حقق باحثون دانماركيون تقدما كبيرا بنجاحهم، لأول مرة، في إعادة إنتاج العملية الطبيعية الكاملة لتصنيع التاكسول، الذي يستخدم على نطاق واسع لعلاج السرطان مثل سرطان الثدي والمبيض والرئة، وحاليا يُعد تصنيع التاكسول معقدا ومكلفا وملوثا ، وينطوي على عمليات شبه تخليقية تتطلب خطوات كيميائية قاسية ومذيبات سامة ومواد خام يصعب الحصول عليها.
وبعد 30 عاما من البحث ، حدد باحثون من جامعة كوبنهاغن الإنزيمين الأخيرين المفقودين ليتم تصنيع التاكسول بالكامل بواسطة الخلايا الحية، وقام الباحثون باستنساخ الجينات المأخوذة من شجرة الطقسوس، المسؤولة عن إنتاج التاكسول، ونقلوها إلى خلايا الخميرة، وكانت النتيجة أن هذه الخمائر أنتجت الدواء بشكل طبيعي، كما لو كانت نباتات بنفسها. وبالإضافة إلى الأداء العلمي، يمكن لهذا الاكتشاف أن يغير قواعد اللعبة للعديد من المرضى بحسب المؤلف الأول للدراسة "فيان ليانغ، حيث يمكن أن تخفض هذه الطريقة تكلفة الإنتاج إلى النصف، مما يجعل الدواء ميسور التكلفة بشكل كبير، خاصة في البلدان النامية، حيث يتزايد عدد حالات السرطان مثل سرطان المبيض بشكل حاد، وتتميز هذه العملية أيضا بأنها أكثر احتراما للبيئة، فهي تقلل من استخدام المذيبات الكيميائية، وتحمي أشجار الطقسوس، وهي أشجار تُستغل حاليا بشكل مفرط، وتسمح بإنتاج محلي أكثر، وأقل اعتمادا على سلاسل التوريد العالمية.
وقد تقدم الفريق الدانماركي بطلب للحصول على براءة اختراع ويخطط لإنشاء شركة لإنتاج التاكسول "الجيل الجديد" على نطاق واسع حتى يكون متاحا لعدد أكبر من المرضى حول العالم .
سامية إخليف
