الطالبة المتخصصة في الحقوق والمتخرجة من كلية البيولوجيا، نموذجا مبتكرا لدعم الزراعة في الجزائر، بما يتماشى مع تطلعات الدولة لتعزيز الإنتاج الزراعي حسبما عبرت، إذ يتمحور حول تقديم حلين عمليين لتسهيل نشاط الفلاح و تقليل التكاليف وتحقيق إنتاجية عالية باستخدام تقنيات اقتصادية ومستدامة.
وأكدت المتحدثة، أن الفكرة الأساسية للمشروع تتمثل في تصميم شريط ورقي مبتكر يُستخدم في زراعة البذور، بالإضافة إلى تطوير آلة صناعية لتطبيق هذه التقنية على نطاق واسع.
والهدف من هذا الشريط بحسبها، هو تسهيل عملية الزراعة التقليدية وحماية البذور، وضمان إنتاج وفير بجودة عالية، متابعة بالقول :"عند وضع الشريط في التربة، يتحلل بشكل طبيعي ويغذي النباتات، كما أنه يساعد على الاحتفاظ بالماء وتنظيم أوقات السقي، مما يزيد من إنتاجية المحصول ويحافظ على جودة التربة".
وقالت بأنها، لم تكتف بالشريط فقط، بل عملت أيضا على تصميم آلة تزرع هذا الشريط بشكل آلي أسمتها "آلة الزرع والتسميد"، تجمع بين الدقة والكفاءة، و تعمل مع الجرارات الزراعية، وتحدد عمق الغرس والمسافات بين الصفوف كما أنها تحتوي على نظام لتعقيم التربة قبل وبعد الغرس، ما يقضي على الآفات والجراثيم التي تضر بالمحاصيل. وذكرت المتحدثة، أن مشروعها قابل للتطبيق على نطاق واسع، كما يمكن استخدامه في زراعة مختلف المحاصيل، مثل الفاصولياء و العدس والحمص، الطماطم، القمح، الشعير، الذرة، ودوار الشمس.
مشروع " GreenAl" لتدوير النفايات البلاستيكية في الملاعب
وفي ظل التحديات البيئية التي تواجه العالم، يعمل الشابان عبد الرحمن بن يزار وسيف محمد أنيس، من جامعة قسنطينة 3، على رؤية مبتكرة لحل مشكلة النفايات البلاستيكية من خلال مشروعهما "GreenAl"، والذي يهدف إلى ضمان اقتصاد دائري يدمج الرياضة مع حماية البيئة.
وأوضح عبد الرحمن، أن المشروع جاء استجابة لمشكلة النفايات البلاستيكية المتفاقمة، خاصة في الجزائر حيث يتم تدوير أقل من 2 % من البلاستيك، لذلك وجدا في الرياضة وسيلة لنشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة إعادة التدوير. وأكد الشاب، أن الابتكار يكمن في تصميم جهاز لجمع زجاجات البلاستيكية في المنشآت والمجمعات الرياضية، مما يسهل لاحقا إعادة تدويرها واستخدامها في الصناعات المختلفة.
وأكد الطالب، بأن المشروع يركز على تعزيز التنمية المستدامة من خلال الاهتمام بالبعد البيئي، أي من خلال تقليل النفايات البلاستيكية وتحويلها إلى موارد قابلة لإعادة الاستخدام، وحماية البيئة من تأثيرات البلاستيك الضارة، مع تقليل تكاليف جمع النفايات ومعالجتها و توفير فرص عمل وتقليل معدلات البطالة، أما البعد الاجتماعي للمشروع فيتمثل في نشر الوعي البيئي وتعليم الأجيال الجديدة أهمية الحفاظ على البيئة. وأوضح المتحدث، أن مشروع "GreenAl" يتضمن تصميم نظام ذكي لجمع النفايات البلاستيكية، حيث يتم تثبيت جهاز مبتكر داخل المنشآت الرياضية لجمع الزجاجات البلاستيكية وفرزها، موضحا بأن الهدف منه تسهيل عملية الجمع والفرز باستخدام أجهزة ذكية متصلة بتطبيق يمكن التحكم فيه عن بعد، كما يتضمن تصميم تطبيق إلكتروني يسمح بمراقبة الجهاز وإدارته، مما يعزز الكفاءة ويقلل الهدر، علاوة على ذلك فإن الجهاز يقدم للشخص الذي يرمي مخلفاته البلاستيكية داخله، قسيمة تمكنه من اقتناء شيء ما من أحد الأكشاك.
وأشار عبد الرحمن، إلى أن المشروع يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل الإنتاج والاستهلاك المسؤول، فضلا عن مكافحة التغير المناخي و حماية النظم الإيكولوجية البرية.
موضحا، بأنه وزميله يتطلعان إلى توسيع نطاق المشروع ليشمل قطاعات أخرى خارج الرياضة، و يصبح الابتكار جزءا من الحياة اليومية في الجزائر، مما يساهم في تقليل الاعتماد على البلاستيك وتحقيق اقتصاد دائري شامل.
مشروع لصيانة السيارات وتقليل التلوث
أكد المخترع طارق بعوش من ولاية البويرة، والحاصل على براءة اختراع عن مشروعه "Diadem Cleaning Services " الذي يقدم حلولا مبتكرة ومتطورة لصيانة السيارات، بأنه تم تأسيس هذه الشركة التي تعتمد على أحدث التقنيات لتنظيف "المحولات الحفازة" "catalyseurs" بهدف تحسين أداء المركبات وتعزيز استدامتها البيئية. وأوضح المتحدث، بأن "المحول الحفاز" يعد جزءا أساسيا في نظام عادم السيارة، حيث يساهم في تقليل الانبعاثات الضارة عبر تحويل الغازات السامة إلى مكونات أقل خطرا، ومع مرور الوقت يتعرض المحول للتلف بسبب تراكم الكربون والرواسب، مما يؤدي إلى انخفاض في كفاءة المحرك، وزيادة استهلاك الوقود وارتفاع الانبعاثات الملوثة، لذلك فإن تنظيف المحول الحفاز بشكل منتظم يعد خطوة أساسية بحسبه، للحفاظ على أداء المحرك وتقليل التأثير البيئي.
وقال المتحدث، بأنه ابتكر كذلك جهاز تنظيف متطور يعتمد على تقنيات صديقة للبيئة، مما يضمن تنظيفا دقيقا وآمنا للمحولات الحفازة، وقد تم تصميم الآلة لتكون سهلة الاستخدام وآمنة على المكونات الميكانيكية، مع خصائص مميزة مثل تنظيف عالي الضغط لإزالة أصعب الرواسب، و مواد تنظيف غير سامة تحافظ على البيئة، مما يجعلها مناسبة لجميع تقنيي السيارات.
علاوة على ذلك، تقدم الشركة سائل تنظيف المحولات الحفازة، الذي يتميز بتركيبة مبتكرة قادرة على إزالة الكربون والرواسب، مما يساهم في تحسين أداء المحرك، وتقليل استهلاك الوقود، والحد من الانبعاثات الضارة.
وأوضح المتحدث، أن من فوائد التنظيف باستخدام المحلول، تحسين الأداء، استعادة كفاءة المحرك مما يعزز العزم ويقلل من استهلاك الوقود، تقليل الغازات الضارة الناتجة عن العادم، مما يسهم في الحفاظ على بيئة أنظف، و تقليل التآكل والتلف مما يقلل من الحاجة إلى عمليات استبدال مكلفة.
الري والتسميد الآلي لتحسين الإنتاج الزراعي
تُعد التكنولوجيا الحديثة ركيزة أساسية في تطوير الزراعة وتعزيز الإنتاجية، وهو ما يتجلى في مشروع "نظام الري والتسميد الآلي"، الذي ابتكرته الطالبتان ندى عمارنة، وإيناس منزوزا.
يهدف هذا النظام الذكي بحسبهما، إلى دعم الزراعة الدقيقة عبر قياس احتياجات النباتات من الرطوبة والمواد المغذية، ومن ثم ضبط كميات المياه والأسمدة تلقائيا لتلبية تلك الاحتياجات. وأوضحت عمارنة، أن النظام يساهم في ترشيد استهلاك المياه والأسمدة مما يقلل من الهدر ويخفض التكاليف، كما يمكن المزارعين من إدارة النظام ومراقبته عبر موقع إلكتروني يعرض بيانات مباشرة حول حالة النباتات، مما يسهل اتخاذ القرارات، وكذا إرسال رسائل تنبيهية إلى هاتف المزارع في حالة الطوارئ، مثل حدوث أعطال أو تغييرات مفاجئة لضمان التدخل السريع.
وأوضحت المتحدثة، أن هذا الابتكار يشكل خطوة كبيرة نحو تحسين جودة الزراعة في الجزائر، لأن القطاع يواجه تحديات مرتبطة بشح المياه وصعوبة مراقبة الحقول الزراعية الكبيرة، إذ باستخدامه يمكن تحسين الإنتاجية الزراعية وتقليل الأعباء على المزارعين، ما يدعم تطور الزراعة المستدامة.
دفيئة زراعية ذكية ومستقلة
ابتكر الطالب زروق عثمان، من جامعة قسنطينة 1، تخصص "إلكتروـ تقني"، مشروعا مميزا يتمثل في "دفيئة زراعية ذكية ومستقلة" كبديل مستدام وفعال عن البيوت البلاستيكية التقليدية، يستهدف هذا الابتكار المستثمرين الراغبين في دخول المجال الزراعي، خصوصا زراعة المنتجات الفلاحية مثل الطماطم، حتى لو كانوا يفتقرون للخبرة الزراعية. وقال الطالب، إن للمشروع أنظمة متكاملة للتحكم البيئي، حيث تعمل الدفيئة على توفير بيئة مثالية للنباتات اعتمادا على نوع المحصول المختار عبر تطبيق هاتفي متخصص، يتيح اختيار نوع الطماطم أو غيرها، لتقوم الدفيئة تلقائيا بضبط المناخ الداخلي من حيث درجة الحرارة، والرطوبة، والضوء، ودرجة حموضة الماء (ph)، وتركيز العناصر الغذائية في مياه الري.
وقال المتحدث، بأن الدفيئة تتميز باستقلاليتها الكاملة في العمل بفضل استخدام الطاقة الشمسية، مما يجعلها صديقة للبيئة وموفرة للطاقة، كما أكد بـأن المشروع يحتوي على نظام تشخيص يحدد الأعطال أو توقف الجهاز، مع إرسال إشعارات للمستخدم لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأضاف الطالب، أن فريق المشروع يعمل حاليا على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين الدفيئة من التعرف على أمراض النباتات واقتراح العلاجات المناسبة، مما يعزز من كفاءة الإنتاج ويقلل من الاعتماد على الخبرات الخارجية.
روبوت لكشف أمراض النباتات ومعالجتها
قدمت الطالبتان مارية أولاد الهدار وشرع الضاوية، من جامعة غرداية تخصص آلية وأنظمة، حلا مبتكرا يتمثل في مشروع "أغروبورت"، وهو روبوت ذكي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والرؤية الذكية. وبحسب الطالبة مارية، فإن الروبوت يعمل على مواجهة التحديات الزراعية الحديثة الكبيرة، خصوصا المتعلقة بأمراض النباتات والتي تؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة وتهدد الزراعة المستدامة.
أوضحت مارية أولاد الهدار، أن فكرة المشروع جاءت نتيجة الصعوبات التي يواجهها المزارعون في التعامل مع أمراض النباتات، بالإضافة إلى الإرهاق الناتج عن المتابعة اليدوية. "ومن هنا كان هدف المشروع هو إيجاد حل ذكي وفعال لتخفيف العبء عن المزارعين وتحقيق الزراعة المستدامة" كما عبرت. وأكدت، أن من خصائص المشروع، التشخيص المبكر والتدخل السريع حيث يعتمد الروبوت على كاميرات متطورة مثبتة أسفل الجهاز، تقوم بمسح كل نبتة بدقة والتقاط صور لها، بعد ذلك يتم تحليل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأمراض ونوعها، مع اقتراح العلاجات المناسبة. كما يوفر النظام منصة إلكترونية تعتمد على تحليل البيانات لتوقع الأمراض قبل ظهورها بناء على الظروف البيئية والمعطيات المجمعة. مضيفة، أن الروبوت يستطيع معالجة النباتات المصابة مباشرة في الميدان، ما يمنع انتشار المرض في باقي المحصول، كما يتم تحديد مكان الإصابة بدقة ويوفر للمزارع رؤية شاملة.
وأضافت المتحدثة، بأنه تم تطوير تطبيق يعمل مع الروبوت، يرسل إشعارات فورية للمزارع عند اكتشاف مشكلة أو مرض في المحصول، مع تحديد الموقع الدقيق للمنطقة المصابة، كما يتيح "غروبورت" بحسبها، أتمتة عمليات المراقبة والتشخيص والمعالجة، و يقلل من الجهد اليدوي ويوفر الوقت والتكاليف المرتبطة بمكافحة الأمراض التقليدية.
المزرعة الذكية المتنقلة
يأتي مشروع " المزرعة الذكية المتنقلة "في ظل التطور التكنولوجي المتسارع والرغبة في تحقيق الزراعة المستدامة، كما أوضحته مبتكرتاه الطالبتين شيماء بومهراس، وزميلتها فضيلة دهاس من جامعة غرداية وهدفه الجمع بين الابتكار والتكنولوجيا المتطورة.يمكن المبتكر بحسب بومهراس، من توفير حل زراعي ذكي ومريح للأفراد الذين يرغبون في زراعة المحاصيل الطازجة بسهولة، سواء داخل منازلهم أو في المساحات الخارجية.وقالت المتحدثة، إن من خصائص المشروع، أنه نظام يعتمد على تقنية الزراعة العمودية والهيدروبونيك، مما يتيح زراعة محاصيل متنوعة دون الحاجة للتربة، وكذا استخدام الإضاءة الاصطناعية لضمان نمو النباتات في أية بيئة، كما يحتوي على حساسات لقياس مستوى الماء، شدة التيار الكهربائي، وشدة الإضاءة لضمان بيئة مثالية للنباتات. ويتيح النظام تضيف المتحدثة، التحكم الذكي و ضبط الإضاءة و دورة المياه، فضلا عن تحديد درجة الحرارة حسب الحاجة، متابعة بالقول بأن التطبيق يوفر خيارين للاستخدام فالوضع الأوتوماتيكي يشغل النظام بشكل كامل دون تدخل المستخدم، أما الوضع اليدوي، فيتيح التحكم الكامل في النظام حسب رغبة المستخدم. وأضافت الطالبة، أن التطبيق يرسل إشعارات عند حدوث أي عطل، مما يسهل صيانة النظام، كما يتميز المشروع بتصميمه الأنيق الذي يتناسب مع مختلف الديكورات، مما يجعله مناسبا للاستخدام في المنازل، والشقق والمطاعم، والفنادق مع إمكانية التوسع بربط وحدات متعددة معا للحصول على إنتاج أكبر. وأوضحت، بأن النظام يساعد على ترشيد استهلاك الماء والطاقة، مما يجعله خيارا بيئيا مستداما، ويدعم زراعة الخضروات، الفواكه، والأعشاب، مع إمكانية الاستمتاع بالمحاصيل الطازجة على مدار العام.
ل- د
أحمد شرقي رئيس المجلس المهني للشعبة
النباتات العطرية و الأعشاب الطبية مصدر تنمية بتبسة
تعرف ولاية تبسة، وفرة في الأعشاب والنباتات العطرية ذات الاستخدامات المختلفة بما في ذلك الاستخدام العلاجي، مما شجع و حفز الكثيرين على ولوج مجال إنتاج المستخلصات والزيوت النباتية التي تستعمل في علاج بعض الحالات المرضية البسيطة أو ذات الاستعمالات التجميلية وشبه الصيدلانية، كونها صناعة هامة يمكنها أن تصنع الفارق في مجال الاستثمار محليا، سيما في ظل إقبال الشباب عليها.
نشاط يفتح شهية المستثمرين
التقت النصر، بالسيد أحمد شرقي، رئيس المجلس المهني لشعبة النباتات الطبية والعطرية، والمهتم بإنتاج الزيوت العلاجية، وقد حدثنا عما تزخر به الولاية من الأعشاب والنباتات المفيدة، الأمر الذي شجعه على الاهتمام بهذه الشعبة، نظرا للطلب المتزايد عليها محليا ووطنيا وحتى دوليا.
يجمع محدثنا، النباتات العطرية و الطبية التي يستعملها في نشاطه من غابات الولاية، و ذلك بناء على رخصة من محافظة الغابات، و يقوم كمرحلة أولى بتصنيف هذه النباتات، ثم تحضيرها للتقطير و هي مرحلة التثمين كما عبر، لأن العشبة الطبيعية تتحول إلى زيت أساسي ذي قيمة اقتصادية، مضيفا أن عدد المهتمين بإنتاج الزيوت الطبيعية في الولاية ارتفع من مؤسستين إلى 12 مؤسسة، تقوم جميعها بتصنيع مختلف الزيوت.
إقبال على تربصات مهنية في المجال
وأوضح، أنه بحكم ترأسه للمجلس المهني المشترك لهذه الشعبة، فهو يسعى جاهدا للتعريف بها أكثر وجذب الشباب لهذا المجال، من خلال برمجة دورات تكوينية، و إبرام اتفاقيات مع مراكز التكوين المهني والتمهين بالبلديات، بما في ذلك بلدية الحمامات لتكوين الراغبين في الالتحاق بهذه الشعبة، علما أن مدة التكوين تقدر بـ 3 أشهر.
وأوضح المتحدث، أن البدايات اتسمت ببعض التخوف من تسجيل عزوف محتمل، لكن الواقع جاء مغايرا حيث التحق بالمركز 60 متربصا في هذا الاختصاص، وأكد المتربصون أنهم دخلوا الميدان عن قناعة تامة وحب لممارسة النشاط و الاستفادة منه في حياتهم العملية، سيما في ظل الإقبال الكبير على استعمال الزيوت الطبية والعطرية في العلاجات والاستعمالات المنزلية، مما يجعل الاهتمام بمجال إنتاج الزيوت خطوة إيجابية، يمكنها المساهمة في إنعاش الاقتصاد الوطني، خاصة وأن الطلب تضاعف في السنوات الأخيرة.
نحو إنشاء مشاتل لتوطين النباتات الطبية والعطرية
وأضاف محدثنا، أنه تم تنظيم عدة لقاءات لتثمين النباتات الطبية والعطرية التي تتوفر عليها الولاية، من خلال وضع استراتيجية محلية واعتماد خارطة طريق تضمن استمرارية استغلال هذه النباتات، والعمل على تشجيع وتوجيه ممتهني شعبة النباتات الطبية والعطرية بالولاية نحو توطين هذا النوع من النباتات خاصة المحمية منها، فضلا عن التركيز على إنشاء مشاتل خاصة بها، خصوصا على مستوى المناطق المتدهورة جراء حرائق الغابات، مع توجيه ممتهني الشعبة للتنظيم في إطار تعاونيات غابية ومؤسسات صغيرة ومتوسطة منها ما تملكها نساء.
مثمنا جهود السلطات المحلية التي تشجع على إنشاء خلايا تقنية دائمة متخصصة، تضم جميع الشركاء للعمل باستمرار من أجل ضبط خارطة طريق، من شأنها تطوير نشاط استغلال النباتات الطبية و العطرية حتى تكون مصدر ثروة مضافة للولاية.
خزان محلي هام من الأصناف عالية القيمة
وأشار السيد شرقي في حديثه، إلى أن ولاية تبسة، تعتبر الأكبر وطنيا في توفر أعشاب ذات قيمة عالية مثل " إكليل الجبل، والشيح الأبيض وعشبة القزّيح"، كما توجد ببئر العاتر على سبيل المثال، ثروة كبيرة من النباتات الطبية والعطرية المطلوبة في البحث العلمي مثل "الشيح والقزّيح، والكبّار، والرمث، والبطّوم، والفيجل" الذي يعد من أهم المواد الأولية المطلوبة في المخابر الوطنية والدولية، مؤكدا أن نبتة إكليل الجبل تنبت في 11 دولة في العالم فقط، منها الجزائر، وهي متوفرة بكميات معتبرة في ولايات تبسة، خنشلة، باتنة، تسمسيلت، تيارت، وعين تموشنت.
كما أعطى مثالا بعشبة الرّمث، المتواجدة في منطقة عقلة الشحم، ببلدية بئر العاتر بكثرة، وبعض مناطق صحراء الجزائر، أين تستعمل كغذاء للإبل، رغم أنها تنتج أحد أغلى الزيوت في العالم، نظرا لاستخداماته الأساسية في صناعة أنواع من العطور الفاخرة.
من جهة ثانية، توضح مصالح مديرية الفلاحية بالولاية، أنه يتم استغلال كمية هامة من النباتات الطبية والعطرية في السنوات الأخيرة، لاستخراج الزيوت الطبيعية والمياه المقطرة، التي تستخدم في مختلف المجالات الطبية والتجميل و شبه الصيدلانية، و أن هذا الرافد الاستثماري التحويلي مفيد لتحقيق التنمية المحلية، وتوفير مجالات تشغيل أوسع لفائدة العمال الموسميين الذين يقومون بجمع هذه النباتات واستخلاص الزيوت الطبيعية الخالية من المواد الكيميائية أو إضافات أخرى، فضلا عن الحصول على المياه المقطرة والمستخدمة في مجال العلاج بالأعشاب الطبية.
مع الإشارة، إلى أن كل 4 قناطير من نباتات "الإكليل، والشيح، أو الورد" وغيرها، تمكن المستثمرين في هذا المجال من استخلاص حوالي 1 لتر من الزيت الخام، زيادة على ما يناهز 10 إلى 20 لترا من الماء المقطر.
وقد تعززت هذه الشعبة في الولاية، بإنشاء المكتب الولائي للمجلس المهني المشترك لفرع النباتات الطبية والعطرية، الذي يعمل على تنظيمها ومراقبة نشاطها، ناهيك عن مرافقة المستثمرين، وتقديم كل الدعم لهم، مبرزا ضرورة تشجيع المستثمرين على التوجه نحو قطاع الغابات والعمل على استقطابهم، من خلال تقديم الدعم والتحفيز الضروريين بغية تطوير هذه الشعبة، خاصة وأن ولاية تبسة تضم مساحات هامة للنباتات الطبية والعطرية.
كما تعرف المنطقة، اهتماما بتنظيم دورات تكوينية في مجال تقطير النباتات الطبية والعطرية، سيما لفائدة المرأة الريفية، وتسهيل إجراءات حصولها على قروض لتجسيد مشاريع مصغرة، بغية تحسين ظروف معيشة سكان الأرياف، والمساهمة في استحداث مناصب شغل جديدة.
وتجدر الإشارة أيضا، إلى أن علاقة سكان تبسة بعالم الأعشاب الطبية والعطرية قديمة، حيث اهتموا دائما باستخداماتها، بحسب ما أكده لنا ناشطون على مستوى واحد من بين أقدم المحلات المتخصصة في الولاية، والذي فتح أبوابه سنة 1892، ويعود لعائلة جلالي.
وحسب أصحاب المحل الواقع داخل السور البيزنطي بمدينة تبسة، بشارع فرانتز فانون، فإن المتجر مقصد للعديد من المواطنين من كل أرياف ومدن الولاية، الذين يستهلكون الأعشاب و مستخلصاتها بشكل مستمر، لأجل استخداماتها الطبية والعطرية التجميلية مثل "عطر الزاوي، المسك، الكحل، البخور"، كما يبيع المحل منتجات عطرية على غرار خلاصة النعناع، والفانيليا، والبرتقال.
عبد العزيز نصيب
أطلقتها مديرية البيئة لولاية الوادي
حملة لمراقبة وتشخيص وضعية المساحات الخضراء بمختلف البلديات
باشرت مطلع الأسبوع، مديرية البيئة في الوادي، حملة واسعة لمراقبة وتشخيص وضعية المساحات الخضراء المتواجدة بمختلف بلديات الولاية ومعاينتها ميدانيا لضبط تقييم شامل لحالة كل الموقع، بما يضمن المحافظة عليها والتدخل الميداني للتي بحاجة لتدخل.
وحسب مديرية البيئة، فإن مصالحها ممثلة في اللجنة الولائية لمراقبة المساحات الخضراء، شرعت خلال الأيام القليلة الماضية في حملة ميدانية لمراقبة كافة المساحات الخضراء المنجزة من على مستوى البلديات، حتى يتسنى لها تسجيل الوضعية الحالية لكل المساحات وتقييمها ومراقبة شبكة تزويدها بمياه السقي ومدى صلاحية البساط الأخضر، إلى جانب وضعية التهيئة الداخلية والخارجية التي تشكل الأرصفة، و السياج وأماكن جلوس قاصدي هذا النوع من الأماكن.
وأكدت مصالح البيئة على أهمية مساهمة المواطن في المحافظة على المساحات الخضراء والمعدات التابعة لها، على غرار الكراسي وشبكة المياه إلى جانب المحافظة على الأشجار المحيطة بكل بساط أخضر والأعمدة الخاصة بالإنارة، والمشاركة في حملات دورية للنظافة والتشجير، ناهيك عن التحلي بثقافة التبليغ عن أي حالة اعتداء على هذه المساحات التي تخدم الطابع الجمالي للمدينة.
كما دعت المصالح ذاتها، إلى الانخراط في العمل الجمعوي عن طريق تأسيس النوادي والجمعيات ذات الطابع البيئي لنشر ثقافة المحافظة على البيئة وغرس ثقافة التشجير بين شرائح المجتمع.
منصر البشير