الأربعاء 19 نوفمبر 2025 الموافق لـ 28 جمادى الأولى 1447
Accueil Top Pub

آيت بوهيني بولاية تيزي وزو: بلدية جعلت من النظافة أسلوب حياة

16102531

كتب سكان بلدية آيت بوهيني، الواقعة بين مرتفعات جبال منطقة إيعكورن بتيزي وزو، قصة نجاح بيئية متميزة تُوّجت بتصنيف قريتهم"الأنظف" في الولاية خلال الطبعة 12 من مسابقة «رابح عيسات»، التي أصبحت تقليدا بيئيا بارز الأهمية للمحافظة على المحيط.

سامية إخليف
وتُعد مسابقة «رابح عيسات« مبادرة أطلقها المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، كأداة لتعزيز قيم النظافة، التعاون، التسيير الذاتي، والتضامن بين سكان القرى.
وتستغل التمويلات التحفيزية المقدمة للقرى الفائزة في هذه المسابقة، في إنجاز مشاريع تنموية محلية مثل ترميم المرافق، وتهيئة الطرقات، أو إنشاء مساحات خضراء، وما إلى ذلك.
طريق يروي حكاية الجمال والجهد
يمثل الطريق المؤدي إلى قرية آيت بوهيني، مرورا بعزازقة وبلدية إيعكوران، رحلة في قلب الطبيعة العذراء، فانطلاقا من مدينة تيزي وزو على الطريق الوطني رقم 12 المتجه شرقا نحو ولاية بجاية، تبدأ المرتفعات الخضراء بالصعود نحو غابة إيعكوران الجميلة، حيث كلما زاد العلو، ازداد المنظر سحرا وجمالا، مقدما بانوراما طبيعية تخطف الأنفاس.
عند الوصول إلى مدينة إيعكوران، تبدأ الرحلة باتجاه قرية آيت بوهيني، أين تظهر للزائر لوحة بانورامية آسرة هي امتداد للجبال الشاهقة من جهة، وسفوح الساحل الشرقي من جهة أخرى، في مشهد يختصر سحر الطبيعة القبائلية وجمالها الأخاذ.
من يزور آيت بوهيني، لا بد أن يستوقفه جمال هذا المشهد الطبيعي المتكامل، فالقرية محاطة بسلسلة من المرتفعات الجبلية المكسوة بالأشجار، تعانق السماء وتضفي طابعا من السكينة والهيبة في آن واحد، الهواء نقي، وزقزقة الطيور تصدح في كل مكان.
لكن الجمال في آيت بوهيني يتجاوز حدود الطبيعة، فالزائر يلمس التناسق البصري والنظام العام في أزقتها، الجدران مزدانة برسومات فنية تعكس الهوية الأمازيغية العريقة، والحاويات مخصصة لفرز النفايات بطريقة منتظمة، والأشجار تُزين الطرقات في انسجام جميل مع الطبيعة الجبلية المحيطة. وفي هذا الصدد، يؤكد أحد المنظمين للنصر الحرص على أن تجمع القرية بين النظافة والجمال، وهو ما دفعهم إلى توحيد الألوان لتكون الواجهات متناسقة، وتبدو القرية كتحفة فنية متكاملة.

16102532
rعضو لجنة القرية
شريف فركطاجي
بدأنا من فكرة وخلصنا إلى مشروع مجتمعي ناجح
يقول عضو لجنة القرية شريف فركطاجي، إن التتويج بلقب أنظف قرية ثمرة سنوات من العمل التطوعي والوعي البيئي العميق، مؤكدا أن قيمة الجائزة لا تُقاس بالمال، بل بالاعتراف الرسمي بالجهود الجماعية وبأنهم نجحوا في تحويل النظافة والتنظيم إلى ثقافة يومية.
مضيفا، أن الجميع في القرية تطوعوا لصنع نموذج يحتدى به في المواطنة البيئية والتسيير المحلي، وشدد فركطاجي على أن السر يكمن في وحدة الصف والابتعاد عن أي خلافات جانبية، فالمصلحة العليا للقرية كانت السر الذي وجه جهود الجميع.
وأشار المتحدث، إلى أنه قبل سنوات قليلة لم تكن آيت بوهيني، سوى قرية بسيطة تواجه تحديات بيئية وتنظيمية كغيرها من القرى، لكن التغيير بدأ بخطوة صغيرة قادها السكان وتحولت تدريجيا إلى مشروع جماعي متكامل.
مضيفا، أنه في البداية كانت المبادرات محدودة، ثم تطورت بفضل إصرار الجميع إلى حركة دائمة شملت النظافة، التشجير، وإعادة تنظيم الفضاء العام.
مبرزا بأن البيئة مسؤولية مشتركة و لذلك صنعوا التغيير بأيديهم، كما أكد أن التتويج بلقب أنظف قرية ليست نهاية المطاف بالنسبة لآيت بوهيني، بل هي بداية مرحلة جديدة من التحدي للحفاظ على هذا المستوى وتطويره.
كما لفت فركطاجي إلى دور الشفافية في إدارة الموارد والتبرعات، مشيرا إلى أن كل دينار تم جمعه أُنفق في خدمة المشروع، مما عزز الثقة ووسع قاعدة المشاركة.
النساء... القوة الدافعة للمبادرة
وتُعتبر نساء آيت بوهيني، ركيزة أساسة في مسار التغيير داخل قريتهن، فمنذ انطلاق أولى حملات التنظيف، انخرطن فيها بحماس كبير ليُصبحن المحرّك الرئيسي وراء نظافة القرية وجمالها، فقد تولّين جمع النفايات وتزيين الساحات والحدائق بالورود، وتنظيم حملات توعوية للأطفال حول أهمية النظافة وطرق فرز النفايات.
وقد برز دورهن الحيوي بوضوح في تحويل فرز النفايات إلى عادة يومية تبدأ من داخل كل منزل، حيث باتت العائلات تفصل بين النفايات البلاستيكية والورقية والعضوية، مما سهّل عملية الجمع والمعالجة على مستوى القرية بأكملها.
وبفضل حسهن الجمالي وروحهن الإبداعية، تحولت أزقة القرية إلى فضاءات تنبض بالألوان والحياة، وفي هذا السياق تقول السيدة فاطمة إحدى النساء الفاعلات في هذه المبادرات، إن الهدف لم يكن نيل التتويج والجائزة المالية، بل السعي نحو بيئة نظيفة وصحية تليق بهن وبأطفالهن، الذين يستحقون أن ينشأوا في محيط جميل وآمن.
وأضافت، أن روح التعاون والتكافل جعلت من العمل التطوعي تجربة ممتعة ومناسبة اجتماعية مميزة، واليوم وهنّ يشاهدن قريتهن نظيفة وجميلة يشعرن بأن كل جهد بذلنه كان يستحق العناء، مؤكّدة أن دور المرأة لا يقتصر على داخل البيت، بل يتعداه ليشمل الحفاظ على المجتمع والبيئة التي تحيط به.
إشراك الأطفال لأجل الاستدامة
وتؤكد المتحدثة، على أهمية غرس القيم البيئية في الأجيال الناشئة كخطوة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، لذلك ينظمون طوال العام ورشات تعليمية للأطفال، بالإضافة إلى حملات توعية ومبادرات لتنظيف الأحياء والمناطق المحيطة بالقرية.

16102533
مُشيرة، إلى أن هذا الانخراط المستمر أسهم في ترسيخ سلوك اجتماعي إيجابي لديهم، حيث أصبحوا حريصين على نظافة محيطهم ويشاركون بوعي في مختلف النشاطات البيئية، بل وبدأ بعضهم بتقديم أفكار ومقترحات لتحسين القرية وحماية بيئتها.
ثشمليث... طقس أسبوعي يوحد القرية
ويعد تقليد «ثشمليث» الأسبوعي، الذي يقام كل يوم جمعة، من أبرز ما يميز آيت بوهيني، حيث يصبح هذا اليوم موعدا ثابتا للعمل المشترك والتطوع من أجل نظافة القرية وجمالها، وخلاله يشارك الجميع دون استثناء من كبار وصغار، رجال ونساء، كل بحسب قدرته واختصاصه فيتولى الرجال والشباب تنظيف الأزقة والساحات، وإزالة الأعشاب وغرس الأشجار على حواف الطرق، بينما تخرج النساء لتنظيف محيط المنازل وتزيينه بالنباتات والأزهار، مما يضفي على المكان لمسة جمالية فريدة، أما الكهول وكبار السن، فيقومون بتنسيق العمل والإشراف عليه بخبرتهم الواسعة، حيث يوزعون المهام ويضمنون تكامل الجهود.
ثجماعث...
العقل المدبر والركيزة الأساسية للنجاح
كما تؤدي «ثجماعث» دورا محوريا في نظافة وجمال آيت بوهيني، فهذه الهيئة التقليدية التي تمثل السكان وتدير شؤونهم بروح تشاركية وتشاورية، أخذت على عاتقها مسؤولية التخطيط والتنظيم منذ إطلاق فكرة المشاركة في المسابقة البيئية، وحرصت على أن تكون كل خطوة مدروسة ومعتمدة على التعاون والتكافل بين الأهالي.
فقد قامت بالتنسيق بين مختلف الفئات، من أطفال وشباب ونساء ورجال، وجمعت التبرعات اللازمة، كما وضعت نظاما دوريا ودقيقا لمتابعة الصيانة والنظافة، مما ساعد على تثبيت ثقافة الحفاظ على البيئة في الحياة اليومية للسكان.
وفي هذا الصدد، أفاد أحد أعضائها أن ما قاموا به تجاوز كونه مجرد حملة نظافة، بل خطوة نحو بناء وعي جماعي بأن القرية هي بيتهم جميعا ومسؤوليتهم الحفاظ عليه، مؤكدا أنه رغم محدودية الإمكانيات، يمكن تحقيق تغيير ملموس وحقيقي عندما يقوده حسّ جماعي وإرادة صادقة لخدمة المصلحة العامة.
بعد التتويج... التخطيط للمرحلة القادمة
وتعتبر لجنة القرية أن الفوز باللقب ليس النهاية، بل بداية حقيقية لتجسيد مشاريع تنموية تعود بالفائدة على السكان، مثل إنشاء مركز صغير للفرز وإعادة التدوير، وتوسيع المساحات الخضراء داخل القرية، وترميم بعض المرافق العمومية بمواد صديقة للبيئة، كما تعتزم اللجنة تخصيص جزء من الجائزة المالية لدعم مشاريع شبابية ذات طابع بيئي أو حرفي، بهدف الربط بين البيئة والتنمية المحلية.

لجنة لمحاربة الظاهرة تكشف
حيوانات نادرة عرضت للبيع في محلات تجارية بقسنطينة

16102529

يقوم صيادون عشوائيون بصيد حيوانات نادرة وبيعها لمحلات تجارية بقسنطينة، لتطرح هذه الثروة الحيوانية للبيع بطريقة غير قانونية ، ما جعل لجنة ولائية مكلفة بمتابعة هذا الملف، تتدخل لتسجل خروقات تتمثل في بيع سناجب، وقردة وسلاحف نادرة.
وأكدت حصيلة مسجلة من طرف محافظة الغابات، قُدمت لوالي قسنطينة، الأسبوع الماضي، قيام اللجنة الولائية المكلفة بمحاربة التجارة غير الشرعية بالحيوانات، بخرجات ميدانية لمراقبة نشاط المحلات المتخصصة في هذا المجال لتنظم خرجتين سنة 2023، راقبت خلالها 11 محلا، لتجد أن صاحب المحل طرح قردا للبيع، ليتم حجزه مباشرة مع تحرير محضر، وقامت اللجنة بتسليم القرد لحظيرة الحيوانات والتسلية برابطية بولاية الطارف.
كما كثّفت اللجنة من خرجاتها الرقابية سنة 2024، لترتفع إلى 8، تمت خلالها مراقبة 41 محلا وتم حجز سنجاب من النوع البربري، إضافة إلى 10 سلاحف إغريقية مع تحرير محضر، وتم تسليم السنجاب لحظيرة الحيوانات بولاية أم البواقي، كما تم إطلاق السلاحف بمنطقة الشطابة ببلدية عين سمارة باعتبارها وسطا طبيعيا وملائما. وفي سنة 2025 بلغ عدد الخرجات 8، شملت الأسواق الأسبوعية والمحلات التجارية، وتم خلالها تنظيم حملات تحسيس مع توزيع مطويات.
تسليم 789 رخصة صيد في 6 سنوات
وتمارس حاليا 13 جمعية معتمدة للصيد نشاطها على مستوى ولاية قسنطينة، وفقا للقانون 06/12 المؤرخ في جانفي 2012 المتعلق بالجمعيات ذات الطابع الاجتماعي، وقد استفاد الصيادون المنخرطون من عدة دورات تكوينية على مدار 6 سنوات، سلمت خلالها رخص صيد إلى غاية تاريخ 28 سبتمبر. وبلغ عدد الدورات التكوينية 27 دورة من سنة 2019 إلى 2025، دامت كلها 3 أيام، واستفاد منها 852 صيادا نجح منهم في التقييم 846، واستلم 789 منهم رخصة صيد.
وبلغ عدد الدورات التكوينية سنة 2019 ثمان دورات دامت لمدة 3 أيام، وسمحت بتكوين 296 صيادا نجح منهم في التقييم 283، وتم تسليم 200 رخصة صيد، وفي 2021 بلغ عدد الدورات 9، استفاد منها 252 صيادا متكونا نجحوا جميعهم في التقييم وسلمت 83 رخصة صيد.
أما في 2022 فنظمت 4 دورات تكوينية شملت 140 صيادا، ومنحت في نفس السنة 252 رخصة صيد خلال كل الدورات. كما نظمت سنة 2023 دورتان فقط شملت 56 صيادا نجحوا في التقييم، وسلمت في نفس السنة 137 رخصة صيد.
وفي 2024 بلغ عدد الدورات ثلاثا، استفاد منها 82 صيادا نجحوا في التقييم، وتم في نفس السنة منح 127 رخصة صيد، فيما نظمت دورة واحدة في 2025 شملت 26 صيادا.
المصادقة على 10 مناطق صيد بولاية قسنطينة
وبعد صدور القرار رقم 388 المؤرخ في 7 سبتمبر 2025، والمتضمن تحديد مناطق الصيد المخصصة للإيجار بالمزارعة وضبط حدودها، تمت المصادقة على 10 مناطق صيد، بمساحة تقدر ب2790 هكتارا موزعة على بلدية زيغود يوسف في الملعب وتحديدا بمنطقة مساحتها 263 هكتارا، وببلدية عين سمارة بمنطقة شطابة بمساحة 250 هكتارا وفي الخروب بمنطقة ذراع الناقة على مساحة 250 هكتارا، و7 مناطق كاملة في بلدية عين عبيد وتحديدا في كل من عين برناز بمساحة 250 هكتارا، وأم سطاس 1 بمساحة 380 هكتارا، وأم سطاس 2 بمساحة 355 هكتارا، والمعزولة 1 بمساحة 268 هكتارا والمعزولة 2 بمساحة 252 هكتارا، ودوامس 1 بـ 267 هكتارا، والدوامس 2 على مساحة 255 هكتارا ليبلغ مجموع المناطق 10 على مساحة 2790 هكتارا .
قسنطينة لم تسجل حالات أنفلونزا الطيور
كما جاء في الحصيلة ، أن الولاية لم تسجل أي حالة لمرض أنفلونزا الطيور، فيما كشفت عن الإجراءات المتخذة من أجل الوقاية من خطر طائر «المينا»، بداية بتكوين خلية يقظة على مستوى الولاية تضم كل الفاعلين في هذا المجال كمحافظة الغابات والمصالح الفلاحية، والبيئة، والحماية المدنية، والبلديات، وبعض الجمعيات البيئية.
وتم اقتراح تكثيف الخرجات والدوريات لمراقبة ورصد ظهور هذا الطائر، والقيام بعمليات تحسيس وتوعية لفائدة المواطنين والصيادين، مع توزيع مطويات للتعريف بخصائص هذا الطائر وتحسيس المواطن بضرورة التبليغ في حالة مشاهدته، ونشر مواضيع تحسيسية وتعريفية بخطورة هذا الطائر عبر الصفحة الرسمية لمحافظة الغابات لولاية قسنطينة. وجرى الحديث عن الخروج للتأكد من التبليغات الواردة من طرف المواطنين على الرقم الأخضر، إعداد القرار رقم 212 المؤرخ في 5 فيفري 2025 المتضمن تنظيم حوشة صيد لضبط أعداد طائر المينا الهندي، المصنف كحيوان سريع للتكاثر على مستوى إقليم ولاية قسنطينة في حالة ظهوره، وتمت المصادقة عليه من طرف الوالي، برمجة خرجات ميدانية للجنة الولائية لمكافحة التجارة غير الشرعية للحيوانات والطيور المحمية بالأسواق الأسبوعية بمختلف بلديات الولاية تتخللها عملية مراقبة طائر المينا مع عمليات تحسيسية وتوزيع المطويات.
ح.ب

تصنع السلال من الحلفاء
حرفية تقدم منتجا تراثيا صديقا للبيئة

16102530
في مدينة برج بوعريريج، وسط زحمة الحياة اليومية وضجيج الشوارع، اختارت الشابة زروقي فيروز، أن تسير في طريق مختلف تمامًا. فبينما يبحث الكثيرون عن وظائف مكتبية أو أعمال سهلة، فضلت فيروز أن تعود إلى الجذور وتحديدا إلى الحرفة التي تجمع بين الفن والطبيعة وهي حرفة صناعة سلال الحلفاء.
تقول فيروز، بابتسامة مليئة بالرضا : «اخترت هذه الحرفة عن حب، فأنا أعشقها منذ كنت صغيرة، حينها كانت تجذبني الألوان والأشكال وكيف يصنع الناس أشياء جميلة بأيديهم ومن مادة بسطية جدا».
لكن الطريق إلى الحرفة لم يكن مباشرًا، بل انطلق من ظرف حساس كما تقول الشابة:» الدافع الحقيقي الذي جعلني أبدأ في العمل كان الحجر الصحي الذي فرضته جائحة كورونا، خلاله كنت محبوسة داخل غرفتي أشعر بملل كبير وخوف من المرض، فقلت في نفسي لماذا لا أحول هذه العزلة إلى فرصة للإبداع والعمل المثمر ومن هناك كانت البداية». في تلك الأيام الصعبة، تحولت فكرة صغيرة إلى مشروع حقيقي حمل اسم «آرت هاوم»، وهو محل صغير لكنه مليء بالشغف متخصص في صناعة السلال والتحف اليدوي، من النبات إلى المنتج النهائي، تشرح فيروز في حديثها للنصر، مراحل صناعة السلال وهي عملية طويلة تتطلب دقة وصبرًا كبيرين. تقول:» الأساس في السلال هي نباتات مثل الدوم والحلفاء، أحضرها من الطبيعة و أقطعها وهي لا تزال خضراء، بعدها أضعها في الشمس لمدة 40 يوما تقريبًا حتى تجف جيدا، ثم أغرقها بالماء لحوالي ربع ساعة حتى تصبح لينة مجددا و يتسنى لي استخدامها ولفها بالشكل الذي أريده».
وبعد هذه الخطوات تبدأ مرحلة العمل اليدوي كما أوضحت، حيث تلف الألياف حسب شكل معين وتجمع بطريقة فنية دقيقة، تضيف الحرفية فيروز:» نصنع من المادة الأولية كل شيء تقريبًا، من الأواني إلى الأثاث وحتى التحف التي تزين البيوت. ولكل شيء طابع خاص ولمسة مختلفة طبعا».
لكن الحرفة لم تبقَ كما كانت قديمًا، فقد تطورت بلمسة العصر توضح محدثتنا:» توجد الآن السلال العصرية التي ندمج فيها ألوانا جديدة وأشكالا حديثة، بالإضافة إلى السلال التقليدية التي نحافظ فيها على الأصالة والطابع القديم.»
حرفة من زمن الثورة
تشير فيروز، بفخر إلى أن صناعة السلال ليست مجرد حرفة بسيطة، بل هي جزء من التراث الجزائري العريق. تقول « كانت السلال منذ البداية شريكة الثورة، فقد كان المجاهدون يستعملونها لنقل الأكل أو الأشياء الصغيرة، ما يعني أن لديها تاريخا كبيرا في بلادنا.»
وتضيف :» أنا أشعر بالفخر عندما أرى اهتمام الناس بهذه الحرفة لأنها تمثل جزءا من هويتنا».
ولم تكتفِ فيروز بالعمل في محلها الصغير فقط، بل سعت دائمًا لتوسيع دائرة نشاطها والمشاركة في المعارض. تقول بهذا الخصوص :» نشارك في المعارض المحلية والوطنية، لأن الناس يتعرفون خلالها أكثر على عملنا، تساعدنا المعارض على البروز و الترويج لمنتجاتنا حرفية الصنع.»
وتشير المتحدثة، إلى أن هناك أيضًا مواد مستوردة تستعمل لتطوير منتجاتها معلقة بذات الشأن :» هناك نبات الرافية، الذي نستورده من بنغلادش لنصنع منه سلالا جميلة وأنيقة، والناس يحبون جدا هذا النوع من المنتجات لأنها جميلة جدا وذات جودة رفيعة.»
لكنها تؤكد من جهة ثانية، أن المواد الطبيعية المحلية تبقى المفضلة لديها في العمل حيث تقول :» نبات مثل الدوم أو الحلفاء لديه خاصية جيدة تتمثل في أنه أكثر مقاومة، كما أن رائحته جميلة وتمنح شعورا بالأصالة، ناهيك عن أن هذا النبات صحي وصديق للبيئة يستخرج من الطبيعة ويعود إليها عندما يفنى ويتحلل».
شغف لا ينتهي
حين تتحدث فيروز عن مهنتها، يمكن أن تلاحظ في عينيها بريقًا خاصًا، كأنها تتحدث عن قصة حب حقيقية. تقول: «أنا أحب هذه المهنة كثيرا لأنها تمنحني طاقة إيجابية، عندما أرى السلال التي أصنعها في يد سيدة ما أشعر بالسعادة وبأنني فعلا شخص منتج و فرد فعال في هذا المجتمع، ذلك لأنني أشارك في إحياء الحرف وتكريس استخدام المواد والمنتجات الصحية وغير المضرة بالبيئة وهذا أمر مهم جدا في نظري».
ورغم التحديات لا تفكر فيروز في التوقف عن العمل، بل ترغب في تطوير ورشتها أكثر، لتدخل بها عالم الصناعة من أوسع أبوابه قائلة:» توجد نساء راغبات في تعلم هذه الحرفة، وأنا أحاول مساعدتهن قدر المستطاع، لأن اليد العاملة النسوية يجب أن تلقى فرصة لتبدع».
وتختم الشابة حديثها، بالإشارة إلى أن هذه الحرفة ليست سهلة كما تبدو عليه ظاهريا، لكنها مباركة بالنسبة لها لأنها مميزة في كل تفاصيلها، ولذلك تجتهد فيها كثيرا وبحب، وتعتبر بأن النجاح و التوفيق وليدا العمل الصادق و رعاية من الله كما عبرت.
و بهذا الشغف ، تُثبت فيروز زروقي،أن الإبداع لا يحتاج إلى مصنع ضخم ولا إلى رأس مال كبير، بل إلى حبٍّ حقيقي لما نفعله.
عبد الغاني بوالودنين

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com