الجمعة 13 جوان 2025 الموافق لـ 16 ذو الحجة 1446
Accueil Top Pub

بديل بيئي للديكورات العصرية: نباتات الزينة .. رئة داخلية تنعش البيوت

تعتمد عائلات الديكور النباتي لتزيين مداخل شققها وجدران وزوايا شرفاتها وتعتبره خيارا بيئيا و صحيا وعصريا، فتتجه لاختيار أنواع مناسبة للفضاءات المغلقة، يتم تنسيقها في الغالب مع قطع الديكور أو ألوان المفروشات وخاماته للحصول على التوليفة المثالية.

روبورتاج / أسماء بوقرن

وحسب ما أكده أصحاب مشاتل وتجار ينشطون في مجال بيع الزهور ونباتات الزينة، فإن هناك اهتماما متزايدا بهذا النوع من الديكوارت، وأن الأمر لم يعد يقتصر فقط على الحصول على نبتة للزينة، بل هناك وعي بأهميتها البيئية وفعاليتها في تلطيف الأجواء داخل البيوت، ناهيك عن تأثيرها الإيجابي على الصحة الجسدية والنفسية، الأمر الذي زاد من فضول الناس لمعرفة معلومات أكثر عن النباتات و كيفية العناية بها والحفاظ عليها.
يقف المتصفح لمجموعات افتراضية خاصة بالزراعة والعناية بالنباتات المنزلية، على مدى الاهتمام بالنبات كقطعة أساسية في ديكور البيت، لا من أجل اللمسة الجمالية فحسب، بل لأجل اعتبارات عديدة ترتبط بتنقية هواء المسكن، وطرد الحشرات، وحتى التخلص من الطاقة السلبية، و الاعتقاد بجلب الحظ، كما أن بعض الأوراق مفيدة للصحة وتسكن أنواعا من الألم. ومن بين الصفحات التي تلقى اهتماما وتفاعلا، وساعدت في نشر الوعي البيئي بأهمية النباتات، صفحة «عشاق نباتات الزينة» ومجموعة «محبي نباتات الزينة المنزلية»، و «عالم الزهور والنباتات» و «عالم الزراعة». وتقدم جميعها نصائح وتوجيهات تتعلق بزراعة النباتات المنزلية، تحت شعارات «دعوا الطبيعة تدخل بيوتكم» ، «فلنزرع الجمال ونحصد السكينة»، أو «نبتة صغيرة اليوم، تعني راحة وبهجة دائمة غدا»، و «اجعلوا كل ركن في بيوتكم يزهر بالحياة».
الفضاءات التفاعلية لتعلم تقنيات الزراعة المنزلية
وتركز بعض الصفحات على تعليم الناس أسماء النباتات، وخصوصية كل نبتة لتوجيه عملية الاقتناء بما يلبي حاجة كل فرد، مع نشر صور توضيحية لتسهيل التعرف عليها وطلبها من صاحب المشتلة أو محل بيع النباتات.
ويجد المهتمون بإضفاء حلة جميلة على أرجاء البيت من رحم الطبيعة الخلابة، ضالتهم في هذه الصفحات و المجموعات، أين تتاح معلومات حول طرق العناية بالنبتات، ويبحثون عن حلول لبعض المشاكل التي تصادفهم عند سقي أو زراعة نبتة معينة. ويكون التفاعل واسعا في كثير من الأحيان، حيث تستقطب المنشورات الهواة وكذلك المهتمين والمتخصصين في عالم الزراعة، وقد لاحظنا إلمام البعض بأسماء النباتات، وطرق وقايتها من الأمراض والحشرات، وكيفية التدخل عند ملاحظة تغير غير طبيعي على النبتة.
فمثلا، أوضح منشور لسيدة، أن الورد الجوري يجذب عنكبوت الغبار أو ما يعرف بالعنكبوت الأحمر، والذي يمتص عصارة الأوراق ويسبب في اصفرارها وذبولها، وذكرت المعنية مراحل العلاج، وفصلت في أنواع المبيدات العضوية والطبيعية الواجب استخدامها لإنقاذ حياة النبتة.
وعي بتقنيات الزراعة وإلمام بأنواع النبتات
ولم يعد التوجه نحو إضفاء لمسة خضراء طبيعية على البيت، متوقفا على شراء النباتات ذات الأوراق والأزهار الجميلة والاكتفاء بسقيها وفقا لتوجيهات البائع، بل صار هناك وعي بتقنيات الزراعة والتسميد، وطرق اختيار التربة حسب كل صنف، وحسب الموسم أيضا، وهو ما لاحظناه خلال جولتنا بين محلات لبيع النباتات بقسنطينة، وأكده لنا أصحاب مشاتل.زرنا خلال استطلاعنا محل «غاردن فيش» بعلي منجلي، وهو مختص في بيع الأسماك ونباتات الزينة، وقد لفتنا خلال تواجدنا في المكان، أن الإناث يشكلن غالبية الزبائن، واللافت أنهن لا يكتفين باختيار النبتة ودفع ثمنها، بل يسترسلن في السؤال عن كل ما يتعلق بها بما في ذلك أصلها. قالت سيدة للنصر، بأنها تختار بعناية النباتات التي تتلاءم وطبيعة المناخ كما تراعي خصوصية الفصل، وتجري بحثا على غوغل أو عبر مجموعات الزراعة، حول النبتة قبل شرائها، لتكون خلفية تقرر على أساسها اقتناء نوع معين أو تجنبه، خصوصا في حالة رصدت بعض المؤشرات التي تدل على صعوبة العناية به.
وأوضحت، أنها لا تكترث كثيرا بشكل النبتة الخارجي، ليقينها بأن كل ما هو أخضر ووليد الطبيعة يضفي جمالا على محيط البيت، بل تأخذ بعين الاعتبار الفوائد الصحية للنبتة وطرق الاهتمام بها، وما إن كانت تشكل خطرا على الحيوانات الأليفة التي تملكها.
أما السيدة فوزية التي اختارت تشكيلة من نباتات الزينة، فأوضحت أن بعضها يذبل سريعا رغم إتباعها الدائم للتوجيهات المتعلقة بطرق العناية، وهو ما دفعها للبحث أكثر عن كل ما يتعلق بالأصناف التي اختارتها هذه المرة.
كما استفسرت عنها من خلال المجموعات المتخصصة في عالم النباتات، وسألت جيدا عن خصوصيتها والمشاكل التي سبق وأن صادفت البعض عند اقتنائها، خصوصا ما تعلق بالعناية بنبتة «لاجيتان» المفضلة بالنسبة لها. معلقة بأنها تجد متعة في العناية بها.
وترى المتحدثة، بأنها نبتة تؤثر إيجابا على نفسيتها وتخلصها من التوتر ومن الطاقة السلبية، حيث تضعها في رواق البيت، إلى جانب أصناف أخرى مثل «لاميزار» و»الألوفيرا»، مردفة بأنها تهتم بكل ما يتعلق بالزراعة.أخبرنا أمير فريوة البائع صاحب المحل، أنه مختص في العناية بالنباتات المنزلية وزراعتها في مشتلة خاصة، موضحا أن عشاق النباتات المنزلية الذين يترددون غالبا على محله يملكون ثقافة واسعة حول كيفية العناية بمختلف الأنواع والأصناف، وتجدهم أثناء جولتهم داخل المحل أكثر الزبائن اهتماما بقراءة البطاقات المرفقة مع كل نبتة. كما يحاول هؤلاء حسبه، التأكد من مدى صحة المعطيات التي بحوزتهم ويطلبون معلومات إضافية حول المكان المناسب لوضع النبتة في البيت، وما إن كانت تبعث هواء ساما عند وضعها في مكان مغلق خصوصا ليلا.
من جهته، قال عامر بن سويسي، صاحب مشتلة بعلي منجلي، إن الزبائن صاروا أكثر وعيا بدور طرق العناية الصحيحة في إطالة عمر النبتة، بما في ذلك اختيار المكان المناسب لها، عند المدخل بعيدا عن أشعة الشمس، أو في الشرفة، زيادة على معرفة طرق سقيها.
هذه النبتات تمنح الأكسيجين
ذكر البائع أمير بعض النباتات الرائجة هذه الأيام، على غرار نبتة القطيفة والعنكبوتية، وقال إنها تحتاج للسقي مرة كل ثلاثة أيام، وتتأثر بالرطوبة، ولها القدرة على العيش داخل البيت أو خارجه مع شرط توفر الإضاءة.وأوضح، أنها تؤثر سلبا على عملية التنفس ليلا، ما يستدعي وضعها في فضاء مفتوح إلى غاية الصباح، على خلاف نبتة «جلد النمر» التي يمكن تركها في الداخل لكونها تبعث الأكسيجين ليلا، إلى جانب نبتة الدفنباخيا، والموسيتيرا التي تعمل على امتصاص الهواء الملوث.أشار البائع إلى نبتة قال إنها تحظى بشعبية كبيرة، وهي زئبق السلام «سباسيفينا» وأخبرنا أن منها صنفين، الأول ذو أوراق خضراء، والثاني يتميز بأوراق ملونة وقال إنه ينصح بسقيها كل أسبوع، مع الحرص على وضعها في مكان مفتوح ليلا لحاجتها للأكسيجين ليلا، وكذلك الأمر بالنسبة لنبتة سبيدرمان التي تحتاج كثيرا للأكسيجين ولرطوبة مرتفعة، وينصح من يقتنونها بسقيها مرة كل أسبوع.مضيفا، بأن العطرشة والنعناع والحبق، أنواع مطلوبة جدا ومناسبة بشكل كبير للشق.
وحسب عامر، عامل في مجال الزراعة، فإن نباتات مثل غازانيا، والبيتونيا والكروتون تحتاج إلى معدل رطوبة مرتفع، مع وضعها في مكان مفتوح كالسطح أو الشرفة لحاجتها للإضاءة، فكلما كانت الإضاءة متوفرة اكتست الأوراق ألوانا مختلفة وزاهية. وهو نفس التأثير على نبات اليوكا، وزنبق السلام، والفيلوداندرون، كاكتوس، البونساي، دراسينا، التي يجب وضعها في الخارج ليلا، مع سقيها كل ثلاثة إلى أربعة أيام. ومن خصائصها كما أوضح، أن أورقاها مكسوة في الخلف بشعيرات رقيقة، تذبل وتموت بمجرد لمسها باليد.
عشوائية السقي تهدد حياة النبتة
وهناك حسب البائع أمير، نبتات تموت من كثرة السقي، مثل الصبار الذي يحتاج الماء مرة واحدة فقط كل 25 يوما أو كل شهر، فمن خصائصه أن عمر نموه طويل كما قال.وتتوفر بمحله «غاردن فيش» نبتات صبار عمرها 20 سنة، تنمو في حرارة بين 20 و 30 درجة، ويمكن تركها ليلا في مكان مغلق، كما تتوفر نباتات أخرى كالخزامى، والزعتر، ونبتة القطيفة، والبوتونيا، والبيقونيا التي تتطلب طريقة خاصة في السقي، وذلك بتجنب لمس أوراقها بالماء.
أما الشيفليرا، والبوتوس، فتسقى وفقا لطبيعة المناخ السائد حسبما أوضح، ففي فصل الحر مثلا تسقى كل ثلاثة أيام، أما في فصل الشتاء فتسقى مرة كل أسبوع. ولها خاصية العيش في الماء، إلى جانب الموستيرا، وقطر الندى، والبامبو والسونسيفيريا «جلد النمر»، ونبتة البطاطا الحلوة ذات الأوراق البنفسجية، مشيرا إلى أن الإضاءة تلعب دورا مهما في إعطاء اللون البنفسجي الجميل لأوراق هذه نبتة.
نباتات لتحسين المزاج وجلب الحظ و طرد الحشرات
وتطرق البائع خلال حديثه، إلى أنواع أخرى مطلوبة، تستعمل كنباتات زينة لما تضفيه من جمالية على المكان على غرار الجيرانيوم، وهي نبتة يفضل وضعها في الشرفة لحاجتها لأشعة الشمس، كما يتوجب أن تسقى كل ثلاثة أيام.
تنمو النبتة في حرارة بين 25 و 35 درجة مئوية، فيما تعد نباتات «الحظ» الأكثر رواجا في الآونة الأخيرة، حسبه، ومن الأنواع الرائجة البامبو، وسنسفيريا للتخلص من الطاقة السلبية وفتح أبواب الرزق، وهي مجرد اعتقادات سائدة.
ويركز زبائن في فصل الصيف كما أخبرنا، على شراء النباتات الطاردة للحشرات، كنبتة الحبق ذات الأوراق الصغيرة التي تزهر في هذا الفصل، مشيرا إلى أنها تتطلب اهتماما خاص، حيث يتم سقيها مرة في الأسبوع أو كل ثلاثة أيام، مع تجنب قطف أوراقها، وهو خطأ شائع يتسبب في موتها، وعليه ينصح بقطع القليل من أغصانها بالمقص بدل اليد لتجديد عملية النمو.
«البونساي والدفنباخيا» خطر على الحيوانات الأليفة
وينصح المختص في زراعة النباتات المنزلية ونباتات الزينة، الأسر التي تربي حيوانات أليفة بتجنب اقتناء بعض الأنواع كالبونساي، والسنسفيريا، والدفنباخيا لاحتوائها على مادة سامة مضرة بالحيوانات المنزلية، كما توجد أنواع أخرى ذكرها البائع عامر أيضا، منها الألوفيرا التي قد تسبب القيء والإسهال والخمول، ونبات البوثوس الذي يعرف باسم «اللبلاب الشيطاني»، الذي يسبب تهيج الفم والقيء وصعوبة البلع، ونبات الجاد «اليشم»، الذي له نفس التأثير على الحيوان.
وتعد النبتات العملاقة كنبتة فيلودندرون، من الأصناف المطلوبة من أصحاب السكنات الفردية، ويفضل وضعها عند مدخل البيت لما توفره من جمالية، علما سعرها يصل إلى 5500 دج.
وأشار أمير، إلى أن الأسعار تختلف حسب الصنف، فمثلا سعر نبتة البونساي 4800 دج، أما اليوكا الملونة فتكلف 4500 دج، وهو نفس سعر سونسيفيريا، إلى جانب نباتات أخرى أقل كلفة وحجما كزهرة البشاروز، التي تسقى مرة كل 15 يوما، وبعض الأنواع المستوردة المقاومة للبرد والحرارة.
الأسمدة والتربة.. عاملان مهمان لضمان عناية آمنة بالنبتة
قال عامر بن سويسي، صاحب مشتلة بعلي منجلي، ومختص في زراعة مختلف أنواع النباتات الداخلية والخارجية، بأن التربة تشكل عاملا مهما جدا في ضمان نمو النبتة، حيث ينصح بتجنب استعمال التربة الطينية سواء السوداء أو الحمراء، إلا في حالة استصلاحها عن طريق إضافة نوع من التربة يسمى الكومبوست وهو عبارة عن بقايا نبات، كذلك نوع آخر مستورد من التربة يسمى «الطيرو» وينصح باستعمالها في الزراعة والعناية بالنباتات المستوردة، خصوصا اليوكا والبوساي والكلانشو. مع العمل على ضمان التهوية داخل الإصيص وتجنب السقي عند الارتفاع المحسوس لدرجة الحرارة
أما بخصوص الأسمدة كالحديد، فهي ضرورية حسب أمير، لتجنب اصفرار الورق وضمان دفئ للجذور شتاء، وسماد «أم بي كا» وفيه أصناف، 15/15 ويستعمل في فصل الشتاء ليساعد على نمو النبتة. وهناك صنف 20/20 للحفاظ على الزهرة من السقوط، فيما يستعمل 21/21 في فصل الصيف لخروج الثمار، ويستخدم «المن» صيفا كسماد لصد الحشرات، أما سماد «الماستيك» فيستخدم ضد البكتيريا، والتسميد عموما عملية مهمة جدا لضمان عناية جيدة،. أ ب

مختصون يحذّرون من المخاطر الصحية ويؤكدون
أخطاء تحول مخلفات النحر إلى عامل مهدد للبيئة
تسجل منظمات وجمعيات مهتمة بالبيئة، سلوكيات سلبية خلال أيام عيد الأضحى متعلقة بالذبح العشوائي للأضحية، ناهيك عن تلويث المحيط والمناطق العمرانية بالنفايات الحيوانية، وعدم الالتزام بالتوصيات والإرشادات التي تقدم من خلال المنشورات التوعوية، أو بإشراك المساجد ولجان الأحياء في الدعوى للانخراط في مسعى حماية المحيط، وهو ما يعد عدم مبالاة بالأضرار الصحية والبيئية التي تخلفها هذه التصرفات غير المسؤولة.

إيناس كبير

تتحول شوارع وأحياء عمرانية في اليوم الأول من عيد الأضحى، إلى مسالخ على الهواء الطلق، حيث يعتبرها مواطنون بديلا مناسبا لضيق المساحة داخل المنزل ما يصعب مهمة ذبح الأضحية، بينما يخرج إليها آخرون للاستمتاع بفرحة العيد مع الجيران.
ويتحول الوضع إلى حالة من الفوضى عند تشكل برك الدماء التي تجتمع حولها الحشرات، أما مساء فتتلوث الشوارع بأكياس القمامة التي توضع داخلها الجلود، والأجزاء غير المرغوب فيها مثل الأمعاء، ناهيك عن التبن والفضلات، التي تُرمى بشكل عشوائي مع عدم الالتزام بالوقت المحدد للرمي والذي غالبا ما تعلن عنه مصالح البلدية ويتمثل في برنامج مرور شاحنات القمامة، وهكذا تتراكم القذارة و تتسبب في أضرار صحية وتلويث البيئة.
ممارسات خاطئة وعدم التزام بالتوصيات
ويُرصد ناشطون بيئيون، تصرفات خاطئة يقوم بها مواطنون عن جهل أو غير وعي، وذلك وفقا لما ذكره مسؤول التطوع في جمعية حماية البيئة والطبيعة، هشام بوعيشة.

ومن بين ما يسجل عادة من سلوكيات خلال هذه الفترة، وضع كل الفضلات في كيس واحد دون فرزها وهو أمر اعتبره خاطئا خصوصا في حالة عدم فصل الجلود، ورمي النفايات في كل وقت وعدم الالتزام بساعة واحدة وهي صباح العيد، ناهيك عن الاعتماد على الأطفال لنقل أكياس قمامة يفوق حجمها قدرتهم على التحمل، ما يؤدي إلى تمزقها وبقائها مرمية في الطريق أو في مسارات الحي السكني.
وهناك أيضا، حالات الذبح العشوائي وعدم تنظيف الدم، وكذا رمي الفضلات أمام الأشجار وفي التربة ظنا أنها قد تكون مفيدة للبيئة وتتحول إلى سماد طبيعي، الأمر الذي اعتبره مناف تماما للصحة.
كما تحدث أيضا، عن الاحتفاظ بالجلد داخل المنزل إلى أن يتعفن ويصبح غير قابل للتنظيف أو الاستخدام، فيتأذى عمال النظافة والسكان بسبب الرائحة الكريهة التي يفرزها
كما قال بوعيشة، إن المواطن لا يعي بعد قيمة الجلود التي تعد موردا اقتصاديا مهما للدولة، و بدل رميها توجد جهات أخرى تستفيد منها فبالرغم من حرص مصالح البلدية والجمعيات والمتطوعين على تقديم التعليمات اللازمة للناس قبل النحر عن طريق التوعية والإعلام، إلا أنها لا تُطبق و تُسجل كل سنة تصرفات سلبية تتسبب في تراكم النفايات وانبعاث الروائح الكريهة.
متطوعون يتجندون خلال أيام عيد الأضحى
وأفاد مسؤول التطوع في جمعية حماية البيئة والطبيعة، أنهم يبدأون في عملية التوعية والتحسيس بالاهتمام بالنظافة قبل العيد بـ 10 أيام، وذلك بالتنسيق مع الكشافة، ولجان الأحياء، والجمعيات المهتمة بالبيئة.
ومن الوسائل التي يعتمدونها في هذه العملية، ذكر تعليق المنشورات التوعوية في الشوارع، حيث تتضمن مخاطر رمي النفايات الحيوانية في الوسط الحضري أو المساحات الخضراء، وكذا توزيع أكياس قمامة كبيرة الحجم على المواطنين بشكل مجاني ليجمعوا فيها الجلود، والتبن والفضلات مع التأكيد على فصلها عن بعضها.ويضيف المتحدث، أنهم يشركون الأطفال أيضا في هذه الحملة لخلق الوعي لديهم بضرورة الحفاظ على البيئة.
أما في أول يوم من عيد الأضحى، فيخرج متطوعون إلى الشوارع صباحا لمراقبة الوضع، مع التوجه نحو حاويات القمامة وإخراج الجلود لرشها بالملح لتستفيد منها البلدية. و عن الأحياء التي يركزون عليها في مدينة قسنطينة، أشار إلى المناطق الواسعة وذات الكثافة مثل زواغي سليمان، والإخوة عباس، وحي «القماص»، وحي الأمير عبد القادر «الفوبور».
سجلنا وعيا نسبيا لدى المواطن

من جهتها، ترى رئيسة المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة بقسنطينة، الأستاذة بمركز التكوين المهني بالمنظر الجميل، رولا ساكر، أن هناك تحسنا نسبيا في وعي المواطن خلال السنوات الأخيرة، خصوصا في بعض الأحياء الحضرية التي استفادت من توجه بعض العائلات نحو الذبح في المسالخ والاستعانة بجزارين محترفين مما ساهم، وفقا لها في تقليص التلوث والحد من انتشار صور تشكل برك الدماء، وتراكم النفايات.
وعقبت، أن الأمر لا يعني تجاوزا كليا للتصرفات العشوائية، لأنها تبقى حاضرة خصوصا في المناطق التي لم تصلها حملات التوعية بشكل كاف.
كما اعتبرت، أن إدارة النفايات الحيوانية خلال أيام عيد الأضحى، ما تزال تعرف عدة نقائص بالرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات والمجتمع المدني، مع تسجيل غياب استراتيجية واضحة ومستدامة على مستوى عدة بلديات أين يتم التركيز فقط على جمع النفايات.
و بهذا الخصوص اقترحت المتحدثة بعض الآليات التي تساعد في تنظيم العملية مثل إنشاء وحدات صغيرة متنقلة لتحويل الجلود إلى مواد أولية للصناعة الحرفية، أو استخراج الدهون الحيوانية واستخدامها في صناعة صابون الطبيعي.
تحفيزات اقتصادية للمواطنين والجمعيات
وبخصوص مخطط الرقابة والمتابعة الذي ستتبعه المنظمة قالت ساكر، إنهم سيركزون على تشكيل فرق مراقبة وتوجيه ميدانية بالتعاون مع لجان الأحياء التي تكون مهمتها توجيه المواطنين إلى نقاط جمع الجلود تفاديا لرميها بشكل عشوائي، مع تحديد وقت الجمع، ثم التنسيق مع مصالح البلديات عند عملية الجمع، فضلا عن مرافقة الفرق المكلفة بالتنظيف السريع للمواقع.
وذكرت، بعض أساليب التحسيس والتوعية المعتمدة، وهي مقسمة حسبها إلى ثلاثة محاور أساسية، أولها الحملات الميدانية قبل عيد الأضحى وتشمل توزيع مطويات، وتنظيم ورشات حول النظافة والطرق الصحية للذبح، والتواصل مع المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشرح كيفية التعامل مع النفايات الحيوانية، وأيضا التعاون مع المساجد لزيادة الوعي عبر خطبة الجمعة، والمدارس من خلال الأنشطة التربوية.
وتطرقت المتحدثة أيضا، إلى التحفيزات الاقتصادية للمشاركة الاجتماعية في الحفاظ على البيئة خلال أيام عيد الأضحى. وأوضحت أنها تتمثل في تحفيز الأطفال من خلال مسابقات بيئية، والعمل على إقناع السلطات المحلية بدعم الجمعيات النشيطة ماليا، مقابل جمع الجلود لاستخدامها في الصناعات التقليدية.
من جهة أخرى، ترى الأستاذة بمركز التكوين المهني رولا ساكر، أن إشراك الشباب في تكوينات حول إدارة النفايات خطوة أساسية للحد من تلوث البيئة في هذه المناسبة.
وذكرت المتحدثة، بعض الأنشطة التي قاموا بها في المركز الذي تشتغل به، حول الرسكلة، وتنظيم تكوينات صغيرة للمتربصين، وكذا عقد شراكات مع مديرية البيئة لبرمجة تكوينات مجانية ليوم واحد، وأخرى مدفوعة لثلاثة أيام، وقد اعتبرتها خطوة تشجيعية لمساعدتهم على التعرف على نشاط إعادة التدوير، والمشاركة في تقليص التلوث، وكذا توفير فرص اقتصادية بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، والوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية.
النفايات الحيوانية تضر الصحة والبيئة
وفي الجانب الصحي، أفاد الطبيب البيطري إسكندر قيدوم بوزياني، أن دم الأضحية بعد الذبح يعد ناقلا للجراثيم، وأول عامل للإصابة بالعدوى وبالأخص من ناحية البكتيريا التي تتشكل في التربة وتجتمع أمام المنازل مسببة التهابات، وتقرحات جلدية، وحساسية وتكون حسب الموضع الذي أصيب بالعدوى.

وبالرغم من أن بقاء النفايات الحيوانية في المحيط قصير المدى، إلى أن جلبها للحشرات الناقلة للأمراض مثل البعوض الذي ينقل مرض «الليشمانيا»، والديدان، والحيوانات الضالة المحتمل إصابتها بداء الكلب خصوصا في مواسم ارتفاع درجات الحرارة، يشكل خطرا أساسيا.
كما أشار البيطري، إلى تهيج حساسية الجهاز التنفسي لدى من يعانون من الروائح الكريهة، وقد يسبب التلوث نوبات ضيق تنفس قاسية للبعض، وسيلان في الأنف، وتزيد حدة الحالة حسب درجة الحساسية التي يعاني منها الإنسان.
وعن الطريقة السليمة للتخلص من اللحم الفاسد، أو الأعضاء غير المرغوب فيها من الأضحية، نصح قيدوم بوزياني، بالاعتماد على الطريقة التقليدية وهي فعالة وفقا له، وتتم عبر دفن الجزء المعني بواسطة الجير الذي يمنع انتشار الرائحة الجاذبة للحيوانات.
مضيفا، أن موقع الدفن يجب أن يكون بعيدا، وأن يتعدى عمق الحفرة مترا إلى متر ونصف، ثم تُفرش بالجير الذي يوضع فوقه الجزء الفاسد ويسكب مرة أخرى فوقه ثم طمره بالتراث، وهو الأسلوب الصحيح وفقا له، الذي يحولها إلى مادة عضوية تستفيد منها التربة.
واعتبر الطبيب البيطري، أن الذبح أمام العمارات وفي الشوارع هو المشكلة الأصلية التي يجب التخلص منها، خصوصا عندما يكون بطريقة عشوائية مع إهمال جانب النظافة، ونصح بالذبح في المنازل خصوصا إذا كان يتواجد فيها قنوات الصرف، والمياه.
إ.ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com